تحدثتُ في المقال السابق عن أنواع و أعراض و أسباب الالتهاب الرئوي و العوامل الخطيرة المؤدية للمرض. أما اليوم سوف أكمل الموضوع بإذن الله تعالى. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الاختبارات و التشخيص:
يبدأ تشخيص مرض التهاب الرئة عادةً مع أخذ التاريخ الصحي للمريض. و القيام بالفحوصات البدنية للكشف عن أعراض الالتهاب الرئوي.
تتضمن الفحوصات البدنية بشكل خاص، سماع صوت الرئتين أو الصفير أو أي مؤشر غير طبيعي يدل على وجود التهاب في الرئة.
كما تتضمن الاختبارات الفحوصات التالية:
إجراء صورة الأشعة السينية:
للتأكد من وجود التهاب في الرئة أن لا. لكن هذا الاختبار لا يزودنا بمعلومات كافية عن نوع الكائنات الدقيقة المسببة للعدوى.
التصوير المقطعي المحوسب:
في بعض الحالات يحتاج المريض لإجراء التصوير المقطعي المحوسب، مما يعطي تفاصيل امصر دقة من صور الأشعة السينية.
جهاز Pulse oximetry:
لقياس نسبة الأوكسجين الموجود في مجرى الدم. هذا الاختبار يتضمن استخدام حساس غير مؤلم، يتم ربطه مع الإصبع أو الأذن. في حالة وجود التهاب في الرئة، تكون نسبة الأوكسيجين الموجود في الدم منخفضة.
تحليل للدم أو البلغم:
للكشف عن نوع الأحياء الدقيقة المسببة للعدوى.
تنظير القصبات:
و يتم ذلك عن طريق إدخال أداة دقيقة مزودة بضوء داخل القصبات الهوائية و المجاري التنفسية الأساسية. مما يسمح للطبيب برؤية داخل المجاري التنفسية بوضوح. و أخذ عينات من الأنسجة عند الحاجة.
يتم إجراء هذا الاختبار إذا كان المريض يعاني من التهاب شديد في الرئة، أو إذا ساءت حالة الرئة بالإضافة لتناول المضادات الحيوية.
علاج التهاب الرئة:
في حالات الالتهاب الرئوي الناتج عن العدوى البكتيرية أو الفطرية، يتم الاعتماد على المضادات الحيوية للعلاج.
يعتمد اختيار النوع الأساسي من العلاج على عدة عوامل:
- بما في ذلك الأحياء الدقيقة المسؤولة عن العدوى.
- احتمال مقاومة هذا النوع من الأحياء الدقيقة لبعض أنواع المضادات الحيوية.
- الوضع الصحي للمريض.
80% من حالات الالتهاب الرئوي، من الممكن متابعة العلاج في المنزل عن طريق المضادات الحيوية الفموية و التحكم بالمرض. و هنالك العديد من الخيارات العلاجية المتوفرة.
و 20% من حالات الالتهاب الرئوي بحاجة لتلقي العلاج في المشفى بواسطة المضادات الحيوية الوريدية.
المضادات الحيوية غير فعالة تجاه الالتهاب الرئوي الفيروسي. لذلك بعد معرفة نوع الأحياء الدقيقة المسببة للعدوى، يتم اختيار العلاج المناسب. و من الأمثلة عن الأدوية المستخدمة في حالات الالتهاب الرئوي الفيروسي: أوسيلتاميفير oseltamivir (Tamiflu)، و زاناميفير zanamivir (Relenza) الذي يستخدم لعلاج العدوى بفيروس الانفلونزا.
كما تتوفر بعض الأدوية المضادة للفطريات، و يتم الاعتماد عليها في علاج معظم حالات الالتهاب الرئوي الفطري.
المضاعفات الناتجة عن الالتهاب الرئوي:
- قد تنتشر الأحياء الدقيقة المسببة للعدوى، و تنتقل عبر مجرى الدم. مما يؤدي للإصابة بإنتان الدم. و هو عبارة عن مشكلة صحية خطيرة تسبب انخفاض ضغط الدم و فشل في وصول الأوكسجين إلى أنسجة الجسم.
- تراكم السوائل في الفراغ بين أنسجة الرئة و بطانة جدار الصدر و هو ما يعرف باسم الانصباب الجنبي.
- و في بعض الحالات قد يؤدي التهاب الرئة إلى تشكل مفرزات قيحية (خرّاج) داخل الرئتين و المجاري التنفسية.
المدة اللازمة لتحسّن الالتهاب الرئوي:
تتحسن أعراض الالتهاب الرئوي عادةً لدى معظم المرضى خلال 3-5 أيام من بداية العلاج. لكن الشعور بالإرهاق و التعب و سعال معتدل، قد يستمر فترة زمنية أطول تصل إلى شهر.
المرضى الذين بحاجة للعلاج في المشفى هم بحاجة لفترة زمنية أطول لتحسن الأعراض.
في بعض الحالات قد يكون مرض التهاب الرئة قاتل. نسبة الوفاة بالالتهاب الرئوي تمثل 30% من الحالات الشديدة التي تعالج في المشفى. و هي أكثر خطورة لدى الأفراد الكبار في السن الذين يعانون من أمراض مزمنة و ضعف في الجهاز المناعية.
هل من الممكن الوقاية من الالتهاب الرئوي. و هل يوجد لقاح خاص ضد المرض؟
لا يمكن تجنب الإصابة بكافة أنواع الالتهاب الرئوي، لكن هنالك بعض الخطوات الوقائية من شأنها أن تقلل نسبة الإصابة، بما في ذلك:
- الإقلاع عن التدخين.
- العناية بالصحة و النظافة و غسل اليدين بشكل دائم.
- تجنب ملامسة الأفراد الذين يعانون من نزلات البرد و الانفلونزا، و غيرها من العدوى.
- يتوفر لقاح ضد أكثر أنواع البكتيريا شيوعاً المسببة للالتهاب الرئوي ألا و هي العقدية الرئوية.
أنواع لقاح الالتهاب الرئوي:
هنالك نوعين من اللقاحات:
- (PPSV23 (Pneumovax لقاح المكورات الرئوية الذي يوفر حماية ضد 23 نوع من البكتيريا.
- (PCV13 (Prevnar 13 و هذا النوع من لقاح المكورات الرئوية يوفر حماية ضد 13 نوع من البكتيريا.
هذه اللقاحات قد لا تمنع الإصابة بالالتهاب الرئوي بشكل دائم، لكنها تخفف من شدة المضاعفات في حال حدوث العدوى. و لا يوجد لقاح مضاد فطري.
التأثيرات الجانبية المرافقة للقاح الالتهاب الرئوي:
تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن PCV13 عند الأطفال ما يلي:
- الدوار، فقدان الشهية للطعام بشكل مؤقت.
- الاحمرار و التورم مكان حقن اللقاح.
- ارتفاع بسيط في درجات الحرارة و عدم الشعور بالراحة.
أما بالنسبة للبالغين، عند تناول لقاح الالتهاب الرئوي:
- ألم، احمرار، طفح جلدي، تورم مكان الحقن.
- بالإضافة لارتفاع بسيط في درجات الحرارة.
- الصداع و القشعريرة و ألم في العضلات.
أي نوع من اللقاحات، قد يسبب ردود فعل تحسسية، و التي قد تكون شديدة، لكن تأثيراتها الجانبية نادرة. و قد يحدث ذلك خلال دقائق إلى بضعة ساعات بعد تلقي اللقاح.
كم جرعة لقاح يحتاج الشخص للوقاية من الالتهاب الرئوي؟
ينصح بتلقي لقاح الالتهاب الرئوي بنوعيه بالنسبة لكافة الأفراد و مختلف المراحل العمرية.
PPSV23:
- ينصح باستخدامه بالنسبة للأفراد بعد سن 65.
- كذلك الأمر بالنسبة للأفراد الذين تبلغ أعمارهم السنتين أو أكثر.
- بالإضافة للذين يعانون من خطورة أمراض التهاب الرئة مثل وجود عدوى الإيدز أو مرض فقر الدم المنجلي و غيره من الأمراض المناعية.
- كما ينصح باستخدام اللقاح للمدخنين أو الذين يعانون من الربو.
لا يوجد دراسات كافية حول إمكانية استخدام اللقاح من قبل المرأة الحامل. لذلك إذا كانت المرأة بحاجة لهذا اللقاح، ينصح أخذه قبل الحمل إن أمكن.
في بعض الحالات ينصح بتلقي اللقاحين. لكن لا يمكن ذلك في آنٍ معاً. بل يتم أخذ كل لقاح في زيارة منفصلة للطبيب.
لقاح الانفلونزا الموسمي يتوفر سنوياً. و يُنصح بأخذه لخفض احتمال الإصابة بالعدوى. كما تتوفر لقاحات ضد فيروس الحصبة و فيروس جدري الماء. هذان النوعان من الفيروس، قد يسببان الالتهاب الرئوي كذلك. و التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذا اللقاح أيضاً مشابهة لما سبق.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pneumonia/symptoms-causes/syc-20354204
https://www.webmd.com/lung/tc/pneumonia-topic-overview#1
https://www.medicinenet.com/pneumonia_facts/article.htm
https://www.medicalnewstoday.com/articles/151632.php
https://www.healthline.com/health/pneumonia
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/138912110@N06/