تختلف مستويات الطاقة و النشاط من شخص لآخر. و هذا أمر طبيعي.
لكن في بعض الأحيان، قد يجد الشخص نفسه أنه يعاني من النعاس الدائم! ما هو أسباب هذا الاختلاف في طبيعته؟
هل من مؤشر على وجود مرض يجعلك بحاجة دائمة للنوم؟
ينتج عن الشعور الدائم بالنعاس، مضاعفات و عواقب وخيمة. لأنه يؤثر على جودة حياتك. و يعيق أداءك في العمل أو الدراسة، و المهام المترتبة عليك.
يقلل من تركيزك و قدرتك على إنجاز مهامك اليومية. و يجعلك تفقد المتعة في أي عمل أو نشاط تقوم به.
لكن هل هو أمر عارض مؤقت طبيعي، نمر به جميعاً في مرحلة ما؟ أم هو مؤشر لمشكلة صحية أكثر خطورة، بحاجة لمتابعة و علاج؟
هذا ما سنعرفه من خلال المقال التالي. أتمنى أن تجد الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الشعور الدائم بالنعاس و اضطرابات النوم:
الشعور الدائم بالنعاس، هو أحد اضطرابات النوم الأساسية. التي تتراوح في شدتها و تختلف أسبابها.
قد تعيق اضطرابات النوم قدرة الشخص على الشروع في النوم، أو الحفاظ على نومه فترة متواصلة في الليل. أو أن ينام حقاً، لكنه يستيقظ، و هو يشعر أنه لم ينم أصلاً! أي لا يصل النوم لديه لمرحلة النوم العميق. أو قد تتمثل اضطرابات النوم بسلوكيات أثناء النوم، مثل المشي أثناء النوم.
بعض اضطرابات النوم قد تسبب هجمات النوم المفاجئة. حيث ينام الشخص أثناء النهار، دون قدرته على التحكم بذلك. أي ينام بشكل مفاجئ، في أماكن غير مناسبة للنوم!
من الأمثلة عن اضطرابات النوم الأساسية: الأرق، أو انقطاع التنفس أثناء النوم، أو متلازمة تململ الساق.
مهما اختلفت أسباب اضطرابات النوم، النتيجة واحدة و تراكمية. ستعيق جودة نومك، و تؤثر على صحتك الجسدية و النفسية و العقلية! لذلك يجب عدم إهمال الموضوع.
بعضها بحاجة لعلاج. بينما البعض الآخر، يمكن التغلب عليه من خلال إجراء تعديلات بسيطة على عاداتنا اليومية.
أعراض اضطرابات النوم:
- الاستيقاظ مع وجود صداع
- رؤية كوابيس مزعجة أثناء النوم
- الشعور بالنعاس بشكل متكرر أثناء النهار
- الاستيقاظ عدة مرات و صعوبة النوم ثانيةً
- أخذ أكثر من نصف ساعة للمقدرة على الشروع في النوم
- شعور كأن شيء ما يزحف على ساقك أو ذراعك خاصةً أثناء النوم
- الشعور بعدم القدرة على تحريك جسمك في بداية استيقاظك من النوم
- شعور مفاجئ بضعف في العضلات أثناء الغضب أو الخوف أو الضحك
- الشخير المرتفع أو اضطرابات في التنفس لفترة قصيرة أثناء النوم. عادةً يلاحظها الشريك أو الزوج
- أخذ قيلولات متكررة أو النوم بشكل لا إرادي أثناء اليوم، في أماكن غير مخصصة للنوم. كأن تغفى أثناء العمل أو حصة الدرس.
أسباب الشعور الدائم بالتعب و النعاس:
أسباب نفسية:
أسباب بدنية فيزيولوجية:
هنالك العديد من المشاكل الصحية التي تسبب التعب و النعاس الدائم. و تتضمن:
- قصور الغدة الدرقية
- انقطاع التنفس أثناء النوم
- فقر الدم نتيجة نقص الحديد
- الحمل (خاصةً خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل)
- فرط استهلاك الكحول يؤثر على جودة النوم. و يسبب اضطرابات و مشاكل في النوم.
- تناول بعض الأدوية أو المتممات الغذائية، التي تؤثر على التركيز، و تسبب النعاس والاسترخاء. مثل الأدوية المهدئة و بعض أدوية علاج الأمراض النفسية، و بعض أنواع مضادات التحسس.
أسباب سلوكية:
- عدم الانتظام في مواعيد النوم يومياً
- تبديل فترات العمل من حين لآخر، بما يعاكس الساعة البيولوجية في الجسم
- عدم الحصول على عدد ساعات نوم جيدة في الليل، نتيجة العديد من الأسباب، سواء ضغط العمل أو التوتر أو المرض.
أعراض النعاس الدائم:
- اضطرابات في الذاكرة
- الشعور بالإرهاق و التعب
- صعوبة تعلم مهارات مفاهيم جديدة
- صعوبة القدرة على الانتباه و التركيز
المضاعفات الناتجة عن النعاس الدائم:
- زيادة خطورة الحوادث أثناء قيادة السيارة أو في العمل
- انخفاض الإنتاجية في العمل أو الدراسة
- اضطرابات عاطفية و مزاجية
- مشاكل في العلاقات الاجتماعية
- تدهور الصحة العامة للشخص
- أما الشعور الدائم بالنعاس لدى الأطفال قد يؤثر على قابلية التعلم و النمو و التطور و الإدراك المعرفي.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
إذا كنت تشعر بالنعاس أو التعب معظم الوقت. و بدأ يؤثر على أنماط حياتك اليومية، و أداء مهامك. إذاً أنت بحاجة لاستشارة الطبيب.
قد يكون مؤشر على وجود مشكلة صحية كامنة بحاجة لعلاج.
أو يقتصر فقط على تعديل عاداتك اليومية. و اتباع بعض النصائح، لتحسين جودة النوم و تنظيم الساعة البيولوجية لديك.
فيطرح عليك السؤال الأول، هل تحصل على كمية كافية من النوم كل ليلة؟
لأن معظم الأفراد لا يحصلون على حاجة جسمهم الحقيقة للنوم، سواءً بشكل متقطع أو مزمن.
إذا كانت الإجابة نعم، أي أنك تحصل على عدد ساعات كافية من النوم كل ليلة. ننتقل للسؤال التالي، ألا و هو عن جودة النوم.
لماذا يجب علينا علاج مشكلة النعاس الدائم؟
يحاول البعض التغلب على مشكلة النعاس الدائم، من خلال الاعتماد على المنبهات و المنشطات. الأمر الذي سينتج عنه لاحقاً زيادة حالات الأرق نتيجة المنبهات.
حيث ترتبط قلة النوم مع حدوث و تفاقم مشاكل صحية أساسية، تتمثل بارتفاع ضغط الدم، و الإصابة بالأمراض القلبية، و السكتة الدماغية، و داء السكري، و زيادة الوزن، و الزهايمر.
المراجع:
https://www.sleepfoundation.org/excessive-sleepiness
https://www.webmd.com/sleep-disorders/features/sleepy-all-the-time
https://www.nhs.uk/live-well/sleep-and-tiredness/why-am-i-tired-all-the-time