في المقالة السابقة تحدثتُ عن أسباب و أعراض ألياف الرحم و المضاعفات الناتجة عنها. و اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
علاج ألياف الرحم:
هنالك العديد من الخيارات العلاجية للأورام الرحمية الحميدة. و ذلك تبعاً لنوع تليف الرحم، و وجود الأعراض أم لا. و تتضمن أنواع العلاج ما يلي:
مرحلة المراقبة:
تعاني العديد من النساء من تليف الرحم دون وجود أي أعراض، أو بعض الأعراض الخفيفة فقط، التي من الممكن ممارسة حياتك الطبيعية معها و الاعتباد عليها.
إذا كنت تعانين من نفس الحالة، فيُعتبر أفضل حل لك هو مرحلة المراقبة و الانتظار.
أدوية علاج تليف الرحم:
يعتمد العلاج على الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية، و تعالج الأعراض مثل النزف الشديد خلال فترة الحيض، و ضغط منطقة الحوض. هذه الأدوية لا تقضي على الألياف الرحمية، لكن من الممكن أن يؤدي لانكماشها. و تتضمن ما يلي:
منبهات الهرمون المحرر لموجهة الغدد التناسلية: Gonadotropin-releasing hormone (Gn-RH) agonists
من الأمثلة على ذلك(Lupron, Synarel) التي تعالج الألياف الرحمية، عن طريق منع إنتاج هرمون البروجسترون و الاستروجين. و بذلك يدخل الجسم في مرحلة انقطاع الطمث لفترة مؤقتة (سن اليأس). نتيجةً لذلك تتوقف فترات الحيض، و تنكمش الألياف الرحمية، و تتحسن حالة فقر الدم نتيجة توقف النزف.
قد يصف الطبيب هذه الأدوية لتقليص حجم الأورام الرحمية الحميدة قبل إجراء عملية جراحية.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية، هي نفس أعراض انقطاع الطمث (سن اليأس) و التي تتضمن الهبات الساخنة، اضطرابات في النوم و الأرق، جفاف المهبل، و تقلبات في المزاج. و بشكل عام لا يمكن استخدام هذه الأدوية لمدة أكثر من 3-6 أشهر، لأن الأعراض سوف تعود بعد إيقاف الدواء، و استخدامه لفترة طويلة من الزمن قد تسبب فقدان بنية العظام.
جهاز تحرير هرمون البروجستين داخل الرحم: Progestin-releasing intrauterine device (IUD):
يساعد هذا العلاج في إيقاف النزف الشديد الناتج عن تليف الرحم. لكنه لا يؤثر على وجود أو حجم الألياف الرحمية، و لا يساهم في زوالها. بالإضافة لذلك فهو يمنع الحمل.
حمض الترانيكساميك (Tranexamic acid (Lysteda:
هذا الدواء غير الهرموني يتم استخدامه لتسهيل الدورات الشهرية الغزيرة. و يتم تناوله فقط في أيام الحيض. بالإضافة لذلك، قد يصف لك الطبيب بعض الأدوية الأخرى مثل حبوب منع الحمل أو مادة البروجستين.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية:
هي عبارة عن أدوية غير هرمونية، فعالة في تخفيف الألم المرتبط بوجود تليف الرحم. لكنها لا تخفف من كمية النزف. كما قد ينصح الطبيب بتناول الفيتامينات و الحديد في حال وجود نزف شديد أو فقر الدم.
ميفيبريستون:
هو عبارة عن دواء مضاد لهرمون البروجستين، يساعد في انكماش الألياف الرحمية إلى حدِ ما بالمقارنة مع GnRH analog كما يعمل هذا الدواء على خفض كمية النزف المرافق لتليف الرحم، لكنه يرتبط بوجود بعض التأثيرات السلبية كزيادة نمو البطانة الداخلية للرحم.
لم يتم الموافقة عليه من قبل منظمة الغذاء و الدواء لعلاج تليف الرحم و الجرعات المطلوبة من العلاج غير محددة بعد.
دانازول:
هو عبارة عن هرمون ستيروئيدي أندروجيني يستخدم لتخفيف حالات النزف المرافق لتليف الرحم. لكنه لا يؤثر على حجم الألياف الرحمية و لا يؤدي لانكماشها. كما يرتبط ببعض التأثيرات الجانبية غير المرغوبة و التي تتضمن: اكتساب الوزن، تشنجات عضلية، انخفاض حجم الثدي، حب الشباب، الشعرانية في الجسم، زيادة المفرزات الدهنية في البشرة، تقلبات المزاج، الاكتئاب، انخفاض مستوى الكولسترول الجيد و زيادة أنزيمات الكبد.
رالوكسيفين:
يستخدم للوقاية و لعلاج هشاشة العظام لدى النساء بعد انقطاع الطمث. يظهر فعالية في خفض حجم الألياف الرحمية لدى لنساء بعد سن اليأس، أما بالنسبة للنساء قبل سن اليأس فالنتائج متعارضة بعد.
الموجات فوق الصوتية المركّزة و الموجهة بالرنين المغناطيسي: (MRI-guided focused ultrasound surgery (FUS:
هي عبارة عن خيار علاجي موسّع لتليف الرحم. يحافظ على الرحم، و لا يتطلب إجراء شق أو جراحة. و من الممكن تطبيقه في عيادة خارجية. يتم إجراءه أثناء وجود المريضة داخل جهاز الرنين المغناطيسي، و تطبيق مستويات عالية من طاقة الأمواج فوق الصوتية.
هذه الطريقة تزود الطبيب بمعلومات دقيقة عن مكان وجود الألياف الرحمية. و عندما يتم استهداف مكان تليف الرحم، تركز الأمواج فوق الصوتية داخل الليف، لتسخين و إتلاف مناطق صغيرة من الأنسجة الليفية.
هذا العلاج يُعتبر تقنية حديثة، لذلك ما زالت الأبحاث قائمة حول أمان استخدامه و فعاليته على المدى الطويل.
العمليات الجراحية المصغرة: Minimally invasive procedures:
عبارة عن أساليب محددة للقضاء على تليف الرحم، دون الحاجة لإزالتهم عن طريق الجراحة. و تتضمن ما يلي:
انسداد الشريان الرحمي: (Uterine artery embolization (UAE
يتم استخدام مادة تدعى بولي فينيل الكحول. حيث تحقن بواسطة قسطرة داخل الشرايين التي تغذي الألياف الرحمية. هذه المادة تقطع التدفق الدموي للألياف الرحمية، مما يؤدي لقطع إمدادات الدم و الأوكسيجين عنها و انكماشها و موتها.
تُعتبر هذه التقنية فعالة في تقليص حجم الألياف الرحمية، و إزالة الأعراض. لكن قد تُحدث مضاعفات خطيرة في حال أثّر تدفق الدم على المبايض أو غيرها من الأعضاء الداخلية.
التحليل و التنظير الداخلي: Myolysis
في هذه الآلية يتم تسليط ترددات راديوية أو أشعة ليزرية لإتلاف الألياف الرحمية، و انكماش الأوعية الدموية التي تغذيها. و هي مشابهة لآلية أخرى تُعرف باسم تجميد الألياف الرحمية.
استئصال الورم العضلي بالمنظار أو الروبوت: Laparoscopic or robotic myomectomy
في عملية استئصال الورم العضلي، يقوم الطبيب بإزالة الألياف الرحمية، و يحافظ على بقاء الرحم في مكانه. إذا كان عدد الألياف الرحمية قليلاً، يفضل الطبيب اتباع هذه الطريقة، و التي يتم فيها استخدام أدوات دقيقة، و إدخالها عبر شق صغير داخل البطن، لإزالة الألياف من الرحم.
من الممكن إزالة هذه الأورام الحميدة من خلال الشقوق الصغيرة، عن طريق تحطيم الألياف الرحمية لأجزاء أصغر. أو إجراء شق واحد و توسيعه، لإزالة كامل الليف الرحمي. يقوم الطبيب بمراقبة منطقة البطن، عن طريق استخدام كاميرا صغيرة موصولة بإحدى الأجهزة (المنظار).
أما استئصال الورم العضلي بواسطة الروبوت، يزود الطبيب بطريقة عرض ثلاثية الأبعاد. مما يوفر المزيد من الدقة و المرونة بالمقارنة مع التقنيات الأخرى.
Hysteroscopic myomectomy:
تُعتبر هذه الطريقة خيار مناسب للعلاج إذا كانت الألياف الرحمية موجودة داخل الرحم (الألياف الرحمية تحت المخاطية). يقوم الطبيب بإزالة الأورم الليفية الحميدة باستخدام أدوات يتم إدخالها عبر المهبل إلى عنق الرحم و من ذم الرحم.
استئصال بطانة الرحم: Endometrial ablation
هذا العلاج يتم تطبيقه بواسطة جهاز خاص يتم إدخاله داخل الرحم. يستخدم الحرارة، طاقة الميكرويف، الماء الساخن، أو الطاقة الكهربائية، لإتلاف البطانة الداخلية للرحم، إما عن طريق إنهاء الحيض أو تقليل تدفق الدم.
تُعتبر هذه الآلية فعالية في إيقاف النزف غير الطبيعي. من الممكن إزالة ألياف الرحم تحت المخاطية أثناء استخدام منظار، لاستئصال بطانة الرحم.
العمليات الجراحية التقليدية:
استئصال الورم العضلي في الورم: Abdominal myomectomy
إذا كانت المرأة تعاني من ألياف رحمية متعددة، أو ألياف رحمية كبيرة أو عميقة، يلجأ الطبيب لإجراء عملية جراحية مفتوحة في البطن، لإزالة هذه الأورام الحميدة. لكن الندبات بعد الجراحة قد تؤثر على الخصوبة في المستقبل.
استئصال الرحم:
إن إزالة الرحم تُعتبر الطريقة الوحيدة لعلاج ألياف الرحم بشكل دائم. لكنها بالمقابل تُنهي قدرة المرأة على الحمل و إنجاب الأطفال. و في حال تم استئصال المبايض أيضاً، سوف تدخل المرأة في مرحلة سن اليأس، و بحاجة لتناول بدائل الهرمونات. لكن معظم حالات تليف الرحم، لا تحتاج المرأة لاستئصال المبايض.
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/uterine-fibroids/home/ovc-20212509
http://www.healthline.com/health/uterine-fibroids#overview1
http://www.medicinenet.com/uterine_fibroids/article.htm
http://www.medicalnewstoday.com/articles/151405.php
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/sharynmorrow/