أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
من المشاكل الصحية الشائعة جداً، هي المغص عند الرضع.
و غالباً ما يحدث ذلك عندما يتراوح عمر الرضيع بين أسبوعين إلى 16 أسبوع (4 أشهر). ثم تزول حالات المغص تدريجياً مع بلوغ الرضيع عمر 5 أشهر.
أسباب المغص عند الرضع:
إن السبب الأساسي وراء هذه المشكلة، غير معروف تماماً.
لكن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار وجود عدة عوامل مشتركة معاً، قد تؤثر على الرضيع. بما في ذلك:
- عدم تحمل هضم بروتين الحليب أو سكر الحليب
- مرحلة تطور و نمو الجهاز العصبي عند الرضيع
- مرحلة تطور و نمو الجهاز الهضمي بما في ذلك أساليب الرضاعة و نوعية الحليب الذي يتناوله الرضيع، سواء حليب الأم أو حليب صناعي.
- انخفاض نسبة البكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء. لقد أظهرت نتائج الدراسات ازدياد حالات المغص عند الرضع الذين انخفضت لديهم نسبة هذه البكتيريا، بالمقارنة مع أقرانهم من نفس العمر.
- في حالات الرضاعة الطبيعية، إذا كانت الأم المرضع تعاني من أي اضطرابات نفسية أو تتعاطى بعض الأدوية أو تدخن السجائر و غيرها من أنواع النيكوتين.
أعراض المغص عند الرضع:
المغص هو المصطلح الذي يعبر عن نوبات من بكاء الرضيع، دون وجود سبب معين يدعو لذلك. و دون وجود أي أعراض أخرى، تستدعي لزيارة الطبيب.
إذا لم يرافق ذلك أي أعراض أخرى، هذا لا يعني أن الرضيع مريض!
متى يجب علينا زيارة الطبيب:
إذا رافق المغص وجود أي من الأعراض التالية، عند الرضيع، يجب زيارة الطبيب:
- إذا رافق المغص ارتفاع في درجات الحرارة (و إذا كان عمر الرضيع أقل من 3 أشهر، يجب الذهاب للطوارئ)
- انخفاض الوزن أو التجفاف
- إذا كان عمر الرضيع أكبر من 5 أشهر
- بكاء شديد دون توقف و يرفض الرضاعة
- الإسهال أو وجود دم أو مفرزات مخاطية مع البراز
- إقياء و ارتداد الحليب بكميات كبيرة أو متكررة جداً
- إذا حاول الأهل تهدئته لمدة 3 أيام، دون النجاح في ذلك.
- إذا حدثت الأعراض بعد تعرض الرضيع لإصابة أو يرفض تحريك أو استخدام أطرافه
- إذا كانت الأم تعاني من اضطرابات نفسية مثل حالات القلق أو الاكتئاب أو تتعاطى أي أدوية
أفضل الأساليب لعلاج حالات المغص عند الرضع و كيفية الوقاية منها:
- عدم هز الطفل كثيراً!
- إعطاء الرضيع حمام دافئ.
- أخذ الرضيع في جولة في السيارة أو في العربية.
- تحريك ساقيه برفق نحو الأمام و الخلف مثل حركة الدراجة.
- استخدام بعض الأساليب لتهدئة الطفل، مثل حمل الطفل بوضعيات مختلفة.
- ينصح الاعتماد على الرضاعة الطبيعية إن أمكن. نظراً لفوائدها الصحية المتنوعة. أما في حال الاعتماد على الحليب الصناعي، ينصح باستشارة الطبيب أو الصيدلي قبل إجراء أي تعديل على صيغة الحليب أو نوعيته. لاختيار التركيبة الأفضل لطفلك.
الوضعية الصحيحة للطفل أثناء الرضاعة:
- حمل الطفل في وضع عمودي بحيث يكون رأس الرضيع أعلى من مستوى قدميه أثناء الرضاعة.
- الحرص على تجشؤ الطفل و هو في وضعية الاستقامة. (كل نصف ساعة في حال تناول حليب صناعي، و كل 10 دقائق في حال الرضاعة الطبيعية من الثدي).
- عند الاعتماد على الحليب الصناعي، يجب الانتباه لنوعية الببرونة و حلمة الببرونة، لاختيار النوعية و المقاس المناسب لعمر الرضيع.
تتوفر أشكال منحنية من الببرونة بحيث تسمح بإرضاع الطفل و هو في وضعية جلوس. كما تتوفر أنواع من حلمات الببرونة مصممة لتكون مضادة للمغص. بحيث تمنع ابتلاع كميات كبيرة من الهواء أثناء الرضاعة.
إذا لم تنجح كافة النصائح السابقة في الوقاية من حالات المغص و القضاء عليه. تتوفر بعض الأدوية التي تساعد في التغلب على هذه المرحلة و علاجها.
تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:
مركبات البروبيوتيك:
تتوفر بعض منتجات مركبات البروبيوتيك في الصيدلية خاصة لعمر الرضع. بحيث يتم إعطاء الرضيع 5 نقاط فموية من مركبات البروبيوتيك مرة واحدة كل يوم. كما يمكن إضافتها للحليب.
كما وضحنا سابقاً من أسباب المغص عند الرضع، هي انخفاض نسبة البكتيريا النافعة في الأمعاء. عند تناول مركبات البروبيوتيك، يتم تعزيز مستويات هذه البكتيريا النافعة، و تحسين صحة الجهاز الهضمي. مما يساهم في خفض حالات المغص لدى الرضع.
مادة السكروز:
يعتبر السكروز ثاني منتج طبيعي لعلاج حالات المغص عند الرضع.
فقد اظهرت نتائج الدراسات أن إعطاء الرضيع، محلول سكري يحتوي على 12 – 24% من سكر السكروز، له دور فعال في تخفيف حالات المغص عند الرضع.
سيميتيكون (أوفول) :
ينصح بإعطاء الرضيع 1/2 – 1 مل من مادة سيميتيكون بعد كل رضعة.
يعتبر الدواء الوحيد المرخص من قبل منظمة الغذاء و الدواء العالمية الموافق على استخدامه لعلاج حالات المغص عند الرضع. فهو آمن الاستخدام و لا يسبب أي تأثيرات سلبية بالنسبة لمعظم الرضع.
كلمة أخيرة..
من الضروري الأخذ بعين الاعتبار لصحة الوالدين، أو الشخص الذي يرعى الطفل. فلا ننسى أنفسنا!
قد تكون فترة ما بعد الولادة و العناية بالرضيع، فترة جديدة صعبة على الرضيع و الأشخاص الذين يعتنون به.
لذلك من الضروري الحصول على قسط كافِ من الراحة، بالنسبة للشخص الذي يرعى الطفل.
فالصحة النفسية للوالدين تنعكس على الرضيع أيضاً. و يشعر بذلك و ينتقل إليه التوتر أو العصبية والإرهاق في حال وجوده.
لذلك ينصح التناوب في رعاية الطفل و العناية به، خاصةً في حالات المغص أو غيره من حالات بكاء الرضيع أو عدم الراحة غير معروفة السبب!
المراجع:
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/28401050/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/27144631/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/17979025/
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/29760502/