قد نشكو أحياناً من أعراض بسيطة عَرَضيّة، لبضعة أيام وتزول. كما هو الحال مع ألم الحلق أحياناً.
بالاعتماد على السبب، تختلف شدة الألم و الأعراض المرافقة، إن وُجِدَت.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة عسر البلع بالتفصيل. ذكرنا الحالات المرضية المؤدية لذلك. والخيارات العلاجية المتوفرة.
في مقالنا لليوم، موضوعنا بسيط. سنركز فقط على أسباب آلام البلعوم أو الحلق الشائعة. وأفضل العلاجات الفعالة.
أسباب ألم الحلق عند البلع:
هنالك العديد من المشاكل الصحية التي قد تؤدي للعدوى والالتهابات وانسداد البلعوم. الذي بدوره يسبب صعوبة البلع.
بالاعتماد على السبب، قد تتطور أعراض إضافية مرافقة.
من الأسباب الأكثر شيوعاً لألم الحلق، ما يلي:
التهاب البلعوم:
من أكثر الأسباب شيوعاً، المؤدية لألم عند البلع هو التهاب البلعوم.
الشخص الذي يعاني من التهاب البلعوم، قد يلاحظ وجود الأعراض التالية:
- ارتفاع الحرارة
- ألم في سقف الحلق
- ظهور بقع حمراء داخل الفم
- ظهور بقع بيضاء على اللوزتين
- انتفاخ العقد الليمفاوية على أحد أو جانبي الرقبة
التهاب اللوزات:
تقع اللوزتان خلف الحلق أو البلعوم. و هي عبارة عن اثنتين من العقد الليمفاوية.
من الأمراض الشائعة جداً، هو حدوث عدوى أو التهاب لهاتين اللوزتين. مما يؤدي لألم في الحلق وصعوبة عند البلع.
التهاب اللوزتان من الأمراض المُعدية. يكون سبب الالتهاب وجود عدوى فيروسية أو بكتيرية.
إذا كان سبب ألم الحلق، هو نتيجة التهاب اللوزتين، قد يلاحظ المريض وجود الأعراض التالية:
- انتفاخ اللوزتين
- تصبح رائحة النَفَس كريهة
- ارتفاع في درجة الحرارة
- تشكل بقع بيضاء أو صفراء اللون على اللوزتين
التهاب اللهاة أو لسان المزمار:
التهاب لسان المزمار هو عبارة عن عدوى في الحلق. تسبب التهاب لسان المزمار. وهو الرفرف في الجزء الخلفي من الحلق، الذي يمنع الطعام من الدخول لمجرى التنفس أثناء عملية البلع.
بالإضافة لألم الحلق عند البلع، تتضمن أعراض التهاب لسان المزمار ما يلي:
- الترويل
- عسر البلع
- ارتفاع درجات الحرارة
- تفضيل الجلوس مائلاً قليلاً نحو الأمام
عدوى الخميرة:
قد يصيب عدوى الخميرة الفم أو البلعوم أو مجرى انتقال الطعام (المريء). مما يؤدي لألم وعدم الراحة عند البلع.
الخميرة هي عبارة عن نوع من الفطريات، التي قد تنمو خارج نظاق السيطرة، إذا ضعفت مناعة الجسم أو تغيرت ظروف الجسم بشكل يحفز على نموها.
من أشهر أنواع الخميرة، داء المبيضات الفموية.
في حال الإصابة بهذه العدوى، وبالإضافة لألم الحلق، قد يشكو المريض مما يلي:
- احمرار زوايا الفم
- ضعف حاسة التذوق
- تشكل بقع بيضاء على سطح اللسان
التهاب المريء:
المريء هو الأنبوب الذي يحمل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة.
من الأسباب الأكثر شيوعاً لالتهاب المريء هو ارتداد حمض المعدة. وهي الحالة التي تسمح للمعدة بإرجاع حمض المعدة، ليتدفق نحو الأعلى باتجاه المريء.
تناول بعض الأدوية و ردود الأفعال التحسسية، أيضاً قد تسبب التهاب المريء أيضاً.
في حال كان سبب ألم البلع ناتج عن التهاب المريء، يشكو المريض من وجود الأعراض التالية:
إصابة الحلق:
هذه الحالة هي من الأسباب الأقل شيوعاً.
التعرض لإصابة ما على منطقة الحلق، قد يؤدي لألم عند البلع:
- الصياح بصوت عالِ، قد يسبب جرح الحلق أيضاً.
- تناول شيء ساخن جداً، قد يسبب حرق داخل الحلق أو المريء.
- في بعض الحالات، يمكن أن يتم خدش الحلق، عند تناول قطعة شيبس لها زاوية حادة.
بالاعتماد على مكان وامتداد الإصابة، قد يقتصر الألم على جهة واحدة فقط من الحلق، أو قد يمتد إلى المريء.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
غالباً ما يزول ألم الحلق خلال بضعة أيام. خاصةً في حال حدوث ذلك نتيجة نزلات البرد أو الانفلونزا.
في بعض الأحيان، قد تكون الأعراض شديدة، فيحتاج المريض لاستشارة البطيب ولاختيار العلاج المناسب.
في الحالات التالية، يجب استشارة الطبيب:
- إذا كان سبب الألم عند البلع غير معروف.
- إذا ظهرت بقع بيضاء على اللوزتين أو الحلق.
- إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوع، أو ازداد الوضع سوءاً.
و من الضروري تمييز ألم الحلق، إذا كان نتيجة حالة إسعافية.
يجب على المريض طلب فريق العناية الطبية على الفور في حال:
وجود صعوبة في البلع مع:
- انتفاخ في الحلق
- أو مع صعوبة في التنفس
- أو مع وجود صعوبة في فتح الفم
- أو في حل رافق ذلك ترويل غير معتاد (فرط إفراز اللعاب من الفم).
الاختبارات والتشخيص:
بعد مراجعة الوضع الصحي والتاريخ الصحي للمريض، يقوم الطبيب ببعض الفحوصات لتأكيد التشخيص.
تتضمن هذه الفحوصات، تبعاً لكل حالة ما يلي:
أخذ عينة أو مسحة من البلعوم لفحصها تحت المجهر:
خلال إجراء مسحة للحلق، يقوم الطبيب باستخدام عود له رأس قطني، يشبه عود تنظيف الأذن لكن أطول. و يأخذ عينة من المفرزات المخاطية الموجودة على سطح البلعوم. ليقوم بفحصها في المخبر، والكشف ما إذا كانت تحتوي على أي كائنات ممرضة أم لا.
تحليل للدم:
بما في ذلك نسبة كريات الدم البيضاء، مما يساعد في الكشف عن وجود عدوى أم لا.
الأشعة السينية:
يتم إعطاء المريض سائل يحتوي على مادة الباريوم، ليشربه قبل إجراء تصوير الأشعة السينية.
الباريوم سوف يكشف الطريق بدءاً من الفم إلى المعدة. ليظهر في حال وجود أي خلل.
التصوير المقطعي المحوسب:
يستخدم الطبيب هذه التقنية لإنشاء صور للحلق. مما يساعد الطبيب على تحديد أي ورم أو شكل غير طبيعي في الحلق أو المريء، قد يكون السبب في الألم عند البلع.
علاج ألم الحلق عند البلع:
يعتمد اختيار العلاج المناسب على سبب الألم والتشخيص.
- في حال وجود عدوى بكتيرية، يتم وصف المضادات الحيوية المناسبة للقضاء عليها.
- في حال وجود عدوى الخميرة أو داء المبيضات، يتم إعطاء المريض أدوية مضادة للفطريات.
- في حال تكرار التهاب اللوزتين، قد يلجأ الطبيب للجراحة لاستئصال اللوزتين.
الخيارات العلاجية المنزلية:
في البداية قد يلجأ المريض للأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، لاستخدامها لفترة قصيرة من الزمن.
في حال طال الأمر واستمرت الأعراض، يجب استشارة الطبيب.
تناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية:
مما يساعد على تخفيف التورم و الالتهاب. و تسهيل عملية البلع.
تناول مضادات الحموضة:
التي لا تحتاج لوصفة طبية. فهي فعالة في تخفيف الألم الناتج عن ارتداد حمض المعدة.
استخدام بخاخ للحلق:
تتوفر بعض البخاخات في الفم التي تخفف الألم. وتجعل عملية البلع أسهل. وهي لا تحتاج لوصفة طبية.
غرغرة بواسطة ماء وملح:
تعمل على تخفيف الالتهاب، و تجعل عملية البلع أسهل.
يمكنك القيام بها من خلال مزج كوب (ربع ليتر) من الماء الدافئ، مع ملعقة صغيرة من الملح. و القيام بالغرغرة (مضمضة) دون بلغ، عدة مرات في اليوم.
أخذ حمام حار:
البخار الناتج عن الماء الحار، يساعد في تخفيف الألم والالتهاب المسبب لصعوبة البلع.
تجنب التدخين و الكحول:
المواد الموجودة في الكحول والتبغ، يمكن أن يهيج الأنسجة الرخوة للفم والحنجرة و المريء.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة والعافية. وشكراً للمتابعة إخوتي الكرام.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/sore-throat/symptoms-causes/syc-20351635
https://www.medicalnewstoday.com/articles/322301#_noHeaderPrefixedContent
https://www.webmd.com/cold-and-flu/painful-swallowing-causes
https://www.healthline.com/health/painful-swallowing
https://familydoctor.org/condition/sore-throat
الصورة المرفقة:
