متلازمة فومو .. الخوف من أن يفوتك شيء أو القلق من فقدان الشيء أو فوات اللحظة!

620 0
620 0
متلازمة فومو

متلازمة فومو، هي عبارة عن ظاهرة حقيقية أصبحت متزايدة و شائعة جداً. قد تتسبب في زيادة حالات التوتر بشكل ملحوظ في حياتك.

قد تصيب هذه الظاهرة أي شخص كان. لكن هنالك بعض العوامل التي تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة.

في مقالنا لليوم، بإذن الله تعالى سوف نسلط الضوء على أسباب هذه الظاهرة. وكيفية تمييزها والتعامل معها والتغلب عليها.

ما هو مصطلح فومو؟

هو اختصار الحروف الأولى لعبارة (الخوف من فوات الشيء The fear of missing out).

والذي يُعبّر عن الشعور أو التصور بأن الآخرين يستمتعون بشكل أكبر، أو يعيشون حياة أفضل، أو يختبرون أشياء ومغامرات أفضل مما أنت عليه!

قد ينطوي هذا الأمر على الشعور العميق بالحسد. ويؤثر على احترام الذات والثقة بالنفس. وغالباً ما تتفاقم هذه المشاعر بسبب مواقع التواصل الاجتماعي!

فومو، لا يقتصر فقط على الإحساس بوجود أشياء أفضل في الحياة، من الأمور التي تقوم بها أنت هذه اللحظة. بل يمتد الأمر لشعورك بأنك تفقد شيئاً مهماً أساسياً، يعيشه الآخرون الآن!!

يمكن أن ينطبق الأمر على أي شيئ في حياتك. سواءً عدم دعوتك إلى حفلة ليلة الجمعة مثلاً، أو إلى عرض ترويجي في العمل. لكنه ينطوي دائماً على شعور بالعجز، و الاستياء لفقدانك حدث كبير و هام يشارك به الآخرون!

هذه الظاهرة ليست جديدة، بل موجودة منذ القِدَم. و الإحساس بهذه المشاعر والأفكار بنسبة بسيطة من حين لآخر، هو أمر طبيعي جداً. لا ضرر من ذلك. ولا يوجد أي خلل.

لكن تأثير مواقع التواصل الاحتماعي في السنوات الأخيرة (منذ 10-15 سنة)، سارعت بشكل ملحوظ من انتشار ظاهرة فومو بعدة طرق. لأنها وفرت مكاناً واسعاً لمقارنة حياتك المعتادة، بأبرز الأمور في حياة الآخرين.

وبالتالي، إحساسك (بالحياة الطبيعية) أصبح مشّوه. و يبدو لك أنك تعيش أسوأ أو أقل مما لدى أقرانك!

العوامل الخطيرة المؤدية لظاهرة فومو والمضاعفات الناتجة عنها:

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي:

كلما زاد تعلقنا بالشبكات الاجتماعية و بعدنا عن أرض الواقع. كلما زادت هذه الظاهرة وتأثيرها علينا.

الذي ينتج عنه:

فترة المراهقة:

يعتبر الشباب والبنات خلال مرحلة المراهقة، هم أكثر الفئات عرضة للإصابة بمتلازمة فومو. فهي مرحلة بناء الشخصية والبحث عن الذات!

إدمان الشاشات وفرط استهلاكها، ارتبط بالمخاوف من التقييمات الإيجابية والسلبية من قبل الآخرين. الذي ينعكس بدوره بشكل سلبي على الحالة المزاجية.

لم يقف الأمر عند هذ الحد فحسب. بل انتقل تأثيره:

  • لعلاقاتنا مع الآخرين
  • التمرد على الواقع وعدم الرضا بالحياة التي لدينا
  • عدم استشعار النعم التي نمتلكها وقد يفتقدها الآخرون

الفراغ والملل:

إن الخوف من فقدان الشيء، قد ينبع من الفراغ والملل.

لا يوجد هدف في الحياة. لا يوجد ما نشغل به وقتنا، ونستثمر طاقاتنا. مما يؤدي بنا إلى التعاسة، وعدم الرضا بالواقع.

فيقودنا إلى حلقة مفرغة. نلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي، لشغل وقتنا، و الترفيه عن أنفسنا. لكن يزداد شعورنا بعدم الرضا عن أنفسنا وحياتنا.

كلما ترسخت هذه الأفكار في عقولنا، وسيطرت على مشاعرنا. تحولت إلى سلوكيات غير صحية.

كيف نتعامل مع ظاهرة فومو ونتغلب عليها؟

تمييز هذه الظاهرة، وفهم منبع هذه المشكلة، وتَبِعاتها، هو الخطوة الأولى للقضاء عليها.

أهم النصائح والخطوات للوقاية من ظاهرة فومو وعلاجها:

تغيير تركيزك:

بدلاً من التركيز على الجوانب التي يمتلكها الآخرون و تفتقدها. أعد توجيه تركيزك للأمور التي تمتلكها أنت.

أما ضمن وسائل التواصل الاجتماعي والصفحات والحسابات الخاصة التي تتابعها:

قم بإنشاء حساب أو صفحة خاصة بك:

ليس لأن تنشرها أمام العامة. بل لتكون مكاناً خاصاً بك، تحتفظ من خلالها بأبرز لحظات حياتك التي تحبها وتميزها.

قد تكون هذه الصفحة ضمن حسابك الالكتروني الشخصي، أو مفكرة ورقية أو مدونة أو ألبوم صور تحتفظ به بأجمل ذكريات حياتك.

المهم هنا، هو إيجاد المكان الخاص بك وحدك (أو مع الأشخاص المقربين فقط في حياتك الواقعية)، لتجمع به اللحظات المميزة من حياتك. وتعود إليها كلما شعرت بانخفاض الطاقة الإيجابية لديك.

بهذه الطريقة، تصرف تركيزك عن حياة الآخرين، لتركز على حياتك أنت، وعلى الأمور التي تجعل حياتك قيمة ممتعة ومميزة.

ركّز على بناء علاقات حقيقية واقعية بعيداً عن العالم الافتراضي:

الشعور بالوحدة أو الاستبعاد، هو في الواقع طريقة دماغنا لإعلامنا أننا بحاجة للبحث عن علاقات أكبر مع الآخرين، و تغذية شعورنا بالانتماء.

الاندماج بشكل أكبر بوسائل التواصل الاجتماعي، ليس دائماً الوسيلة الصحيحة للتغلب على مشاعر الوحدة. بل قد يتحول بك الأمر لوضع أكثر سوءاً.

  • حاول التعرف على أشخاص جدد في حياتك.
  • ابذل بعض الوقت والجهد للاستثمار في علاقاتك مع أشخاص جيدين.
  • خطط للقيام بفكرة أو مشروع أو اجتماعات صغيرة مع القليل من الأصدقاء من حين لآخر.

هذه الطريقة ستفتح الأفق أمامك، وتوسع مداركك، و دائرة الراحة التي تعيشها.

إن لم يكن لديك الوقت لذلك أو ظروفك لا تسمح لك بتنفيذ هذه الخطط. على الأقل احرص على تواصل فعّال، من خلال رسالة خاصة مباشرة، أو مكالمة تلفونية مع صديق حقيقي واقعي.

ركّز على الامتنان:

الامتنان لأي جميل موجود في حياتك، وأي شخص إيجابي، وأي ميزة تنعم بوجودها. ولا تبخل في الكلمة الطيبة. فهي ترفع من مزاج قائلها، كما تفعل للشخص الذي تمدحه بها.

استثمر وقتك:

إذا عدنا لبداية المشكلة، نجد أن الفراغ والملل هو السبب الأول لمشكلتنا.

وبالتالي عندما نشغل وقتنا بما ينفعنا وينفع من حولنا. ونوجه طاقاتنا لتطوير أنفسنا، لن نجد الوقت الكافي لمقارنة حياتنا مع الآخرين. ولا للشعور بالسخط على حياتنا والاستياء من واقعنا.

أسأل الله تعالى لكم التوفيق الدائم، إخوتي الكرام. دمتم بخير 🙂

المراجع:

https://www.verywellmind.com/how-to-cope-with-fomo-4174664

https://www.wellandgood.com/fomo-mental-health-condition

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/143601516@N03/28208489145/in/photolist-JYFT48-gSX5nH-6FkPYG-gSXMFT-SDENZU-8o2UHN-gSX5fD-gSX4v3-gSX4qd-aFy3bt-8w6RQm-K4c1J7-dvUxYM-6wzM1U-8tftq9-wto671-99BVQZ-754QPy-6MgfTM-6wvviD-9Dgi47-deoZtb-6hxAb9-aNzXB8-gSX5ZL-4sgaEK-ddApjK-yJnGVW-y56zPB-gSXPdR-S7w8UL-qBG648-rwbi3y-rgTx1o-61LSVh-rfa4sX-rgTzpw-2izMmhY-rh1USg-7arjcX-HRv9gc-8FSH1y-2mhZFz1-dPQbk9-gSX5Zq-e1yRKg-gSX5TU-e1HpQq-6sydbF-5XNfPs

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك