أسباب اضطراب الأكل بنهم وأعراضه وأساليب علاجه

5 0
5 0
اضطراب الأكل

أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.

من المشاكل الصحية الشائعة جداً و التي يواجهها معظمنا في مرحلة ما من حياتنا، هي اضطرابات الأكل. تنعكس عاداتنا الغذائية على صحة أجسامنا بشكل مباشر. لذلك من الضروري تولية الاهتمام لهذا الموضوع، ومعرفة المضاعفات الناتجة، وكيفية الوقاية منها.

اضطراب الأكل بنهم (BED) Binge eating disorder:

هو نوع شائع من اضطرابات الأكل. يختلف اضطراب الأكل بنهم عن اضطرابات الأكل المعروفة مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، على الرغم من أنه يشترك في بعض الأعراض مع كليهما.

يُعرّف هذا الاضطراب بأنه الأكل بنهم بشكل متكرر، دون استخدام سلوكيات معاكسة مثل القيء أو التمرينات المفرطة أو استخدام الملينات.

يصف الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم، ما يشعرون به، كدوامة خارجة عن السيطرة. تتمثل بتناول الطعام بنهم (غالباً الأطعمة غير الصحية)، ثم يليه الشعور بالذنب والندم الشديد، ثم الحقد على الذات واتباع نظام غذائي قاسي، ثم المزيد من الأكل بنهم!

أسباب اضطرابات الأكل بنهم:

إن سبب اضطراب الأكل بنهم ليس مفهوماً بالكامل. لكن تشير الأبحاث إلى أنه ناتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية وأسلوب الحياة.

تساهم العوامل التالية في تكوّن هذا الاضطراب، وتتضمن ما يلي:

الأسباب الوراثية والبيولوجية:

تلعب الجينات دوراً في اضطرابات الأكل، ومن الواضح أنه يتوارث في العائلات، لكن الجينات وحدها لا تجعل الشخص يعاني من السمنة أو اضطراب الأكل.

اضطرابات نفسية أخرى (الاكتئاب، القلق، والإدمان):

أظهرت الدراسات أن نسبة الاكتئاب و القلق عالية جداً بين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم. حيث يساهم الأكل بنهم في تفاقم المشاكل النفسية.

الأنظمة الغذائية القاسية أو المقيدة:

تشير الأبحاث إلى أن شخص واحد من كل خمسة بالغين ممن يعانون من البدانة، يعانون أيضاً من اضطراب الأكل بنهم.

إن معظم الأشخاص الذين يعانون من البدانة يعلمون مشكلتهم، ويحاولون فقدان الوزن من خلال اتباع أنظمة غذائية مقيدة، مما يزيد الرغبة المفرطة في تناول الطعام.

صدمات الطفولة:

من الشائع بين الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، أن يكون لديهم طفولة صعبة. يذكر كثير من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الأكل أنهم لجأوا إلى الطعام كوسيلة للراحة منذ سن مبكرة.

الأعراض:

التشخيص:

يجب أن يكون هناك ثلاثة أو أكثر من الأعراض التالية، ليتم تشخيص اضطراب الأكل بنهم:

  • تخزين الطعام للاستهلاك السري في وقت لاحق
  • تناول كميات كبيرة من الطعام حتى الشعور بالتخمة
  • الشعور بالخدر أو فقدان الإحساس أثناء تناول الطعام بنهم
  • عدم الشعور بالشبع مهما كانت كمية الطعام التي تم تناولها
  • تناول كميات كبيرة من الطعام عندما لا تشعر بالجوع الجسدي
  • الشعور بالتوتر أو القلق الذي لا يمكن تخفيفه إلا بتناول الطعام
  • تناول الطعام بمفردك بسبب الخجل من كمية الطعام التي يتم تناولها
  • الشعور بالذنب و لوم الذات أو الاكتئاب أو القلق بعد الإفراط في الأكل
  • تناول الطعام بسرعة أكبر من المعتاد (كميات كبيرة من الطعام خلال ساعتين، على سبيل المثال)
  • تناول الطعام بشكل طبيعي عند وجود الآخرين ولكن التهام الطعام بنهم عندما تكون بمفردك (مثل الأكل في الليل)

إلى جانب هذه الأعراض، يعاني العديد من الأشخاص المصابين باضطراب الأكل بنهم، من أعراض جسدية وعاطفية واجتماعية متعلقة بالإفراط في الأكل، بما في ذلك:

كيفية التوقف عن الأكل بنهم:

العلاج السلوكي المعرفي:

يعتبر الكثير من الخبراء أن العلاج السلوكي المعرفي هو أفضل نهج لعلاج اضطرابات الأكل وإدارتها، لأنه يعالج الأنماط الفكرية التي تدفع السلوكيات القهرية، والشعور بالخجل، والقلق.

يركز العلاج السلوكي المعرفي على أهمية الأفكار في تحديد السلوكيات. يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاج في معالجة المشاكل العاطفية الكامنة التي لا تتعلق بالطعام، لكنها تدفع الرغبة في الإفراط في الأكل.

تأجيل التركيز على فقدان الوزن:

نظراً لأن اتباع الأنظمة الغذائية ومحاولة فقدان الوزن بشكل مستمر، يُعتبر من العوامل التي تزيد من احتمالية حدوث النهم، يُوصي معظم الخبراء بتغيير النهج بالكامل في التعامل مع الوزن.

من المهم العناية بنفسك، تناول الأطعمة الصحية، والعمل على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه. لكن التركيز المفرط على تحقيق فقدان الوزن، والاهتمام المفرط بحساب السعرات الحرارية، يمكن أن تزيد من القلق حول الطعام.

يمكن لأخصائي التغذية مساعدتك في وضع خطة غذائية يمكن اتباعها على المدى الطويل، مع ترك المجال لبعض المكافآت. فالتركيز على تناول النظام الغذائي المثالي، وتجنب بعض الأطعمة بشكل صارم، والتركيز فقط على الوزن (بدلاً من الصحة العامة النفسية والجسدية)، قد يؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل!

تقليل التوتر:

يتفق الخبراء على أن المشاكل الأساسية التي تؤدي إلى اضطرابات الأكل والأكل بنهم هي السلوكيات القهرية، وعدم القدرة على التعامل مع المشاعر.

تعلم كيفية التعامل مع حالات التوتر والمواقف الصعبة دون اللجوء إلى الطعام. قد يبدو أمراً مرهقاً وطريقاً طويلاً، لكنه أمر أساسي للتعافي من أي اضطراب غذائي.

التأمل والتنفس العميق واليوغا:

يمكن استخدام هذه الأساليب كأدوات للاسترخاء، والشعور بمزيد من السعادة والامتنان، وحتى تحسين النوم.

أظهرت الدراسات أن التأمل يقلل من نشاط الجهاز العصبي الودي (المسؤول عن الاستجابة للقتال أو الهروب) ويزيد من نشاط الجهاز العصبي نظير الودي (المسؤول عن التحكم العاطفي، والشعور بالهدوء، واتخاذ القرارات الواضحة).

أظهرت الأبحاث أن ممارسة اليوغا والتأمل مع العلاجات الدوائية، قد تكون علاجاً تكميلياً يحقق بعض الفوائد للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، بما في ذلك:

  • تحسين المزاج وتقليل التهيج
  • تحسين صورة الجسم والثقة بالنفس
  • زيادة الانتباه لوظائف الجسم والمشاعر (بما في ذلك إشارات الجوع والشبع)
  • الشفاء من التوتر البدني والألم (زيادة القوة العضلية، ووظيفة القلب والأوعية الدموية، والمرونة)
  • تحسين القدرة على التركيز، والنوم، وتقليل حالات الانفعال، وتجنب الأفكار والسلوكيات غير العقلانية

الحصول على الدعم:

الحصول على الدعم من الآخرين، خاصةً من العائلة والأصدقاء المقربين، أمر بالغ الأهمية للتغلب على اضطرابات الأكل. من المؤكد أن الاعتراف بأنك تعاني من الأكل بنهم أمر صعب، لكن أظهرت الأبحاث أن الحوار و التواصل مع الآخرين، خاصةً الذين يمرون بنفس التجربة، يمكن أن يصنع فارقاً كبيراً.

مقارنة بين الأكل بنهم و بين الأكل القهري (الأكل العاطفي) :

قد يكون من الصعب التمييز بين الأكل بنهم والأكل العاطفي. يُعتقد أن الأكل بنهم هو شكل أكثر شدة من الأكل العاطفي.

ففي حالة الأكل العاطفي: قد يأكل الأشخاص الذين يعتبرون أنفسهم (صحيين) لأسباب عاطفية من وقت لآخر. ليس لأنهم جائعون. بل قد يحدث هذا أحياناً عند تناول الطعام مع الأصدقاء، في المناسبات الاجتماعية، أو أثناء العطلات أو السفر، أو عندما لا يشعرون بالجوع، بل للتعامل مع مشاعر مثل الملل، أو الحزن، أو التعب، أو القلق.

أما في حالة الأكل بنهم، ما يجعله مختلفاً هو أن هذه السلوكيات تحدث بشكل أكثر تكراراً، وتؤثر بما يكفي على حياة الشخص، وعلاقاته، وعمله. فالأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل بنهم يشعرون بالإحراج الشديد والخجل، وغالباً ما يخفون سلوكياتهم أو يكذبون بشأن تناول الطعام، ويقضون وقتاً غير طبيعي في التفكير بالطعام والأكل.

المراجع:

https://draxe.com/health/binge-eating-disorder

https://www.healthline.com/nutrition/binge-eating-disorder

https://www.webmd.com/mental-health/eating-disorders/binge-eating-disorder/why-binge-eating

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/binge-eating-disorder/symptoms-causes/syc-20353627

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/arselectronica/52354671511/in/photolist-whCC6v-2mTyfUC-Pz849q-XPjLeQ-DSERP3-pUGX7Z-ehVEFx-dJkFqQ-7xQg5T-2fJu6Gt-5wYpxA-F98JrK-8SKQku-2nGqup6-r5kc1k-9AxHpJ-7LhWfG-ime1SL-8WZwTp-yPBGUj-dY3rwu-itCD7v-a2JVfV-2puXcNj-2598FCe-zysibg-zvgpw7-zyshe6-8Dq3tq-82RBLV-9hTKgV-apwo4f-7sUngd-2k2BrKb-2nLpnQc-rd1w23-8i5sR4-8rpJAe-5ErZ2D-8BHkFQ-23oUaHp-9vDmnX-2nKsgwj-2nKq4pD-sUCWTU-fH16Sk-hiDDB-qqCKe3-2q9JnL8-29KEgKC

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك