المخاطر و المضاعفات الناتجة عن الحمل بعد سن الأربعين بالنسبة للأم و الجنين معاً

5023 0
5023 0

إن عدد النساء المقبلات على الحمل بعد بلوغ سن الأربعين، في تزايد ملحوظ خلال الثلاثين عام الأخيرة. لكن مهما بَدَت المرأة صغيرة في مظهرها الخارجي، هذا الأمر لا يُنكر حقيقة عمر المرأة الداخلي. و أن البويضات لديها ما زالت تتقدم في السن. حيث تبدأ تنخفض خصوبة المرأة بالتدريج بعد بلوغ الثلاثين من العمر. و بعد بلوغها سن الأربعين، تكون فرصة الحمل لها فقط 5% في كل دورة إباضة.

على الرغم من أن العلم الحديث يساعد في زيادة فرصة الحمل في سن الأربعين و بعده. إلا أنه لا يضمن تمام رحلة حمل آمنة، و سلسة خالية من العواقب!

إن المرحلة التي تسبق انقطاع الطمث أو بعد بلوغ سن اليأس، تسبب مخاطر صحية كثيرة على الحمل. و مع الأسف عدد كبير من النساء، لا تدري هذه المخاطر المرتبطة مع الحمل بعد سن ال40.

المخاطر الناتجة عن الحمل بعد بلوغ سن ال40:

ارتفاع ضغط الدم و أمراض القلب:

إن الحمل بعد سن الأربعين قد يؤدي لزيادة خطورة تطور المشاكل الصحية بشكل سريع، بدلاً من حدوثها في وقت لاحق من المستقبل.

  • إذا كان ضغط الدم عند المرأة الحامل على الحدود العليا الطبيعية من معدل ضغط الدم. فإن الحمل بعد سن الأربعين، قد يؤدي للإصابة بمرض ضغط الدم المرتفع بشكل فوري خلال الحمل.
  • زيادة الوزن خلال الحمل في هذا العمر، قد تؤدي لتطور الأمراض القلبية سريعاً. بالإضافة لذلك فإن ارتفاع نسبة هرمون البروجسترون خلال الحمل، قد يؤدي لارتفاع ضغط الدم و الكولسترول. مما يؤدي للأمراض القلبية.
  • اعتلال عضلة القلب بعد الولادة، يشكل خطراً أيضاً للمرأة الحامل الأكبر سناً. مما يؤدي للوفاة بنسبة 25-50% من الحالات.
  • و من المخاطر المرتبطة مع الحمل بالنسبة للمرأة الأكبر سناً قد يكون خلل في الأوعية الدموية. مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية، إما خلال الولادة أو بعد الولادة ببضعة أسابيع.

الانسمام الحملي:

هي عبارة عن مشكلة صحية خطيرة قد تحدث للمرأة الحامل في أي عمر. لكنها أكثر شيوعاً عند المرأة الحامل بعد سم الأربعين، خاصةً إذا كانت هذه هي الولادة الأولى.

تبدأ هذه المشكلة عادةً بعد الأسبوع العشرين من الحمل. و تستمر إلى ستة أسابيع بعد الولادة. تتمثل بارتفاع ضغط الدم و ارتفاع نسبة البروتين في البول.

حوالي 3-7% من حالات الحمل، يرافقها الانسمام الحملي. و يتطور الانسمام الحملي إلى حالة شديدة و خطيرة في حالة واحدة من بين كل 60 حالة انسمام حملي. مما يؤدي إلى نوبات صرع، قد تتحول لتصبح قاتلة للأم و طفلها.

و من الأسباب الأخرى المؤدية للإصابة بالانسمام الحملي، هو داء السكري أو التهاب المفاصل الروماتيزم أو أمراض الكلى أو الولادة المبكرة أو البدانة و أن يكون مؤشر كتلة الجسم أعلى من 30.

داء السكري الحملي:

يحدث هذا النوع من داء السكري فقط أثناء فترة الحمل، حتى لو لم تكن المرأة تعاني من داء السكري قبل الحمل. ففي فترة الحمل و نتيجة تغير مستويات الهرمونات، قد تصبح الخلايا أقل استجابة لتأثير هرمون الأنسولين. فيعمل البنكريااس على إنتاج كميات أكبر من هرمون الأنسولين، لتغطية حاجات الجسم. لكن إذا كانت المرأة الحامل تبلغ من العمر أكثر من 35، و كانت تعاني من البدانة، تزداد خطورة الإصابة بداء السكري الحملي.

إذا لم يتم علاج داء السكري الحملي، قد يسبب مضاعفات في الحمل، و زيادة حجم الجنين بشكل غير طبيعي. و يسبب خطورة و مضاعفات خلال الولادة. قد يؤدي لزيادة عدد خلايا كريات الدم الحمراء في دم الجنين، و انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم. و قد يؤثر سلباً على عمل عضلة القلب. قد يعاني الرضيع بعد الولادة من انخفاض في مستوى السكر في الدم. و إذا لك يتم ملاحظة هذه المشكلة و علاجها، قد يعاني من مشاكل خطيرة مثل الصرع و تلف للدماغ و زيادة خطورة مشاكل تنفسية عند الولادة.

انزياح المشيمة:

و هي مشكلة صحية مهددة لحياة الأم و الجنين. تتمثل بحدوث انغراس المشيمة في قاع الرحم، الذي يغطي عنق الرحم. فتسبب ندبات في بطانة الرحم، و تشوهات في المشيمة.

عندما يصبح الجنين مستعداً للولادة، يتمدد عنق الرحم للسماح للطفل بالدفع خارج الرحم إلى المهبل. لكن في حالة انزياح المشيمة، لا يستطيع الجنين الولادة من المهبل، بسبب انسداد عنق الرحم بالكامل.
مما يسبب نزف شديد خلال الولادة الطبيعية، و عادةً ما تتحول لولادة قيصرية إسعافية.

من المضاعفات المحتملة الناتجة عن انزياح المشيمة، الدخول بصدمة نتيجة النزيف الشديد، و فقدان كميات كبيرة من الدم سواءً للأم أو للجنين، أو نقص كمية الأوكسيجين، أو ولادة مبكرة، أو استئصال الرحم إذا لم تتمكن المشيمة من الانفصال من بطانة الرحم.

انفصال المشيمة:

تُعتبر مشكلة انفصال المشيمة من المشاكل الأكثر شيوعاً عند النساء الحوامل بعد سن الأربعين. و هي من المشاكل الخطيرة و المهددة للحمل. حيث تنفصل المشيمة من جدار الرحم قبل موعد الولادة. و تصبح مهددة لحياة الأم و الجنين معاً.

تحدث مشكلة انفصال المشيمة في حالة واحدة من بين كل مئة حالة، و عادةً ما يكون ذلك في الثلث الأخير من الحمل. لكنها قد تبدأ في أي مرحلة خلال الحمل، خاصةً بعد الأسبوع ال20 من عمر الحمل.

انفصال المشيمة قد يؤدي للدخول في صدمة أيضاً نتيجة فقدان الدم. فيتطلب الأمر نقل دم للأم الحامل. مما قد يسبب جلطات دموية أو فشل كلوي أو مضاعفات أخرى. و قد يتطلب الأمر إجراء استئصال للرحم إسعافي. من ناحية أخرى، فإن انفصال المشيمة قد يؤدي لنقص كمية الأوكسجين و الغذاء عن الجنين، و يؤدي إلى ولادة مبكرة.

ضرورة الولادة القيصرية:

مع التقدم في سن المرأة الحامل، تحتاج المرأة لإجراء الولادة القيصرية بنسبة أخرى، نتيجة المخاطر المرتبطة مع التقدم في السن ،و لتجنب المضاعفات أثناء الولادة.

المرأة الحامل بعد سن ال40، بحاجة للخضوع للولادة القيصرية بنسبة أعلى بثلاثة أضعاف من المرأة الحامل الأصغر سناً. فمع التقدم في السن، تضعف عضلات الرحم، و يصبح عملها أقل فعالية. كما يحتاج جدار الرحم لزمن أطول للتمكن من التمدد. مما يحتاج لزمن أطول أثناء الولادة الطبيعية.

زيادة الوزن أيضاً تشكل خطورة و تؤدي لزيادة المضاعفات و المشاكل الصحية. و في حال كانت المرأة الحامل تخضع للعلاج لزيادة الخصوبة و تعزيز فرصة الحمل. قد يؤدي ذلك لولادة توائم.

الإجهاض و وفاة الأم الحامل:

تزداد خطورة الإجهاض بعد سن ال35 و تصبح درجة الخطورة أعلى مع التقدم في السن. فمع التقدم في السن تزداد خطورة حدوث تشوهات للبويضات و الإجهاض.

بعد سن الأربعين، تنتهي رحلة الحمل بالإجهاض في كل حالة من بين ثلاث حالات فقط! و بعد بلوغ ال45 من العمر، تزداد خطورة الإجهاض إلى 50%.

ولادة طفل ميت أو ولادة مبكرة:

الحمل في عمر متأخر يرتبط مع زيادة خطورة موت الجنين قبل الولادة. فحالات داء السكري و البدانة و ضغط الدم المرتفع تساهم في تطور هذه المضاعفات.

عيوب خلقية نتيجة تشوه الصبغيات الوراثية:

مع التقدم في السن تنخفض جودة البويضات لدى المرأة. و كلما ازداد عمر هذه البويضات، تزداد خطورة المشاكل الصبغية. مما يؤدي لزيادة خطورة حدوث تشوهات للجنين.

من أشهر المشاكل الشائعة الناتجة عن عيوب في الصبغيات هو الإصابة بمتلازمة داون (المنغولية). حيث يولد الطفل يعاني من درجات متفاوتة من التخلف العقلي و العيوب الخلقية.

ولادة طفل يعاني من متلازمة داون في عمر 25، تمثل حالة واحدة من بين 1250 حالة. بينما ولادة طفل يعاني من متلازمة داون في عمر 40، تمثل حالة واحدة من بين كل مئة ولادة. و في عمر 45، تمثل ولادة طفل يعاني من متلازمة داون حالة واحدة من بين كل 30 حالة فقط!

و من المشاكل الصحية الناتجة عن تشوهات في الصبغيات أيضاً هي متلازمة إيدوارد. و تكون فرصة النجاة فيها تمثل نسبة منخفضة جداً، نتيجة التشوهات و الفشل الكلوي و الاضطرابات في الأعضاء الداخلية الأخرى.

تُشير الدراسات إلى أن 6-8 % من النساء الحوامل بعد عمر ال40، ينجبون أطفالاً يعانون من تشوهات مختلفة و متفاوتة في شدتها.

انخفاض مستويات الطاقة و الحيوية:

متابعة رحلة الحمل و الولادة و العناية بالطفل، تتطلب جهد بليغ لا يُقدّر بثمن. مسؤولية العناية بالطفل و توفير كافة متطلباته تأخذ من طاقة و صحة الأم الكثير. و مع التقدم في السن، تضعف قوة الجسم و قدرته على تحمل هذه المسؤوليات بعد سن ال40. عدا عن ترميم و تعويض النقص الذي خسره الجسم أثناء الحمل و الرضاعة و قلة ساعات النوم و ما ينتج عنها من مضاعفات.

المراجع:

https://www.parents.com/advice/pregnancy-birth/considering-a-baby/what-are-the-risks-to-the-baby-for-a-mother-over-40-years-old/

https://www.babygaga.com/15-complications-when-having-a-baby-over-40/

https://www.pregnancybirthbaby.org.au/being-pregnant-after-40

http://www.health.com/health/article/0,,20411699,00.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/fertilidad/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك