الإحليل هو جزء من الجهاز البولي، الذي يمتد من المثانة إلى خارج الجسم.
قد يحدث ألم في الإحليل نتيجة العديد من المشاكل الصحية الكامنة، بما في ذلك الأمراض المنقولة جنسياً، التهاب البروستات، حساسية موضعية من الصابون أو غيره من المنتجات الموضعية، أو التهاب المجاري البولية.
بالإضافة لأعراض انقطاع الطمث عند السيدات، في بعض الحالات، و نتيجة حدوث جفاف في المهبل، قد يؤدي ذلك لألم من الإحليل.
غالباً ما يصف المريض ألم الإحليل مثل شعور بوجود حرقة.
وعلى اعتبار أن الإحليل هو عبارة عن الأنبوب الذي ينتقل البول من المثانة إلى خارج الجسم. إذاً ألم الإحليل سوف يجعل عملية التبول غير مريحة و صعبة.
أسباب ألم الإحليل:
يختلف الشكل التشريحي للإحليل بين الذكر و الأنثى:
بالنسبة للإناث:
عند الإناث يكون طول الإحليل قصير جداَ. مما يجعل الأمر أكثر سهولة لانتقال البكتيريا من الجلد إلى المثانة.
لذلك تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز البولي، بالمقارنة مع الرجال.
بالنسبة للذكور:
الإحليل لا يحمل البول فقط من المثانة إلى خارج الجسم. بل ينقل أيضاً السائل المنوي الذكري. حيث يتصل الجهاز البولي و الجهاز التناسلي عبر الإحليل عند الذكور.
و بالمقارنة مع الهيكل التشريحي للإحليل عند الإناث. فإن طول الإحليل عند الذكور أطول بكثير. مع وجود المزيد من الطول خارج منطقة الحوض، الذي يمتد إلى نهاية القضيب.
أسباب ألم الإحليل:
التهاب الإحليل:
عند حدوث ألم في الإحليل، قد يؤدي ذلك للشعور بالألم و الحرقة في الإحليل. و قد يعود سبب الالتهاب، لما يلي:
- التهاب الجلد نتيجة المستحضرات الموضعية كالصابون أو بسبب السائل المنوي أو مبيدات الحيوانات المنوية (من أنواع موانع الحمل)
- العدوى، خاصةً الأمراض المنقولة جنسياً
من الأمثلة عن الأمراض المنقولة جنسياً:
- داء السيلان
- التهاب الإحليل بسبب بكتيريا الكلاميديا
- داء المشعرات و هو من الأمراض المنقولة جنسياً التي تحدث بسبب طفيليات. تسبب مفرزات مهبلية زبدية القوام ذات رائحة قوية، والشعور بعدم الراحة في القضيب.
- العدوى الفيروسية التي قد تصيب الإحليل. عادةً غير شائعة الحدوث. لكنها قد تسبب ألم في الإحليل، خاصةً لدى الذكور.
- فيروس الهربس البسيط: عند الإصابة بعدوى فيروس الهربس، قد يسبب ألم شديد في الإحليل. و تظهر تقرحات تبدو واضحة على المنطقة التناسلية.
- داء الزهري أو السيفلس: يتمثل بظهور قرحة مفتوحة. على عكس داء الزهري، هذه التقرحات قد لا تسبب الألم.
التهاب المفاصل التفاعلي (متلازمة رايتر) :
من الأسباب المحتملة المؤدية لألم الإحليل.
في هذه الحالة، غالباً ما يرافق ألم المفاصل و التهابها، حدوث التهابات في العينين و المسالك البولية و التناسلية.
قد يرافقها أنواع أخرى من العدوى مثل الكلاميديا أو التهابات الجهاز الهضمي مثل بكتيريا سالمونيلا أو أمراض الأنسجة الضامة.
التهابات المجاري البولية:
في معظم حالات التهابات المجاري البولية، يرافق ذلك ألم في الإحليل. و هو أكثر شيوعاً لدى الإناث، نظراً لقصر مجرى الإحليل.
في حالة التهاب المجاري البولية، يرافق ألم الإحليل، ظهور الأعراض التالية:
- الرغبة الملحة في التبول
- التبول المتكرر
- ألم في البول
انسداد المجاري البولية:
أي شيء قد يسبب انسداد المجاري البولية، سيؤدي لتراكم و تجمع البول. مما يسبب تمدد في الانسجة و ألم واضح في الإحليل.
من الأسباب المحتملة المؤدية لانسداد المجاري البولية:
- تضيق مجرى البول، قد يعود السبب لالتهابات مزمنة في المجاري البولية. أو تركيب قسطرة بولية لفترة طويلة، أو إجراء جراحة، أو الخضوع لأشعة تتضمن الإحليل.
- تضخم البروستات عند الرجال، مما يضغط على الإحليل.
الأورام:
عند حدوث ورم في المبيض أو الرحم أو المثانة أو البروستات، جميع هذه الأعضاء تؤثر على الإحليل و تضغط عليه.
هذا الضغط قد يسبب انسداد في الإحليل. و في الحالات الشديدة، قد يؤدي لتلف الكلية نتيجة تراكم البول.
التعرض لصدمة أو ضربة:
على سبيل المثال، التعرض لكسر في منطقة الحوض مثلاً، قد يؤدي لانسداد مجرى البول و الألم.
الحصوات البولية:
عندما تتشكل الحصوات في المجاري البولية، قد تسبب انسداد الإحليل. لكنها أكثر شيوعاً في الحالب من الإحليل.
الحالب هو الأنبوب الذي يصل من الكلية إلى المثانة.
تناول بعض الأطعمة أو الأدوية:
تناول بعض الأدوية قد يسبب تهيج و ألم في الإحليل، مثل مادة نيفيدين مثلاً. أو التعرض للعلاج بالأشعة، قد ينتج عنه ألم مزمن.
و من الامثلة عن بعض الأطعمة التي قد تسبب التهيج، تتضمن ما يلي:
- الشاي و القهوة
- الفواكه الحمضيات
- منتجات البندورة أو الطماطم
- الشوكولا
- المشروبات الغازية
- الأطعمة الحارة أو الغنية بالتوابل و البهارات
- الكحول
التعرض لصدمة:
التعرض لصدمة على منطقة الإحليل قد يؤدي إلى الألم. من الأمثلة على ذلك:
- التعرض لإصابة ما
- إجراء تنظير للمثانة
- إدخال جسم غريب عبر الإحليل
بعض المشاكل الجلدية:
قد تسبب بعض الأمراض الجلدية غير المعدية، عند وجودها بالقرب من فتحة البول، الألم، مثل الصدفية.
البروستات و البربخ و الأسباب المتعلقة بالخصية:
قد يؤدي تضخم البروستات عند الرجال، إلى تضيق مجرى البول و يسبب الألم في الإحليل.
كذلك الأمر في حالات التهاب البروستات أو التهاب البربخ الأنبوب الملتف خلف الخصية الذي يحمل النطاف أو الحيوانات المنوية.
أسباب مهبلية:
حدوث تهيج في الإحليل، قد يؤدي إلى الألم. و هو أمر شائع لدى الإناث.
- قد يحدث تهيج الإحليل مثلاً عند استخدام الغسولات المهبلية أو بعض أنواع الصالون أو اللوشن. أو عند الإحتكاك القوي أثناء عملية الجماع.
- العدوى بالخميرة: هي من أنواع الفطريات التي قد تسبب الشعور بعدم الراحة في هذه المنطقة، بالإضافة للحكة الشديدة.
- التهاب المهبل البكتيري: يحدث هذا النوع من التهاب المهبل نتيجة العدوى بالبكتيريا. غالباً ما يكون التهاب مزمن. و تتضمن الأعراض ظهور مفرزات مهبلية لها رائحة السمك.
- أما بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، قإن جفاف المهبل قد يؤدي لألم في الإحليل و ألم في المهبل. يمكن أن يؤدي ضمور المهبل أيضاً لزيادة خطورة الإصابة بالتهابات المجاري البولية.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
وجود ألم في منطقة الإحليل لا يُعتَبَر أمراً طبيعياً. لذلك في حال ظهور الأعراض، يجب استشارة الطبيب.
خاصةً في الحالات التالية:
- قشعريرة
- ألم شديد
- دم في البول
- صعوبة في التبول
- ارتفاع درجة الحرارة
الاختبارات و التشخيص:
لمعرفة أسباب ألم الإحليل، يقوم الطبيب ب:
- طرح بعض الأسئلة المحددة، لتشخيص المشكلة. فيطرح أسئلة عن بعض العوامل المؤدية للإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، والتاريخ الصحي للمريض.
- إجراء فحوصات بدنية لهذه المنطقة، التي تضم الجهاز البولي و التناسلي.
- كما قد يأخذ عينة من المفرزات التناسلية، و يفحص أعي أعراض تدل على وجود التهابات.
- و بالاعتماد على النتيجة قد يطلب إجراء المزيد من الفحوصات، مثل تحليل الدم و تحليل البول و إجراء صور.
الخيارات العلاجية المتوفرة:
يعتمد اختيار العلاج على الأسباب الكامنة المؤدية لألم الإحليل.
و تتضمن العلاجات الشائعة ما يلي:
استخدام كريم موضعي يحتوي على مادة ليدوكائين أو مادة بايريديوم (فينازوبايريدين) التي تسكن الألم.
لكن يجب الانتباه عند استخدام مادة بايريديوم فهي تسبب تحول لون البول إلى اللون الأحمر
المضادات الحيوية:
في حالات الالتهابات الناتجة عن الأمراض المنقولة جنسياً، يعتمد العلاج على نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
مضادات الطفيليات:
في حالات عدوى الخميرة أو داء المشعرات، يصف الطبيب مضادات طفيليات للقضاء على العدوى.
مضاد فيروسي:
في حالات العدوى بالفيروسات، يصف الطبيب مضاد فيروسي. و يجب علاج الشريك في الجنس أيضاً.
المزلقات و الهرمونات البديلة:
في حالات ضمور المهبل، يعتمد العلاج على استخدام المزلقات و العلاج بالهرمونات البديلة الإستروجين الموضعي.
الجراحة:
في حالات الأورام، التي تضغط على الإحليل، قد يلجأ الطبيب لاستئصال الورم.
أساليب الوقاية:
هنالك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن الاعتماد عليها للوقاية من معظم الأسباب الشائعة المؤدية لألم الإحليل.
للوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً:
- ينصح باستخدام واقي ذكري أثناء الجماع.
- عدم ممارسة الجماع مع أفراد مختلفين، نظراً لزيادة خطورة العدوى!
- مع ضرورة إجراء فحوصات دورية.
للوقاية من التهابات المجاري البولية:
- الحفاظ على رطوبة الجسم و تناول الماء بشكل دوري منتظم خلال اليوم (بمعلد 2 ليتر من الماء في اليوم).
- عدم احتباس البول. عند الشعور بالرغبة في التبول، ينصح بقضاء الحاجة سريعاً.
- عند المسح بعد قضاء الحاجة، يجب المسح من الأمام إلى الخلف، لتجنب انتقال العدوى من منطقة الشرج إلى الجهاز البولي.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية مريحة و غير ضيقة
- تجنب المنتجات الموضعية القاسية على البشرة.
المراجع:
https://www.verywellhealth.com/urethral-pain-4174285
https://www.medicalnewstoday.com/articles/324617
https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/17425813