أسباب و أعراض الأورام الرحمية الحميدة (ألياف الرحم أو تليف الرحم)

8372 0
8372 0

الألياف الرحمية (تليف الرحم): هي عبارة عن أورام حميدة غير سرطانية تنشأ داخل الرحم. و على الرغم من أنها مكونة من نفس ألياف العضلات الملساء الموجودة في جدار الرحم، إلا أنها أكثر كثافة من الخلايا الطبيعية. و تكون عادةً دائرية الشكل. تبدأ غالباً خلال سنوات المراهقة. و تدعى أيضاً الورم العضلي. إن الأورام الرحمية الحميدة لا ترتبط مع زيادة خطورة الإصابة بسرطان الرحم. و في معظم الأحيان لا تتطور إلى مرض السرطان.

يتراوح حجم ألياف الرحم من أجزاء صغيرة لا تُرى بالعين المجردة، إلى كتل كبيرة تسبب تشوه و تضخم حجم الرحم. قد تعاني المريضة من وجود تليف واحد أو عدة ألياف معاً. و في الحالات الشديدة، قد تسبب الأورام الليفية توسع الرحم كثيراً إلى أن يصل إلى القفص الصدري.

تعاني العديد من النساء من تليف الرحم خلال مرحلة ما من مراحل حياتها. لكن معظم هذه الحالات لا تعلم المرأة بوجودها. لأنها غالباً لا تسبب أي أعراض. قد يكتشف الطبيب وجود الألياف الرحمية أثناء فحصه لمنطقة الحوض، أو عند إجراء الأمواج فوق الصوتية قبل الولادة.

أعراض تليف الرحم:

العديد من النساء اللاتي تعانين من تليف الرحم، لا يظهر عليهن أي أعراض. لكن بالنسبة للحالات التي يرافقها ظهور أعراض، فإن هذه الأعراض تتأثر بمكان تشكل الألياف و حجمها و عددها. و تتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:

  • نزف كثيف خلال فترة الحيض.
  • استمرار فترة الحيض لمدة أكثر من أسبوع.
  • ألم و ضغط في منطقة الحوض.
  • التبول المتكرر.
  • صعوبة إفراغ المثانة بشكل كامل.
  • الإمساك.
  • ألم في الساقين و أسفل الظهر.
  • و في حالات نادرة، قد تسبب الأورام الليفية ألم شديد عندما يزداد نمو الإمدادات الدموية للأورام.

أنواع الألياف الرحمية:

يتم تصنيف الأورام الليفية تبعاً لمكان ظهورها:

  • الأورام الليفية الداخلية: Intramural: تنمو داخل الجدار العضلي للرحم. و هو أكثر الأنواع شيوعاً.
  • الأورام الليفية تحت المخاطية: Submucosal fibroids: تنمو داخل تجويف الرحم. تقع في العضلات تحت بطانة جدار الرحم.
  • الأورام الليفية تحت الجافية: Subserosal fibroids: تنمو إلى خارج جدار الرحم، لكن تحت طبقة الأنسجة المحيطة. و تكون كبيرة الحجم عادةً.
  • الأورام الليفية العنقية: Cervical fibroids: تنمو داخل عنق الرحم.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

  • وجود ألم مستمر في منطقة الحوض.
  • آلام شديدة خلال فترة الدورة الشهرية و زيادة مدة و كثافة الحيض.
  • نزف بين الدورات.
  • صعوبة في إفراغ المثانة.

أسباب تليف الرحم:

إن السبب الأساسي لألياف الرحم غير معروف، لكن هنالك بعض العوامل التي تؤثر على المرض:

  1. التغيرات الوراثية: تحتوي العديد من ألياف الرحم على تغيرات في الجينات. تختلف عن الجينات الموجودة في الخلايا العضلية الطبيعية للرحم.
  2. الهرمونات: يقوم هرمون الاستروجين و البروجستيرون بتحفيز و تطوير بطانة الرحم خلال كل دورة شهرية، للتحضير للحمل. هذه الهرمونات تعزز نمو الألياف الرحمية كذلك. حيث تحتوي ألياف الرحم على مستقبلات لهرمون الاستروجين و البروجسترون، أكثر مما هي عليه في الحالات الطبيعية للخلايا العضلية الرحمية. و بعد الدخول في مرحلة سن اليأس، و انخفاض إنتاج هذه الهرمونات، تنكمش الألياف الرحمية بشكل ملحوظ.
  3. و من العوامل الأخرى المؤثرة على ظهور الألياف الرحمية: المواد التي تساعد الجسم في الحفاظ على أنسجته سليمة، مثل عامل النمو المشابه للأنسولين. يؤثر أيضاً على نمو تليف الرحم.

يعتقد الأطباء أن الأورام الليفية الرحمية تتطور من الخلايا الجذعية الموجودة في الأنسجة العضلية الملساء للرحم. تنقسم خلية واحدة بشكل متكرر. و في نهاية المطاف تشكل كتلة صلبة مطاطية تتميز عن الأنسجة القريبة.

تتفاوت أنماط نمو الألياف الرحمية. فبعضها ينمو ببطء، و البعض الآخر ينمو بسرعة، أو قد تحافظ على حجمها ثابت. بعض أورام الرحم الحميدة تسبب طفرات في النمو. و البعض الآخر تنكمش على نفسها. العديد من الألياف الرحمية التي وجدت خلال فترة الحمل، تنكمش على نفسها أو تختفي بعد الحمل، عندما يعود الرحم لحجمه الطبيعي.

العوامل الخطيرة المؤدية لتليف الرحم:

  • المرأة في سن الإنجاب هي أكثر عرضة للإصابة بتليف الرحم. لكن بالإضافة لذلك، هنالك عدة عوامل أيضاً تؤثر على ظهور أورام الرحم الحميدة. و تتضمن ما يلي:
  • العامل الوراثي: إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين كالأم أو الأخت، تعاني من تليف الرحم، يزداد خطورة إصابتك بذلك أيضاً.
  • العِرق: فالمرأة من عرقٍ أسود (العرق الإفريقي)، أكثر عرضة للإصابة بتليف الرحم من غيرها. بالإضافة لذلك، فهي أكثر عرضة للإصابة بتليف الرحم في سن أصغر، و لزيادة أحجام الألياف الرحمية كذلك.
  • العوامل البيئية: و تتضمن ما يلي:
  1. حدوث فترة البلوغ في سن مبكرة.
  2. استخدام حبوب منع الحمل.
  3. البدانة.
  4. نقص فيتامين د.
  5. الاعتماد على النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء و قلة استهلاك الفاكهة و الخضروات و منتجات الألبان.
  6. إدمان الكحول.

المضاعفات الناتجة عن تليف الرحم:

على الرغم من أن ألياف الرحم عادةً غير خطيرة، لكنها تسبب عدم الراحة. و قد تؤدي لبعض المضاعفات و المشاكل الصحية، مثل فقر الدم نتيجة الدورات الشهرية الغزيرة.

الحمل و تليف الرحم:

  • إن أورام الرحم الحميدة عادةً لا تتعارض مع حدوث الحمل. على كل حال فإن بعض أنواع الألياف الرحمية قد تُضعف فرصة الحمل، خاصةً ألياف الرحم تحت المخاطية.
  • كما قد تؤدي ألياف الرحم لزيادة خطورة مضاعفات معينة ترتبط مع الحمل، مثل انفصال المشيمة أو قصور نمو الجنين أو حدوث ولادة مبكرة.

الاختبارات و التشخيص:

على اعتبار معظم حالات تليف الرحم لا يُرافقها ظهور أعراض. لذلك بشكل عام يتم الكشف عن وجود الأورام الحميدة في الرحم أثناء إجراء اختبار دوري لمنطقة الحوض. حيث يلاحظ الطبيب أشكال غير منتظمة داخل الرحم. فيرجح السبب لوجود ألياف رحمية.

أما في حالة وجود أعراض تليف الرحم، يطلب الطبيب إجراء الفحوصات التالية:

  • تصوير بالأمواج فوق الصوتية: يتم استخدام أمواج صوتية للحصول على صورة واضحة لداخل الرحم، تؤكد تشخيص تليف الرحم. و تُظهر أحجام هذه الألياف. يتم تطبيق هذه الأمواج إما عن طريق وضع جهاز الأمواج فوق الصوتية فوق البطن، أو عن طريق إدخاله من المهبل للحصول على صورة الرحم.
  • إذا كانت المرأة تعاني من نزف غير طبيعي خلال فترة الحيض. يطلب الطبيب إجراء بعض التحاليل، لتحديد الأسباب الكامنة لذلك. و تتضمن ما يلي: تحليل الدم للكشف عن وجود فقر الدم بسبب النزف المزمن. بالإضافة للتحاليل الدموية الأخرى. للكشف عن وجود اضطرابات في النزف أو مشاكل في الغدة الدرقية.
  • إذا كانت الاختبارات السابقة غير كافية لتشخيص المرض، و إعطاء معلومات كافية عنه. يقوم الطبيب بإجراء الاختبارات الإضافية التالية:
  1. إجراء صورة الرنين المغناطيسي التي تُظهر حجم و موضع الألياف الرحمية، و تحدد نوع كل منها. لتسهيل اختيار العلاج المناسب لكل حالة.
  2. Hysterosonography: و هو عبارة عن ضخ الأملاح لتوسيع تجويف الرحم و تسهيل الرؤية، و الحصول على صور للألياف الرحمية تحت المخاطية و الداخلية.
  3. Hysterosalpingography: يتم استخدام صبغة معينة لتوضيح تجويف الرحم و نفير فالوب عبر الأشعة السينية. يلجأ الطبيب لهذا الاختبار عندما يعتقد أن ضعف الخصوبة و قلة فرص الحمل تعود لوجود تليف في الرحم. بالإضافة لذلك يساعد هذا الاختبار في معرفة أن طريق نفير فالوب سالك و مفتوح تماماً.
  4. تنظير الرحم: يقوم الطبيب بإدخال منظار صغير مزود بكاميرا من خلال عنق الرحم إلى داخل الرحم. ثم بعد ذلك يقوم الطبيب بحقن أملاح داخل الرحم، لتوسيع تجويف الرحم، و السماح للطبيب بفحص جدار الرحم و فتحة نفير فالوب بشكل أوضح.

و للحديث تتمة 🙂

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/uterine-fibroids/home/ovc-20212509

http://www.healthline.com/health/uterine-fibroids#overview1

http://www.medicinenet.com/uterine_fibroids/article.htm

http://www.medicalnewstoday.com/articles/151405.php

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/serviermedicalart/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك