أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
هنالك العديد من المشاكل الصحية التي قد تواجه المرأة الحامل خلال فترة الحمل. لذلك ينصح بإجراء فحوصات دورية مع الطبيب خلال فترة الحمل. للكشف عن أي مشكلة أو خلل و معالجته.
إن المواظبة على تناول أطعمة صحية متوازنة خلال فترة الحمل، و الحرص على تناول فيتامينات الأمومة، و مراقبة الحمل بشكل دوري مع الطبيب، لها دور كبير في تعزيز صحة الحمل.
لكن رغم الأخذ بكافة هذه الاحتياطات، فمن الممكن حدوث مشكلة ما قبل التسمم الحملي لدى بعض النساء الحوامل!
ما قبل التسمم الحملي:
تحدث مشكلة ما قبل التسمم الحملي عندما يحدث ارتفاع في ضغط دم الحامل، و يرافقه على الأقل واحدة من الأعراض مثل وجود بروتين في البول، سواء خلال الحمل أو بعد الولادة.
قد تعاني المرأة الحامل أيضاً من انخفاض عدد الصفيحات الدموية. و هي عبارة عن نوع من الخلايا الدموية التي تساعد في تخثر الدم. أو قد تعاني أيضاً من حدوث مشاكل صحية في الكلية أو الكبد.
تحدث حالة ما قبل التسمم الحملي عموماً بعد الأسبوع العشرين من الحمل. لكن في بعض الحالات، قد تحدث هذه المشكلة في وقت باكر، أو قد تتأخر لما بعد الولادة.
إذا لم يتم علاج مشكلة ما قبل التسمم الحملي، قد يتطور ذلك إلى مضاعفات خطيرة، و تصاب المرأة الحامل بمشكلة التسمم الحملي.
عندما تتحول المشكلة إلى التسمم الحملي، تتمثل هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم، الذي ينتج عنه حدوث اختلاجات و نوبات صرع.
كما هو الحال مع مشكلة ما قبل التسمم الحملي، فإن مشكلة التسمم الحملي قد تتطور خلال الحمل أو في حالات نادرة، بعد الولادة.
أسباب مشكلة ما قبل التسمم الحملي:
لا يوجد سبب واضح محدد يؤدي بدوره لحدوث ما قبل التسمم الحملي. لكن هنالك بعض الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى ذلك و التي تتضمن:
- عوامل وراثية
- مشاكل في الأوعية الدموية
- اضطرابات مناعة ذاتية
بعض العوامل الخطيرة قد تؤدي لزيادة احتمال حدوث مشكلة ما قبل التسمم الحملي. و تتضمن هذه العوامل الخطيرة ما يلي:
- وجود حمل متعدد أي توائم
- الحمل بعد عمر الأربعين
- الحمل الأول للمرأة
- حدوث مشكلة ما قبل التسمم الحملي في حمل سابق للمرأة
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بما قبل التسمم الحملي
- زيادة الوزن أو البدانة
- وجود مشاكل صحية قبل الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري أو أمراض الكلية أو داء الذئبة الحمامية أو غيرها من أمراض المناعة الذاتية
- الحمل من خلال التخصيب في المخبر (طفل الأنبوب)
لا يوجد طريقة لمنع مشكلة ما قبل التسمم الحملي. لكن ينصح الأطباء بعض النساء الحوامل بتناول جرعات صغيرة من مادة الأسبيرين بعد مرور الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. و ذلك لتخفيف خطورة الإصابة بما قبل التسمم الحملي لاحقاً. و ذلك تبعاً لنتائج الأبحاث و الدراسات التي أجريت عام 2019م.
إن مراقبة الحمل بشكل دوري منتظم مع الطبيب قبل الولادة، قد يساعد في تشخيص مشكلة ما قبل التسمم الحملي باكراً في حال حدوثها و تجنب المضاعفات.
التشخيص المبكر سيسمح للطبيب بتزويد المرأة الحامل بالمراقبة اللازمة، و اتخاذ كافة الاحتياطات حتى موعد الولادة.
أعراض ما قبل التسمم الحملي:
في بعض الأحيان قد لا تظهر أي أعراض لما قبل التسمم الحملي. لكن في حال تطور هذه الأعراض، فهي تتضمن ما يلي:
- صداع دائم
- ألم أعلى البطن
- انتفاخ غير طبيعي في الكفين و القدمين
- زيادة مفاجئة في الوزن
- الغثيان أو الإقياء
- ضيق التنفس
- تغير في الرؤية مثل تشوش الرؤية أو رؤية بقع
خلال الفحص الطبي، يقوم الطبيب بقياس ضغط الدم للحامل. و في حالة ما قبل التسمم الحملي، غالباً ما يكون ضغط الدم أعلى من 140/90 ملم زئبقي.
كما تظهر تحاليل البول و الدم، وجود بروتين في البول و خلل في أنزيمات الكبد و انخفاض مستويات الصفيحات الدموية.
في حال تم تشخيص المرأة الحامل على أنها مصابة بمرحلة ما قبل التسمم الحملي. يقوم الطبيب بمراقبة الجنين و قياس معدل ضربات القلب و أي تغيرات على حركة الجنين و فحص مستوى السائل الأمينوسي وتقييم صحة الجنين عموماً.
الخيارات العلاجية لمرحلة ما قبل التسمم الحملي:
الحل الامثل لعلاج ما قبل التسمم الحملي هو الولادة إن أمكن الأمر. ففي معظم الحالات، تعتبر ولادة الطفل هي الحل الافضل للوقاية من تطور المشكلة للتسمم الحملي.
الولادة:
إذا كانت المرأة في الأسبوع السابع و الثلاثين من الحمل أو أكثر، يقوم الطبيب بإجراء تحريض للولادة.
في هذه الحالة، يعتبر الجنين قد تطور نموه بشكل كافِ، ليكمل نموه خارج الرحم، و لا تعتبر ولادة مبكرة.
لكن في حال ظهرت مشكلة ما قبل التسمم الحملي قبل الأسبوع السابع و الثلاثين. يُقيّم الطبيب الوضع الصحي للأم و للجنين معاً. و بناءً على ذلك يقرر ما إذا كان بالإمكان إجراء الولادة أم لا.
يعتمد الأمر هنا على عدة عوامل، بما في ذلك عمر الحمل، سواء بدأت أعراض المخاض أم لا. بالإضافة لشدة خطورة الأعراض و المرض.
ولادة الطفل و إخراج المشيمة، عادةً هو الحل الأمثل لهذه المشكلة.
الخيارات العلاجية الأخرى خلال الحمل:
في بعض الحالات، يقوم الطبيب بإعطاء أدوية للمرأة الحامل لخفض ضغط الدم المرتفع.
كما يعطيها بعض الأدوية للوقاية من حدوث نوبات صرع. التي تعتبر من المضاعفات المحتملة الناتجة عن مرحلة ما قبل التسمم الحملي.
قد يلجأ الطبيب لإدخال المرأة الحامل إلى المستشفى، لإجراء مراقبة أكثر شمولاً.
قد تحتاج الحامل لتلقي الأدوية عن طريق الوريد لخفض ضغط الدم المرتفع. أو إعطاء حقن ستيروئيدية للمساعدة على تطور رئتي الطفل بشكل أسرع.
يتم التحكم بمشكلة ما قبل التسمم الحملي بناءً على شدة المرض، إذا كانت حالة خفيفة معتدلة أم حالة شديدة.
تتضمن الأعراض الشديدة لمشكلة ما قبل التسمم الحملي ما يلي:
- تغيرات في معدل ضربات قلب الجنين
- ألم في البطن
- نوبات صرع
- فشل كلوي أو كبدي
- تراكم السوائل في الرئتين
إذا ظهرت أي من الأعراض الشديدة لمشكلة ما قبل التسمم الحملي، تعتبر هذه المؤشرات خطيرة و مهددة للحياة و بحاجة لتدخل إسعافي فوري.
الخيارات العلاجية لما بعد الولادة:
تبعاً لنتائج الإحصائيات، متى ما حدثت ولادة الطفل، تزول أعراض ما قبل التسمم الحملي بشكل تلقائي خلال 48 ساعة.
كما وجدت الأبحاث بالنسبة للعديد من النساء الحوامل، أن وظائف الكبد والكلية، تعود أيضاً لوضعها الطبيعي خلال بضعة أشهر.
لكن من الجدير بالذكر، أن مشكلة ما قبل التسمم الحملي، قد تظهر أيضاً بعد الولادة، حتى و إن لم يكن هنالك مضاعفات في الحمل.
و قد يحدث ذلك عادةً بين 48 ساعة إلى 6 أسابيع بعد الولادة.
لذلك، إذا كانت تعاني المرأة من مشكلة ما قبل التسمم الحملي خلال فترة الحمل. فهي بحاجة لمتابعة منتظمة مع الطبيب. و مراقبة ضغط الدم عن كثب، حتى بعد الولادة.
المضاعفات الناتجة عن مشكلة ما قبل التسمم الحملي:
تعتبر مشكلة ما قبل التسمم الحملي من المشاكل الصحية الخطيرة. و إذا لم يتم علاجها، قد تكون مهددة للحياة سواء للأم أو للجنين.
ومن المضاعفات الناتجة عن ماقبل التسمم الحملي:
- مشاكل في النزف نتيجة نقص عدد الصفيحات الدموية
- انفصال المشيمة
- الفشل الكبدي أو الكلوي
- تراكم السوائل داخل الرئة
- الصرع
- ويمكن أن تحدث مضاعفات للطفل أيضًا، إذا ولد قبل الأوان، بسبب الجهود المبذولة لحل تسمم الحمل.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/preeclampsia#complications
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17952-preeclampsia
https://www.health.harvard.edu/a_to_z/preeclampsia-and-eclampsia-a-to-z