النزف الشرجي (وجود دم في البراز) ما هي المشاكل الصحية المسببة له و الأعراض المرافقة

1069 0
1069 0
النزف الشرجي

تظهر علامات النزف الشرجي بطرق مختلفة. قد يكون نزف بسيط يتم ملاحظته فقط على المنديل، عند مسح منطقة الشرج بعد التبرز. أو قد تلاحظ تغير لون البراز للون الأحمر أو الداكن أو الأسود.

لا شك أن مشكلة النزف الشرجي من المشاكل الصحية التي تحتاج لانتباه و متابعة و استشارة الطبيب دون أي تأخير.

النزف الشرجي:

هنالك العديد من المشاكل الصحية التي قد تؤدي للنزف الشرجي. و تتراوح في شدتها و أسبابها و خطورتها.

  • معظم الأفراد الذين يعانون من النزف الشرجي البسيط الثانوي، غالباً لا يكون السبب مرض خطير مثل سرطان القولون و غيره. لذلك لا داعِ للقلق الشديد مباشرةً.

لكن لا يمكننا تحديد سبب النزف، دون استشارة الطبيب. لذلك في حال ملاحظة وجود دم في البراز، أو نزف من فتحة الشرج، يجب استشارة الطبيب في أقرب وقت!

تبعاً لكل حالة، يقرر الطبيب ما هي الفحوصات التي يجب إجراءها لتشخيص سبب المشكلة.

  • في حال كان النزف شديداً أو كمية كبيرة من الدم، يجب طلب الإسعاف و التوجه لقسم الطوارئ على الفور.

كما يجب استشارة الطبيب إذا لاحظت أي تغير في وتيرة حركة الأمعاء أو قوام البراز، أو في حال وجود ألم في البطن أو الشعور بالإرهاق و التعب الشديد.

لماذا يظهر دم على المنديل أو الفوطة عند مسح منطقة الشرج؟

إذا لاحظت وجود كمية قليلة من الدم الأحمر الفاتح على منديل التواليت بعد مسح منطقة الشرج، أو على خارج البراز أو في التواليت. غالباً ما يعود السبب لوجود البواسير أو شق شرجي.

كلاهما لا يعتبر من المشاكل الخطيرة و غالباً لا يلحق الضرر. و يتم علاجه بسهولة بواسطة كريم موضعي.

لماذا لون البراز أصبح أحمر أو أسود؟

يُشار إلى النزف الشرجي عادةً بالنزف من فتحة الشرج أو المستقيم أو القولون. جميعها الأجزاء النهائية للجهاز الهضمي.

  • في معظم الحالات، فإن الدم الأحمر الفاتح يشير للنزف من الجزء السفلي من القولون أو المستقيم.
  • بينما الدم الأحمر الداكن، هو إشارة على النزف من الأمعاء الدقيقة أو الجزء العلوي من القولون.

الدم الأحمر الداكن جداً أو الذي يميل للون الأسود، غالباً ما يرافق النزف من المعدة أو غيرها من الأعضاء في الجهاز الهضمي.

إذاً في الأساس فإن الدم الأحمر الفاتح هو دم طازج، يرتبط مع نزف من الجزء السفلي من الجهاز الهضمي. بينما الدم الأحمر الداكن أو الأسود، هو دم قديم انتقل عبر الجهاز الهضمي لفترة من الزمن.

ما هي الفحوصات و الإجراءات في حال وجود دم في البراز؟

في حالات النزف الشرجي عادةً يتم تقييم الوضع الصحي للمريض من قِبَل طبيب أخصائي بالجهاز الهضمي.

  • الخطوة الأولى و الأولوية في حالات النزف الشرجي هي تعويض أي دم فقده المريض. و علاج فقر الدم عن طريق إعطاء السوائل أو نقل الدم.
  • ثم يتم تحديد مكان و سبب النزف، و العمل على إيقافه. و الوقاية من حدوث النزف مجدداً في المستقبل، إن أمكن ذلك.
  • قد يطلب الطبيب إجراء تحاليل للدم متكررة لمراقبة التغيرات. و غالباً ما يبدأ الفحوصات بإجراء تنظير للقولون أو تنظير داخلي. بالإعتماد على المكان المتوقع للنزف (تبعاً للون الدم إذا كان داكن أم فاتح).

البراز الأسود يُشير لوجود نزف في المعدة. و بالتالي فإن التنظير الداخلي سيكون أكثر فائدة من تنظير القولون.

ما هي الأسباب المحتملة المؤدية للنزف الشرجي؟

هنالك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى النزف الشرحي. تتراوح في شدتها و خطورتها. لكن في جميع الحالات لا يمكن تشخيص سبب المشكلة أو علاجها في المنزل. بل يجب استشارة الطبيب حالما ترى الدم!

البواسير:

من أكثر الأسباب شيوعاً للنزف الشرجي البواسير. و هي الأوعية الدموية الملتهبة التي تظهر إما داخل الشرج أو خارجها.

يمكن أن تنزف هذه النتوءات الصغيرة أثناء حركة الأمعاء (التبرز)، أو أثناء مسح منطقة الشرج.

قد تحدث مشكلة البواسير لأي شخص. لكن هنالك بعض العوامل الخطيرة المؤدية لزيادة احتمال الإصابة بالبواسير، بما في ذلك الحمل، أو الإمساك المزمن، أو الإسهال، أو البدانة أو الحمية قليلة الألياف الغذائية.

عادةً تستجيب البواسير بشكل جيد للكريمات الموضعية التي لا تحتاج لوصفة طبية. أو التحاميل التي تحتوي على مادة هيدروكورتيزون.

الحصول على حمام دافئ بشكل متكرر، و تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية، و استخدام الملينات، يساعد في تخفيف الأعراض المزعجة المرافقة للبواسير.

إذا فشل العلاج الأول، قد يلجأ الطبيب لإجراء عملية بسيطة لإزالة البواسير.

داء الرتوج:

يحدث داء الرتوج عندما تتشكل مثل جيوب صغيرة في جدار القولون حول الطبقات العضلية الضعيفة.

هذه الجيوب أو الرتوج شائعة جداً. و في بعض الأحيان قد تبدأ بالنزف. لكن هذا النزف عادةً يتوقف من تلقاء نفسه.

عادةً هذه الجيوب لا تسبب أي أعراض و لا تتطلب أي علاج، ما لم تكن ملتهبة. لكن في حال حدوث الالتهاب، فإن هذه الجيوب قد تسبب الألم و تسبب النزف الشرجي.

داء كرون:

داء كرون هو عبارة عن نوع من أمراض التهاب الأمعاء.

هنالك العديد من العوامل المؤثرة على ذلك، بما في ذلك مناعة الجسم و العوامل البيئية و الوراثية.

غالباً ما يحدث داء كرون في الأمعاء الدقيقة و القولون. كما قد يؤثر على أي جزء من الجهاز الهضمي، بدءاً من الفم انتهاءً بفتحة الشرج.

تتراوح الأعراض في شدتها، و قد تتغير مع مرور الزمن. و تتضمن الإسهال و ألم البطن و وجود دم في البراز. بالإضافة للإرهاق و التعب و فقدان الوزن.

في الحالات الشديدة، قد تؤدي لأعراض و مضاعفات مهددة للحياة.

لا يوجد علاج شافِ لداء كورن. لكن يمكن التحكم بالمرض و السيطرة عليه لتخفيف حدوث الأعراض و تكرارها.

التهاب القولون التقرحي:

يحدث التهاب القولون التقرحي عندما يحدث التهاب في الأنسجة المبطنة للقولون.

قد يسبب التهاب القولون التقرحي، حدوث قرحات نازفة. تتضمن الأعراض ألم في البطن و نزف مع البراز و إسهال و ألم شرجي و فقدان الوزن.

يتراوح علاج التهاب القولون التقرحي بالاعتماد على الأسباب، و يتضمن تناول مضادات حيوية أو جراحة.

تتضمن الجراحة إزالة القولون و إنشاء طريق جديد للتخلص من الفضلات. يمكن إنشاء هذا الطريق، إما عبر فتحة صغيرة في جدار البطن، أو إعادة توجيه الطريق عبر نهاية المستقيم.

الأورام الحميدة:

قد تتشكل الأورام الحميدة في القولون أو المستقيم. فتنمو بشكل يظهر على سطح القولون.

في معظم الحالات لا تسبب هذه الأورام الحميدة أي أعراض. و عادةً ما يتم الكشف عنها عن طريق الصدفة، خلال الفحوصات الروتينية للكشف عن سرطان القولون.

بكل الأحوال في حال ظهور الأعراض، قد تتضمن نزف في البراز أو النزف الشرجي أو ألم في البطن بالإضافة للإسهال أو الإمساك أو الغثيان و الإقياء.

وجود دم على مناديل التواليت عند المسح بعد قضاء الحاجة، قد يشير إلى نزف شرجي. و يجب تقييم الحالة عند الطبيب.

أفضل طريقة لعلاج الأورام الحميدة في القولون، هي عن طريق إزالتها. قد يلجأ الطبيب لاستئصالها أثناء تنظير القولن.

متلازمة القولون العصبي:

تتضمن أعراض متلازمة القولون العصبي التشنجات و ألم في البطن، بالإضافة للنفخة و الغازات و الإمساك و الإسهال. و في بعض الأحيان قد يظهر دم في البراز.

لا يوجد علاج لمتلازمة القولون العصبي،. بل يهدف العلاج إلى تخفيف الأعراض. بدءًا من إجراء تعديلات على أنماط الحياة اليومية، مثل تعديل النظام الغذائي و إضافة بعض التمارين الرياضية.

السبب الأساسي لمتلازمة القولون العصبي غير معروف.

من الأسباب المحتملة هي ضعف مناعة الجسم أو حساسية القولون المفرطة.

قد تحدث متلازمة القولون العصبي بعد العدوى البكتيرية السابقة في الجهاز الهضمي.

هنالك العديد من الأسباب المحتملة المتنوعة. مما يجعل من الصعب الوقاية من القولون العصبي.

الشقوق:

تحدث الشقوق عندما يحدث تمزق في الأنسجة المبطنة للشرج أو القولون أو المستقيم. مما ينتج عنه الألم و النزف الشرجي.

من الأسباب الشائعة للشقوق الشرجية تتضمن مرور كمية كبيرة و قاسية من البراز،أو الإمساك و الإجهاد أثناء عملية التبرز (حركة الأمعاء)، أو الإسهال المزمن.

الحمام الدافئ أو تناول حمية غنية بالألياف الغذائية و الاعتماد على الملينات، قد تساعد في تخفيف أعراض الشق الشرجي.

في الحالات الشديدة، قد يتطلب العلاج استخدام كريمات موضعية أو الجراحة.

النواسير:

حدوث ضعف في الأنسجة الشرجية، يسمح لجزء من المستقيم بالدفع باتجاه أو خارج فتحة الشرج. عادةً ينتج عنه الألم و في معظم الأحيان يرافق ذلك النزف الشرجي.

بالإضافة للأعراض الواضحة لبروز المستقيم خارج القناة الشرجية، فإن النزيف و الإفرازات المخاطية، و السلس البولي هي أعراض إضافية.

الشقوق الشرجية هي أكثر شيوعاً لدى البالغين الكبار في السن، بالمقارنة مع الأفراد الأصغر سناً.

غالبًا ما تتبع هذه الحالة تاريخًا طويلًا من الإمساك والإجهاد أثناء محاولة حركة الأمعاء. كما يمكن أن يزيد الحمل والبدانة أيضًا من احتمالية حدوث التدلي.

يحتاج معظم الأفراد للجراحة لتصحيح هذه المشكلة.

التهاب المعدة و الأمعاء:

قد يحدث الالتهاب في المعدة أو الأمعاء سواء نتيجة العدوى الفيروسية أو البكتيريا أو غيرها من الطفيليات.

تتراوح الأعراض من ألم خفيف إلى أعراض شديدة مهددة للحياة. و كل شخص قد يختبر الأعراض بطريقة مختلفة.

تتضمن الأعراض غثيان و الإقياء و ارتفاع الحرارة و الإسهال الدموي و التجفاف و التشنجات في البطن.

متى ما تم تشخيص المرض بالعدوى البكتيرية، غالباً ما يعطى المريض المضادات الحيوية. التي تبدي فعاليتها خلال الأيام الأولى القليلة من بدء العلاج.

قد يحتاج المريض لخيارات علاجية إضافية لتعويض السوائل و الشوارد التي فقدها الجسم. و ذلك بالاعتماد على شدة المرض.

في بعض الحالات قد يحتاج المريض للسوائل الوريدية في المشفى.

سرطان القولون:

الإصابة بالسرطان في منطقة القولون أو المسقيم قد يسبب التهيج و الالتهاب و النزف.

حوال 48% من الأفراد الذين يعانون من سرطان القولون، يحدث لديهم النزف الشرجي.

يعتبر سرطان القولون من الأنواع الأكثر شيوعاً لمرض السرطان. و غالباً ما يتطور ببطء. لذلك غالباً ما يمكن علاجه، إذا تم الكشف عنه في المراحل المبكرة من المرض.

يعتبر سرطان القولون أكثر شيوعاً من سرطان الشرج. لكن كلاهما قابلين للعلاج إذا تم الكشف المبكر عنهما.

في بعض الحالات قد يتطور سرطان القولون أو سرطان الشرج بدءً من الأورام الحميدة.

جميع حالات سرطان الجهاز الهضمي تتطلب العلاج. و عادةً ما تتضمن المشاركة العلاجية بين العلاج الكيماوي و بين العلاج بالأشعة و الجراحة.

الأمراض المنقولة جنسياً:

ممارسة الجماع دون حماية، خاصةً الجماع الذي يتضمن منطقة الشرج، قد ينقل العديد من الأمراض الفيروسية و البكتيرية. مما قد يسبب الالتهابات لمنطقة الشرج و المستقيم.

في حال حدوث ذلك، تزداد احتمالية النزف الشرجي.

عادةً يتضمن علاج الأمراض المنقولة جنسياً إما تناول المضادات الحيوية أو المضادات الفيروسية أو المضادات الفطرية، بالاعتماد على نوع العوامل الممرضة.

دائماً يجب استشارة الطبيب:

عندما يتعلق الأمر بالنزف الشرجي، دائماً و في جميع الحالات يجب استشارة الطبيب.د

إهمال الموضوع قد يؤدي لمضاعفات وخيمة و مهددة للحياة نحن بغنى عنها. و دائماً عندما يتم الكشف عن المشكلة مبكراً، يكون العلاج أسرع و أكثر فعالية.

المراجع:

https://cdhf.ca/health-lifestyle/why-is-there-blood-in-my-stool-rectal-bleeding

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/125733347@N06

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك