ما هي زيادة الوزن؟
زيادة الوزن هي عبارة عن اختزان الطعام الذي يدخل إلى الجسم على شكل دهون، بشكل أكبر من دوره في بناء الجسم و العضلات أو حرقه و استخدامه كطاقة. فالطبيعي هو أن تتحول المواد الغذائية (كربوهيدرات، بروتينات، دهون)، عندما تدخل الجسم إلى جزيئات بسيطة و طاقة. و ثم يُعاد تشكيلها لبناء أنسجة الجسم (عضلات، دهون، دم، عظام). و استهلاك طاقة بواسطة مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي تحصل في خلايا الجسم. و هذا ما يعرف بالاستقلاب أو التمثيل الغذائي. فالاستقلاب الصحيح يعطينا طاقة مثالية. و يدخر جزء من الطاقة. و يشكل بنية صحيحة للجسم.
يعتبر الاستقلاب عند بعض الأشخاص الذين يعانون من السُمنة أو البدانة، العامل الأساسي لعدم الاستجابة إلى معظم أنظمة الحمية الغذائية و التمرينات الرياضية.
أنت لست بحاجة لنظام حمية، و لا لتقليل طَعَامِك بهذه الحالة التي نتكلم عنها و هي اكتساب الوزن من أبسط المواد الغذائية. أنت بحاجة للطعام لتخسر وزناً و ليس الامتناع عنه. فالجسم هنا يتعامل مع الطعام بمفهوم خاطئ لدرجة أنه يخزن كل شيء على شكل دهون (حتى الخس مثلاً). و بمعنى آخر استقلاب جسمك للمواد الغذائية بطيء، و يختزن الدهون أكثر من دوره في بناء القاعدة الصحية السليمة للجسم. و يتم هذا البناء بخطوات بسيطة بعيدة عن أنظمة الحمية القاسية التي تعطي عكس تلك النتائج. لذلك عليك إصلاح الاستقلاب وتنظيمه بالطعام الصحي الجيد و ليس الامتناع عنه.
فكلما كان الغذاء يحتوي على الفواكه و الخضار و الحبوب و البروتينات و الدهون الصحية، كان الجسم صحياً و سليماً و تستطيع ضبط الوزن المثالي. لكن هذا الأمر يتطلب جهداً قليلاً لفترة صغيرة. يتطلب جهداً لتحويل الطعام من عدو للجسم إلى دواء و صحة له.
ما الفرق بين أنظمة الحمية الغذائية و تنظيم الاستقلاب؟
أنظمة الحمية و تخفيف الوزن الصحية ليست الامتناع عن الطعام. و لا البقاء في حالة من الجوع و القلق و الكآبة. و ليست أرقام حسابية أو عملية رياضية نحسب فيها السعرات الحرارية الموجودة في كل وجبة. و ليست تلك التأثيرات الجانبية التي يعاني منها أي شخص يقوم بالحمية من شحوب و تعب و تساقط الشعر وغياب الرونق عن الوجه و اللمعان عن العيون.
إنه بكل بساطة معرفة ما يناسب الجسم من طعام صحي متكامل في أوقات صحيحة، وعادات سليمة. لتزويد الجسم بالطاقة و الصحة و بناء العضلات، مع الاستمتاع بالطعام بدون الإحساس بالجوع.
هل الهدف الأساسي من إصلاح الاستقلاب هو تخفيف الوزن؟
الهدف الأساسي من إصلاح الاستقلاب ليس فقط خسارة الوزن الزائد. فهذا سيأتي بشكل طبيعي جداً بمجرد كان تعامل جسمك مع المواد الغذائية صحي و سليم.
فالهدف هو:
- تنظيم حيوية الجسم و نشاطه و رشاقته.
- بناء العضلات.
- الوقاية من أمراض الضغط والسكر والكوليسترول.
- إضافةً إلى نضارة البشرة و رونقها و بريق الشعر و حيويته.
- و أخيراً الراحة النفسية و الاستقرار الداخلي.
ببساطة أن تكون شخص صحي و سليم و تتمتع بلياقة عالية. أن تكون شخص مختلف، هدفك ليس فقط تخفيف الوزن، بل أن تكون شخص مثالي صحياً و هذا ليس صعب أبداً.
أخطر العادات الغذائية التي تجعل استقلاب جسمك بطيئاً و غير صحي:
الامتناع عن الطعام:
إن حالة الجوع التي تترك جسمك معرضاً لها، تزيد من اختزان الطعام في الجسم على شكل دهون. و هذه الحالة تأتي من فيزيولوجية الجسم في التعامل مع الإحساس بالجوع بإفراز الهرمونات التي تختزن الدهون ( RT3 ) بشكل أكبر من إفراز الهرمونات التي تحرق الدهون (T3). فالجسم عندما يبقى بدون طعام يحاول بشتى الوسائل أن يحافظ على حياته. فيختزن الدهون بشكل أكبر. و هذه العملية تأتي كرد فعل منتظم بين الغدد الكظرية و الغدة الدرقية. و سأذكر لاحقاً بالتفصيل علاقة الغدد بالاستقلاب.
إن أفضل نظام غذائي صحي هو تناول ثلاث وجبات أساسية (فطور، غداء، عشاء)، و بينهم وجبتين خفيفتين تحتوي كل منهما على الخضار أوالفواكه. بحيث لا يبقى الجسم أكثر من 3-4 ساعات بدون طعام.
تناول المأكولات الحاوية على الملونات و المنكهات و المحليات و المواد الاصطناعية:
هل سبق و فكرت بهذه المواد الموجودة في طَعَامِك؟ هل سبق و خطر لك أن تقرأ المواد المكتوبة خلف علب الأطعمة المعبأة ؟ و إن قرأتها هل عرفت ما هي؟
إنها للأسف مواد كيميائية تزيد من اللون الزاهي للأطعمة و الرائحة و الطعم. يعني هي ليست طعاماً. أنت فعلياً تأكل مواد مصنعة كيميائياً. و تعتبر سموم قاتلة للجسم. تتراكم في الكبد و ترهقه و تجعله غير قادر على إتمام دوره الأساسي في استقلاب الجسم. لأنه ببساطة يقوم بتفكيك هذه السموم حتى لا تمرض. و الأكثر غرابة هو أن معظم أطعمة الحمية تحتوي على هذه المواد!
لذلك عليك الاختيار: هل ترغب بأن يقوم الكبد بتكسير هذه السموم التي تعتقد أنها طعام؟ أم يؤدي دوره الأساسي في حرق الدهون و الكوليسترول؟
عدم تناول وجبة الفطور:
كلنا نعلم أن وجبة الفطور هي وجبة أساسية و صحية. و هذا ما تعلمناه من آبائنا و أجدادنا. لكن الحقيقة العلمية لهذا الأمر هي أخطر بكثير مما تتصور، خاصةً للأشخاص الراغبين بتخفيف وزنهم .
وجبة الفطور هي الأساس الذي ستحافظ فيه على استقلاب جسمك السليم، و حرقه الصحي للدهون. لأنك عندما لا تتناول وجبة الفطور، يقوم الجسم بالبحث عن غذاء بديل له كوقود يكمل به حياته خلال هذه الفترة الصباحية المليئة بالجهد. و أفضل وقود له يحصل عليه من العضلات، و ليس الدهون المختزنة. فيستهلك حاجته من العضلات كخياره الأول. و بذلك تكون النتائج قد دمرت الهدف الأساسي لها، و هو الحصول على دهون أقل و بناء العضلات. و هذا هو المفتاح الأساسي الذي يعتمد عليه ببناء العضلات و حرق الدهون. إضافةً إلى ذلك وجبة الفطور يجب أن تكون خلال 30 دقيقة من زمن الاستيقاظ .
تناول المشروبات الغنية بالكافئين:
القهوة، الشاي، المشروبات الغازية، النسكافيه، و كل شيء يحتوي على كافئيين، خاصةً إذا تناولها قبل الفطور. فهو المصدر الأهم في إفشال الاستقلاب.
الكافئين يدفع الجسم إلى الوراء، لأنه يعطيك طاقة مسروقة من المخزون الاحتياطي لديك. و يتركك بدون مصادر احتياطية. في الوقت الذي أنت فعلاً بحاجة إليها.
نعلم تماماً أن له سمعة جيدة في دوره بإنقاص الشهية، خاصةً أثناء القيام بأنظمة الحمية القاسية. و ممكن أن يكون له تأثير بتخفيف الوزن. لكن سرعان ما يعود وزنك لما كان عليه أو ربما أكثر. فأفضل طريقة لتخفيف الوزن هي طريقة تنظيم الاستقلاب، التي تضمن لك عادات غذائية جيدة و بنية صحية للجسم.
الكحول:
الكحول تتم معالجته في الكبد. و ذلك يجهد الكبد و يرهقه. فالكبد هو المسؤول الأساسي عن استقلاب الجسم. لذلك تأثير الكحول على الاستقلاب سيّء جداً.
لذلك علينا أن نغير أفكارنا الخاطئة عن أنظمة تخفيف الوزن القديمة. و نبدأ باتباع العادات السليمة للمحافظة على الجسم السليم و الصحي. و نفكر بطريقة صحيحة حول متطلبات جسمنا واستقلابه الصحيح للمواد الغذائية.
المراجع:
The Fast Metabolism Diet: Eat More Food and Lose More Weight by Haylie Pomroy & Eve Adamso
Human physiology
الصورة المرفقة:
https://farm9.staticflickr.com/8496/8293783130_161f996018_z_d.jpg
ياسر شعار
شكرآ دكتورة دارين على المعلومات القيمة . . .
وفقك الله . . .
دارين الآغا
شكراً لاهتمامك، سررت بمشاركتك. أهلاً و سهلاً بك.