normal: عادي، constricted: مُقيّد.
في المقال السابق تحدثت عن أعراض و أسباب الانسداد الرئوي المزمن. أما اليوم سوف أكمل الموضوع عن الخيارات العلاجية المتوفرة بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
على خلاف بعض الأمراض الأخرى، فإن مرض الانسداد الرئوي المزمن أسبابه واضحة، و طرق الوقاية منه أيضاً واضحة. السبب الرئيسي للمشكلة يرتبط بشكل مباشر مع التدخين. و أفضل طريقة للوقاية من المرض هي بالامتناع عن التدخين.
- إذا كان المريض يقوم بالتدخين منذ فترة طويلة من الزمن، فمن الأفضل اتخاذ الأساليب اللازمة للإقلاع عن التدخين. و مهما فشل في ذلك، عليه المحاولة مجدداً، إلى أن ينجح.
- التعرض المهني للأبخرة الكيماوية و الغبار هو أيضاً من العوامل الخطيرة للإصابة بالانسداد الرئوي. إذا كنت تعمل مع هذا النمط من المواد المهيجة، ينصح بمراجعة المشرف المسؤول لاتخاذ أساليب الوقاية و الاحتياطات الممكنة لحماية نفسك.
الاختبارات و التشخيص:
لتشخيص الانسداد الرئوي المزمن، يقوم الطبيب بمتابعة الأعراض، و مناقشة التاريخ الصحي و العائلي للمريض. و ما إذا كان مدخناً أو يتعرض للمواد المهيجة.
و تتضمن الاختبارات اللازمة لتشخيص الانسداد الرئوي ما يلي:
اختبار وظيفة الرئة:
يقيس هذا الاختبار كمية الهواء خلال عملية الشهيق و الزفير، و ما إذا كانت الرئتين تقوم بإيصال كمية كافية من الأوكسجين إلى الدم.
جهاز قياس التنفس سبيرومتر:
هو الأكثر شيوعاً و استخداماً لاختبار وظائف الرئة. خلال الاختبار، يقوم المريض بالنفخ داخل أنبوب كبير موصول إلى آلة صغيرة تدعى سبيروميتر. هذا الجهاز يقيس كمية الهواء التي تستطيع الرئتين حملها و سرعة نفخ الهواء خارج الرئتين.
يستطيع جهاز السبيرومتر الكشف عن وجود انسداد رئوي حتى قبل ظهور الأعراض. كما يستخدم لمراقبة تطور المرض و مدى فعالية العلاج. غالباً ما يتضمن جهاز السبيرومتر قياس حجم الرئتين.
صورة الأشعة السينية للصدر:
تكشف عن وجود انتفاخ في الرئة، الذي يُعتبر من الأسباب الرئيسية للانسداد الرئوي.
التصوير المقطعي المحوسب:
يساعد في الكشف عن انتفاخ الرئة أيضاً، و يساعد في تحديد ضرورة إجراء جراحة لعلاج الانسداد الرئوي أم لا.
تحليل غاز الدم الشرياني:
لقياس كمية الأوكسجين الذي توصله الرئتين إلى الدم. و كمية غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي تزيله.
التحاليل المخبرية:
لا تستخدم لتشخيص الانسداد الرئوي المزمن، إنما تحديد أسباب الأعراض، و ما إذا كانت نتيجة مشاكل صحية أخرى. على سبيل المثال وجود خلل وراثي نقص بروتين ألفا أنتي تريبسين.
علاج الانسداد الرئوي المزمن:
يعاني معظم الأفراد من انسداد رئوي خفيف، و في هذه الحالة من الضروري أخذ العلاج بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين. حتى في الحالات المتقدمة من المرض، تتوفر العلاجات الفعالة للتحكم بالأعراض، و خفض خطورة المضاعفات، و تحسين من مستوى أنماط المعيشة.
الإقلاع عن التدخين:
الخطوة الأكثر أهمية لعلاج الانسداد الرئوي هي الإقلاع عن التدخين. فهي الحل الوحيد لمنع تفاقم الوضع سوءاً، و الذي بدوره يقلل من القدرة على التنفس.
الأدوية المستخدمة لعلاج الانسداد الرئوي:
يستخدم الطبيب عدة أنواع من الأدوية لعلاج الأعراض و المضاعفات. بعض هذه الأدوية تستخدم على المدى الطويل بشكل منتظم. بينما البعض الآخر من الأدوية يستخدم حسب الحاجة.
الموسعات القصبية:
هذه الأدوية التي تتوفر عادةً على شكل أجهزة الاستنشاق. تعمل على استرخاء العضلات المحيطة بالمجاري التنفسية. مما يساعد على علاج السعال و ضيق التنفس. و يجعل التنفس أسهل.
بالاعتماد على شدة الحالة، قد يحتاج المريض إلى موسع قصبي قصير الأمد قبل ممارسة النشاطات. بالإضافة إلى الموسع القصبي طويل الأمد، و ذلك بشكل يومي تقريباً.
- و من الأمثلة على الموسعات القصبية قصيرة الأمد: مادة ألبوتيرول (فينتولين)، ليفال بوتيرول، إيبراتروبيوم (أتروفنت).
- أما بالنسبة للموسعات القصبية طويلة الأمد فتتضمن : تيوتروبيوم، سالميتيرول، فورموتيرول، إنداكاتيرول، أكليدينيوم.
الستيروئيدات المستنشقة:
تقوم الستيروئيدات القشرية الاستنشاقية على خفض التهاب المجاري التنفسية، و الوقاية من تفاقم الأعراض.
و تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة: الكدمات، الالتهابات الفموية و بحّة في الصوت.
تُعتبر هذه الأدوية مفيدة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من هجمات الانسداد الرئوي المزمن المتكررة. و من الأمثلة عنها مادة فلوتيكازون (فلوناز)، بوديسونيد.
أجهزة الاستنشاق المشتركة أو المختلطة:
تتميز بعض الأدوية بالمشاركة بين الموسعات القصبية و الستيروئيدات الاستنشاقية. و من الأمثلة عنها: سالميترول مع فلوتيكازون، فورموتيرول مع بوديسونيد.
الستيروئيدات الفموية:
بالنسبة للأفراد الذين يعانون من حالات معتدلة إلى حادة من تفاقم الأعراض، فإن الالتزام بتناول الستيروئيدات القشرية الفموية قصيرة الأمد (لمدة 5 أيام مثلاً).
تساعد في منع تفاقم الأعراض. لكن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية، يسبب تأثيرات سلبية خطيرة، بما في ذلك اكتساب الوزن، داء السكري، هشاشة العظام و زيادة خطورة الإصابة بالعدوى و الالتهابات.
مثبطات فوسفو داي ستراز 4:
لقد تمت الموافقة على نوع جديد من الأدوية، لعلاج الحالات الحادة من الانسداد الرئوي المزمن، و أعراض التهابات الشعب الهوائية المزمن. و يدعى هذا الدواء مادة روفلوميلاست. و هو مثبط لمادة فوسفور دايستيراز 4.
يعمل هذا الدواء على خفض التهابات المجاري التنفسية و استرخائها. و من التأثيرات الشائعة الناتجة عنه، الإسهال و فقدان الوزن غير المبكرر.
ثيوفيللين:
يساعد هذا الدواء في تعزيز عملية التنفس، و الوقاية من المضاعفات. تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عنه: الغثيان، الصداع، تسرع ضربات القلب و الرعاش. أما بالنسبة للتأثيرات السلبية فهي مرتبطة بالجرعة المتناولة، و ينصح بتخفيف الجرعة.
المضادات الحيوية:
في حالات الالتهابات التنفسية، مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن، و نزلات البرد و الانفلونزا، يؤدي ذلك لتفاقم أعراض الانسداد الرئوي. تساعد المضادات الحيوية في علاج الحالات المزمنة، لكن لا ينصح بها كأسلوب وقائي.
العلاجات الرئوية:
غالباً ما يستخدم الأطباء علاجات إضافة للأفراد الذين يعانون من حالات معتدلة إلى حادة من الانسداد الرئوي و تتضمن ما يلي:
العلاج بالأوكسجين:
إذا لم يوجد كمية كافية من الأوكسجين في الدم، قد يحتاج المريض إلى أوكسجين إضافي. و هنالك العديد من الأجهزة التي تساعد في إيصال الأوكسجين إلى الرئتين، بما في ذلك جهاز صغير محمول خفيف الوزن، يستطيع المريض حمله معه أثناء المشي أو الركض.
يستخدم بعض الأفراد هذا العلاج فقط أثناء ممارسة النشاطات أو خلال فترة النوم. بينما يستخدم البعض الآخر جهاز الأوكسيجين طيلة الوقت. إن العلاج بالأوكسجين يعزز من جودة الحياة .
برنامج إعادة التأهيل الرئوي:
و الذي يربط عدة مجالات معاَ، التوعية مع التمارين مع الحمية الغذائية و الإرشادات.
إن اتباع هذا البرنامج من شأنه خفض مدة المكوث في المشفى، و زيادة القدرة على المشاركة في النشاطات اليومية، و تعزيز جودة الحياة عموماً.
التحكم بتفاقم الأعراض:
عندما تسوء صحة المريض و تتفاقم الأعراض، يؤدي ذلك إلى فشل رئوي إذا لم يخضع المريض للعلاج المناسب. حيث يحتاج المريض إلى تناول المضادات الحيوية أو الستيروئيدات أو كلاهما معاً. بالإضافة للعلاج بالأوكسجين البديل في المشفى.
العمليات الجراحية لعلاج الانسداد الرئوي المزمن:
تعتبر الجراحة الخيار العلاجي المناسب في بعض حالات انتفاخ الرئة الحادة، و التي لم تستجب على الأدوية لوحدها بشكل كافٍ.
و تتضمن الخيارات الجراحية ما يلي:
خفض حجم الرئة:
خلال هذه العملية يقوم الطبيب بإزالة جزء صغير من حواف الأنسجة المتضررة من الجزء العلوي من الرئتين. مما يشكل مساحة إضافية في منطقة الصدر، و بالتالي فإن الأنسجة الرئوية السليمة تتمدد و يتم العمل بشكل أكثر فعالية.
زراعة الرئة:
تعتبر من الخيارات العلاجية المتوفرة لحالات معينة من الأفراد. مما يعزز القدرة على التنفس و معنى أن تكون نشيطاً. لكن من التأثيرات الخطيرة التي قد تنتج عنه هي رفض العضو و ضرورة تناول الأدوية المثبطة للمناعة مدى الحياة.
بالكتومي:
و هو عبارى عن تشكل مساحة هوائية كبيرة داخل الرئتين، عندما يحدث تلف لجدران الحويصلات الهوائية. هذه المساحة الناتجة قد تصبح كبيرة جداً، و تسبب مشاكل تنفسية. في هذه الحالة يقوم الطبيب بإزالة المساحة الهوائية من الرئتين لتعزيز تدفق الهواء.
النصائح المنزلية و تغيير العادات الحياتية لتعزيز صحة مريض الانسداد الرئوي المزمن:
لمنع تفاقم الأعراض و إبطاء تلف الرئتين، ينصح باتباع النصائح التالية:
- التحكم بمعدل التنفس بشكل منتظم و تعلم أساليب الاسترخاء لاتباعها عندما يضيق التنفس.
- تنظيف المحاري الهوائية: في حالة الانسداد الرئوي، تزيد منية المفرزات المخاطية في المجاري التنفسية، و يصبح من الصعب تنظيفها.
- تناول كمية وفيرة من الماء و استخدام مرطب للهواء و التحكم بالسعال.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: مما يقوي العضلات التنفسية.
- تناول الأطعمة الصحية: التي تساعد على تقوية مناعة الجسم.
- تجنب التدخين أو المواد الملوثة.
- المتابعة مع الطبيب و إجراء الفحوصات بشكل دوري.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/copd
https://www.webmd.com/lung/copd/ss/slideshow-copd-overview
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/copd/symptoms-causes/syc-20353679
https://www.medicinenet.com/copd_chronic_obstructive_pulmonary_disease/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/145140952@N02/
ليلى برشاح
ليلى من المغرب ، شكرا الاخت بدور على هدا الموضوع القيم وأود أن اعرف كدلك تفاصيل عن مرض مشابه وهو مرض فرط التحسس الرؤوي والفرق بينه و بين مرض الربو
وشكرا.
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك أختي ليلى و بأهل المغرب جميعاً..
بإذن الله تعالى سوف أنشر مقالاً مفصلاً عن مرض فرط التحسس الرئوي في القريب العاجل. أتمنى أن تجدي الفائدة المطلوبة و الإجابة لكافة أسئلتك.
أي استفسار آخر على الرحب و السعة دائماً.