مشاكل المراهقين.. بعض العقبات في فترة المراهقة وكيفية الوقاية منها

796 0
796 0
المراهقة

قد تبدو مرحلة المراهقة شائكة بالنسبة للعديد من الآباء والأمهات.

في هذه المرحلة سينتقل الولد أو البنت من مرحلة الطفولة لمرحلة الشباب.

كيفية التعامل مع الطفل خلال هذه المرحلة، لها دور كبير في بناء شخصيته ومستقبله.

هنا يبدأ التعب الذهني تجاه أولادنا، بشكل أكبر من التعب البدني الذي اعتدنا عليه في سنواتهم الأولى.

نحن بحاجة لأن نعزز ثقتهم بأنفسهم، ونفسح لهم المجال قليلاً، ليعتمدوا على أنفسهم. فلن يظلوا تحت أجنحتنا مدى الحياة.

بل هم بحاجة لتعزيز مهاراتهم وتهيئتهم، ليخضوا غمار الحياة بدورهم.

تحدثنا سابقاً عن التغيرات التي تطرأ على الطفل خلال مرحلة البلوغ والفرق بينها و بين المراهقة.

ركزنا على أهمية النظام الغذائي خلال هذه المرحلة. وأهم النصائح لزيادة الطول وتعزيز النمو.

ذكرنا أهم التحديات التي قد تواجههم وكيفية التغلب عليها.

أما اليوم وبإذن الله تعالى، سوف نركز على بعض المشاكل أو المخاوف التي قد تعترضهم ، وكيف نتعامل معها.

أهم المشاكل أو المخاوف التي تعترض المراهق خلال هذه المرحلة:

نحن بحاجة للانتباه لهذه العلامات والتحذيرات، لمعالجتها سريعاً أو الوقاية منها.

القلق:

قد تتغير طبيعة طفلك خلال هذه المرحلة. فيميل إلى الصمت والعزلة.

انتبه لأعراض القلق والاكتئاب، فهو أمر شائع في هذه المرحلة.

كن قريباً من طفلك، ليشعر بالارتياح، ويلجأ إليك، ويشاركك أفكاره ومشاعره.

تنظيم الوقت:

قد يواجه طفلك صعوبة في تنظيم وقته، وإنهاء واجباته ومهامه في الوقت المطلوب.

خاصةً إذا كان الطفل يعاني من القلق أو الاكتئاب، حتى المهام الصغيرة قد تبدو صعبة للغاية بالنسبة له!

ساعد طفلك على تنظيم وقته، وتعلُّم كيفية تجزئة المهام الكبيرة لأهداف صغيرة سهلة التحقيق.

النزاع العائلي أو الأسري:

 قد تلاحظ طفلك يتأرجح بين تقلبات المزاج، نتيجة تغيرات مستوى الهرمونات خلال مرحلة البلوغ والمراهقة.

هل ازدادت النزاعات بينكما هذه الفترة، بالمقارنة مع السنة الماضية؟

غالباً ما ينطوي الغضب على مشاعر أكثر صعوبة تختبئ تحته، مثل الحزن والتشوش والتوتر والخوف.

انتبه لهذه المشاعر والسلوكيات المرتبطة بها، حتى تتمكن من فهم طفلك ومساعدته على تخطّي هذه الصعوبات.

ضعف التحكم بالنفس:

كل شخص منا موجود على سطح الكرة الأرضية، يتخذ قرارات أحياناً جيدة وصائبة، وأحياناً أخرى قرارات سيئة وخاطئة.

لكن عندما تلاحظ هذا الأمر على طفلك، أنت بحاجة لمد يد العون له. كما هو الحال عندما يختار أصدقاء غير جيدين.

تذكر أن اللجوء للكحول والمخدرات و سوء استخدام الأدوية وإدمانها، يحدث نتيجة ضعف التحكم بالنفس وسوء اتخاذ القرار.

صعوبة اتخاذ القرارات:

تحدث هذه النتيجة بشكل متتالي بعد ضعف التحكم بالنفس.

رجاءً اسأل عن أصدقاء ابنك أو ابنتك. فالتأثير الأكبر خلال مرحلة المراهقة، يعود للأصدقاء!

تقبل الفشل:

لن يشعر أي شخص بالسعادة بعد أن يفشل في أمر ما.

لكن الفشل جزء طبيعي من مراحل الحياة. يجب علينا تقبل هذه المطبات، والتعلم من هذه التجارب للتغلب عليها.

عندما يواجه الطفل الفشل أو الرفض خلال مرحلة المراهقة، يكون تأثير الأمر عليه كبيراً. قد يؤدي للتوتر والاكتئاب.

إذا حاول بعض الزملاء تجنب ابنك، أو إبعاده و نبذه عن المجموعة. قد يولد لديه مشاعر سلبية مليئة بالإحباط، وضعف الثقة بالنفس.

هنا يأتي دور الأهل الداعم، مثل البلسم المرمم للجروح.

الطفل بحاجة للدعم الأسري بشكل كبير جداً خلال هذه السنوات. التي ستبنى بها شخصيته.

بحاجة لليد الحانية التي تربت على كتفه، وتشعره بالمحبة والقبول والأمان.

بحاجة لابتسامة دافئة وصوت هادئ يقوّم أخطائه، دون أن يُطلق الأحكام الجائرة عليه.

انخفاض الطاقة و ضعف التشجيع:

هل لاحظت أن طفلك يعتمد على المماطلة في كثير من أنماط حياته ومهامه وعاداته اليومية؟

قد يكون هذا مؤشر لمشكلة أكبر، مثل ضعف الثقة بالنفس و الإرهاق الشديد والسعي للكمال.

القلق من شكل الجسم:

هذه مشكلة كبيرة جداً خلال مرحلة المراهقة. وتعاني منها الفتيات عادةً بنسبة أكبر من الفتيان.

إذا كان طفلك يعاني من الوزن الزائد نوعاً ما. فمن الممكن أنه يتعرض للمضايقة أو التنمر من أقرانه.

إذا كان طفلك نحيف للغاية أو طويلاً أو قصيراً أكثر من المعدل الوسطي لأقرانه. هذا الأمر قد يؤثر على ثقته بنفسه. وقد يعرضه للإزعاجات من أقرانه.

وللأسف لا يخفى دور الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي في هذا الأمر. حيث يسلط الضوء على نماذج مثالية خالية من أي عيوب. وفي الحقيقة ما هي إلا نماذج مبتكرة مفلترة لا تمتّ للواقع بصلة!

مشاكل أكاديمية:

هل لاحظت انخفاض مستوى طفلك التعليمي خلال فترة المراهقة؟

هنا أنت بحاجة لمتابعة قريبة له، ومد يد العون. فقد يكون هو فعلاً بحاجة لمساعدة في دراسته. أو أنه يتعرض لضغوطات نفسية في المدرسة وبين زملائه، بحيث تؤثر على تركيزه و تحصيله العلمي.

عدم وجود الرقابة الكافية:

قضاء الطفل للكثير من الوقت دون مراقبة الأهل، سيؤدي لمشاكل وسلوكيات خاطئة.

هذا لا يعني أن طفلك بحاجة لمراقبة بكل لحظة. أو لانشغال وقته بشكل كامل في النشاطات والبرامج والصفوف. بل هو بحاجة لجدول مريح مع أوقات فراغ يشغلها لتطوير مهاراته وهواياته.

لكن يجب أن يكون طفلك على دراية بتوقعاتك له. وأن يفهم أن بعض السلوكيات محظورة.

يمكن أن يساعد وضع القواعد والحدود، وتوفير الإشراف الجيد، والتواصل مع طفلك يومياً، في إبقائه على المسار الصحيح.

الخُلاصة:

قد نواجه الصعوبات في أي مرحلة من مراحل الحياة. ولا يخفى دور الأهل والدعم الأسري في التغلب على هذه الصعوبات.

إنما تعتبر مرحلة المراهقة، مرحلة فارقة أساسية في بناء شخصية الطفل، وانتقاله لمرحلة الشباب.

توفير الوقت اليومي للاستماع لمشاكل ابنك أو ابنتك، ومتابعة مجريات أمور حياتهم عن كثب، له دور كبير في تعزيز شخصيتهم وتطوير مهاراتهم.

خذ دور الصديق القريب. خذ دور الأخ الودود المحب.

لا تمارس الأبوة أو الأمومة بتسلّط. طفلك الآن بحاجة لحنان ودعم وتفهّم الأهل. حتى يتجرد من كل مخاوفه أمامك، ويلجأ إليك، مهما كانت المشاكل التي تواجهه محرجة أو صعبة.

المراجع:

https://abrighterday.info/11-real-issues-that-teens-face-every-day

https://www.verywellfamily.com/startling-facts-about-todays-teenagers-2608914

https://www.verywellmind.com/problems-of-troubled-youth-ways-to-help-3288314

https://www.nhs.uk/mental-health/children-and-young-adults/advice-for-parents/cope-with-your-teenager

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/ctjonline/7096939041/in/photolist-bP8EHX-8M7m3Z-8MapVq-2nMReWV-8BHjfh-AkNK6d-8Mapu9-5C6jqT-ccWWAd-7MCDL1-8BHit1-8BHgnE-8MapNy-8Map8f-9J5uSn-yxZqRh-8BsGJY-bAdDfu-8M7mu8-8M7mAP-8MapP5-8M7mVx-bP8jLv-4cp7Pk-8M7mH8-8M7mh8-bAe5hQ-bP8Jr2-bP8kSg-GDWex4-8MapWw-8MapXE-8MapkY-Ha9Y9q-774dnt-8Maq23-8M7mQV-bAe9dS-bAe7sd-8M7mqz-EtYqk-bP8mAv-bAdH6E-8bvEzM-bAe2Wj-9xZ2rB-6diaCS-xLAK8o-8MapuG-f1uN6j

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك