أسباب و علاج متلازمة مبيض متعدد الكيسات (أكياس المبيض)

12012 0
12012 0

متلازمة المبيض متعدد الكيسات: هي عبارة عن اضطراب شائع في نظام الغدد الصماء، يصيب العديد من النساء في سن الإنجاب . حيث يكون هنالك خلل في مستوى الهرمونات الجنسية، مما ينتج عنه تضخم في المبايض و نمو كيسات غير وظيفية في المبيض يصل حجمها إلى8 ملم. و هي ممتلئة بالسوائل و يبدو ذلك واضحاً من خلال الفحص عبر الموجات فوق الصوتية.

  • في الحالة الطبيعية: تقوم المبايض بإنتاج البويضات غير الملقحة. حيث تحتوي المبايض على عدة أكياس دقيقة ممتلئة بالسوائل تدعى الجريبات أو الحويصلات. مع استمرار نمو البويضة تنمو الجريبات، و تزداد و تتراكم كمية السوائل داخل الجريبات. و عند نضج البويضة يتمزق الجريب الناضج لتحرير البويضة، والتي تنتقل بدورها عبر قناة فالوب إلى الرحم للإخصاب، تدعى هذه العملية بالإباضة.
  • لكن في حالة متلازمة المبيض متعدد الكيسات: لا يستطيع المبيض إنتاج كافة الهرمونات الضرورية لنمو البويضة بشكل كامل، فتبدأ الجريبات بالنمو و الامتلاء بالسوائل لكن دون أن تحدث الإباضة. و بدلاً من ذلك، تبقى بعض الجريبات عبارة عن أكياس صغيرة غير وظيفية، و لا تستطيع التطور للجريب الناضج و بالتالي لا يتم تصنيع هرمون البروجسترون، مما يؤدي لعدم انتظام أو غياب الدورة الشهرية. بالإضافة لذلك تقوم المبايض بإنتاج هرمون الأندروجين الذكري الذي يمنع الإباضة.

أعراض متلازمة مبيض متعدد الكيسات:

تبدأ هذه الأعراض بالظهور عادةً بعد فترة قصيرة من بداية البلوغ و حدوث الدورة الشهرية لدى الفتاة. تتراوح حدة الأعراض من أنثى لأخرى، لكن تلعب البدانة دوراً هاماً في تفاقم هذه الأعراض. أكثر الأعراض شيوعاً لمتلازمة مبيض متعدد الكيسات هو عدم انتظام الدورة الشهرية. و نظراً لأن هذه المشكلة تحدث بسبب انخفاض نسبة الهرمونات الأنثوية، من الممكن أن تؤدي هذه الحالة لتطور بعض الخصائص الذكرية عند المرأة و التي تتمثل بما يلي:

  1. زيادة نمو الشعر في الوجه و الجسم كالصدر و البطن و أصابع اليدين و القدمين.
  2. صغر حجم الثدي.
  3. تساقط شعر الرأس أو الصلع الذكوري.
  4. خشونة في الصوت.
  5. بالإضافة لبعض الأعراض كظهور حب الشباب و زيادة الوزن و البدانة و آلام في منطقة الحوض و الاكتئاب و ضعف الخصوبة أو العقم. كما تعاني معظم النساء (المصابات بمتلازمة مبيض متعدد الكيسات) من داء السكري النمط الثاني و ارتفاع ضغط الدم و كولسترول الدم. لكن لا يرتبط مباشرةً بهذه المتلازمة إنما يحدث نتيجة زيادة الوزن الناتج عن المتلازمة.

حتى يتم تشخيص الحالة على أنها متلازمة المبيض متعدد الكيسات، يجب أن تتوفر اثنتين على الأقل من الأعراض التالية:

  • عدم انتظام الدورة الشهرية، و هي العلامة الأكثر شيوعاً الدالة على هذا المرض. على سبيل المثال أن يكون طول دورتك الشهرية أكثر من 35 يوم (أي أقل من ثماني دورات شهرية خلال العام)، أو غياب الدورة الشهرية لعدة أشهر.
  • زيادة مستوى هرمون الأندروجين، الذي يسبب بعض الخصائص الذكورية التي ذكرتها سابقاً.
  • تكيس المبايض: حيث يتضخم حجم المبيض و يحتوي على العديد من الكيسات غير الوظيفية المملوءة بالماء و التي تحيط بالبويضات.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

إذا كنت تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية أو لاحظت وجود بعض العلامات التي تدل على ارتفاع نسبة الهرمون الذكري، في هذه الحالة يجب استشارة الطبيب سريعاً. لأن التشخيص و العلاج المبكر بالإضافة لانخفاض الوزن، من الممكن أن يقلل كثيراً من المضاعفات الناتجة عن هذه المتلازمة.

أسباب متلازمة المبيض متعدد الكيسات:

إن السبب الرئيسي لحدوث هذه المشكلة غير معروف تماماً، لكن من العوامل التي تلعب دوراً هاماً في حدوث هذه المشكلة، ما يلي:

زيادة نسبة هرمون الأنسولين في الدم:

يتم إفراز هرمون الأنسولين من غدة البنكرياس. حيث يسمح هرمون الأنسولين بدخول سكر الدم إلى الخلايا حتى يتم استهلاكه كمصدر للطاقة، و لتتم عمليات النمو و البناء داخل الخلايا.

مقاومة الأنسولين تعني مقاومة أنسجة الجسم لتأثير هرمون الأنسولين. و بالتالي تزداد حاجة الجسم لإنتاج كميات أكبر من هرمون الأنسولين لتعويض هذه المقاومة. فإذا كنت تعانين من مقاومة لهرمون الأنسولين، تضعف قدرتك على استخدام الأنسولين، و يحتاج البنكرياس لإفراز كميات أكبر من الأنسولين لتغطي حاجة الخلايا من هذا الهرمون. إن المستويات المرتفعة من الأنسولين تؤدي لإنتاج المبايض لكميات كبيرة من هرمون التستوسترون، و الذي يتعارض مع تطور الجريبات و يمنع حدوث الإباضة الطبيعية. كما تؤدي مقاومة الأنسولين لاكتساب الوزن و البدانة.

وجود الالتهابات الطفيفة:

لقد أثبتت الدراسات أن النساء اللاتي تعانين من متلازمة مبيض متعدد الكيسات، لديهن درجة التهابات خفيفة تحفز المبايض لإنتاج كميات إضافية من هرمون الأندروجين الذكري. حيث تعمل كريات الدم البيضاء على إنتاج مواد لمكافحة العدوى عبر استجابتها لهذه الالتهابات.

العامل الوراثي:

فإذا كانت والدتك أو أختك تعاني من هذه المتلازمة، تزداد خطورة إصابتك أنت أيضاً في متلازمة مبيض متعدد الكيسات.

خلل في توازن الهرمونات التناسلية:

  • زيادة إفراز هرمون الأندروجين الذكري: حيث ينتج جسم المرأة نسبة محددة من الهرمون الذكري. لكن إذا ازدادت نسبة إنتاج هرمون الأندروجين، ذلك يؤثر على تطور و تحرير البويضة خلال فترة الإباضة. إن ارتفاع نسبة هرمون الأنسولين (المسؤول عن تحويل السكريات و النشويات إلى طاقة و بالتالي خفض سكر الدم)، قد يؤدي إلى ارتفاع مستوى هرمون الأندروجين.
  • زيادة إفراز الهرمون الأنثوي المنشط للجسم الأصفر LH: يحرض هذا الهرمون على الإباضة. لكن إذا ازداد إفرازه بكميات كبيرة من الممكن أن يؤدي لنتائج عكسية.
  • انخفاض مستويات الهرمونات الجنسية المرتبطة بالجلوبيولين (SHBG) المعروف باسم sex hormon binding globulin. و هو البروتين الموجود في الدم و الذي يرتبط بهرمون التستوسترون و بالتالي يقلل من تأثيراته الذكرية في جسم المرأة.
  • زيادة إنتاج هرمون البرولاكتين: و يتم ذلك فقط لدى بعض النساء المصابات بمتلازمة مبيض متعدد الكيسات. حيث تزداد نسبة هرمون البرولاكتين الذي يحفز غدد الثدي على إنتاج الحليب خلال الحمل.

المضاعفات الناتجة عن متلازمة مبيض متعدد الكيسات:

  1. داء السكري من النمط الثاني.
  2. ارتفاع ضغط الدم.
  3. ارتفاع الكولسترول الضار و الشحوم الثلاثية في الدم.
  4. متلازمة العمليات الأيضية في الجسم و التي تتمثل بارتفاع ضغط و سكر و كولسترول الدم معاً. مما ينتج عنه زيادة خطورة الأمراض القلبية.
  5. التهاب الكبد الدهني غير الكحولي (التهاب الكبد الناتج عن تراكم الدهون في الكبد).
  6. قلة الخصوبة و العقم.
  7. الاكتئاب و القلق.
  8. نزيف الرحم غير الطبيعي.
  9. سرطان بطانة الرحم نتيجة التعرض الدائم لمستويات مرتفعة من هرمون الأستروجين.
  10. داء السكري الحملي أو ارتفاع ضغط الدم المرافق للحمل.
  11. سرطان الثدي.
  12. النوبات القلبية.

أما إذا أصبحت حاملاً و أنت تعانين من متلازمة مبيض متعدد الكيسات، فقد يزداد لديك خطر الإجهاض أو السكري الحملي أو الولادة المبكرة. لذلك أنت بحاجة لمراقبة دورية عند الطبيب و الالتزام لكافة تعليماته.

الاختبارات و التشخيص:

  • الفحوصات البدنية و التي تتضمن حساب وزن الجسم و ضغط الدم، بالإضافة لفحص منطقة الحوض و الأجهزة التناسلية، للكشف عن وجود أورام أو تشوهات.
  • تحليل الدم لقياس مستوى الهرمونات التي من المحتمل أن تكون السبب وراء اضطرابات الدورة الشهرية أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات. بالإضافة لذلك، يتضمن تحليل الدم قياس مستوى الكولسترول و الشحوم الثلاثية و سكر الدم، سواءً أثناء الصيام قبل تناول الطعام و المشروبات، و بعد تناول الطعام و المشروبات.
  • اختبار الأمواج فوق الصوتية الذي يُظهر لنا سماكة بطانة الرحم و شكل المبايض. حيث يترجم هذا الجهاز الأمواج الصوتية و يحولها إلى صور تظهر على شاشة الحاسوب (الكومبيوتر).

علاج متلازمة المبيض متعدد الكيسات:

يركز العلاج عادةً على علاج الأعراض الناتجة عن هذه المتلازمة، كالشعرانية الزائدة في الجسم و حب الشباب و البدانة و ضعف الخصوبة بالإضافة لتساقط شعر الرأس.

تغيير الأنماط الحياتية و العادات اليومية:

و الذي يتضمن التزام حمية غذائية لإنقاص الوزن و القيام ببعض التمارين الرياضية المنتظمة.

العقاقير الطبية:

و التي تتضمن عدة أصناف دوائية:

1. تنظيم الدورة الشهرية:

عن طريق تناول حبوب منع الحمل التي تحتوي على الأستروجين و البروجستين معاً. حيث تعمل هده الأدوية على خفض إنتاج هرمون الأندروجين الذكري و تقلل خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم و تعالج النزيف غير الطبيعي.

و كعلاج بديل عن حبوب منع الحمل، من الممكن استخدام اللصاقات الجلدية أو الحلقة المهبلية المكونة من هرمون الأستروجين و البروجستين معاً، لكن خلال فترة العلاج لا يمكن أن يتم الحمل.

و من العلاجات البديلة أيضاً لتنظيم الدورة الشهرية، نذكر استخدام البروجسترون لوحده لمدة عشرة أيام أو أسبوعين، و ذلك لتنظيم الدورة الشهرية و الوقاية من سرطان بطانة الرحم. لكن لا يقلل مستويات هرمون الأندروجين و لا يمنع الحمل. ثم يتوقف العلاج لمدة أسبوعين و يعاود من جديد في بداية الشهر التالي بنفس الأسلوب.

كما قد يصف لك الطبيب أيضاً مادة الميتفورمين التي تنظم مستوى سكر الدم و تخفض مستوى الأنسولين. يساعد هذا الدواء في تحفيز الإباضة و تنظيم الدورة الشهرية و إنقاص الوزن و الوقاية من الإصابة بداء السكري من النمط الثاني.

2. الأدوية التي تحرض على الإباضة:

فإذا كنت تخططين للحمل، من الممكن أن تحتاجي لتناول بعض العقاقير الطبية المحرضة على الإباضة مثل مادة كلوميفين (كلوميد)، و هو عبارة عن مضاد لهرمون الأستروجين يتم تناوله عن طريق الفم في بداية الدورة الشهرية. و في بعض الأحيان قد يصف لك الطبيب مشاركة الكلوميد مع مادة الميتفورمين المنظم لمستوى سكر الدم و ذلك للمساعدة على إبادة أفضل.

و في حال لم ينجح الأمر مع هذه المشاركة، قد يصف لك الطبيب دواء آخر يدعى غونادوتروبين (gonadotropins) و هو عبارة عن حقن عضلي محرض للهرمون المنبه للجريب (FSH) و هرمون (LH). و يرافق تناول هذه الأدوية، إجراء مراقبة للإباضة عند الطبيب عبر الأمواج فوق الصوتية و ذلك لتجنب حدوث المشاكل و دقة التخطيط للحمل.

3. الأدوية التي تقلل شعرانية الجسم:

في هذه الحالة قد يصف لك الطبيب مادة سبيرونولاكتون (spironolactone) المعروف باسم الداكتون (Aldacton)، و التي تعمل على تثبيط تأثير هرمون الأندروجين على البشرة و بالتالي يؤخر و يقلل نمو شعر الجسم. لكن على اعتبار أن هذا الدواء من الممكن أن يسبب تشوه لنمو الجنين، لذلك يفضّل مشاركته مع حبوب منع الحمل و عدم استخدامه خلال الحمل طبعاً أو الفترة التي تخططين فيها للحمل. و من الأدوية الموصوفة كذلك، نذكر مادة افلورنيثين (Eflornithine) التي تتواجد على شكل كريم لإبطاء نمو الشعر.

4. العمليات الجراحية:

ففي بعض الحالات (خاصةً المشاكل المتعلقة بالخصوبة نتيجة متلازمة المبيض متعدد الكيسات)، قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية للمبيض تدعى عملية حفر المبيض ( كيّ المبيض)، و يتم ذلك بواسطة إدخال منظار من البطن لتوضيح شكل المبيضين. و القيام ببعض الثقوب التي يُدخل من خلالها إبرة رفيعة تحمل تيار كهربائي تقوم بتدمير (كيّ) جزء من المبيض في سبيل استعادة عملية الإباضة الطبيعية، و خفض نسبة هرمون الأندروجين الذكري. لكن الطبيب فقط الذي يقرر ضرورة إجراء العملية الجراحية أم لا.

النصائح اليومية و العلاجات المنزلية لمتلازمة مبيض متعدد الكيسات:

أفضل حل للوقاية من هذه المتلازمة و علاجها، هو في الحفاظ على وزن صحي و اتباع حمية غذائية و ممارسة بعض التمارين الرياضية. فالبدانة تسبب زيادة مقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، أما فقدان الوزن فهو يساعد على خفض مستوى هرمون الأنسولين و الأندروجين معاً و بالتالي يعزز الإباضة عند المرأة. و في هذا المجال، أنصحك بقراءة مقالة علاج زيادة الوزن و البدانة و مقالة العادات الصحية لإنقاص الوزن.

المراجع:

http://www.womenshealth.gov/publications/our-publications/fact-sheet/polycystic-ovary-syndrome.html

https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/polycystic-ovarian-syndrome-pcos

http://www.nhs.uk/conditions/polycystic-ovarian-syndrome/Pages/Introduction.aspx

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pcos/basics/definition/con-20028841

https://www.nlm.nih.gov/medlineplus/ency/article/000369.htm

http://www.healthline.com/health/polycystic-ovary-disease

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/124259854@N07/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك