أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
تحدثنا في المقال السابق عن أسباب الشراهة للطعام و أهم الأعراض المرافقة.
أما اليوم و بإذن الله تعالى، سوف نكمل الموضوع عن الخيارات العلاجية. وأهم الفروقات بين الشراهة للطعام والأكل العاطفي.
أسأل الله تعالى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الخيارات العلاجية المتوفرة للقضاء على مشكلة الشراهة للطعام:
التماس العناية الطبية و استشارة أخصائي:
مشكلة الشراهة للطعام، هي من اضطرابات تناول الطعام. و إذا فشلت كافة الأساليب الفردية في التغلب عليها. إذاً يستدعي الأمر تدخل الطبيب.
أول الخيارات العلاجية الفعالة، هو العلاج السلوكي المعرفي. الذي يُعتبر القاعدة الذهبية، لعلاج مختلف اضطرابات تناول الطعام. و ما يرافقه من آثار نفسية على الشخص.
يركّز هذا النوع من العلاج على أفكار الشخص وسلوكه. و يساعد في تحديد المشاكل العاطفية الكامنة. التي تدفع الشخص، للمكافحة مع اضطرابات تناول الطعام.
يعتبر العلاج السلوكي المعرفي فعال جداً في ثلاث مراحل:
- إدراك الأفكار التي تدفع الشخص لهذا السلوك
- تعديل سلوك تناول الطعام والعادات المرتبطة به
- الثبات والموازنة والوقاية من الانتكاس.
وذلك من خلال تكوين استراتيجية، أو أسلوب حياة طويل الأمد، للتعامل مع حالات التوتر. وغيره من المحفزات، التي تدفع الشخص للجوء لتناول الطعام بشراهة.
اترك فكرة إنقاص الوزن جانباً حالياً:
على اعتبار أن مشكلة البدانة مع المحاولات المستمرة لإنقاص الوزن، هي من العوامل الخطيرة المؤدية للشراهة للطعام.
ينصح معظم الخبراء، للأفراد الذين يعانون من اضطرابات تناول الطعام، تغيير طريقتهم للتحكم بالوزن!
بينما يعتبر من الضروري العناية بصحة الجسم، واتباع نظام غذائي صحي. والعمل للحصول على وزن صحي مثالي. إلا أن التركيز بشكل كبير لإنقاص الوزن، قد يكون له رد فعل سلبي وعكسي على موضوع تناول الطعام. وقد يساهم في حدوث القلق والتوتر.
ينصح باللجوء لأخصائي تغذية، للمساعدة على وضع خطة صحية طويلة الأمد، لإنقاص الوزن ببطء. مع الحرص على تلبية احتياجات الجسم من المواد الغذائية. والحصول على عدد السعرات الحرارية اللازمة.
في حال وجود اضطرابات تناول الطعام، ينصح الخبراء باتباع نظام صحي متوازن، إنما مريح وسهل. يعمل على إنقاص الوزن ببطء، وعلى مدى فترة أطول من الزمن. بعيداً عن الحميات القاسية الضارة.
تخفيف حالات التوتر:
حسب رأي معظم الخبراء، من المشاكل الأساسية للشراهة في الأكل، هي بسبب عدم القدرة على التعامل مع المشاعر والمواقف والأفكار الصعبة.
عندما يعاني الشخص من التوتر، يلجأ للقيام بعمل ما، للتنفيس عن نفسه وتهدئة غضبه. مما يدفعه أحياناً، لتناول الطعام حتى دون الشعور بالجوع.
تعلّم كيفية التحكم بحالات الغضب والضغوطات، دون اللجوء للطعام، للتغلب على حالات التوتر.
يختلف أسلوب كل شخص عن الآخر، في كيفية معالجة حالات الضغوطات. لكن بشكل عام تُعتبر الأساليب التالية فعّالة بالنسبة لمعظم الأفراد:
- رياضة اليوغا
- الدعاء والصلاة
- القراءة والكتابة
- الاستماع للموسيقا الهادئة
- جلسات التأمل و الاسترخاء
- إمضاء الوقت مع الآخرين
- قضاء بعض الوقت مع الطبيعة
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- ممارسة هواية محببة، غير الأكل!
التنفس العميق و التأمل واليوغا:
يمكن الاعتماد على جلسات التأمل، أو التنفس العميق، كأساليب فعالة للاسترخاء. وللتفريغ عن المشاعر السلبية. ولإعادة شحن الطاقة الإيجابية. وللإحساس بالسعادة، التمتع بنوم أفضل.
تساعد جلسات التأمل، وتمضية بعض الوقت بمفردك بهدوء، على تخفيف نشاط الجهاز العصبي الودي. المسؤول عن استجابة القتال أو الهروب، و حالات القلق والخوف.
من ناحية أخرى، يساعد على تنشيط الجهاز العصبي نظير الودي. المسؤول عن التحكم بالعواطف، وتصفية الذهن وحسن اتخاذ القرارات.
كما تساعد ممارسة اليوغا، على تعزيز الثقة بالنفس. من خلال الإحساس بالامتنان، لقدرة الجسم و مرونته، بغض النظر عن الوزن.
الحصول على الدعم:
إن الحصول على الدعم اللازم من العائلة والأصدقاء المقربين، هو أمر فعال في التغلب على مشكلة النهم للطعام.
ما هو الفرق بين الأكل بنَهَم والأكل العاطفي:
قد يكون من الصعب التمييز بين فرط تناول الطعام العادي، و بين الشراهة للطعام.
غالباً ما ينظر إلى الشراهة للطعام، على أنها شكل أكثر حدة من الأكل القهري أو العاطفي.
تم استخدام جميع هذه المصطلحات للتعبير عن سلوك الشخص. (الذي يميل لتتاول كميات كبيرة، وغير طبيعية من الطعام.)
معظم الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم يتناولون كميات عادية من الطعام. قد يميلون للأكل العاطفي من حين لآخر. دون أن يكونوا جائعين.
قد يحدث ذلك بالمناسبات. عندما يجتمعون مع الأصدقاء. و في الظروف الاجتماعية أو العطل أو الإجازات.
كما قد يميل البعض لفرط استهلاك الطعام في الليل. حتى و إن لم يشعرون بالجوع. فقط للتغلب على بعض الحالات النفسية، كالحزن أو التعب أو الملل أو القلق.
فرط تناول الطعام أو النهم والشراهة للطعام:
- إذا كانت هذه السلوكيات تحدث من حين لآخر، بشكل متباعد. فهو أمر طبيعي، و لا شيء يدعو للقلق. طالما أن السلوك السائد، هو اتباع نظام غذائي صحي، معظم الوقت.
- الأمر الذي يفرق بين الشراهة للطعام، و بين فرط تناول الطعام، هو أن الشراهة للطعام، تحدث بشكل متكرر أكثر. وتتمثل كالعجلة الدوارة. التي تنتقل من مرحلة لأخرى. وتؤثر على جودة حياة الشخص، و نفسيته و علاقاته مع الآخرين.
- الأشخاص الذين يعانون من الشراهة للطعام، غالباً ما ينتابهم شعور شديد بالإحراج والخجل. و غالباً ما ينكرون كمية الطعام المتناولة. و يحاولون الكذب، أو إخفاء سلوكهم المتعلق بكمية تناول الطعام. و يقضون أوقات طويلة بالتفكير في الطعام!
الخُلاصة:
- اتباع حميات قاسية بشكل متكرر، و الهوس بموضوع الوزن، و النظر لبعض الأطعمة على أنها محرمة وممنوعة لفترة طويلة. كلها من السلوكيات التي تؤدي لزيادة خطر الإصابة بالشراهة للطعام.
- يجد الخبراء أن معظم حالات الشراهة للطعام، هي بسبب مجموعة من العوامل معاً، التي تتضمن عوامل وراثية وبيولوجية وبيئية وأنماط حياة يومية.
- هنالك عدة أساليب فعالة للتغلب على مشكلة الشراهة للطعام. بعض هذه الأساليب بحاجة لمساعدة الأخصائي. بينما البعض الآخر، يعتمد على تغيير بعض العادات اليومية. وأفضل وسيلة هي المشاركة العلاجية بين الأخصائي والمريض وتلقي دعم العائلة والأصدقاء.
- في حال إهمال المشكلة وعدم علاجها، قد ينتج عنها مضاعفات أكثر خطورة، تتمثل باضطرابات نفسية وأمراض مزمنة.
المراجع:
https://draxe.com/health/binge-eating-disorder
https://www.healthline.com/nutrition/binge-eating-disorder