أضرار التدخين و تأثيراته على صحة الجسم

9252 0
9252 0

من الأمور المعروفة لدى الجميع و غير قابلة للجدل هي التأثيرات السلبية التي يسببها التدخين. فلا يوجد طريقة تدخين آمنة و لا نوع تدخين لا يسبب ضرر. فالسيجارة و السيجار و الأرجيلة و الغليون و الشيشة و كافة أنواع التدخين و المواد الحاوية على مادة التبغ، كلها تضر بالصحة و تؤدي لأمراض خطيرة. و للأسف تأثيراته الضارة لا تقتصر فقط على صحة الشخص المدخن، بل أيضاً على صحة الأشخاص المحيطين به و الذين يُدعون في هذه الحالة المدخنين السلبيين.

المدخن الإيجابي هو الشخص الذي يدخن أي نوع كان من أنواع التبغ. أما المدخن السلبي فهو الشخص الذي يستنشق دخان التبغ دون أن يقوم هو بالتدخين، و يتم ذلك من خلال جلوسه في نفس المكان الذي يجلس فيه الشخص الذي يدخن. مثال على ذلك الأطفال الذين يعيشون في نفس المنزل مع آباء مدخنين.

كيف يحدث الإدمان:

يحتوي التبغ على مادة النيكوتين التي تؤثر على الحالة النفسية و على تغيرات المزاج و التي تسبب الإدمان. يصل النيكوتين إلى الدماغ خلال ثوانٍ معدودة. يقوم بتحفيز الجهاز العصبي المركزي و يجعلك تشعر بالنشاط و الطاقة لبعض الوقت. و ما إن تخف حدة تأثيره حتى تشعر بالتعب و تطلب المزيد. كما يحتوي التبغ على أكثر من ستين مادة كيميائية سامة مسببة لمختلف أنواع السرطانات. و يحتوي الجسم على هرمون التوتر الذي يدعى الكورتيكوسترون و الذي يقلل تأثير النيكوتين. فإذا كنت تعاني من وجود حالات قلق أو توتر، سوف تحتاج للحصول على كميات أكبر من النيكوتين للوصول إلى نفس التأثير.

التأثيرات السلبية للتدخين على مختلف أنحاء الجسم:

تأثير التدخين على الجهاز التنفسي:

عندما تقوم باستنشاق دخان السجائر، أنت تأخذ مواد تسبب الضرر للرئتين. و مع الوقت تفقد الرئتين قدرتها على تصفية المواد الكيماوية الضارة. فالسعال و الصفير و هجمات الربو هي البداية فقط!

يسبب التدخين أمراض مميتة كسرطان الرئة و انتفاخ الرئة و الالتهاب الرئوي و الانسداد الرئوي المزمن. ففي حالة انتفاخ الرئة، يتم تلف الحويصلات الهوائية في الرئتين لديك. و في التهاب الشعب الهوائية المزمن، يتم التهاب بطانة الأنابيب الموجودة في الرئتين. و مع مرور الزمن بالنسبة للمدخنين، تزداد خطورة تطور هذه الحالات. و يؤدي لحدوث الانسداد الرئوي المزمن الذي يرافقه صعوبة في التنفس نتيجة تضيق القنوات الهوائية و تلف الأنسجة الرئوية. تتمثل أعراض الانسداد الرئوي المزمن عادةً بزيادة معدل التنفس خلال فترة النشاط بالإضافة للسعال المستمر الذي يرافقه وجود البلغم و الالتهابات الصدرية المتكررة. كما يؤدي التدخين لزيادة خطورة الإصابة بسرطان الرئة.

إن السعال العَرَضي يساعد في تنظيف الرئتين لكن لا يستطيع القيام بتخليص الرئتين من السموم بفعالية. لذا تبقى المواد السامة محجوزة داخل الرئتين مما يسبب زيادة خطورة الالتهابات التنفسية لدى المدخنين و معاناتهم من نزلات البرد و الانفلونزا بشكل أكبر.

إن الأطفال الذين يقوم والداهم بالتدخين، هم الأكثر عرضة للسعال و الصفير و هجمات الربو و الالتهاب الرئوي و التهاب الشعب الهوائية و التهابات الأذن، بالمقارنة مع باقي الأطفال.

تأثير التدخين على القلب و الأوعية الدموية:

يؤدي التدخين لإتلاف جهاز الدوران الداخلي. فعندما تقوم بالتدخين تدخل السموم إلى الدم، فيقوم النيكوتين و أول أكسيد الكربون الموجود في التبغ بتضييق الأوعية الدموية. مما يحد من تدفق الدم المحمل بالأوكسيجين إلى الأعضاء و كافة أنحاء الجسم. و بالتالي تحدث الإصابة بالأمراض خاصةً أمراض الشرايين و الأوعية الدموية كتصلب الشرايين (تراكم الترسبات الدهنية على جدران الشرايين). مما يسبب الضغط على القلب و يتطلب العمل بشكل أسرع و بحاجة لبذل جهد أكبر لتأدية وظائفه.

كما يقوم التدخين بخفض مستوى الكولسترول الجيد و رفع ضغط الدم. مما يؤدي لتمدد الشرايين و تراكم مستويات الكولسترول الضار في الجسم. كما يسبب التدخين زيادة سماكة الدم و بالتالي زيادة خطورة تشكل الجلطات الدموية. نتيجةً لذلك، فإن الجلطات الدموية و ضعف الأوعية الدموية تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية و النوبات القلبية بالنسبة للمدخنين. كما يؤدي التدخين أيضاً لزيادة خطورة الإصابة بسرطان الدم.

تأثير التدخين على البشرة و الشعر و الأظافر (النظام الغلافي):

إحدى العلامات الأكثر وضوحاً الناتجة عن التدخين، هي ترهّل و شحوب البشرة. فالمواد الموجودة في دخان التبغ تغيّر من بنية البشرة، حيث يقلل التدخين من كمية الأوكسيجين النافذة للبشرة. معنى ذلك أن التدخين يؤدي لهرم البشرة سريعاً فتبدو رمادية و باهتة و شاحبة. حيث يسبب تلون البشرة و ظهور التجاعيد و العلامات المبكرة للشيخوخة خاصةً حول العينين و الفم، كما يؤدي للانتفاخ تحت العين و يبدو الخدان أجوفان.

أما بالنسبة للأظافر و الجلد خاصةً في الأصابع، من الممكن أن يتلطخ باللون الأصفر نتيجة التدخين كما تتواجد عادةً بقع صفراء أو بنية على الأسنان بسبب التدخين. و يحافظ الشعر على رائحة التبغ لفترة طويلة حتى بعد انتهائك من تدخين سيجارتك، و كذلك الأمر بالنسبة للأشخاص غير المدخنين الذين يتواجدون في أماكن التدخين.

تأثير التدخين على جهاز الهضم:

المدخنون هم الأكثر عرضة للمشاكل الفموية و التهابات اللثة و رائحة النفس الكريهة و تساقط و تسوس الأسنان. كما يؤدي التدخين لزيادة خطورة الإصابة بسرطان الفم و البلعوم و الحنجرة و المريء و تقرحات و سرطان المعدة بالإضافة لسرطان الكلى و البنكرياس.

إن 93٪‏ من حالات الإصابة بسرطان البلعوم يكون سببها التدخين. كما يسبب التدخين ضعف العضلات الموجودة أسفل المريء مما يسمح لحموضة المعدة بالانتقال بشكل خاطئ إلى المريء و هذا ما يعرف بالقلس المريئي أو داء الارتداد أو الجزر المعدي المريئي.

و للتدخين أيضاً تأثير على الأنسولين فمن المحتمل أن يؤدي لزيادة مقاومة الأنسولين بشكل أكبر و بالتالي زيادة خطر الإصابة بداء السكري من النمط الثاني. و عندما يكون المدخن يعاني من الإصابة بداء السكري، ففي هذه الحالة يكون تطور حدوث المضاعفات بالنسبة له أكبر و أسرع بكثير من مريض سكري آخر غير مدخن.

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن التدخين يؤدي لتثبيط الشهية و بالتالي فمن الممكن عدم حصولك على كافة الأغذية الضرورية لصحة جسمك.

تأثير التدخين على جهاز التكاثر و النشاط الجنسي:

يسبب التدخين العجز الجنسي عند الرجال، حيث يؤدي لتلف الأوعية الدموية التي تزود الدم إلى القضيب. إن قلة تدفق الدم الناتجة عن التدخين تؤدي لحدوث ضعف في الانتصاب عند الرجل. و يؤدي التدخين أيضاً لتلف الحيوانات المنوية و قلة عددها و ازدياد عدد النطاف المشوهة و الإصابة بسرطان الخصية.

و بالنسبة للرجل و المرأة، فإن التدخين يؤثر على مرحلة بلوغ النشوة الجنسية. و قد يؤثر على الإخصاب و يسبب زيادة حدوث المشاكل الجنسية و حالات العقم عند الرجل و المرأة على السواء.

و من الممكن بالنسبة للنساء المدخنات، أن تبدأ مرحلة سن اليأس و انقطاع الطمث لديهن في سن مبكرة أكثر من النساء اللاتي لا يُدخّنّ. كما تزداد لديهنّ خطورة الإصابة بسرطان عنق الرحم.

و في فترة الحمل، تعاني النساء المدخنات من ازدياد خطورة و مضاعفات المشاكل المرافقة للحمل كالإجهاض أو وجود مشاكل في المشيمة أو حالات ولادة مبكرة. و المرأة الحامل التي تعتبر مدخنة سلبية، أيضاً هي أكثر عرضة لولادة طفل منخفض الوزن أيضاً.

أما الأطفال الرضع الذين يولدون من أمهات يُدخّنّ خلال الحمل، هم أكثر تعرضاً لوجود عيوب خلقية. كزيادة خطر الحنك المشقوق و الشفة المشقوقة و انخفاض الوزن عند الولادة و حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ ( متلازمة موت المهد ). و عند استنشاقهم للدخان يزيد من حالات التهاب الأذن و نوبات الربو لديهم.

تأثير التدخين على مناعة الجسم و العظام:

يسبب التدخين ضعف مناعة الجسم حيث يؤخر زمن الشفاء من الأمراض مهما كانت بسيطة. كما يصاب المدخن بالأمراض بشكل متكرر كالالتهاب الرئوي و الإنفلونزا و تنخفض نسبة مضادات الأكسدة في الدم. مضادات الأكسدة هي التي ترفع مناعة الجسم و تقي الجسم من العديد من الأمراض.

أما بالنسبة للعظام، يؤدي التدخين إلى ضعف بنية العظام مما يؤدي لزيادة خطر الإصابة بالكسور و هشاشة العظام، خاصةً لدى النساء بعد سن اليأس.

تأثير التدخين على حاسة البصر و التّذوق و الشم:

يؤثر التدخين على الرؤية و يسبب الضمور البقعي و إعتام عدسة العين و ضعف البصر. كما يؤثر على حاسة الشم و التّذوق، و من الممكن أن يصبح تناول الطعام أقل متعة.

أعراض الانسحاب:

عند إقلاعك عن التدخين، تسبب أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم حدوث الاحتقان المؤقت و آلام في الجهاز التنفسي، إلى أن تنتهي رئتيك من التخلص من السموم الموجودة و تنظف تماماً. كما يمكن أن تؤثر على أدائك المعرفي و تسبب الشعور بالقلق و الغضب و الاكتئاب و الشعور بالغثيان و الصداع و مشاكل في النوم. لكنها أعراض مؤقتة و يمكن التغلب عليها إلى أن يتم التخلص من التدخين نهائياً.

التغيرات التي تحدث في جسمك عند إيقاف التدخين و الإقلاع عنه:

إذا امتنعت عن التدخين الآن، سوف يقوم جسمك بتغيرات مذهلة و التي تبدأ مباشرة بعد إنهاء سيجارتك بعشرين دقيقة فقط. و إليك ما يحدث بالتفصيل و التغيرات التي تطرأ على جسمك مع الزمن بعد تركك للتدخين:

  • خلال عشرين دقيقة بعد التدخين، ينخفض ضغط الدم و معدل ضربات القلب و تزداد درجة حرارة اليدين و القدمين.
  •  بعد مرور 8-12 ساعة، تنخفض مستويات أول أوكسيد الكربون في الجسم و تعود لوضعها الطبيعي و ترتفع نسبة الأوكسيجين في الدم إلى مستوياته الطبيعية.
  •  بعد 24 ساعة، ينخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية بشكل كبير.
  •  بعد 48 ساعة، تبدأ النهايات العصبية بالنمو مجدداً و تتعزز قدرتك على الشم و التّذوق.
  •  خلال أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، تتحسن دورتك الدموية و يصبح المشي أسهل و معاناتك للسعال و الصفير تصبح أقل كما يقلّ إنتاج البلغم لديك. و عند مرور الثلاثة أشهر، تتحسن الوظيفة الرئوية بشكل ملحوظ.
  •  خلال شهر إلى تسعة أشهر، تلاحظ تغير واضح في حالتك الصحية، حيث تنخفض حالات احتقان الجيوب الأنفية و الشعور بالتعب و ضيق في التنفس. كما تعاود الأهداب (التي تقوم بتنظيف الرئتين من المفرزات المخاطية) نشاطها و تستعيد وظيفتها الطبيعية، مما يسمح بتنظيف الرئتين تماماً.
  •  بعد مرور سنة، يكون قد انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية و النوبات القلبية بمقدار النصف عما كانت عليه عندما كنت مدخناً.
  • خلال 5-15 سنة، خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية قد زالت و عادت لما كانت عليه قبل أن تكون مدخناً.
  • بعد مرور العشر سنوات، تزول خطورة الإصابة بمختلف أنواع السرطانات الناجمة عن التدخين و تعود لوضعها الطبيعي كما كانت قبل أن تكون مدخناً.

إن التدخين السلبي كذلك له تأثير فوري على نظام القلب و الأوعية الدموية، كما يزيد من خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية و النوبات القلبية و أمراض القلب التاجية.

بعد معرفة هذه التأثيرات و لمن يرغب في الإقلاع عن التدخين، أنصحك بقراءة مقالة أساليب الإقلاع عن التدخين.

أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.

المراجع:

http://www.cdc.gov/tobacco/data_statistics/fact_sheets/health_effects/effects_cig_smoking/

http://www.nhs.uk/smokefree/why-quit/smoking-health-problems#PljU5GIDTKgcqi6M.97

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/smoking-effects-on-your-body

http://www.webmd.com/smoking-cessation/features/is-smoking-dragging-you-down

http://naturalsociety.com/the-detrimental-effects-of-smoking/

http://www.healthline.com/health/smoking/effects-on-body

http://smokefree.gov/health-effects

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/manchesterstreetsnaps/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك