يختلف الطفل الخجول عن الطفل الانطوائي. فالوضع مختلف بينهما، على الرغم من أنه قد يبدو متشابهاً.
- الطفل الانطوائي يستمتع بقضاء الوقت بمفرده. و ينفذ عاطفياً بعد قضاء وقت طويل مع الآخرين.
- الطفل الخجول لا يرغب بالضرورة أن يكون وحيداً. لكنه يخاف من التفاعل مع الآخرين.
افترض مثلاً طفلين في نفس الصف الدراسي. أحدهم انطوائي و الآخر خجول. يقوم المدّرس بتنظيم نشاطات لجميع أطفال الصف. الطفل الانطوائي سوف يرغب بالبقاء في مقعده المخصص و قراءة كتاب. لأنه يشعر أن وجوده مع الآخرين يدعو للتوتر. أما الطفل الخجول، يرغب بالانضمام إلى الأطفال الآخرين. لكنه يبقى في مقعده المخصص، لأنه يشعر بالخوف من الانضمام للآخرين!
من الممكن مساعدة الطفل الخجول للتغلب على المشكلة. لكن الطفل الانطوائي، هذه الصفة جزء من شخصيته مثل لون شعره أو لون عينيه. بعبارة أخرى، من الممكن معالجة الخجل. لكن لا يمكن علاج الانطوائية.
بينما تتوفر الأساليب العلاجية لمساعدة الشخص الخجول. فإن محاولة تغيير الطفل الانطوائي إلى شخص منطلق، قد تسبب له التوتر. و تؤدي إلى مشاكل تؤثر على ثقته بنفسه!
الانطوائية:
بعض الأطفال هم انطوائيون بطبيعتهم. قد يعتبر البعض أن الانطوائية هي خلل في الشخصية أو تعجرف أو شخص معادي للمجتمع! و للتعامل مع القلق الخاص بهم، غالباً ما يُجبر الوالدين الطفل الانطوائي على التعامل مع الآخرين بطريقة غير طبيعية و غير مريحة. قد يتعلم الانطوائي استراتيجيات، تساعده على التعامل مع الحالات الاجتماعية. لكنه سوف يبقى دائماً انطوائي بطبيعته.
- الانطوائي هو شخص غير حازم و لا متحمس للمواقف الاجتماعية التحفيزية.
- بينما ينمو بعض الأطفال و يزدهرون اجتماعياً و عاطفياً، من خلال التفاعلات بين المجموعة. فإن الطفل الانطوائي يختبر العكس!
- عادةً يكون الشخص الانطوائي أكثر تعاطفاً و تواصلاً مع الأشخاص، بالمقارنة مع الأطفال الاجتماعيين. الفرق الوحيد أنه يميل للقيام بذلك ضمن علاقة حميمة. و أقل قدرة على الامتثال لمتطبات المجموعة.
- يدرك تماماً كيف يتفاعل الآخرين . فالطفل الانطوائي غالباً ما يتخذ خطوات للتحرك خارج منطقة الراحة الخاصة به، عادةً في المدرسة المتوسطة أو الثانوية. إنما بشكل عام يكون الانطوائي أكثر سعادة في الحفاظ على دائرة صغيرة من العلاقات الاجتماعية.
- ليس بالضرورة أن يكون الطفل الانطوائي خجولاً. بل في الحقيقة بعضهم يتمتع بمهارات اجتماعية ممتازة. لكن بعد الاندماج في النشاطات الاجتماعية، فإن الشخص الانطوائي يشعر بنفاذ عواطفه. و يحتاج للبقاء وحيداً لإعادة شحن عواطفه.
إذا كنت تشعر أن طفلك انطوائي. ربما من الأفضل إلقاء نظرة على بعض سمات الانطوائية. و مقارنة نسبة تطابق الصفات مع طفلك.
من الضروري رؤية السمات التي يتمتع بها الطفل الانطوائي و التي تتضمن:
- الطفل الانطوائي قد لا يُبدي الحماس الجامح تجاه الأطفال الآخرين. لكن ضبط النفس لديهم، عادةً ما يسمح لهم بإنشاء المزيد من الخيارات المدروسة.
- الطفل الانطوائي أقل تأثراً و رضوخاً لضغط الأقران. و عادةً ما يتم تجنبه من قبل أولئك الذين قد يؤثرون عليه من أقرانه.
- معظم الأطفال الانطوائيون يفضلون التعامل مع العائلة و الأصدقاء المقربين. و غالباً ما يلجؤون للأهل، لتلقّي الدعم الذي يحتاجونه.
- يميل الشخص الانطوائي للتركيز بشكل أكبر. و من النادر أن يتأثر بوسائل الإعلام أو الرأي الأعلى في الغرفة.
كيف يمكنني مساعدة الطفل الانطوائي:
أول شيء يجب فعله هو التمييز أن الانطوائية ليست اضطراب بحاجة لعلاج. أي طفلك الانطوائي فعلياً ليس بحاجة لمساعدة!
بكل الأحوال للتأكد أن طفلك الانطوائي سعيد، و بتمتع بصحة جيدة:
هنالك بعض النقاط يجب عليك فعلها، للتعامل مع الطفل الانطوائي:
أنت كوالد.. أفضل هدية بإمكانك تقديمها لطفلك الانطوائي هي القبول. فكما تحتاج لتشجيع طفلك على التمارين و النشاطات البدنية و التفاعلات الصحية. فمن الضروري بنفس القدر من الأهمية، أن تحدد النقاط و الأماكن التي تحفز النمو العاطفي و الفكري لطفلك.
التقبّل:
- معنى ذلك ليس بالضرورة أن يكون منزلك مليئاً بأصدقاء طفلك بشكل منتظم.
- تقبّل أن طفلك دون شك يستمتع بقضاء الكثير من الوقت بمفرده.
- تقبّل أن يكون لطفلك عدد قليل فقط من الأصدقاء المقربين.
- احرص أيضاً على تمضية بعض الوقت مع طفلك خاصةً بعد قضاء النشاطات الاجتماعية.
إذا كان طفلك في حفلة على سبيل المثال. لا تشعر بالإحباط إذا رغب طفلك بتمضية بعض الوقت بمفرده. الذهاب من نشاط اجتماعي إلى آخر، حتى و إن كان عشاء عائلي، قد يدعو للتوتر بعض الشيء بالنسبة لطفلك. الطفل يحتاج بالدرجة الأولى إلى الحب و التفهم.
إذا تقبلت هذه الأمور.. سوف يقلّ مستوى الضغط على طفلك، للاندماج بالنشاطات الاجتماعية، بدلاً من قضاء وقته بالطريقة التي تريحه.
أخيراً اسأل نفسك.. هل طفلك الانطوائي سعيد؟ إذا كانت الإجابة نعم.. حاول أن ترجع خطوة إلى الوراء و تترك جانباً أي مخاوف أو توقعات غير ضرورية لا داعِ لها.
و في نهاية المطاف.. الانطوائية ليست اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب الشخصية التجنبية. إنها ببساطة مظهر من سمات شخصية طفلك . تقاسمها سابقاً بعض أبرز الشخصيات في التاريخ مثل أبراهام لنكولن و ألبرت آينشتاين و بيل غيتس و مهماتا غاندي!
الخجل:
- في بعض الأحيان قد يكون الخجل عنيداً لدى الطفل. لكن مع التدخل المناسب، من الممكن أن يتخطى الطفل هذه المرحلة. و يتلاشى قلقه من أن يكون حول الآخرين.
- غالباً ما ينمو الأطفال الصغار، و يتخطون هذه المرحلة من تلقاء نفسهم. خاصةً عند يصبح التفاعل الاجتماعي ضرورة تقريباً في مرحلة المراهقة.
- تتراوح شدة الانزعاج من الخجل من طفل لآخر. قد يسبب الخجل الإزعاج البسيط لطفل ما. بينما قد يكون شديد الإزعاج بالنسبة لطفل آخر.
- عادةً الطفل الخجول يرغب أن يكون اجتماعياً ، لكن لا يمكنه إدراة السلوك الصحيح. لأنه يصبح شديد القلق. و بالتالي كما لو أصيب بالشلل.
أهم النصائح للتعامل مع الطفل الخجول أو الانطوائي، و دعم بناء شخصيته:
- أن يكون الطفل انطوائي. هذا شيء لا يدعو للخجل.
- درّب طفلك على الاندماج اجتماعياً بشكل تدريجي و بطيء. مثلاً خذ طفلك إلى المدرسة باكراً بعض الشيء قبل أن يبدأ الدوام.
- هيّئ طفلك مسبقاً عن اقتراب بداية العام الجديد، و افتتاح المدارس قبل بضعة أيام من بداية الفصل الجديد.
- لا تضغط على طفلك و وفّر له الاستراحات التي يحتاجها من النشاطات الاجتماعية المتلاحقة.
- أَثنِ على طفلك. و عبّر له عن مشاعرك. و أنه ذو قيمة كبيرة لديك.
- ساعده على تكوين علاقات مع الآخرين و التعرف على أصدقاء.
- عزّز ثقته بنفسه. و عندما يُبدي تقدم جديد اذكره له. و بيّن له أنك تميز التقدم الذي يصنعه.
- طوّر مشاعر و شغف طفلك. مثلاً قد يُبدي الطفل الخجول الاهتمام بنشاط ما. ساعده على إبراز و تطوير اهتماماته. افتح له الطريق و تلقّى الصعوبة بدلاً عنه.
- تحدّث مع مدرس طفلك. فالتعاون بين المدرس و الأهل أمر ضروري في بناء شخصية الطفل.
- درّب طفلك على التحدث و إبداء الرأي بأدب.
- استمع إلى طفلك و شجّعه على مبادلتك مشاعره و تجاربه و أفكاره.
- أدرك أن طفلك قد لا يطلب المساعدة. و أنه يحتاج لقضاء بعض الوقت بمفرده ضمن حيزه الخاص.
- درّب طفلك بالتدريج، أنه في بعض الأحيان نحن بحاجة لتوسيع الدائرة المحيطة بنا. و الخروج من منطقة الراحة الخاصة بنا. سواءً الطفل الخجول أو الانطوائي، كلاهما بحاجة للحفاظ على أدبهم و حسن سلوكهم في الأجواء الاجتماعية. حتى و إن كانوا بفضلون البقاء بمفردهم أو الاختباء في السرير!
عندما يكبرون و بالاعتماد على نوعية المهنة التي يفضّلونها، قد يحتاجون لقضاء المزيد من الوقت مع الآخرين ، باحترافية أكثر مما يفضلون بطبيعتهم. لذلك من الضروري الاعتياد على العيش مع العالم المفتوح من حين لآخر . فذلك سوف يفيدهم لاحقاً في المستقبل.
و من النشاطات التي يُنصح بها للطفل الخجول أو الانطوائي:
كتابة القصص، تربية الحيوانات الأليفة، الاستمتاع بمختلف أنواع الفنون للتعبير عن مشاعرهم.
المراجع:
https://www.learning-mind.com/introverted-shy-kids/
https://www.verywellfamily.com/traits-of-introverts-1449351
https://www.verywellfamily.com/the-difference-between-being-shy-and-being-introverted-1448616
https://www.16personalities.com/articles/is-your-child-shy-or-introverted-some-thoughts-for-parents