إن النقص الشديد في فيتامين ج، و لفترة طويلة من الزمن، قد يؤدي إلى داء الأسقربوط الذي يتمثل بفقر الدم و الإرهاق و التعب الشديد و النزف المفاجئ. بالإضافة لألم في الأطراف خاصةً في الساقين، و انتفاخ بعض أجزاء الجسم، و ظهور تقرحات فموية و فقدان الأسنان و تأخر شفاء الجروح. قد يكون من الأمراض المهددة للحياة، إذا لم يعالج.
يتم العلاج عادةً إما عن طريق المكملات الغذائية الفموية الغنية بفيتامين ج أو عن طريق التسريب الوريدي.
عُرف مرض الأسقربوط منذ العصور اليونانية و المصرية القديمة. و غالباً ما يرتبط مع البحّارة في القرنين الخامس عشر إلى الثامن عشر، عند القيام برحلات بحرية طويلة يصعب فيها تزويد البحارة بالفواكه و الخضروات الطازجة. و توفي العديد نتيجة هذا المرض.
و من الحالات الحديثة التي تم تسجيلها هي في أفغانستان عام 2002م بعد الحرب و الجفاف. أما مؤخراً فيُعتبر من النادر الإصابة بمرض الأسقربوط خاصةً في المناطق الغنية بالحبوب المدعمة. لكن ما زال هذا المرض يشكل خطراً بالنسبة للأفراد الذين لا يستهلكون كمية كافية من فيتامين ج.
ما هو داء الأسقربوط؟
يحدث مرض الأسقربوط عندما يفتقد الجسم لكميات كبيرة من فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك. هذا النقص يؤدي إلى أعراض تتمثل بالوهن الشديد و مشاكل في البشرة و أمراض جلدية و في اللثة. و ذلك لأن الجسم بحاجة لفيتامين ج لتصنيع مادة الكولاجين التي تعتبر من المكونات الأساسية لتشكيل الأنسجة الضامة. تعمل هذه الأنسجة على دعم صحة الجسم بما في ذلك الأوعية الدموية.
عندما يفتقد الجسم لفيتامين ج، يؤثر ذلك على الجهاز المناعي و على قدرة الجسم على امتصاص الحديد و استقلاب الكولسترول و غيره من المواد الغذائية.
أعراض داء الأسقربوط:
إذا لك يتمكن الجسم من إنتاج كمية كافية من الكولاجين نتيجة نقص فيتامين ج، تبدأ الأنسجة بالانهيار! كما يحتاج الجسم لفيتامين ج لتصنيع النواقل العصبية الدوبامين و نور إيبينفرين و إيبينفرين و كارنيتين الضرورية لإنتاج الطاقة.
تبدأ أعراض نقص فيتامين ج بالظهور بعد 8-12 أسبوع. و تتضمن الأعراض الأولية الناتجة عن نقص فيتامين ج:
- فقدان الشهية للطعام و فقدان الوزن بالإضافة للإعياء الشديد و الخمول.
خلال 1-3 أشهر، تظهر الأعراض التالية:
- فقر الدم.
- ألم في العضلات و العظام.
- الانتفاخ و التورم.
- ظهور بقع حمراء (كدمات) نتيجة نزف الأوعية الدموية تحت الجلد.
- تقصف الشعر.
- أمراض اللثة و فقدان الأسنان.
- تأخر شفاء الجروح.
- ضيق في التنفس.
- تقلبات في المزاج و الاكتئاب.
ثم تتطور الأعراض إلى:
- اليرقان الشديد و تحطم خلايا كريات الدم الحمراء و هو ما يُعرف بتحلل الدم و النزف المفاجئ.
- و يرافق ذلك ارتفاع في درجات الحرارة و التشنجات و اعتلال الأعصاب.
- و قد يؤدي إلى الوفاة!
أسباب داء الأسقربوط:
السبب الأساسي للمرض هو قلة استهلاك فيتامين ج أو حمض الأسكوربيك.
العوامل التي تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بداء الأسقربوط:
لا يستطيع جسم الإنسان تصنيع فيتامين ج. لذلك فهو بحاجة للحصول عليه من مصادر خارجية خاصةً الفواكه و لخضروات و الأطعمة المدعمة.
ينتج نقص فيتامين ج عن الأسباب التالية:
- قلة استهلاك الفواكه و الخضروات قد يكون بسبب سوء الدخل المادي.
- وجود أمراض أخرى مثل فقدان الشهية العصبي و غيرها من المشاكل الصحية العقلية.
- التقيد في لحمية الغذائية نتيجة الحساسية لبعض أنواع الطعام أو صعوبة في هضم الأطعمة و غيرها من الاضطرابات الهضمية.
- التقدم في السن.
- فرط استهلاك الكحول أو استخدام المخدرات و الأدوية غير المشروعة.
- وجود بعض المشاكل الصحية أو تناول بعض الأدوية التي تؤثر على قابلية الجسم على امتصاص المواد الغذائية مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي أو الخضوع للعلاج الكيماوي أو التدخين.
علاج داء الأسقربوط:
يتمثل علاج داء الأسقربوط بتناول فيتامين ج إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
و الجرعة الموصى بها ما يلي:
- 1-2 غ يومياً لمدة 2-3 أيام.
- يلي ذلك 500 ملغ لمدة أسبوع.
- ثم 100 ملغ لمدة 1-3 أشهر.
- خلال 24 من تلقي العلاج، يبدأ المريض يشعر الأعراض مثل انخفاض شدة الإرهاق و التعب و الألم و التشنجات.
- أما النزف و الكدمات تحتاج إلى 1-2 أسبوع حتى تتحسن.
- بعد مرور 3 أشهر من المواظبة على العلاج، يتم الشفاء بالكامل. إلا في الحالات الشديدة جداً و التي تستمر لفترة طويلة من الزمن و تسبب تلف شديد للأسنان.
الاختبارات و التشخيص:
بالإضافة لإجراء الفحوصات البدنية من قبل الطبيب. يتم تشخيص المرض من خلال إجراء تحليل للدم لمعرفة نسبة فيتامين ج. و في الحالات الشديدة قد يحتج المريض لإجراء صور للكشف عن التلف الداخلي الناتج عن داء الأسقربوط.
أساليب الوقاية من المرض:
من الممكن الوقاية من الإصابة بداء الأسقربوط من خلال استهلاك كمية كافية من فيتامين ج و يفضل أن يتم الاعتماد على المصادر الطبيعية عن طريق النظام الغذائي. لكن في بعض الأحيان قد يحتاج الشخص لدعم من المتممات الغذائية.
و تقدر الحاجة اليومية من فيتامين ج تبعاً لكل مرحلة عمرية حسب ما يلي:
- حتى بلوغ عمر الستة أشهر: 40 ملغ. و التي يتم الحصول عليها من خلال الرضاعة الطبيعية.
- من عمر 7-12 شهر: 50 ملغ.
- من عمر 1-3 سنوات: 15 ملغ.
- من عمر 4-8 سنوات: 25ملغ.
- من عمر 9-13 سنة: 45 ملغ.
- من عمر 14-18 سنة: 75ملغ للرجال و 65 ملغ للنساء.
- من عمر 19 و أكثر: 90 ملغ للرجال و 75 ملغ للنساء.
- أما خلال فترة الحمل، تحتاج المرأة الحامل لاستهلاك 85ملغ من فيتامين ج. و تزداد إلى 120 ملغ خلال فترة الرضاعة.
- و بالنسبة للمدخنين: 35ملغ أكثر من الحاجة اليومية للأشخاص غير المدخنين.
أهم المصادر الغذائية الغنية بفيتامين ج:
- الفواكه: البرتقال و الفريز و التوت و الكيوي.
- الخضروات مثل البندورة و الجزر و الفليفلة و البروكلي و البطاطا و السبانخ.
المراجع:
https://www.nhs.uk/conditions/scurvy/
https://www.healthline.com/health/scurvy
https://www.medicalnewstoday.com/articles/155758.php
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/healthyliving/scurvy
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/154958033@N04/