التخلص من السموم الرقمية .. ديجيتال ديتوكس!

46 0
46 0
السموم الرقمية

ماهو ديجيتال ديتوكس؟ ماهي السموم الرقمية و كيف نتخلص منها؟

هل تجد نفسك غالباً متشبثاً بشاشة الموبايل و تتفحص بعض المواقع إلى مالا نهاية وتستنزف وقتك؟ أنت لست الوحيد الذي يعاني من إدمان الشاشات الرقمية!

أظهرت نتائج الدراسات أنه حوالي 60% من الأفراد أظهرت سلوكياتهم إدماناً ملحوظاً للانترنت وللشاشات الرقمية.

الأسوأ من ذلك، أن التعلق المخيف هذا بالعالم الافتراضي، انعكس تأثيره سلباً على جودة الحياة الطبيعية و العلاقات الاجتماعية الحقيقية.

إدمان الشاشات بثّت سمومها في حياتنا، و هو ما أطلق عليه سموم الشاشات الرقمية. و بات من الضروري التماس الحلول لإزالة هذه السموم.

اتخاذ القرار بأخذ استراحة لفترة من الزمن، من مختلف تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، قد يساعد في إعادة توازن الصحة العقلية و الجسدية على السواء. و من هنا جاءت تسمية ديجيتال ديتوكس أي إزالة سموم الشاشات الرقمية!

هي عبارة عن الفترة الزمنية التي تقوم خلالها بتقليل مقدار الوقت الذي تقضيه عبر الانترنت على أجهزتك. أو الأفضل من ذلك اختيار قطع الاتصال تماماً إن أمكن، تبعاً لطبيعة حياتك.

لماذا نحتاج لإزالة سموم الشاشات الرقمية؟

تمضية الكثير من الوقت على الانترنت، قد يؤدي إلى:

بالإضافة لذلك، أظهرت نتائج الإحصائيات أن فرط استهلاك أجهزة الهاتف، قد تؤثر على نشاط و أداء الدماغ. مع كل تمريرة على الشاشة الرقمية، أنت ترسل جرعة دوبامين إلى نفس مناطق دماغك التي تستجيب للإدمان والأدوية الخطيرة مثل الكوكائين. و لك أن تتخيل الضرر!

من ناحية أخرى، فإن سموم العالم الافتراضي هذا، هي السبب في الكثير من حالات العزلة الاجتماعية و الشعور بالوحدة و زيادة حالات الاكتئاب و التوتر و الضغوطات.

فوائد إزالة السموم الرقمية:

فصل نفسك بمعزل عن الأجهزة الالكترونية أو بذل المزيد من الجهد لتقليل فترة استخدامك لهذه الوسائل، قد يساعدك في تحسين جودة حياتك من خلال:

التحلي بالهدوء و الشعور بالرضا:

وجدت العديد من التجارب الاجتماعية أن أخذ استراحة مجدولة بعيداً عن هاتفك أو الأجهزة الرقمية، يمكن أن يقلل من مستويات التوتر لديك. كما يساعدك على التركيز على الحاضر، وإيلاء المزيد من الاهتمام للأشياء من حولك.

زيادة إنتاجيتك:

قد يستغرق تصفح الانترنت و وسائل التواصل وقتاً طويلاً أكثر مما قد يخطر ببالك. فيشغلك عن مسؤولياتك.

وضع هاتفك جانباً سيساعدك في التركيز على الأمور التي تحتاج إلى إنجازها.

الشعور بالتحسن تجاه نفسك:

قد تقودك تطبيقات التواصل الاجتماعي لمقارنة نفسك مع الآخرين باستمرار. و يمكن أن يؤثر ذلك على كيفية رؤيتك لنفسك. ولا ننسى أن ما نتابعه على الانترنت هو عالم افتراضي، مبالغ فيه. ليس كل ما هو موجود خلف الشاشة حقيقي، و لا يعكس الصورة الحقيقية للمشهد!

يمكن أن يؤدي تقليص وقت الهاتف إلى تعزيز صورتك الذاتية و الثقة بالنفس. و من ناحية أخرى، يوفر لك المزيد من الوقت للعمل على بناء نفسك، واستثمار طاقتك،  بدلاً من هدرها في متابعة الآخرين (عموماً و ليس دائماً). فهنالك بعض المتابعات المفيدة التي تساعدنا على بناء أنفسنا و تطويرها.

تحسين الصحة البدنية:

الالتصاق بالشاشات الرقمية لعدة ساعات، قد يؤدي لإجهاد العين و جفاف العين و تشوش الرؤية و الصداع. عدا عن آلام أسفل الرقبة و أسفل الظهر.

الابتعاد قليلاً عن هذه الشاشات، سيريح العديد من أعضاء جسمك.

تعزيز جودة النوم:

عندما يعلم الجسم أنه حان وقت النوم، يقوم الدماغ بتحرير مادة كيميائية يطلق عليها اسم ميلاتونين. تساعد هذه المادة على الاسترخاء و الشروع في النوم.

التحديق في شاشة الهاتف قبل النوم، يحافط على تنبيه و نشاط الدماغ و يؤخر تحرير مادة الميلاتونين. ومع مرور الوقت، فإن قلة النوم تؤدي للعديد من المشاكل الصحية، بما في ذلك الحالة النفسية أيضاً.

يمكن أن يساعد إزالة السموم الرقمية من الجسم على تعزيز جودة النوم.

الخطوات الواجب اتباعها لإزالة السموم الرقمية:

إذا كنت تعتقد أن فرط استهلاك الأجهزة الالكترونية يؤثر على صحتك البدنية أو العقلية أو يستنزف وقتك. إذا قد حان الوقت للتخلص من السموم الرقمية.

لست مضطراً للإقلاع عن استخدام هذه الأجهزة بشكل كامل. فقط افعل ما يلائم أنماط حياتك باعتدال.

قد ينطبق ذلك على:

  • وضع هاتفك جانباً لبضعة ساعات بين الحين و الآخر خلال اليوم.
  • الانتباه لعدد الساعات التي تستهلكها في استخدام هذه الأجهزة، و المدة الزمنية التي تحتاجها حقاً لإنهاء أعمالك.
  • أو إن أمكنك ذلك، حاول الانقطاع عن هذه الأجهزة بشكل كامل دون انترنت لمدة يوم أو أكثر.

حتى تبدأ في هذه التجربة:

أعط انتباهاً لمشاعرك عندما تستخدم هاتفك:

كن واعياً و مُلمّاً لاستخدام هاتفك، حتى تفهم تماماً للعلاقة التي تربطك بجهازك.

اسأل نفسك لماذا تستخدم هاتفك في أوقات مختلفة. هل الملل هو السبب؟ هل أنت بحاجة لإتمام عملك؟ هل تشعر أنك تفتقد لما يفعله أو ينشره الآخرون؟ هل تحققك من هاتفك بشكل مستمر يعطيك شعوراً أفضل أو أسوأ؟

يشير الخبراء أن فهمك لحقيقة مشاعرك، قد يساعدك على التحكم في سلوكك، و كيفية استخدامك لهاتفك بشكل أكثر وعياً.

خصص مواعيد استراحة محددة من هاتفك:

انتبه لكمية الوقت التي تقضيها على هاتفك يومياً.

إذا كنت تستخدم هاتفك بشكل كبير و كأنه سلوك إدماني. فإن إحدى الطرق لإزالة السموم الرقمية، هي بحظر استخدام الهاتف في مواعيد محددة.

على سبيل المثال، حاول التحقق من هاتفك كل نصف ساعة فقط و ليس قبل ذلك! ما يزال هذا فرط استهلاك كبير. لكننا نتكلم هنا عن سلوك إدماني وليس طبيعي.

اترك هاتفك بعيداً أثناء تناول الطعام. هذا سيساعدك في التركيز على محيطك.

إذا كنت تعاني من صعوبة في ذلك، حاول وضع هاتفك في غرفة أخرى بعيداً عن متناول الأيدي. أو ضبط المنبه للوقت المخصص لإغلاق الهاتف، مثلاً أثناء جولة للمشي في الخارج أو في جلسة اجتماعية أو بعد ساعات محددة من الليل.

استخدم تطبيق لتتبع مقدار استخدامك لجهازك يومياً:

إذا لم تتوفر هذه الخاصية في جهازك، هنالك بعض التطبيقات التي تعطيك تقريراً يومياً ومفصلاً عما تقضي فيه وقتك على جهازك. لتصبح على اطلاع أشمل عما تستهلك به وقتك، و تقوّمه.

إغلاق الهاتف ليلاً قبل النوم:

على اعتبار أن استخدام الهاتف قبل النوم قد يعيق عملية النوم. اعتمد على إغلاق الهاتف أو فصل الانترنت عنه و وضعه على النظام الصامت قبل أن يحين موعد النوم. مما يساعدك على بناء روتين صحي يحسن جودة النوم لديك ليلاً.

إغلاق الإشعارات لفترة زمنية محددة:

إذا لاحظت نفسك تمسك هاتفاً مراراً للرد على أي تنبيه أو رسالة أو بريد الكتروني في كل الأوقات، فمن الأفضل تخصيص وقت معين لذلك. وبالنسبة لسائر اليوم، أغلق الإشعارات و ركّز على إنجاز مهامك دون مقاطعات متكررة مضيعة للوقت.

من ناحية أخرى، فإن هذا السلوك القهري سينعكس سلباً على حياتك سواء الشخصية أو المهنية.  لتحقيق توازن أفضل لأنفسنا و أسرتنا و بيئة العمل أيضاً، فمن الضروري تخصيص وقت محدد لكل منهم، دون أن يتعدى على حساب الآخر.

المراجع:

https://health.clevelandclinic.org/digital-detox

https://www.webmd.com/balance/what-is-digital-detox

https://www.verywellmind.com/why-and-how-to-do-a-digital-detox-4771321

https://www.psychologytoday.com/us/blog/play-your-way-sane/202109/the-digital-detox-challenge

https://www.everydayhealth.com/emotional-health/how-to-do-a-digital-detox-without-unplugging-completely

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/130163120@N03/16446015390/in/photolist-r2ua4X-r4ojta-r2uaAZ-qp39ez-r4h8pu-tndajB-GZM2bb-qoPSoS-oZRndm-fu5JU5-ftQpJp-fu5K6C-fu5JHJ-fu5LzY-r4ghRW-r4h9ef-ftQoSp-fu5KK5-ZJQeP3-TPcBdE-GLdE9U-kz6qsH-JD1AVw-2g5s8Ws-241RU1Y-WEtqwc-2nGrJRd-2gU6aDq-26GKgL1-rr6c4J-oBgCpJ-NbrCk2-D1W6AD-DwdDLS-DwdDk1-DW1duA-DwdCp3-N1eg19-MdJWJC-ThLwr9-a1tLC2-E6c79P-oDjStM-DwdBF9-DMUtyu-DYjYkc-Zg2P9f-TSN1Wp-ThLzB7-d57Q35

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك