أنواع اضطرابات القلق و أعراضه و أهم العلاجات الفعالة و النصائح الوقائية من المرض

9606 3
9606 3

أي شخص منا يعاني من الضغوطات و التوتر بين الحين و الآخر، الشعور في القلق أمر طبيعي، بل إن لم يصاب بذلك فهو غير طبيعي 🙂 لكن بالنسبة لبعض الأفراد هذه الأعراض تتكرر بشكل كبير، و تتحول لمشكلة نفسية تؤثر على كافة جوانب الحياة، و بحاجة لعلاج.

كيف نعلم إن كانت حالة القلق هذه طبيعية أم تجاوزت الخط الأحمر المسموح به و تحولت لاضطراب نفسي؟ الأمر ليس بالسهل، لكن تابعوا معي المقال حتى تتوضح الأمور بإذن الله، و أتمنى دوام الصحة و العافية للجميع.

أنواع و أعراض اضطراب القلق:

تأتي اضطرابات القلق على عدة أشكال كاضطرابات القلق العام، أو الرهاب و الفوبيا و القلق الاجتماعي، أو نوبات الذعر و الهلع. لذلك يجب الانتباه للأعراض، و التمييز بين ما هو قلق طبيعي، و بين ما هو اضطراب نفسي.

إذا كنت تعاني أي من الأعراض التالية بشكل منتظم، أنت بحاجة لمراجعة الطبيب.

تتضمن الأعراض النفسية و السلوكية ما يلي:

القلق المفرط (القلق العام):

و يتمثل بالمبالغة بالقلق تجاه أي شيء. معنى ذلك الشعور بالقلق الدائم معظم أيام الأسبوع، و استمرار هذه الحالة ستة أشهر. حيث تكون حدة القلق سيئة جداً لدرجة تؤثر على حياتك اليومية، و ترتبط بوجود مؤشرات واضحة كالإرهاق و التعب.

الفرق بين حالة القلق الطبيعي و اضطراب القلق، هو إن كانت هذه المشاعر تؤدي للمعاناة كثيراً و التعطيل عن العمل، أم لا.

مخاوف غير عقلانية و غير منطقية (الرهاب):

إذا كانت هذه المخاوف تصيب المريض، فقط تجاه شيء أو حالة معينة، قد يكون مصاباً بمرض الرهاب أو الفوبيا، و هو من أنواع القلق. و تحدثتُ عنه بالتفصيل سابقاً.

القلق الاجتماعي:

إن اضطراب القلق الاجتماعي لا يعني دائماً التحدث إلى حشد كبير من الناس، أو أن تكون محط انتباه الجميع. في معظم الحالات يكون القلق الاجتماعي نتيجة حالات طبيعية و مواقف حياتية تحصل يومياً، كإجراء أي نوع من المحادثة الجانبية بين شخصين. أو تناول الطعام أو شرب شيء ما أمام عدد قليل من الأفراد.

في هذه الحالة يشعر المريض و كأن أنظار الجميع موجهة نحوه، فيبدأ بالتعرق و الغثيان، و يعاني من صعوبة في التحدث. هذه الأعراض قد تعيق سلوكه الطبيعي، و تجعل من الصعب مقابلة أفراد جدد أو الحفاظ على العلاقات السابقة سواءً في العمل أو المدرسة.

نوبات الذعر و الهلع (نوبات القلق):

عبارة عن حالات مخيفة تتمثل بصور مفاجئة و شعور بالرعب و العجز. تستمر عادةً عدة دقائق، و يصاحبها أعراض فيزيولوجية شديدة، كاضطرابات في التنفس و تسارع في ضربات القلب و الشعور بالوخز و التعرق و الوهن و الدوار و ألم في الصدر و هبات ساخنة أو باردة.

ليس كل شخص مصاب بنوبة القلق، هو يعاني من اضطراب القلق. لكن الشخص الذي يعاني من هذه النوبات بشكل متكرر، يتم تشخيص حالته على أنها اضطراب القلق.

للأسف فإن الشخص الذي يعاني من نوبات القلق المتكررة، يعيش في رعب دائم يتساءل عن موعد حدوث نوبة القلق التالية، و كيف بإمكانه تفاديها. كما يلجأ لتجنب الأماكن التي حدثت فيها نوبات القلق سابقاً.

ذكريات الماضي:

إن إعادة إحياء ذكرى أليمة أو حدث مزعج مرّ به الشخص سابقاً، هو السمة المميزة لاضطراب القلق ما بعد الصدمة. لكن ذكريات الماضي قد تحدث مع أي نوع آخر من أنواع اضطرابات القلق.

القلق من النزول عن سلّم الكمالية:

إذا كان الشخص يعاني بشكل دائم من القلق السابق للأحداث، فيخاف من الوقوع في الخطأ، و يخاف من التراجع عن مستوى الكمالية و المثالية، فهو غالباً يعاني من اضطراب القلق.

السلوك القهري:

حتى يتم تشخيص المريض على أنه مصاباً بالوسواس القهري، يجب أن يرافق أفكار المريض تصرفات قهرية، سواءً عقلية أو بدنية. حيث يصبح التفكير و السلوك عبارة عن سلوك قهري و اضطراب كامل، عندما تبدأ هذه الأفكار بقيادة حياتك و السيطرة عليها.

على سبيل المثال: اعتاد المريض أن يستمع إلى الراديو على مستوى 3 من الصوت. و لسبب ما تعطل هذا الزر و أصبح مستوى الصوت في الراديو 4. يبقى المريض في حالة هلع و قلق دائم إلى أن يتم إصلاح الراديو و إعادتها لمستوى الصوت الذي اعتاد عليه.

الشك الذاتي دون سبب:

إن الشك الذاتي الدائم هو المظهر الشائع لاضطراب القلق. على سبيل المثال الشك الدائم ماذا لو كنت أعاني من هذا المرض؟ ماذا لو كان الشخص الفلاني لا يحبني أو يريد أذيتي؟…الخ.

الأعراض البدنية لاضطراب القلق:

اضطرابات مزمنة في الهضم:

تبدأ مشكلة القلق في العقل و تؤثر على الحالة النفسية. لكنها تعكس ذلك و تؤثر أيضاً على الصحة البدنية. فتظهر الأعراض كالمشاكل الهضمية المزمنة، و التي تتمثل بألم في المعدة و الإصابة بالتشنجات و النفخة و الغازات و الإمساك أو الإسهال.

إن مشكلة اضطرابات المعدة لا تعود دائماً لوجود ضغوطات نفسية، لكن في حال تزامنت هذه المشاكل معاً، يؤدي ذلك لزيادة الوضع سوءاً.

تشنج العضلات:

تصيب التشنجات العضلية أي منطقة من الجسم، سواءً عضلة الفك أو الساق أو القدم و غيرها. و قد تستمر لفترة طويلة من الزمن. بحيث يتوقف المصاب عن ذكرها و ملاحظتها لاحقاً.

بصورة عامة تُعتبر التشنجات العضلية من الأعراض الشائعة و المتكررة لمرضى القلق، لكن ليس معنى كلامي أن كافة حالات التشنج العضلي مرتبطة بالقلق. إن ممارسة التمارين الرياضية يساعد في الحفاظ على توتر العضلات تحت السيطرة.

اضطرابات في النوم:

حيث يعاني المريض من الأرق الدائم، فيجد صعوبة في الشروع في النوم، أو استمرار النوم. و في حال كان لديه مقابلة عمل أو حدث هام، لا يستطيع إغماض عينيه، و النوم قبل ليلة من ذلك. لكن إذا وجدت نفسك أحد الأيام صاحياً طوال الليل، و تعاني من التفكير في مشكلة ما، هذا لا يعني أنك مصاب باضطراب القلق، فهذه حالة أرق أو قلق عابرة. إنما حدوثها المتكرر غير طبيعي.

الشعور بالبرودة و التعرق و الخدر في الأطراف.

عدم انتظام في معدل ضربات القلب.

انقطاع التنفس.

جفاف الفم.

الغثيان.

الدوار.

أسباب اضطرابات القلق:

لا يمكن تحديد السبب المؤدي لاضطراب القلق بشكل تام، لكن كسائر المشاكل النفسية، هنالك عدة عوامل قد تلعب دوراً في حدوث القلق، و التي تتضمن حدوث تغيرات في النواقل العصبية الدماغية، بالإضافة للضغوطات الحياتية و حالات التوتر و المشاكل اليومية، أيضاً لا ننسى طبيعة الجينات و العامل الوراثي.

علاج اضطرابات القلق:

العقاقير الطبية:

يعتمد اختيار نوعية العلاج و الجرعة المطلوبة على حالة كل مريض و احتياجاته و حالته الصحية.

هنالك العديد من الأدوية المضادة للاكتئاب تستخدم لعلاج اضطرابات القلق أيضاً:

يحتاج العلاج لعدة أسابيع ليعطي تأثيره. و قد يؤدي لبعض التأثيرات الجانبية كالصداع و الغثيان و صعوبة في النوم. لكن في معظم الأحيان لا يعاني المريض من التأثيرات الجانبية خاصةً عندما يتم البدء بالعلاج بجرعات منخفضة و من ثم زيادة الجرعات تدريجياً. و من الأمثلة على مضادات الاكتئاب التي تستخدم لعلاج اضطرابات القلق: سيتالوبرام، فلوكسيتين.

الأدوية المضادة للقلق:

تعمل هذه الأدوية على خفض شدة الأعراض، و تقليل نوبات الهلع أو الخوف و القلق الشديد. و من أكثر الأدوية الشائعة استخداماً لعلاج القلق مادة بنزاديازيبين، التي تعتبر خط العلاج الأول في حالة اضطرابات القلق العام. أما في حالات القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، تعتبر مادة بنزوديازيبين خط العلاج الثاني بعد مضادات الاكتئاب.

حاصرات بيتا:

مثل مادة بروبرانولول و مادة أتينولول، هي من العلاجات الفعالة في تخفيف الأعراض الفيزيولوجية المرافقة لحالات القلق، خاصةً القلق الاجتماعي. حيث يصف الطبيب هذه الأدوية للتحكم بمعدل نبضات القلب، و حالات الاهتزاز أو الرجفة، و الاحمرار التي تواجه مريض القلق الاجتماعي.

بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج نوبات الصرع، بالإضافة لجرعة منخفضة من الأدوية المهدئة كمادة البرازولام و كلونازولام. حيث يتم وصف هذه الأدوية في حالات اضطرابات القلق الاجتماعي و نوبات الهلع أو اضطرابات القلق العام.

العلاج النفسي:

هذا النوع من العلاج يعتمد على متابعة المريض مع طبيب نفسي، و الخضوع لجلسات نفسية و اتباع العلاج السلوكي المعرفي، لإحداث التغيير في نظرة المريض لحالته و للمجتمع، و تغيير طريقة تفكيره و سلوكه.

العلاجات المنزلية للتحكم بالأعراض و تخفيف حدتها:

  1. تجنب تناول الأطعمة و المشروبات التي تحتوي على مادة الكافئين كالقهوة و الشاي و المشروبات الغازية و مشروبات الطاقة. فمادة الكافئين تنبه الجهاز العصبي و قد تجعل أعراض اضطراب القلق أسوأ.
  2. تناول الأطعمة الصحية و اتباع نظام غذائي شامل.
  3. ممارسة التمارين الرياضية باعتدال و بشكل منتظم بمعدل نصف ساعة يومياً أو خمس مرات في الأسبوع.
  4. الإقلاع عن التدخين أو الكحول.
  5. بعض الأدوية النفسية تسبب الاعتياد و لها أعراض انسحاب، لذلك لا يجب إيقاف أو تعديل جرعة الدواء من تلقاء نفسك دون مراجعة الطبيب.
  6. الحصول على ساعات كافية من النوم بمعدل 7-9 ساعات يومياً، و بنفس الموعد يومياً. حتى و إن وجد المريض صعوبة و اضطرابات في النوم، لكن المحاولة على الالتزام بهذا النصائح و بمساعدة الأدوية، يتم السيطرة على الأعراض و علاج المرض بإذن الله.

المراجع:

http://www.health.com/health/gallery/0,,20646990,00.html

http://www.webmd.com/anxiety-panic/guide/anxiety-disorders#1

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/anxiety-disorders/index.shtml

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/anxiety/home/ovc-20168121

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/alexandra_sweeney_photography/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

3 تعليقات s

  1. OmarAlsheikh رد

    رائع رائع رائع
    التوصيف رائع
    السرد رائع
    التنظيم رائع
    ..
    كل الشكر و التقدير

    1. بدور الآغا رد

      شكراً جزيلاً لاهتمامك و كلماتك الطيبة.
      سررتُ بمشاركتك..

      1. OmarAlsheikh رد

        عفواً .. دمتم ناصحين لنا :))

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك