هو عبارة عن اضطراب شائع يؤثر على الأمعاء الغليظة (القولون).
إن متلازمة القولون العصبي من الأمراض المزمنة التي تحتاج لمتابعة لفترة طويلة من الزمن. لذلك سوف يواجه المريض بعض الأوقات التي يعاني منها من الأعراض الشديدة، و في بعض الأوقات الأخرى قد لا يشكو من أي أعراض على الإطلاق.
في هذه المقالة سوف أذكر لك طرق الوقاية من المرض و الأساليب العلاجية الفعالة. أتمنى أن تجد الوفائدة المطلوبة.
على الرغم من أن أعراض ملازمة القولون العصبي غير مريحة و تسبب الإزعاج إلا أنها تختلف عن حالات التهاب القولون و التهاب الأمعاء و داء كرون و لا تسبب تغيرات في أنسجة الأمعاء أو خطورة الإصابة بسرطان القولون.
عدد قليل من الأفراد المصابين بمتلازمة القولون العصبي هم فقط من يعانون من أعراض شديدة. فبعض الأفراد يستطيعون التحكم و السيطرة على المرض بواسطة تغيرات في الحمية الغذائية و العادات اليومية. بينما يحتاج البعض الآخر للمواظبة على تناول العقاقير الطبية.
أعراض متلازمة القولون العصبي:
- التشنجات
- ألم في البطن
- النفخة و الغازات
- الإسهال
- الإمساك
- في بعض الأحيان وجود مفرزات مخاطية في البراز.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
إذا واجهت تغير دائم في حركة الأمعاء أو إذا كنت تعاني من أعراض متلازمة القولون العصبي يجب عليك مراجعة الطبيب لأنه في بعض الأحيان قد تكون الأغراض مؤشر على وجود حالات صحية خطيرة كسرطان القولون.
الأعراض التي قد تدل على وجود مشاكل صحية خطيرة:
- نزيف من الشرج.
- ألم في البطن و الذي يزداد ليلاً.
- انخفاض الوزن.
أسباب متلازمة القولون العصبي:
إن السبب الأساسي للإصابة بالقولون العصبي غير معروف، لكن هنالك عدة عوامل تلعب دوراً في حدوث ذلك.
- تحتوي بطانة جدار الأمعاء على طبقات من العضلات التي تنقبض و تتمدد بحركات منتظمة مع مرور الطعام من المعدة إلى الأمعاء و الشرج. إذا كنت تعاني من متلازمة القولون العصبي فإن التقلصات المعوية قد تكون أقوى و تستمر أكثر من الحالات الطبيعية، مما يسبب الانتفاخ و الغازات و الإسهال. أو قد يحدث العكس، أي أن التقلصات المعوية الخفيفة تبطء مرور الطعام عبر القناة الهضمية، و بالتالي يؤدي ذلك لجفاف و صلابة البراز و الإصابة بالإمساك.
- إن التشوهات في الجهاز العصبي الهضمي يلعب دوراً في متلازمة القولون العصبي، مما يؤدي لزيادة شدة الأعراض عندما تتمدد المعدة من الغازات أو الفضلات.
- إن ضعف التواصل بين النواقل العصبية الدماغية و بين الأمعاء يؤدي لمبالغة جسمك في ردود أفعاله تجاه التغيرات التي تحدث بشكل طبيعي في عملية الهضم. إن ردود الأفعال المبالغة تسبب الألم و الإسهال أو الإمساك.
إن المواد المحفزة لمتلازمة القولون العصبي تختلف من شخص لآخر، و من المواد الأكثر شيوعاً التي تحرض على حدوث القولون العصبي:
الطعام:
يعاني العديد من الأفراد من عدم تحمل بعض أنواع الأطعمة بينما لا يتأثر البعض الآخر. و من الأطعمة التي تهيج القولون نذكر: الشوكولا، التوابل، الدهون، البقوليات، القرنبيط، البروكلي، الحليب، الكحول.
التوتر:
يزداد تهيج القولون العصبي في حالات الضغوطات و التوتر مما يجعل الأعراض أسوء و أكثر شدة.
الهرمونات:
إن التغيرات في مستوى الهرمونات يلعب دوراً في حالة القولون العصبي. تعاني العديد من النساء من تطور أعراض القولون العصبي مع اقتراب موعد الدورة الشهرية.
بعض الحالات الصحية:
ففي بعض الأحيان إن الإصابة بمشاكل صحية أخرى يؤثر على القولون العصبي مثل حالة التهاب المعدة أو الأمعاء أو زيادة نمو البكتيريا في الأمعاء.
العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:
- تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي خاصةً تحت عمر 45.
- العامل الوراثي: إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من متلازمة القولون العصبي، فذلك يؤدي لزيادة خطورة الإصابة به مستقبلاً.
- وجود مشكلة صحية عقلية: كالقلق أو الاكتئاب.
المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمتلازمة القولون العصبي:
من أعراض القولون العصبي الإصابة بالإسهال أو الإمساك، و كلا الحالتين قد تؤدي لحدوث البواسير.
بالإضافة لذلك فإن تجنب تناول بعض الأطعمة التي تحفز على أعراض القولون العصبي، قد تؤدي لنقص في المواد التي يحتاجها الجسم و بالتالي ينتج عنها سوء التغذية.
الاختبارات و التشخيص:
يعتمد التشخيص على التاريخ الصحي للمريض و الاختبارات البدنية.
و في بعض الحالات يطلب الطبيب إجراء اختبارات إضافية معينة و التي تتضمن: تنظير للقولون، أو التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالأشعة السينية. بالإضافة لإجراء اختبارات تحمل اللاكتوز و تحاليل للدم و البراز.
علاج متلازمة القولون العصبي:
يعتمد العلاج على تخفيف الأعراض و السيطرة على المشكلة للتمكن من ممارسة الحياة بشكل طبيعي.
في عدة حالات، إن إجراء تغيرات بسيطة في الحمية الغذائية و العادات اليومية يساعد الجسم في القضاء على أعراض متلازمة القولون العصبي. على الرغم من أن الجسم لا يستجيب بشكل مباشر بهذه التغيرات، إلا أن الحل سوف تجده و تلتمسه على المدى الطويل و ليس حل مؤقت و حسب.
لذلك يجب البدء بإجراء تعديلات على الحمية الغذائية و العادات اليومية للسيطرة على المرض.
العلاجات المنزلية و أساليب الوقاية من القولون العصبي:
- تجنب الأطعمة التي تحفز على إثارة أعراض القولون العصبي أو النفخة و الغازات.
- تجنب حالات التوتر و الضغوطات و تعلم أساليب الاسترخاء.
- الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية.
- تناول كمية كافية من الماء و السوائل.
- الحصول على كمية كافية من النوم و الراحة.
- تجنب المحليات الصناعية و السكريات.
- تجنب الكحول و الكافئين.
- تخفيف كمية الغلوتين المتناولة و التي تتواجد في الحبوب.
- إضافة الألياف لنظامك الغذائي بشكل تدريجي، فعلى الرغم من أن الألياف تساعد في علاج الإمساك و تعزز عملية الهضم، إلا أنها تسبب انتفاخ البطن و الغازات خاصةً إذا لم تتناول معها كمية كافية من الماء. لذلك يجب إضافة الألياف لنظامك الغذائي بشكل تدريجي على مدى بضعة أسابيع. مثال عن الأطعمة الغنية بالألياف: الحبوب الكاملة، الفاكهة، الخضروات.
- تناول وجبات الطعام في أوقات محددة يومياً. لا تتجاوز وجبة طعام، و حافظ على مواعيد محددة يومياً لتناول وجبات الطعام، فذلك ينظم عملية الهضم و حركة الأمعاء لديك.
- انتبه لمنتجات الألبان كالحليب و الجبن: إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل لسكر اللاكتوز الموجود في الحليب، حاول استبدال الحليب باللبن. أو استهلك كمية قليلة فقط من الحليب و امزجها مع أطعمة أخرى. في بعض الحالات أنت بحاجة للتوقف عن تناول الحليب نهائياً. و إذا كنت كذلك يجب الانتباه لتعويض ما يحتاجه جسمك من البروتينات و الكالسيوم و فيتامين ب12 من مصادر غذائية أخرى.
- البروبيوتيك: هي عبارة عن كائنات حية دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. فهي عبارة عن بكتيريا نافعة للجسم تتواجد بشكل طبيعي في القناة الهضمية.
أظهرت الدراسات أن الحصول على كمية كافية من هذه المركبات يعزز صحة الجهاز الهضمي و يخفف أعراض متلازمة القولون العصبي. من الممكن الحصول على مركبات البروبيوتيك في المتممات الغذائية و تتواجد بشكل طبيعي في اللبن.
إذا استمرت الأعراض على حالها و لم تلاحظ أي تحسن، يجب مراجعة الطبيب ليصف لك الدواء المناسب.
أدوية علاج القولون العصبي:
- المتممات الغذائية الغنية بالألياف مع الحصول على كمية كافية من الماء لتجنب الإمساك.
- مضادات الإسهال:مثل مادة لوبيراميد.
- مضادات التشنج: مثل مادة هيوسيامين و مادة دي سيكلومين و التي تساعد في تخفيف ألم تشنجات البطن.
- مضادات الاكتئاب: إذا كنت تعاني من وجود الألم أو الاكتئاب قد يصف لك الطبيب مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أو مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية. تساعد هذه الأدوية في علاج الاكتئاب و تمنع نشاط الخلايا العصبية التي تتحكم بالأمعاء. و من الأمثلة على أدوية الاكتئاب المستخدمة لعلاج القولون العصبي نذكر مادة فلوكستين و مادة باروكسيتين.
- المضادات الحيوية: إذا كانت الأعراض تزداد سوءاً نتيجة وجود فرط نمو في بكتيريا الأمعاء، قد يصف لك الطبيب المضادات الحيوية.
- أما الأدوية الخاصة لعلاج القولون فتتضمن ما يلي: مادة الوسيترون: و التي تحتاج لوصفة طبية حصراً و تعمل على إرخاء القولون و إبطاء حركة الأمعاء. مادة لوبيبروستون: و التي تعمل على زيادة إفراز السوائل في الأمعاء مما يساعد على مرور البراز بسهولة.
المراجع:
http://www.medicinenet.com/irritable_bowel_syndrome_ibs/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/healthsame/