مقالتي لليوم سوف تناول إعجاب عدد كبير منكم بإذن الله 🙂
اعتدنا على سماع أضرار شرب الشاي الأسود و تأثيراته السلبية. على الرغم من أن الشاي الأسود أكثر المشروبات شيوعاً بعد الماء!
لكن من ناحية أخرى هنالك العديد من الفوائد الصحية لشرب الشاي الأسود أو ما يُعرف بالشاي الأحمر.
تأتي جميع أنواع الشاي من نبات يدعى Camellia sinensis. لكن طريقة حصاده و تحضير المنتج، تعطي أنواع مختلفة من الشاي.
بعد عملية الحصاد، فإن أوراق الشاي الأسود تخضع لعدة عمليات تتضمن ذبول الأوراق و الدحرجة و الأكسدة.
تحدث عملية الأكسدة عندما تتعرض أوراق الشاي للهواء لفترة طويلة من الزمن. فتتكسر الأنزيمات الموجودة في الأوراق. مما يعطي أوراق الشاي اللون البني الخاص بها و رائحتها المميزة.
أما عملية تحضير الشاي الأخضر، فهي مشابهة لكنها لا تتضمن عملية الأكسدة.
و بالتالي عملية الأكسدة هي الفارقة بين فوائد الشاي الأخضر و فوائد الشاي الأسود، لاختلاف بعض المكونات أثناء عملية الأكسدة.
المواد الغذائية الموجودة في الشاي:
- القلويدات بما في ذلك الكافئين و الثيوفيللين و الثيوبرومين
- الأحماض الأمينية
- الكربوهيدرات
- البروتينات
- الكلوروفيل
- الفلورايد
- الألومينيوم
- المعادن و بقايا عناصر أخرى
- مركبات عضوية طيارة تساهم في رائحته و طعمه المميز
- أما الخصائص المضادة للأكسدة التي يتمتع بها الشاي الأسود، فتعود لاحتوائه على متعددات الفينول. و هي عبارة عن مركبات كيميائية تحمي النباتات من الأشعة فوق البنفسجية و غيرها من العوامل الممرضة.
- الفلافونويدات هي أحد أنواع مركبات متعددة الفينول.
فوائد شرب الشاي الأسود:
مضاد للأكسدة:
الميزة الملفتة للاهتمام لفوائد الشاي الأسود، هو اعتباره مصدر من مضادات الأكسدة.
تساعد مضادات الأكسدة على مكافحة الجزئيات الحرة الضارة.
الجزيئات الحرة هي عبارة عن جزئيات غير ثابتة موجودة في الجسم، تنتج عن العمليات الطبيعية و الضغوطات البيئية.
يستطيع الجسم التخلص من الجزيئات الحرة الضارة. لكن في حال تراكم كميات كبيرة منها، تؤدي إلى تلف و تغيرات في خلايا الجسم.
هذه التغيرات قد تساهم في تطور العديد من المشاكل الصحية، مثل تصلب الشرايين و بعض أنواع السرطان.
تساعد مضادات الأكسدة على إزالة الجزيئات الضارة. و يعتبر الشاي أحد مصادر مضادات الأكسدة.
مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأسود تختلف عن مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر. و ذلك نتيجة عملية الأكسدة التي تخضع لها أوراق الشاي الأسود.
يحتوي الشاي الأخضر بشكل أساسي على مادة كاتيشين catechins. خلال عملية الأكسدة، فإن هذه المواد تتحول إلى مادة ثيافلافين theaflavins و فلافونول flavonols و ثياروبيغين thearubigins.
و بالتالي هذا التحول في المواد يؤدي إلى اختلاف فوائد الشاي الأسود عن الشاي الأخضر.
الوقاية من تصلب الشرايين:
تعود مشكلة تصلب الشرايين إلى تراكم البلاك على جدران الشرايين. مما يؤدي إلى أمراض القلب التاجية و السكتة الدماغية و أمراض الكلى المزمنة.
تراكم الجزئيات الحرة يؤدي لزيادة خطورة و تطور أمراض تصلب الشرايين.
تشير الدراسات إلى أن تناول ثلاثة أكواب من الشاي في اليوم، قد يساعد في حماية الجسم ضد أمراض القلب.
لكن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن الشاي الأسود يحتوي على مادة الكافئين. و تناول أكثر من ثلاثة أكواب من الشاي في اليوم، سوف يؤدي لزيادة استهلاك الكافئين المتناول في اليوم.
خفض خطورة الإصابة بالسرطان:
يحتوي الشاي على متعددات الفينول. تتميز هذه المركبات بفعاليتها في خفض خطورة الإصابة بالأورام.
لكن ما زالت الدراسات قائمة لتأكيد ما إذا كان إضافة الشاي للنظام الغذائي، يساعد حقاً في خفض خطورة السرطان أم لا.
خفض ضغط الدم:
إن استهلاك الشاي الأسود ضمن النظام الغذائي يلغي تأثير الوجبة عالية الدهون على ضغط الدم.
ظهرت هذه الفائدة على الرغم من محتوى الكافئين الموجود في الشاي، (في حال تناوله باعتدال). لكن عدد المساهمين في هذه الدراسة كان قليلاً، 12 شخص فقط. و بالتالي نحن بحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيد هذه الميزة.
تعزيز صحة القلب و خفض الكولسترول الضار:
يحتوي الشاي الأسود على مركبات الفلافونويدات المضادة للأكسدة التي تتميز بفعاليتها في تعزيز صحة القلب.
و بالتالي فإن إضافة الشاي الأسود للنظام الغذائي بشكل روتيني، يساعد في خفض خطورة العوامل المسببة للأمراض القلبية، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع و الكولسترول الضار.
تشير الدراسات أن المواظبة على استهلاك الشاي الأسود ضمن النظام الغذائي لمدة 12 أسبوع، ساهمت في خفض خطورة الأمراض القلبية بنسبة 11%.
حيث انخفضت نسبة الشحوم الثلاثية بنسبة 36% و انخفضت نسبة الكولسترول الضار بنسبة 17% و انخفضت نسبة السكر في الدم بنسبة 18%.
زيادة القدرة على التركيز:
يحتوي الشاي الأسود على الكافئين و على الحمض الأميني الثيانين الذي يتميز بفعاليته في زيادة القدرة على الانتباه و التركيز.
تشير الدراسات أن المشروبات التي تحتوي على مادة الثيانين و الكافئين معاً، لها تأثير أكبر في زيادة القدرة على التركيز. نظراً لتأثير الثيانين على الدماغ.
و من الفوائد الصحية الأخرى للشاي الأسود:
نصائح و أفكار لكيفية إضافة الشاي الأسود للنظام الغذائية:
استهلاك الشاي الأسود قد يكون طريقة صحية لتزويد الجسم بالحاجة اليومية من الكافئين.
الشاي قليل السعرات الحرارية خاصةً إذا لم يتم إضافة السكر له 🙂
- لإضافة النكهات المميزة للشاي الأسود دون الحاجة لإضافة المحليات، يمكنك إضافة القرفة أو بضع قطرات من عصير الليمون أو أوراق النعناع.
- كما يقوم البعض بإضافة الشاي للطعام مثل إضافته للشوربات باللحم أو الفطر، بإعطاء نكهة المدخن (smoky).
- لطهي الحبوب و البقوليات: إضافة الشاي مع الماء عند طهي الأرز أو الحبوب و البقوليات، يضفي فارق بسيط و يضيف نكهة الدخان للوجبة.
- في الحلويات: إضافة نكهة الشاي في الحليب الدافئ أثناء تحضير حلوى الكاسترد أو البودينغ. أو إضافة نكهة الشاي أثناء تحضير موس الشوكولا.
التأثيرات السلبية و المخاطر الناتجة عن الشاي الأسود:
قد يرافق استهلاك الشاي الأسود بعض المخاطر، يجب الانتباه لها.
العناصر السامة:
يحتوي الشاي على المعادن. في حال الإفراط في استهلاك الشاي، و تراكم هذه المعادن، قد تصبح سامة.
يتواجد الرصاص و الألومينيوم في الشاي. عند تناوله بكمية كبيرة، هذه المعادن الثقيلة تصبح سامة للإنسان.
يحتوي الشاي الأسود على مستويات عالية من المنعنيز. يحتاج الجسم لهذا المعدن بكمية محددة. لكن عند فرط استهلاك الشاي و تراكم المنغينز، يصبح ساماً.
كلما كانت مدة تخمير الشاي أطول، كلما كان تركيز الهناصر السامة أكبر.
ينصح بتخمير الشاي لمدة ثلاث دقائق فقط، لخفض هذه الخطورة.
تأثير الكافئين:
يحتوي الشاي الأسود تقريباً على 2-4 % من الكافئين.
إذا كان الشخص حساساً لتأثير الكافئين، إذاً فإن استهلاك الشاي قد يسبب له الأرق و القلق و اضطرابات في المعدة عند تناول كمية كبيرة من الشاي.
استهلاك كمية كبيرة من الكافئين قد يؤدي لما يلي:
- اضطرابات في نظم القلب
- الإسهال أو متلازمة القولون العصبي
- ارتفاع ضغط العين و احتمال الإصابة بداء الزرق
- اضطرابات في مستوى السكر في الدم
- ارتفاع ضغط الدم
- فقدان الكالسيوم مع البول، مما يؤدي لضعف بنية العظام و الإصابة بهشاشة العظام
الأفراد الذين يتناولون كمية كبيرة من الشاي الأسود بشكل منتظم، و يختبرون أي من هذه الأعراض، يجب عليهم الحد من استهلاك الشاي.
فقر الدم:
يحتوي الشاي الأسود على مادة تانين.
تعتبر مادة التانين مصدر جيد لمضادات الأكسدة. لكن من ناحية أخرى قد تؤدي لخفض قدرة الجسم على امتصاص الحديد.
لذلك و للوقاية من مشكلة فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، عند تناول الشاي الأسود، يجب ترك فاصل زمني بين موعد تناول الشاي و بين موعد تناول الأطعمة الغنية بالحديد أو تناول المتممات الغذائية الغنية بالحديد.
ينصح بترك ساعة من الزمن بين موعد الطعام و موعد شرب الشاي الأسود.
التفاعلات و التداخلات الدوائية:
قد يتفاعل الشاي الأسود و الكافئين الموجود فيه مع العديد من الأدوية و المتممات الغذائية. و التي تتضمن ما يلي:
- مادة أدينوزين: يعطي الطبيب هذه المادة قبل إجراء فحص جهد القلب
- المضادات الحيوية: تؤثر بعض أنواع المضادات الحيوية على طريقة الجسم في تكسير الكافئين.
- كاربامازيبين (تيغريتول) : قد يقلل الكافئين من فعالية هذه الدواء في الوقاية من نوبات الصرع.
- الإفدرين: تعمل هذه المادة مثل الكافئين أي منشطة و محفزة. و بالتالي تناول الإفدرين مع الكافئين يحفز على التأثيرات الجانبية.
عند تناول أي دواء معين، ينصح باستشارة الطبيب أولاً لإمكانية تناول الشاي أو القهوة مع هذا الدواء. نظراً للتداخلات الدوائية المتعددة.
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/292160
https://www.healthline.com/nutrition/black-tea-benefits