داء السل من الأمراض المُعدية التي تؤثر على الرئتين. و يُعتبر من الأمراض القاتلة أحياناً. لكن مع تطور الطب و العلم تضاءلت نسبة حالات الوفاة بشكل ملحوظ، إنما ما يزال من الأمراض الخطيرة و بحاجة لاهتمام.
أنواع داء السل:
يوجد نوعين من داء السل، النوع الكامن و النوع النشيط.
داء السل الكامن:
تبقى البكتيريا المسببة للمرض موجودة في الجسم، لكنها في مرحلة خمول غير نشطة. لا تسبب أي أعراض و غير معدية. لكن قد تتحول لبكتيريا نشطة ممرضة في أي وقت. و تمثل 10 % من الحالات، خاصةً لدى الأفراد الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي أو المدخنين.
داء السل النشيط:
تسبب البكتيريا لظهور الأعراض، و تنتقل من شخص لآخر بسهولة.
يصيب داء السل أي مرحلة عمرية في مختلف أنحاء العالم، لكنه أكثر خطورة بالنسبة للبالغين اليافعين الذين يعيشون في البلدان النامية.
داء السل المقاوم للعلاج:
عندما تبدأ المضادات الحيوية بمكافحة بكتيريا السل، بعض سلالات البكتيريا الممرضة تصبح مقاومة للأدوية. تنشأ السلالات المقاومة للمرض، عندما يفشل المضاد الحيوي في القضاء على البكتيريا. و مع نجاة البكتيريا، تتطور المقاومة للمضاد الحيوي و غيره من المضادات الحيوية أيضاً.
داء السل المقاوم للمضاد الحيوي قابل للعلاج و الشفاء فقط عن طريق تناول نوع محدد جداً من الأدوية المضادة للسل.
أسباب داء السل:
يحدث مرض السل نتيجة العدوى ببكتيريا السل و تدعى Mycobacterium tuberculosis bacterium. تنتشر هذه البكتيريا في الجو من فم الشخص المصاب بداء السل، سواءً أثناء العطاس أو السعال أو التحدث أو الضحك.
على الرغم من أن داء السل من الأمراض المُعدية، لكن لا يمكن التقاط المرض بسهولة. تزداد فرصة التقاط المرض من شخص قريب منك يعيش معك في نفس المنزل أو في مكان العمل، بشكل أكبر من فرصة التقاط المرض من شخص غريب.
معظم الأفراد الذين يعانون من داء السل النشيط في حال الحصول على العلاج المناسب الفعال لمدة لا تقل عن أسبوعين، لا يعود هنالك خطورة من العدوى أو نقل المرض.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بداء السل:
بعض العوامل و المشاكل الصحية التي تضعف الجهاز المناعي و تتضمن ما يلي:
- داء الإيدز.
- داء السكري.
- أمراض الكلية الشديدة.
- داء السرطان و العلاج الكيماوي.
- الأدوية التي تعطى لمنع رفض الأعضاء المزروعة (أدية تلي عملية زراعة الأعضاء).
- بعض أدوية علاج التهاب المفاصل الروماتيزم و داء كرون و الصدفية.
- سوء التغذية.
- العيش في مخيمات اللاجئين أو دور الرعاية (المأوى).
- التدخين يزيد خطورة الإصابة بداء السل بنسبة 20%.
أعراض داء السل:
- سعال دائم يستمر ثلاثة أو أربعة أسابيع.
- وجود مفرزات مخاطية أو دموية مرافقة للسعال.
- ألم في الصدر و ألم عند التنفس أو السعال.
- القشعريرة.
- الإرهاق و التعب.
- ارتفاع درجة الحرارة و الحمى.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- فقدان الشهية للطعام.
- التعرق الليلي.
يصيب داء السل عادةً الرئتين، لكنه قد يؤثر على مناطق أخرى من الجسم. عندما يحدث مرض السل خارج الرئتين، تختلف الأعراض كثيراً تبعاً لذلك. و دون الحصول على العلاج، يستطيع داء السل أن ينتشر لأجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم. و يتضمن ما يلي:
- داء السل الذي يصيب العظام، قد يؤدي إلى تلف المفاصل و العمود الفقري.
- داء السل الذي يصيب الدماغ، قد يؤدي إلى التهاب السحايا.
- داء السل الذي يصيب الكبد و الكلية، قد يؤدي إلى فشل في تخليص الجسم من السموم و وجود دم في البول.
- داء السل الذي يصيب القلب، قد يؤدي إلى فشل العضلة القلبية و عدم قدرتها على ضخ الدم، و هي مشكلة صحية مميتة.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
عند وجود ارتفاع في درجة الحرارة و فقدان غير مبرر للوزن، بالإضافة للتعرق الليلي أو السعال الدائم. يجب مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، فهذه المؤشرات قد ترتبط بوجود داء السل، أو قد تكون مؤشر على وجود مشاكل صحية أخرى بحاجة لعلاج.
الاختبارات و التشخيص:
للكشف عن داء السل يقوم الطبيب باستخدام السماعة الطبية لسماع صوت الرئتين. و الكشف عن وجود أي انتفاخ في العقد اللمفاوية. كما يسأل الطبيب عن الأعراض و التاريخ الصحي للمريض، و تقييم العوامل الخطيرة التي تزيد إمكانية الإصابة بداء السل بالنسبة للمريض.
- و من الأساليب الشائعة لتشخيص داء السل هو اختبار في الجلد. يتمثل بحقن جرعة صغيرة من مستخلص بكتيريا السل، في أسفل الجزء الداخلي من الساعد. و من ثم بعد مرور يومين إلى ثلاثة أيام، يتم فحص مكان الحقن، فإن تشكل بقعة حمراء متورمة معنى ذلك أن بكتيريا السل موجودة في الجسم. لسوء الحظ فإن هذا الاختبار غير دقيق 100% و في بعض الحالات قد يعطي نتائج إيجابية خاطئة. أي يظهر وجود بكتيريا في حال عدم وجودها.
- و من الاختبارات الأخرى المعتمدة تحليل للدم و إجراء صورة أشعة سينية للصدر و فحص عينة من البلغم للكشف عن وجود بكتيريا السل.
علاج داء السل:
حالات مرض السل قابلة للعلاج في حال اختيار العلاج الصحيح، و الالتزام بالجرعة الموصوفة. يعتمد اختيار العلاج و الجرعة على عمر المريض، و صحة الجسم عموماً، و مقاومته للأدوية، بالإضافة لمكان الإصابة، و نوع مرض السل إذا كان نشيط أم كامن.
الأشخاص الذين يعانون من داء السل الكامن، بحاجة لنوع واحد فقط من المضادات الحيوية. بينما الأشخاص الذين يعانون من داء السل النشط أو المقاوم، بحاجة غالباً لوصفة طبية تتضمن عدة مشاركة دوائية لعدة أنواع من المضادات الحيوية. يحتاج المريض لتناول المضادات الحيوية تقريباً لفترة طويلة من الزمن تبلغ حوالي ستة أشهر على الأقل.
و تتضمن أدوية علاج داء السل ما يلي:
- إيزونيازيد Isoniazid
- ريفامبين Rifampin
- ايثامبوتول Ethambutol
- بيرازيناميد Pyrazinamide
من الضروري جداً متابعة العلاج بشكل كامل، و الالتزام التام بمواعيد الجرعات، حتى و إن زالت الأعراض نهائياً.
أي بكتيريا بقيت موجودة على الرغم من العلاج، سوف تتحول لبكتيريا مقاومة يصعب القضاء عليها مستقبلاً.
و في حالات داء السل المقاوم للمضادات الحيوية، يتم استخدام مشاركة دوائية لعدة مضادات حيوية تدعى فلوروكينولون fluoroquinolones و أدوية قابلة للحقن مثل مادة أميكاسين، كانامايسين، كابريومايسين. تستخدم لمدة سنة أو سنة و نصف.
لكن مع الأسف أظهرت بعض سلالات بكتيريا السل مقاومة أيضاً تجاه هذه الأدوية. و ظهرت مجموعة جديدة من الأدوية لعلاج هذه الحالة، و تتضمن المشاركة الدوائية بين مادة بيداكويلين Bedaquiline و مادة لينيزوليد Linezolid.
و في بعض أنواع داء السل المقاوم للمضادات الحيوية، قد يحتاج المريض للعلاج الكيماوي، و الذي يعتبر باهظ الثمن، و يُسبب تأثيرات سلبية جداً للمريض.
التأثيرات الجانبية الناتجة عن أدوية علاج السل:
تُعتبر التأثيرات الجانبية لأدوية داء السل غير شائعة، لكن في حال حدوثها فهي خطيرة.
جميع أدوية علاج السل هي مواد سامة بالنسبة للكبد. لذلك عند تناول هذه الأدوية، و في حال حدوث أي من الأعراض التالية، يجب مراجعة الطبيب على الفور. و تتضمن الأعراض ما يلي:
- الغثيان و الإقياء.
- فقدان الشهية للطعام.
- داء اليرقان.
- لون البول داكن.
- ارتفاع درجة الحرارة، و التي تستمر أكثر من ثلاثة أيام دون سبب واضح.
أساليب الوقاية من انتشار داء السل:
هنالك بعض النصائح و الأساليب التي يجب اتباعها، لمنع انتشار بكتيريا داء السل النشيط.
- يجب على المريض تجنب الذهاب للمدرسة أو العمل أو النوم في نفس الغرفة مع شخص آخر. مما يساعد في خفض خطورة انتشار و انتقال البكتيريا لشخص أخر.
- ارتداء كمامات لتغطية الفم.
- تهوية الغرفة التي يوجد فيها المريض للحدّ من انتشار البكتيريا.
- لقاح السل bacillus Calmette-Guerin (BCG) vaccine: يوجد لقاح ضد مرض السل، يتم إعطاؤه للأطفال، لتأمين الحصانة ضد البكتيريا المسببة لمرض السل. لكن لا يُنصح به للأشخاص البالغين. لأنه غير فعال بالنسبة لهم، و قد يؤثر سلباً على نتائج اختبارات تشخيص داء السل.
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/8856.php
https://www.webmd.com/lung/understanding-tuberculosis-basics#1
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/tuberculosis/symptoms-causes/syc-20351250
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/upcountryhistory/