مشكلة ترهل الجفن أو ما يُطلق عليها تدلي الجفون. عند حدوث هذه المشكلة فإن حافة الجفن العلوي للعين، ينزل لمستوى دون الحالة الطبيعية.
في الحالات الشديدة من المشكلة، قد يغطي الجفن العلوي جزء أو كل حدقة العين، بحيث يُعيق الرؤية!
قد تصيب مشكلة ترهل الجفون عين واحدة أو كلتا العينين معاً. و قد تظهر هذه المشكلة منذ الولادة (تدلي الجفن الخلقي)، أو قد تتطور بشكل تدريجي مع مرور السنوات.
في بعض الأحيان فإن مشكلة تدلي الجفن تكون مشكلة منفصلة بحد ذاتها. بحيث تغير مظهر الشخص دون أو تؤثر على الصحة أو على الرؤية.
في الحالات الأخرى، فإن مشكلة تدلي الجفن قد تعتبر إشارة تحذيرية تشير لوجود مشكلة صحية كامنة. تؤثر على العضلات أو الأعصاب أو الدماغ أو على العين!
عندما تتطور مشكلة ترهل الجفن خلال ساعات أو أيام محدودة فقط. فإنها غالباً ما تكون إشارة تحذيرية لمشكلة صحية.
أسباب ترهل الجفن:
من الأسباب الأكثر شيوعاً المؤدية لتدلي الجفن، نذكر ما يلي:
تدلي الجفن الخَلقي Congenital ptosis :
في هذه الحالة يولد الطفل و هو يعاني من ترهل الجفن، نتيجة مشكلة في النمو. و التي تتضمن العضلات التي ترفع الجفن العلوي (العضلات الرافعة).
في 70% من الحالات تقريباً، فإن هذه المشكلة تصيب عين واحدة فقط.
إذا كانت درجة تدلي الجفن بحيث تعيق عملية الرؤية، أو تؤثر على رؤية الطفل. إذاً يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية، لتصحيح المشكلة باكراً. و الوقاية من فقدان الرؤية بشكل دائم لاحقاً!
تدلي الجفون السفاقي Aponeurotic ptosis:
و هو تدلي الجفن المرتبط مع الشيخوخة أو التقدم في السن.
يُعتبر التقدم في السن أحد أكثر الأسباب شيوعاً المؤدية لتدلي الجفون، التي لا تكون موجودة هذه المشكلة منذ الولادة.
تؤدي آثار الجاذبية و الشيخوخة على المدى الطويل إلى تمدد نسيج عريض يشبه الأوتار، الذي يساعد العضلة الرافعة للجفن العلوي على رفع الأجفان.
على الرغم من أن كلتا العينين تتأثران عادةً. لكن قد تكون درجة تدلي الجفن في إحدى العينين أسوأ من العين الأخرى.
مرض الوهن العضلي الوبيل Myasthenia gravis:
قد تكون مشكلة تدلي الأجفان هي إحدى الأعراض الأولى لمرض الوهن العضلي الوبيل. و هو مشكلة صحية نادرة، تؤثر على طريقة استجابة العضلات للرسائل العصبية.
قد يؤدي مرض الوهن العضلي الوبيل إلى تدهور تدريجي في العضلات. و لا يقتصر الأمر فقط على عضلات الأجفان. لكنه يؤثر أيضاً على عضلات الوجه و الذراعين و الساقين و غيرها من مناطق الجسم.
أمراض العضلات:
قد تكون مشكلة ترهل الجفن، هي مؤشر على وجود مرض وراثي في العضلات، يُعرف باسم الضمور العضلي العيني البلعومي! oculopharyngeal muscular dystrophy.
عند وجود هذه المشكلة، فإنها تؤثر على حركة العين. و تسبب صعوبة في البلع أيضاً.
بالنسبة للبالغين الصغار في السن (في مرحلة الشباب)، يمكن أن يكون سبب هذه المشكلة مجموعة من أمراض العضلات، تدعى شلل العين الخارجي التدريجي progressive external ophthalmoplegia. الذي يسبب تدلي الأجفان في كلتي العينين معاً. كما يسبب مشاكل في حركة العين. و في بعض الأحيان قد يشمل مشاكل في عضلات أخرى كعضلات البلعوم أو عضلة القلب!
مشاكل في الأعصاب:
على اعتبار أن عضلات العين يتم التحكم بها بواسطة الأعصاب القادمة من الدماغ. فإن أي مشكلة صحية أو إصابة تؤثر على الدماغ أو الأعصاب القحفية، في بعض الأحيان قد تسبب تدلي الأجفان أيضاً.
و التي تتضمن المشاكل الصحية التالية:
- السكتة الدماغية
- أورام الدماغ
- توسع الأوعية الدموية في الدماغ (تورم يشبه عنقود العنب يصيب الأوعية الدموية داخل الدماغ)
- أو الاعتلال العصبي السكري
من الأسباب العصبية الأخرى المؤدية لتدلي الأجفان:
- نذكر متلازمة هورنر Horner’s syndrome. و التي تسبب صغر حجم بؤبؤ العين بشكل غير طبيعي. و عدم القدرة على التعرق في نصف واحد من الوجه!
أحد الأسباب الخطيرة المؤدية لمتلازمة هورنر هي وجود ورم سرطاني على الجزء العلوي من الرئتين!!
مشكلة موضعية في العين:
في بعض الأحيان، قد يحدث تدلي في الجفن نتيجة وجود عدوى أو ورم في جفن العين. سواءً ورم داخل جحر العين أو أسفل العين.
أعراض تدلي الأجفان:
يُشير الطبيب لخطورة تدلي الأجفان بالاعتماد على قياسات دقيقة يجريها على الجفن و فتحة العين.
كما يمكنك رؤية المشكلة من خلال النظر للأمام مباشرةً في المرآة:
- عندما تنظر إلى عينك، يجب أن يكون جزء كبير من قزحية العين (الدائرة الملونة للعين) مرئياً فوق بؤبؤ العين. و لا يجب أن يغطي الجفن أي جزء من البؤبؤ نفسه.
إذا كنت تعاني من تدلي الأجفان:
- فإن الجفن المتدلي سيضيق فتحة العين. مما يجعل العين المصابة تبدو أصغر حجماً من الطبيعي.
- كما قد تفقد أيضاً التجعيدة أو ثنية الجلد التي تقع عادةً بين الجفن العلوي و الحاجب.
إذا كانت درجة تدلي الجفن، تغطي بؤبؤ العين. و تحدّ من القدرة على الرؤية:
- قد تحاول التغلب على هذه المشكلة بشكل لا شعوري عن طريق رفع حاجبيك!
- هذه الحركات المتكررة، ستؤدي للإصابة بالصداع (صداع التوتر). و يعطي العين مظهر المتفاجِئ.
- كما قد تميل ذقنك باتجاه الأعلى، و تنظر لأسفل أنفك، كطريقة للرؤية من الهامش السفلي لجفنك.
إذا كان تدلي الجفن لديك بسبب وجود مشكلة صحية كامنة:
غالباً ما تشكو من أعراض أخرى متعلقة بالمشكلة الصحية المسببة.
على سبيل المثال، إذا كان تدلي الجفن بسبب الوهن العضلي الوبيل:
قد تشكو من مضاعفة الرؤية، ضعف في الذراع أو الساق، صعوبة في التحدث و في البلع أو التنفس!
بالنسبة للرضع الذين لديهم ترهل جفن خَلقي:
- فغالباً 30% تقريباً من هذه الحالات لديهم أيضاً مشكلة الحَوَل (عيون متقاطعة)، أو بعض الاضطرابات التي تؤثر على حركة و وضعية العين.
في حالات تدلي الجفن الناتج عن متلازمة هورنر:
- فإن بؤبؤ العين يكون صغيراً بشكل ملحوظ و غير طبيعي.
إذا كنت تشكو من تدلي الجفن البسيط غير المعقد. لن تعاني من أي أعراض ثانية.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
يجب عليك استشارة الطبيب حالاً إذا حدثت مشكلة تدلي الجفن لديك كما في الحالات التالية:
- إذا تطورت المشكلة بشكل مفاجئ خلال ساعات قليلة أو أيام قليلة فقط!
- إذا صاحب تدلي الجفن، مضاعفة الرؤية (رؤية مزدوجة)، أو ضعف في عضلات الوجه، أو ضعف في عضلات الذراعين أو الساقين، أو صعوبة في التحدث أو البلع أو صداع شديد.
- إذا رافق تدلي الجفن أعراض تشير لوجود عدوى في العين، بما في ذلك ألم أو احمرار العين أو ارتفاع الحرارة أو صعوبة في تحريك العين.
- كما يجب استشارة الطبيب إذا حدثت مشكلة تدلي الجفن مع التقدم في السن لكنها أصبحت تؤثر على عملية الرؤية، أو تؤثر على مظهر العين بشكل ملحوظ.
- كما يجب استشارة الطبيب إذا كانت جفون طفلك تبدو غير متساوية. أو بَدَت عين واحدة أصغر من الأخرى. أو بدا أن طفلك يحمل رأسه في وضع غير طبيعي. كأن يميل الذقن إلى الأعلى كي يرى!
في معظم الحالات، تكون النتيجة العلاجية جيدة. و عادةَ ما تكون الجراحة خيار جيد لتصحيح المشكلة لدى الأطفال مع تدلي الجفن الخلقي، و لدى الكبار في السن مع تدلي الجفن المرتبط بالتقدم بالعمر.
لكن في بعض الحالات، فإن الجراحة التصحيحية تسبب بقاء العين مفتوحة قليلاً أثناء النوم. و بالتالي يحتاج الشخص لتطبيق قطرة عينية مرطبة أو مزلق للعين، للوقاية من جفاف العين.
الاختبارات و التشخيص:
إذا لاحظت أن مشكلة تدلي الأجفان، تصيب كلتي العينين بشكل متقدم مع العمر:
إذاً قد يكون لديك تدلي الجفن البسيط المرتبط مع التقدم في السن.
- بعض صورك القديمة عندما كنت أصغر سناً، قد تؤكد التشخيص عادةً. حيث تلاحظ زيادة تدلي الجفن بشكل تدريجي على مرّ السنين.
أما في الحالات الأخرى من ترهل الأجفان، يجب أن يتم تشخيص المشكلة من قِبَل الطبيب.
- و يتم ذلك من خلال مراجعة كافة الأعراض التي تشكو منها عموماً. و لا يقتصر الأمر فقط على الجفن. و يتضمن ذلك مضاعفة الرؤية أو تعب العضلات أو صعوبة التحدث أو البلع أو الصداع أو الخدر و التنميل في أي منطقة من الجسم.
- كما يتم مراجعة التاريخ الصحي السابق سواءً للمريض أو العائلة و أي أمراض عضلية موروثة.
- ثم يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات البدنية و العصبية.
إذا وجد الطبيب أي خلل غير طبيعي، يطلب إجراء الفحوصات و التحاليل تبعاً لنوع الخلل أو المشكلة الكامنة:
- قد يحتاج المريض لإجراء التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي، إذا كان يشكو من أي مشكلة أو خلل في الأعصاب. أو إذا كشف فحص العين عن وجود كتلة أو ورم داخل مقبس العين.
- إذا كان المريض يشكو من ضعف في العضلات، أو غيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالعضلات. قد يطلب الطبيب إجراء تحليل للدم، للكشف عن الوهن العضلي الوبيل.
- أو قد يجري اختبار تينسيلن Tensilon test. و هو عبارة عن دواء يحتوي على مادة إيدروفونيون كلوريد edrophonium chloride. بحيث يتم حقنه داخل الوريد. إذا كان المريض يعاني من الوهن العضلي الوبيل، سوف يعكس هذا الدواء، و يُشير لضعف العضلات خلال دقائق.
- من الممكن أيضاً الاعتماد على أخذ خزعة من العضلة لتشخيص المشاكل العضلية الأقل شيوعاً. و يتم ذلك من خلال إزالة جزء صغير جداً من النسيج العضلي و فحصه تحت المجهر.
علاج تدلي الجفون: (علاج ترهل الأجفان)
إذا كانت مشكلة تدلي الجفن المرتبطة مع التقدم بالسن، تعيق عملية الرؤية أو تؤثر بشكل كبير و جَدّي على مظهر الشخص:
يمكن القيام بالجراحة التجميلية عادةً لتصحيح المشكلة، من خلال رفع الجفن جراحياً.
بالنسبة لمعظم المرضى البالغين، يتم إجراء هذه العملية في العيادة الخارجية تحت تأثير المخدر الموضعي فقط.
يُفضّل الاعتماد على المخدر الموضعي بدلاً من التخدير العام عموماً، لأنه يسمح للطبيب بالتحكم و قياس وضعية الجفن و العين مفتوحة.
إذا ولد الطفل و هو يعاني من تدلي الجفن الخَلقي الشديد:
غالباً ما يقترح الطبيب إجراء جراحة تصحيحية فورية. لأن العلاج المبكر يقلل من خطورة تلف الرؤية الدائم.
إذا كان الطفل يعاني من حالة خفيفة من تدلي الجفن، بحيث لا تعيق الرؤية:
قد يقترح الطبيب الانتظار حتى بلوغ سن الثالثة أو الخامسة، لتصحيح المشكلة. و إجراء هذه العملية خلال مرحلة الطفولة، تتم بالاعتماد على التخدير العام و ليس التخدير الموضعي.
إذا كان المريض يعاني من تدلي الجفن الناتج عن مرض في العضلات أو في الأعصاب أو مشكلة موضعية في العين:
سيتم علاج المرض الكامن المسبب لتدلي الجفن.
في بعض الحالات هذا العلاج إما سيتحسن و يخفف من مشكلة تدلي الجفن. أو فقط ليحافظ عليه من التفاقم، و كي لا يصبح الوضع أسوأ.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية و شكراً للمتابعة..
المرجع و الصورة المرفقة:
https://www.health.harvard.edu/staying-healthy/drooping-eyelid-ptosis
https://www.flickr.com/photos/plasticeyesurgery