مخاطر التخدير القطني (التخدير النخاعي أو الشوكي أو النصفي) و أعراض تلف العصب

5044 0
5044 0

في المقال السابق تحدثتُ عن ميزات التخدير القطني و مراحل تطبيقه. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع عن التأثيرات الجانبية و مخاطر التخدير القطني و المضاعفات الناتجة عنها.

الأعراض الجانبية و المضاعفات الناتجة عن التخدير القطني:

التأثيرات الجانبية الشائعة:

  • بعض أنواع الأدوية التي يتم استخدامها في التخدير القطني قد تسبب الحكّة.
  • كما قد يسبب التخدير القطني انخفاض ضغط الدم. و في حال حدوث ذلك، يقوم طبيب التخدير بإعطاء السوائل و أدوية ضمن التسريب الوريدي، لرفع ضغط الدم المنخفض.
  • قد يشعر المريض بصعوبة التبول. خاصةً لدى الرجال. و في حال حدوث ذلك، قد يحتاج المريض لقسطرة بولية إلى أن يزول تأثير التخدير القطني نهائياً. و يعود عمل المثانة للوضع الطبيعي.

التأثيرات التي تحدث لدى بعض الأفراد و ليس الجميع:

الصداع السيء!

و هو ما يحدث لدى فرد من بين 200-300 شخص ممن خضعوا للتخدير القطني. خاصةً بالنسبة للأفراد الأصغر سناً، فهم أكثر عرضة للإصابة بالصداع، بالمقارنة مع الكبار في السن الذين خضعوا للتخدير القطني.

هذا النوع من الصداع يختلف عن الصداع العادي. حيث يصبح أسوأ أثناء الجلوس أو الوقوف. لكنه يتحسن عند الاستلقاء. و عادةً ما يزول مع الحصول على كمية كافية من الراحة، أو تناول كمية وفيرة من الماء و السوائل، أو تناول مسكنات الألم البسيطة. لكن في بعض الأحيان، قد يحتاج المريض لإجراء حل مماثل للتخدير القطني، إنما لعلاج الصداع!

إذا عانى المريض من صداع شديد بعد الخروج من المستشفى، فمن الضروري مراجعة الطبيب مجدداً أو الذهاب للمشفى، ليتم فحصه من قبل طبيب التخدير.

التأثيرات التي تحدث في حالات نادرة فقط:

  • في بعض الأحيان قد يؤثر التخدير القطني على الجسم، بشكل أعلى من الحاجة المطلوبة لتأدية العملية الجراحية فقط. و في هذه الحالة، قد يشعر المريض بضعف في الذراعين. و في حالات نادرة جداً، قد يعاني من صعوبة في التنفس. في حال حدوث ذلك، يقوم الطبيب بمساعدة المريض بجهاز التنفس إلى أن يزول تأثير التخدير القطني.
  • تلف العصب: التعرض لتلف دائم للعصب هو نادر جداً. حيث يمثل حالة واحدة فقط من بين كل 50 ألف حالة! إنما الضرر المؤقت للعصب الذي يتمثل بفقدان الإحساس أو الشعور بالخدر و التنميل أو الوخز، أو ضعف العضلة أحياناً، جميع هذه الأعراض قد يعاني منها المريض نتيجة التخدير القطني. إنما تزول غالباً بشكل تدريجي خلال أيام إلى بضعة أسابيع بعد إجراء العملية.

تلف العصب بعد التخدير القطني:

يُعتبر ضرر العصب من المضاعفات النادرة التي تحدث بعد التخدير القطني (الشوكي أو النخاعي). لكنها من أكثر الأسباب التي تدعو للقلق، عند الاعتماد على الحقن النخاعي.

في معظم الحالات، يحدث الضرر لعصب واحد فقط. حيث يشعر المريض بالوخز أو الخدر و التنميل في هذه المنطقة المتضررة، مع التقيد في حركة العضلة أحياناً.

أعراض ضرر العصب:

قد يحدث الضرر لعصب واحد فقط. و قد يشمل مجموعة من الأعصاب. لذلك فإن أعراض تلف العصب تتراوح تبعاً لعدد و نوعية الأعصاب المتضررة. فالأعصاب الحسية تساعد في الإحساس باللمس و الألم و السخونة أو البرودة. أما الأعصاب الحركية فهي تحمل النبضات العصبية إلى العضلات و تتحكم بحركة الجسم.

  • ضرر العصب يكون مؤقت غالباً. و في الحالات الخفيفة جداً من ضرر العصب، يشعر المريض بخدر بسيط في المنطقة المتضررة.
  • قد يشعر المريض بألم أو إحساس غريب في منطقة معينة من الجسم. كما قد يشعر بضعف في إحدى العضلات أو أكثر من عضلة. معظم الأفراد الذين يعانون من ضرر في العصب. يتحسن الوضع بالتدريج خلال فترة زمنية تتراوح بين بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.
  • أما التلف الدائم للعصب فيتمثل بفقدان القدرة على استخدام أحد الأطراف أو أكثر من طرف (الشلل). بالإضافة لفقدان القدرة على التحكم بالمثانة أو حركة الأمعاء. إنما يعتبر ذلك من المضاعفات النادرة جداً.

أسباب تلف العصب:

ضرر العصب الناتج عن الحقن في المنطقة القطنية (الحقن النخاعي الشوكي)، قد يعود للأسباب التالية:

  • إصابة العصب بواسطة إبرة الحقن.
  • تشكل تجمع دموي.
  • الالتهابات و العدوى.
  • نقص التروية الدموية.

الإصابة المباشرة للعصب:

في حالات نادرة قد تصيب إبرة الحقن (التي يجب أن يتم حقنها في الفراغ بين الفقرات الرابعة و الخامسة – في السائل الشوكي) العصب، أو مجموعة من الأعصاب، أو الحبل الشوكي.

ملامسة العصب قد تسبب الوخز أو ألم حارق. لكن هذا لا يعني حدوث تلف للعصب. إنما إذا لم يتم تحويل مكان الإبرة مباسرةً عن موضع العصب، قد يلحق الضرر بالعصب.

في حال الإحساس بالألم أو الخدر، يجب الحفاظ على الهدوء. و عدم تغيير وضعية الجسم. مع إعلام طبيب التخدير مباشرةً بذلك. فيقوم طبيب التخدير بتحويل موضع الإبرة. و عادةً يتحسن الألم مباشرةً.

معظم حالات الضرر المباشر للعصب تكون مؤقتة. لكن حقن الدواء في العصب بدلاً من المنطقة المحيطة (السائل الشوكي)، قد يسبب ضرر بليغ للعصب.

تجمع دموي بالقرب من العصب:

و يحدث ذلك نتيجة تلف الوعاء الدموي بواسطة إبرة الحقن.

عند تجمع كمية كبيرة من الدم، قد تضغط على العصب أو الحبل الشوكي و تسبب التلف. هذه المشكلة نادرة الحدوث. لكنها في حال حدوثها، قد تحتاج لعملية مستعجلة لإزالة التجمع الدموي، و إزالة الضغط.

إذا لم يتم تخثر الدم بشكل طبيعي، أو كان المريض يتناول المميعات الدموية مثل مادة الوارفارين. يؤدي ذلك لزيادة خطورة تشكل التجمع الدموي. عادةً يتم إعلام المريض لضرورة إيقاف المميعات الدموية في حال تناولها، قبل موعد العملية أو إجراء الحقن القطني. و في حال كان الوضع مستعجل لاستخدام الحقن القطني، يُنصح باللجوء لاختيار بديل.

العدوى و الالتهابات:

معظم حالات العدوى المرتبطة مع الحقن الشوكي، هي ناتجة عن عدوى موضعية في الجلد. و لا تسبب تلف للعصب.

في حالات نادرة جداً، قد تتطور العدوى بالقرب من الحبل الشوكي و الأعصاب الاساسية. قد يحدث التهاب خطير مثل تراكم المفرزات القيحية (الخرّاج)، أو حدوث التهاب السحايا. هذا النوع من الالتهابات يحتاج لعلاج فوري بواسطة المضادات الحيوية. و في بعض الأحيان إجراء عملية جراحية لتجنب التلف الدائم للعصب.

تزداد خطورة الإصابة بالعدوى و الالتهابات في حال وجود التهاب في منطقة أخرى من الجسم، مثل التهابات صدرية أو التهابات جلدية. أو في حال وجود اضطرابات و ضعف في الجهاز المناعي.

نقص التروية الدموية:

انخفاض ضغط الدم شائع جداً عند إجراء الحقن الشوكي. مما يؤدي بدوره إلى خفض تدفق الدم للأعصاب. و قد يؤدي في حالات نادرة إلى إتلاف العصب. قد يحتاج المريض لأخذ بعض السوائل الوريدية و الأدوية، للوقاية من الهبوط الشديد في ضغط الدم.

ما هي العوامل الأخرى التي قد تسبب تلف العصب؟

  • إذا كنت تعاني من تلف العصب. ليس بالضرورة أن يكون السبب هو الحقن الشوكي. بل العملية الجراحية بحد ذاتها قد تسبب تلف العصب.
  • إذا كنت تعاني من مشكلة صحية تؤثر على التروية الدموية، على سبيل المثال داء السكري أو على وظيفة الأعصاب (مثل التصلب اللويحي)، هذه المشاكل قد تؤدي لزيادة خطورة تلف العصب و صعوبة تحديد سبب تلف العصب.

الاختبارات لتحديد نوع العصب و سبب الإصابة و العلاج:

إذا كنت قلقاً حول إصابة العصب، يجب عليك استشارة الطبيب أخصائي بالمشاكل العصبية. حيث يقوم بإجراء الفحوصات لتحديد نوع العصب المتضرر، و سبب حدوث الضرر.

و تتضمن الاختبارات و أساليب التشخيص ما يلي:

  • الرنين المغناطيسي.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • دراسة التوصيل العصبي: يتم تطبيق تيارات كهربائية صغيرة جداً على سطح الجلد أو العضلات. و تسجيل النشاط العصبي. مما يوضح ما إذا كان العصب يعمل بشكل صحيح أم لا.

بعد إجراء التحاليل الاختبارات اللازمة لتحديد نوع العصب و سبب الإصابة، يقوم الطبيب باختيار العلاج المناسب.

المراجع:

https://patient.info/health/anaesthesia/spinal-anaesthetic

https://www.cpspain.com/procedures/anesthesia-lumbar-puncture-spinal-anesthesia/

https://www.medicalopedia.org/1857/spinal-anesthesia-a-step-by-step-procedure-guide/

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/beatingbackpain/

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك