متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré Syndrome (GBS)

1045 0
1045 0
متلازمة غيلان باريه

متلازمة غيلان باريه هي عبارة عن اضطراب مناعي ذاتي خطير و نادر، يصيب الجهاز العصبي. حيث يقوم الجهاز المناعي الداخلي بمحاربة الخلايا العصبية الصحية في الجهاز العصبي الطرفي. مما قد يؤدي إلى ضعف و شلل قد يستمر لعدة أشهر أو سنوات.

يطلق عليه أيضاً اسم الاعتلال الالتهابي الحاد للجذور و الأعصاب المزيل للميالين acute inflammatory demyelinating polyradiculoneuropathy (AIDP). مما يؤدي إلى ضعف و خدر و تنميل، ينتهي بالشلل.

السبب الأساسي وراء الإصابة بهذه المتلازمة غير معروف تماماً. لكن يتم تحفيزه بعد الإصابة بالعدوى، مثل عدوى الجهاز التنفسي كالالتهاب الرئوي، أو عدوى الجهاز الهضمي كالتهاب المعدة أو الأمعاء.

للأسف لا يوجد علاج شافِ تماماً من هذا الاضطراب المناعي، إنما يمكن السيطرة عليه و تخفيف حدة الأعراض و تقصير فترة المرض.

أعراض متلازمة غيلان باريه:

  • تبدأ أولى أعراض متلازمة غيلان باريه عادةً بالإحساس بالخدر و التنميل في أصابع القدمين و الساقين. ثم ينتشر هذا الإحساس ليطول الذراعين و الأصابع.

تتطور أعراض المرض بسرعة قصوى. و في بعض الحالات قد تصبح الأعراض شديدة للغاية خلال بضعة ساعات فقط.

تتضمن الأعراض الأخرى لمتلازمة غيلان باريه ما يلي:

  • الإحساس بالوخز في أصابع اليدين و القدمين
  • ضعف في عضلات الساقين، الذي ينتقل لاحقاً للجزء العلوي من الجسم. و يصبح أسوأ مع مرور الزمن
  • صعوبة في المشي بشكل ثابت
  • صعوبة في تحريك العينين أو الوجه أو التحدث أو المضغ أو البلع
  • ألم شديد في أسفل الظهر
  • فقدان القدرة على التحكم بالمثانة
  • تسرع ضربات القلب
  • صعوبة في التنفس
  • الشلل

أسباب متلازمة غيلان باريه و العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:

كما ذكرت سابقاً، السبب الأساسي للإصابة بهذه المتلازمة غير معروف حالياً.

لكن معظم حالات مرضى هذه المتلازمة، تطورت لديهم الأعراض مباشرةً بعد الإصابة بالإسهال أو عدوى الجهاز التنفسي.

بناءً على ذلك اقترح مركز التحكم و الوقاية من الأمراض، أن متلازمة غيلان باريه يتم تحفيزها كنتيجة استجابة مناعية غير مناسبة للمرض أو العدوى السابقة لها.

من العوامل الخطيرة الأكثر شيوعاً المؤدية لمتلازمة غيلان باريه، هي العدوى ببكتيريا Campylobacter jejuni infection المسببة للإسهال. و التي تتواجد عادةً في الطعام غير المطهي جيداً خاصةً الدواجن.

كما قد تتطور متلازمة غيلان باريه بعد الإصابة بأي من حالات العدوى التالية:

قد يصاب أي شخص بمتلازمة غيلان باريه، لكنها أكثر شيوعاً لدى البالغين بعد عمر الخمسين.

متلازمة غيلان باريه و لقاح الكريب (لقاح الانفلونزا) :

في حالات نادرة جداً جداً، قد تتطور متلازمة غيلان باريه خلال أيام إلى أسابيع بعد تلقي لقاح الانفلونزا.

يتراوح حدوث ذلك تبعاً لموسم الانفلونزا. من بين كل 1 مليون حقنة لقاح كريب، قد تصيب هذه المتلازمة شخص أو اثنين بعد اللقاح.

لدى مركز السيطرة و الوقاية من الأمراض، و إدراة الغذاء و الدواء الدولية، أنظمة مطبقة من أجل:

  • مراقبة سلامة اللقاحات
  • الكشف عن الأعراض المبكرة أو التأثيرات الجانبية
  • تسجيل أي حالات إصابة بمتلازمة غيلان باريه التي تتطور بعد تلقي اللقاح

يشير مركز التحكم و الوقاية من الأمراض، أن تطور متلازمة غيلان باريه بعد الإصابة بعدوى الانفلونزا، أكثر حدوثاً من تطورها بعد اللقاح.

متلازمة غيلان باريه و لقاح الكوفيد 19 Johnson & Johnson COVID-19 vaccine:

ظهرت بعض حالات متلازمة غيلان باريه كذلك بعد تلقي لقاح الكوفيد 19 نوع جونسون.

تبعاً لمنظمة الغذاء و الدواء العالمية، في 13 من الشهر السابع عام 2021م، فإن مئة فرد في الولايات المتحدة الأمريكية قد أصيبوا بمتلازمة غيلان باريه بعد حصولهم على لقاح كوفيد 19 من نوع جونسون J&J vaccine.

حيث كانت النسبة إصابة 8 حالات بمتلازمة غيلان باريه من بين كل مليون شخص حصلوا على لقاح كوفيد 19 نوع جونسون.

أشارت منظمة الغذاء و الدواء العالمية تحذير، بزيادة خطورة تطور متلازمة غيلان باريه خلال 42 يوم من تلقي اللقاح. لكن على الرغم من زيادة خطورة الإصابة بمتلازمة غيلان باريه، ما زالت تعتبر نادرة الحدوث.

الاختبارات و التشخيص:

  • في البداية من الصعب تشخيص متلازمة غيلان باريه. و ذلك لأن أعراضها مشابهة تماماً لأعراض الاضطرابات العصبية الأخرى أو المشاكل الصحية التي تصيب الجهاز العصبي.

من الأمثلة عن هذه الاضطرابات العصبية نذكر التهاب السحايا و التسمم بالمعادن الثقيلة الناتجة عن الرصاص أو الزرنيخ أو النحاس.

  • يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة لتحديد الأعراض تماماً و التاريخ الصحي للمريض.
  • كما يلجأ لبعض الفحوصات لتأكيد التشخيص و التي تتضمن ما يلي:

البزل القطني الشوكي lumbar puncture:

يتمثل بأخذ كمية صغيرة من السائل النخاعي الشوكي من أسفل الظهر. و فحصه للكشف عن مستويات البروتينات.

فالأفراد المصابون بمتلازمة غيلان باريه تكون مستويات البروتينات في السائل النخاعي الشوكي أعلى من المستويات الطبيعية.

التصوير الكهربائي Electromyography (EMG):

هو عبارة عن اختبار لفحص وظيفة العصب. يقرأ النشاط الكهربائي للعضلات. لتحديد ما إذا كان ضعف العضلات ناجماً عن تلف الأعصاب أو تلف العضلات.

اختبار سرعة التوصيل العصبي:

يمكن استخدام اختبارات سرعة التوصيل العصبي لاختبار مدى استجابة الأعصاب و العضلات للنبضات الكهربائية الصغيرة.

علاج متلازمة غيلان باريه:

متلازمة غيلان باريه هي مشكلة التهابية ذاتية المناعة، تخف من تلقاء نفسها.

لكن أي شخص مصاباً بهذه المتلازمة، يجب عليه أن يذهب إلى المشفى لإجراء فحوصات و متابعة عن قرب. فالأعراض تتفاقم بسرعة قصوى و قد تكون مهددة للحياة.

في الحالات الشديدة، قد يحدث شلل كامل للجسم. و تصبح مهددة للحياة إذا أثر الشلل على عضلات الصدر و على عملية التنفس.

يهدف العلاج لتخفيف شدة الأعراض عند حدوث الهجمة المناعية، و تعزيز وظائف الجسم مثل وظائف الرئة.

قد تتضمن العلاجات البلازما و الغلوبيولين المناعي الوريدي.

تبادل البلازما: Plasmapheresis (plasma exchange)

يقوم الجهاز المناعي بإنتاج أجسام مضادة، و هي عبارة عن بروتينات تقوم بمهاجمة البكتيريا و الفيروسات و غيرها من المواد الضارة بشكل طبيعي.

تحدث متلازمة غيلان باريه عندما يقوم الجهاز المناعي (عن طريق الخطأ) بتكوين أجسام مضادة تهاجم الخلايا العصبية الصحية.

الهدف من تبادل البلازما هو إزالة الأجسام المضادة التي تهاجم الأعصاب من مجرى الدم.

خلال هذه العملية، يتم استخدام آلة لإزالة الدم من الجسم. تعمل هذه الآلة على إزالة الأجسام المضادة من الدم، و من ثم إعادة الدم إلى الجسم.

الحقن الوريدي للغلوبيولين المناعي:Intravenous immunoglobulin (IVIG)

يحتوي الغلوبيولين المناعي على أجسام مضادة طبيعية و صحية للمتبرعين.

تساعد الجرعات العالية من الغلوبيولين المناعي في منع الأجسام المضادة المسببة لمتلازمة غيلان باريه.

كلا الاختيارين لهما نفس الفعالية.

و تشمل الخيارات العلاجية الأخرى:

  • مسكنات الألم و مضادات تخثر الدم، عندما يكون الشخص عاجز عن الحركة.
  • كما يحتاج المريض للمعالجة الفيزيائية أيضاً. و خلال هجمات و أزمات المرض الحادة، فإن فريق العناية الطبية، يقوم بتحريك ذراعي و ساقي المريض، للحفاظ على المرونة.
  • كما يعمل المعالج على تقوية العضلات من خلال أداء مجموعة من النشاطات اليومية، متى ما بدأ المريض مرحلة التعافي. يتضمن ذلك أداء نشاطات العناية الشخصية مثل ارتداء الملابس.

المخاطر و المضاعفات الناتجة عن متلازمة غيلان باريه:

إن الضعف و الشلل الذي يرافق متلازمة غيلان باريه، قد يؤثر على عدة أجزاء من الجسم.

  • قد تتضمن المضاعفات الناتجة، صعوبة في التنفس، عندما ينتشر الضعف أو الشلل للعضلات التي تتحكم بالتنفس.

في حال حدوث ذلك، قد يحتاج المريض لجهاز إنعاش لمساعدته على التنفس.

و من المضاعفات الناتجة أيضاً، نذكر ما يلي:

  • الإحساس بالخدر و الضعف حتى بعد التعافي من هجمة المرض.
  • مشاكل في القلب و ضغط الدم
  • الألم
  • بطء حركة الأمعاء و المثانة
  • تخثر الدم و تقرحات الفراش

يمكن تقليل جلطات الدم والتقرحات الناتجة عن عدم الحركة:

  • تناول المميعات الدموية و ارتداء الجوارب الضاغطة، قد تخفف من التخثر و تقي من الجلطات.
  • تغيير وضعية الجسم بشكل متكرر، يؤدي لتخفيف ضغط الجسم المطول الذي يؤدي إلى تقرحات الفراش.

المراجع:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/167892

https://www.healthline.com/health/guillain-barre-syndrome

https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/guillainbarr-syndrome

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/guillain-barre-syndrome/symptoms-causes/syc-20362793

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/unwomeneuropecentralasia

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك