لدي شخص عزيز على قلبي جداً توفي بمرض سرطان الرئة، رحمه الله. و طوال فترة تحضيري لهذا الوضوع، هو في بالي. و يزداد خوفي على أحبائي المدخنين و للأسف ما أكثرهم!
الأشخاص المدخنون هم أكثر عرضة و خطورة للإصابة بسرطان الرئة، بل و يُعتبر التدخين السبب الأساسي لسرطان الرئة. و كلما ازدادت مدة التدخين، ازدادت خطورة الإصابة بسرطان الرئة. لكن في حال الإقلاع عن التدخين، حتى و لو بعد فترة طويلة من الزمن، تنخفض خطورة سرطان الرئة بالتدريج.
سرطان الرئة هو أحد أنواع الخلايا السرطانية التي تبدأ بالتكاثر داخل الرئتين. و يُعتبر سرطان الرئة هو السبب الأساسي المؤدي للوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة.
الرئة هي عبارة عن عضو اسفنجي في منطقة الصدر. تأخذ الرئتين الأوكسيجين أثناء عملية الشهيق، و تطرح غاز ثاني أوكسيد الكربون أثناء عملية الزفير.
أعراض سرطان الرئة:
سرطان الرئة عادةً لا يسبب الأعراض و المضاعفات في المراحل المبكرة من المرض. لكن تحدث الأعراض فقط في المراحل المتقدمة من سرطان الرئة. و تتضمن ما يلي:
- سعال دائم لا يزول.
- تغير في السعال المزمن أو سعال المدخنين.
- وجود دم مع السعال، و لو قطرات صغيرة.
- ضيق في التنفس.
- ألم في الصدر.
- صوت صفير.
- انخفاض للوزن غير مبرر.
- ألم في العظام.
- الصداع.
- بحة في الصوت.
و في بعض الأحيان فإن سرطان الرئة يشكل مادة مشابهة للهرمونات، تسبب العديد من الأعراض و تتضمن:
- وهن و ضعف في العضلات.
- الغثيان و الإقياء.
- احتباس السوائل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع سكر الدم.
- التشوش.
- نوبات الصرع.
- الدخول في غيبوبة (فقدان الوعي).
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
- إذا ظهرت عليك أي من الأعراض السابقة أو التي تدعو للقلق، يجب عليك مراجعة الطبيب.
- إذا كنت مدخن دائم، و لم تتمكن من الإقلاع عن التدخين.
أسباب سرطان الرئة:
التدخين هو السبب الأساسي لسرطان الرئة، سواءً لدى المدخنين أنفسهم، أو الذين يتعرضون لرائحة الدخان (المدخنين السلبيين). و هو ما يمثل 90% من حالات سرطان الرئة. لكنه قد يصيب أيضاً الأشخاص الذين لم يتعرضوا مطلقاً للدخان. و في هذه الحالة، فلا يوجد سبب واضح لذلك.
كيف يسبب التدخين سرطان الرئة:
إن التدخين يسبب سرطان الرئة عن طريق إتلاف الخلايا المبطنة للرئتين.
عندما تستنشق دخان السجائر، و التي هي مليئة بالمواد السامة المسبب للسرطان، يحدث مباشرةً تغيرات في أنسجة الرئتين.
في البداية قد يتمكن الجسم من تعويض الضرر الناتج. لكن مع كل تعرض جديد للدخان، يزداد تلف الخلايا الطبيعية التي تبطن الرئتين. و مع مرور الزمن، هذا التلف يدفع الخلايا للتطور بشكل غير طبيعي، مما يؤدي لحدوث السرطان.
أنواع سرطان الرئة:
يقسم الأطباء سرطان الرئة إلى نوعين رئيسين. و ذلك بالاعتماد على مظهر الخلايا السرطانية تحت المجهر. و يقرر الطبيب نوع العلاج المناسب تبعاً لنوع سرطان الرئة. و تتضمن أنواع سرطان الرئة ما يلي:
- سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: يحدث حصرياً لدى المدخنين بكثرة، و هو أقل شيوعاً من النوع الثاني. يمثل 15-20% من حالات سرطان الرئة.
- سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة: و يشمل عدة أنواع من سرطان الرئة، و التي تسلك نفس الطرق. و يتضمن: سرطان الخلايا الحرشفية و سرطان غدي و سرطان الخلايا الكبيرة. تمثل أكثر من 85% من حالات سرطان الرئة. هذا النوع يبدأ عادةً في الجزء الخارجي من الرئة.
في بعض الحالات يعاني المريض من كلا النوعين معاً.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بسرطان الرئة:
هنالك العديد من العوامل التي تؤدي لزيادة خطورة سرطان الرئة. بعض هذه العوامل من الممكن التحكم بها، مثل الإقلاع عن التدخين. بينما البعض الآخر لا يمكن تغييرها مثل العامل الوراثي. و تتضمن العوامل الخطيرة ما يلي:
- التدخين: تزداد خطورة سرطان الرئة مع ازدياد عدد السجائر التي تدخنها يومياً. أما الإقلاع عن التدخين، فبإمكانه خفض خطورة تطور السرطان بشكل ملحوظ.
- المدخن السلبي أو التعرض لجو مليء بالدخان: حتى و إن لم تكن مدخن، تزداد خطورة إصابتك بسرطان الرئة إذا كنت تتعرض لرائحة الدخان.
- التعرض لغاز الرادون: يتم إنتاج غاز الرادون عن طريق التحطم الطبيعي لمادة اليورانيوم في التربة و الصخور و الماء، و الذي بدوره يصبح جزء من الهواء الذي نتنفس. قد يتراكم غاز الرادون بنسبة عالية غير آمنة في أي مبنى، بما في ذلك المنازل أيضاً. و يوجد جهاز اختبار الرادون الذي يمكن شراءه من المخازن المخصصة لمعدات المنازل، بإمكانه حساب مستوى الرادون، و معرفة ما إذا كانت نسبته آمنة أم لا.
- التعرض للمواد الضارة المسببة للسرطان: بعض بيئات العمل تتعرض للمواد الضارة المسببة للسرطان، مثل مادة الكروم و النيكل و الزرنيخ. مما يؤدي لزيادة خطورة تطور سرطان الرئة، خاصةً إذا رافق ذلك التدخين.
- العامل الوراثي و التاريخ العائلي للمريض: عند وجود حالة سرطان رئة سابقاً بين أفراد العائلة (خاصةً الأبوين أو الأخوة أو الأطفال)، تزداد الخطورة.
المضاعفات الناتجة عن سرطان الرئة:
انقطاع التنفس:
الأشخاص المصابون بسرطان الرئة، قد يعانون من انقطاع التنفس، إذا تم نمو الورم السرطاني، و أغلق الشعب الهوائية الأساسية. كما قد يسبب سرطان الرئة تراكم السوائل حول الرئتين. مما يؤثر على الرئة المصابة، و يعيق اتساعها بالكامل أثناء التنفس (عملية الشهيق).
السعال الذي يرافقه وجود دم:
قد يسبب سرطان الرئة وجود نزف في المجاري التنفسية، مما يؤدي لسعال يرافقه نفث الدم. في بعض الأحيان قد يصبح النزف شديد، لكن هنالك علاجات متوفرة للتحكم بالنزف.
الألم:
إن سرطان الرئة الذي ينتشر إلى بطانة الرئة أو منطقة أخرى من الجسم، مثل العظام، قد يسبب الألم. إذا شعرت بوجود الألم، يجب استشارة الطبيب. قد يبدأ الألم خفيف و متقطع، لكن قد يصبح دائم. الأدوية و العلاج الإشعاعي و غيرها من الخيارات العلاجية، تساعد في تخفيف الألم. و سوف أذكر الخيارات العلاجية بالتفصيل لاحقاً.
الانصباب الجنبي (تراكم السوائل في الصدر):
قد يسبب سرطان الرئة تراكم السوائل في الفراغ المحيط بالرئة المصابة في تجويف الصدر.
إن تراكم السوائل في الصدر قد يسبب انقطاع التنفس. تتوفر الخيارات العلاجية لسحب السوائل المتراكمة في الصدر، و خفض خطورة الانصباب الجنبي من الحدوث مجدداً.
انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم:
غالباً ما ينتشر سرطان الرئة لأجزاء أخرى من الجسم مثل الدماغ و العظام.
السرطان الذي ينتشر لأجزاء أخرى، قد يسبب الألم و الغثيان و الصداع و غيرها من الأعراض، بالاعتماد على العضو المتضرر.
بشكل عام عندما ينتشر سرطان الرئة لأجزاء أخرى من الجسم، يصبح غير قابل للعلاج. أما عن العلاج في مثل هذه الحالة، فيتضمن تخفيف الأعراض و المساعدة على حياة المريض فترة أطول.
أساليب الوقاية من الإصابة بسرطان الرئة:
لا يوجد طريقة أكيدة لمنع الإصابة بسرطان الرئة، لكن النصائح التالية سوف تخفف من خطورة الإصابة:
- الإقلاع عن التدخين: إذا كنت تدخن حاول الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت. و إن لم تكن من المدخنين هنيئاً لك، واظب على تجنب هذه العادة السيئة. و انصح من حولك عن أضرارها خاصةً أطفالك في فترة المراهقة.
- تجنب التدخين السلبي: إذا كنت تعيش أو تعمل مع أحد يدخن، حدثه بإصرار عن أضرارها و إن عزم على المواظبة عليها، اطلب منه أن يقوم بالتدخين في الخارج. و عند وجود في مطعم أو أي مكان عام، اختر المكان المخصص لغير المدخنين.
- تجنب المواد السامة أو المسرطنة في بيئة العمل: خذ الاحتياطات اللازمة لحماية نفسك من التعرض للمواد الكيميائية السامة في بيئة العمل.
- تناول حمية غذائية صحية غنية بالفواكه و الخضروات: اختر الأطعمة الصحية مع التنويع في مصادر الفاكهة و الخضروات. الأطعمة الغنية بالفيتامينات و المعادن تلعب دوراً هاماً في مناعة و صحة الجسم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: مثل المشي أو تمارين الضغط و غيرها من الحركات البسيطة التي لا تحتاج لأجهزة أو صالات رياضية. و ذلك بمعدل نصف ساعة خمس مرات في الأسبوع.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lung-cancer/symptoms-causes/syc-20374620
https://www.healthline.com/health/lung-cancer
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/neilmoralee/