تحدثتُ في المقال السابق عن أعراض و أنواع التهاب السحايا و العوامل المؤدية لزيادة خطورة الإصابة بالمرض. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع عن المضاعفات الناتجة عن المرض و الخيارات العلاجية المتوفرة. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
مضاعفات التهاب السحايا:
إن تطور مرض التهاب السحايا و التأخر في الحصول على العلاج الفعال، قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تتمثل بزيادة خطورة نوبات الصرع و التلف الدائم لأعصاب. بالإضافة إلى:
- تساقط الشعر.
- مشاكل في الذاكرة.
- اضطرابات في السمع.
- تلف الدماغ.
- الفشل الكلوي.
- الدخول في صدمة و الوفاة.
مع الحصول على العلاج المناسب، حتى الحالات الشديدة من التهاب السحايا، من الممكن علاجها و تحسن صحة المريض.
أساليب الوقاية من التهاب السحايا:
البكتيريا و الفيروسات الأكثر شيوعاً المسببة لالتهاب السحايا، قد تنتشر عن طريق السعال و العطاس و التقبيل و مشاركة أدوات الطعام و الشراب، أو فرشاة الأسنان أو السيجارة!
إليك الأساليب التالية للوقاية من التهاب السحايا:
تعزيز صحة الجسم و العناية بالنظافة اليومية و تقوية المناعة:
- يجب توعية الأطفال و توجيههم بشكل دائم للحفاظ على نظافتهم الشخصية. و غسل اليدين جيداً بالماء و الصابون بعد استخدام الحمام، أو عند العودة إلى المنزل، بعد قضاء الوقت في الحديقة او خارج المنزل.
- عدم مشاركة أدوات الطعام و الشراب أو مطري الشفاه أو أي لوازم شخصية أخرى على اتصال مباشر بالفم.
- الحفاظ على صحة الجسم، من خلال تقوية مناعة الجسم و الحصول على كمية كافية من الراحة. بالإضافة للمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. و تناول الأطعمة الصحية الغنية بالفيتامينات و المعادن و الحبوب الكاملة.
- عند العطاس أو السعال، يجب تغطية الفم و الأنف جيداً لمنع انتشار الجراثيم.
- إذا كانت المرأة حاملاً، يجب العناية بالصحة بشكل مضاعف. و الانتباه للأطعمة المتناولة. يجب عدم تناول أي طعام إذا لم يكن مطهي بشكل جيد خاصةً الأجبان و اللحوم.
- تجنب الأجبان غير المبسترة.
الحصول على كافة اللقاحات اللازمة:
بعض أنواع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا، من الممكن الوقاية منها عن طريق الحصول على اللقاحات اللازمة.
لقاح المستدمية النزلية من النمط (ب): Haemophilus influenzae type b (Hib) vaccine
يعتبر هذا اللقاح من اللقاحات المطلوبة في جدول لقاحات الأطفال منذ بلوغ عمر الشهرين. كما ينصح به بالنسبة لبعض البالغين بما في ذلك مرضى المناعة المنخفضة مثل الإيدز أو مرض فقر الدم المنجلي أو في حالات استئصال الطحال.
لقاح المكورات الرئوية: Pneumococcal conjugate vaccine (PCV13)
هذا اللقاح أيضاً يعتبر جزءاً من جدول اللقاحات المطلوبة للأطفال تحت عمر السنتين. كما ينصح بتلقي جرعة داعمة إضافية للأطفال بين عمر السنتين و الخمس سنوات الذين هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض المكورات الرئوية و أمراض القلب أو الرئة المزمنة أو السرطان.
لقاح المكورات الرئوية متعدد السكريات: Pneumococcal polysaccharide vaccine (PPSV23)
الأطفال الأكبر سناً و البالغون ممن هم بحاجة للوقاية من بكتيريا المكورات الرئوية، قد يحتاجون أيضاً لتلقي هذا اللقاح. كما ينصح بأخذه أيضاً بالنسبة للبالغين المسنين فوق ال 65 من العمر. و الأطفال الصغار تحت عمر السنتين. بالإضافة لمن يعاني من ضعف المناعة أو من الأمراض المزمنة مثل الأمراض القلبية و داء السكري و فقر الدم المنجلي و حالات استئصال الطحال.
لقاح المكورات السحائية Meningococcal conjugate vaccine
يتم إعطاء جرعة واحدة للأطفال بين عمر 11-12 سنة. مع جرعة داعمة في عمر 16 سنة. إذا تم إعطاء اللقاح الأول بين عمر 13-15 سنة. إذاً الجرعة الداعمة التي ينصح بها هي بين عمر 16-18 سنة. أما إذا كانت الجرعة الأولى من اللقاح في عمر 16 سنة أو أكبر، إذاً لا داعٍ إلى جرعة داعمة.
كما يمكن إعطاء اللقاح للأطفال الأصغر سناً الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب السحايا البكتيري أو ذوي المناعة المنخفضة. حيث تم الموافقة على استخدام اللقاح بالنسبة للأطفال منذ عمر التسعة أشهر حسب الضرورة.
الاختبارات و التشخيص:
يتم تشخيص التهاب السحايا بالاعتماد على التاريخ الصحي للمريض و الفحوصات البدنية و بعض التحاليل المخبرية.
خلال الفحص يقوم الطبيب بالكشف عن أي مؤشرات للعدوى حول الرأس و الأذن و الحلق و الجلد على طول العمود الفقري. و تتضمن الفحوصات المخبرية لتشخيص التهاب السحايا ما يلي:
تحليل الدم:
يتم أخذ عينة من الدم و زراعتها في طبق خاص، مع المراقبة في حال نمو الكائنات الدقيقة خاصةً البكتيريا. كما يمكن وضع العينة على شريحة، و إضافة صبغة خاصة، و من ثم فحص العينة تحت المجهر.
التصوير:
مثل التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي للرأس. حيث يظهر وجود أي انتفاخ أو التهاب. بالإضافة للأشعة السينينة للصدر أو الجيوب الأنفية، للكشف عن أي التهاب في هذه المناطق، و التي قد ترتبط مع حدوث التهاب السحايا.
البزل القطني:
لتأكيد تشخيص التهاب السحايا يتم أخذ عينة من السائل النخاعي الشوكي. فإذا كان المريض يعاني من التهاب السحايا، يكون غالباً السائل النخاعي الشوكي منخفض نسبة السكر، مع زيادة مستويات خلايا كريات الدم البيضاء و زيادة البروتينات.
تحليل عينة السائل النخاعي الشوكي تساعد الطبيب في تحديد نوع البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا.
تحليل الحمض النووي:
أما إذا كان الطبيب يعتقد أن سبب التهاب السحايا هو عدوى فيروسية، يتم تحليل الحمض النووي ال DNA، عن طريق اختبار يدعى polymerase chain reaction (PCR) amplification. أو عن طريق اختبار للكشف عن الأجسام المضادة ضد أنواع محددة من الفيروسات. لتحديد نوع الأجسام الدقيقة المسببة للمرض، و اختيار العلاج المناسب.
علاج التهاب السحايا:
يعتمد اختيار العلاج على نوع التهاب السحايا.
التهاب السحايا البكتيري:
التهاب السحايا البكتيري الحاد يجب أن يتم علاجه مباشرةً بواسطة المضادات الحيوية الوريدية و مؤخراً بواسطة الستيروئيدات القشرية. للتأكد من الشفاء و الوقاية من المضاعفات مثل تورم الدماغ و نوبات الصرع.
يعتمد المضاد الحيوي أو المشاركة الدوائية بين المضادات الحيوية على نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
التهاب السحايا الفيروسي:
في هذه الحالة من التهاب لسحايا، لا يفيد المضاد الحيوي في العلاج. و في معظم الحالات يتحسن المريض من تلقاء نفسه خلال بضعة أسابيع.
أما علاج الحالات الخفيفة من التهاب السحايا الفيروسي فيتضمن:
- الحصول على قسطٍ كافٍ في السرير.
- تناول كمية وفيرة من الماء.
- تناول مسكنات الألم و الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية.
قد يصف الطبيب أيضاً الستيروئيدات القشرية لتخفيف تورم و انتفاخ الدماغ. بالإضافة للأدوية المضادة للاختلاج للتحكم بنوبات الصرع. إذا كان فيروس الهربس هو المسبب لالتهاب السحايا، يتم إعطاء مضاد فيروسي أيضاً للمريض.
أما بالنسبة لأنواع التهاب السحايا الأخرى:
إذا لم يكن سبب التهاب السحايا واضحاً، يبدأ الطبيب بإعطاء المريض المضاد الحيوي و المضاد الفيروسي معاً، إلى أن يتم تحديد نوع الميكروبات المسببة للعدوى.
يتم علاج التهاب السحايا المزمن بالاعتماد على الأسباب الكامنة للمرض.
التهاب السحايا الفطري:
يتم علاجه بواسطة مضاد الفطريات. بينما التهاب السحايا الناتج عن داء السل، يتم علاجه بواسطة مشاركة دوائية بين المضادات الحيوية.
التهاب السحايا غير المُعدي:
الذي يحدث بسبب التفاعلات التحسسية أو أمراض مناعية، يتم علاجها بواسطة الستيروئيدات القشرية.
التهاب السحايا المرتبط مع حالات السرطان يتطلب علاج السرطان بشكل خاص.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/meningitis/diagnosis-treatment/drc-20350514
https://www.webmd.com/children/understanding-meningitis-basics#1
https://www.medicalnewstoday.com/articles/9276.php
https://www.healthline.com/health/meningitis