يحدث العرج المتقطع نتيجة تضيق و انسداد شرايين الأطراف السفلية من الجسم، بسبب تصلب الشرايين.
العرج المتقطع و الأعراض المرافقة له:
خلال المشي و ممارسة التمارين الرياضية تحتاج العضلات المزيد من الدم. في حالات تصلب و تضيق الشرايين الطرفية تنخفض كمية الدم و الأوكسيجين للساق مما يسبب:
- الخدر و التنميل و الشعور بالإرهاق و التعب عموماً.
- الشعور بعدم الراحة، الذي يمتد من القدم حتى أعلى الفخذ.
- ألم و تشنج في عضلات الساق خاصةً بعد ممارسة التمارين الرياضية. ثم يزول الألم خلال عشر دقائق من التوقف عن الحركة و الحصول على الراحة.
ألم و تشنج العضلات قد يرافقه الأعراض الشائعة السابقة. أو قد يحدث مع نقص تروية حاد و مفاجئ في الأطراف.
عندما تستمر هذه الأعراض لمدة 6-12 شهر، يتم تشخيص المريض أنه مصاب بالعرج المتقطع الناتج عن مشاكل في شرايين الأطراف السفلية.
الأفراد المدخنون أو الذين يعانون من عوامل أخرى مؤدية لزيادة خطورة الأمراض القلبية، هم أكثر عرضة و خطورة للإصابة بأمراض الشرايين الطرفية.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بالأمراض القلبية و المرافقة لحالة العرج المتقطع:
- الذبحة الصدرية و احتشاء العضلة القلبية
- داء السكري
- ارتفاع الكولسترول الضار و الشحوم الثلاثية
- ارتفاع ضغط الدم
- التدخين
- السكتة الدماغية
الاختبارات و التشخيص:
الفحوصات البدنية:
- وجود الأعراض المرافقة لارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الشحوم، داء السكري، تصلب الشرايين أو فشل العضلة القلبية.
- وجود أعراض انسداد في الشرايين الطرفية. و التي يشار إليها من خلال: انخفاض النبض (تدفق الدم) في شرايين الفخذ أو الركبة أو الساق سواءً الجزء الأمامي أو الخلفي. و على العكس تماماً أي إذا كان النبض و تدفق الدم جيداً لهذه المناطق، إذاً احتمالية انسداد أو تضيق الشرايين السفلية هو قليل جداً.
في حالات انسداد الشرايين السفلية الحاد و المفاجئ، تتمثل الأعراض المرافقة بما يلي:
- ألم حاد مفاجئ و متواصل.
- شحوب و برودة الأطراف أو تلون لون البشرة (كما لو أنها منقّطة).
- زيادة سماكة و تصلب العضلات و الألم فوق العضلة.
أما حالات الانسداد الشديد في الشرايين، فيرافقه ما يلي:
- ألم أثناء الراحة و ليس فقط عند المشي.
- ضمور العضلات.
- الزرقة و التقرحات.
التحاليل و الفحوصات:
تحليل الدم لقياس:
- مستوى سكر الدم و الكولسترول.
- الكشف عن وجود فقر الدم، لأنه يؤدي إلى تفاقم الأعراض. بما في ذلك تعداد الصفيحات الدموية.
- مؤشرات العوامل الالتهابية في الدم (بروتين c التفاعلي و الأميلويد A). هذه العوامل الالتهابية تؤدي لزيادة خطورة الأمراض القلبية مؤقتاً.
- قياس مستوى ضغط الدم و وظائف الكلية.
تصوير الأوعية الدموية:
لدى المرضى الذين يعانون من نقص التروية الحاد و المفاجئ في الأطراف السفلية (الذي يتمثل بالألم عند الراحة و ضمور العضلات و الزرقة و التقرحات المزمنة أو الغرغرينا). و ذلك استعداداً لإجراء العملية الجراحية الممكنة عند الضرورة. و التي تتمثل بما يلي:
- الأمواج فوق الصوتية: يتم إجراء هذا الاختبار للكشف عن خلايا كريات الدم الحمراء و مراقبة سرعة انتقال الدم عبر الأوعية الدموية.
- الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب الذي يزود الطبيب بمعلومات عن مكان انسداد الأوعية الدموية و حجم الانسداد.
الهدف من العلاج:
- تعزيز حركة المريض و جودة حياته.
- زيادة القدرة على المشي من خلال زيادة مسافة و زمن المشي قبل المعاناة من ألم الساقين مجدداً و العرج المتقطع.
- زيادة القدرة على أداء تمارين رياضية منتظمة للساقين.
- الوقاية من الأمراض القلبية المرتبطة بها.
الخيارات العلاجية المتوفرة في حالات العرج المتقطع:
الخيارات العلاجية غير الدوائية:
تتمثل بما يلي:
- الإقلاع عن التدخين سواءً التدخين الفعلي أو المدخن السلبي (أي الابتعاد عن أجواء التدخين تماماً).
- الزمن: أي يتحسن تدفق الدم مجدداً على مدار 6-12 شهر.
- إنقاص الوزن في حالات البدانة.
- اتباع حمية غذائية صحية.
- علاج حالات ارتفاع الكولسترول الضار و الشحوم في حال وجودها.
- علاج حالات ضغط الدم المرتفع و غيره من المشاكل الصحية المرتبطة مع زيادة خطورة العرج المتقطع.
- ممارسة تمارين رياضية دورية للساقين (5 مرات في الأسبوع و لمدة شهرين مبدئياً).
المواظبة على أداء التمارين الرياضية المنتظمة للساقين لمدة 6-12 شهر، بعد التعرض لحالة العرج المتقطع. يسمح بعودة تدفق الدم مجدداً للمنطقة المتضررة. و المواظبة على ممارسة التمارين 3 مرات في الأسبوع لمدة 24-36 شهر، يعزز وظائف الشرايين.
مقارنة بين رأب الأوعية الدموية (فتح الشريان المسدود) و بين إجراء عملية جراحية :
- بالنسبة للمرضى الذين يعانون من حالات مزمنة من العرج المتقطع، دون وجود أعراض انسداد حاد في الشرايين. يتم الاعتماد على رأب الأوعية الدموية لفتح الانسداد في الشرايين.
- أما بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص تروية حاد، فإن إجراء عملية جراحية أو رأب الأوعية الدموية لهما آثار مماثلة و فعالة لمدة ستة أشهر بدلاً من بتر الأطراف. لكن فترة بقاء المريض في المشفى و التكلفة المادية أعلى عند إجراء عملية جراحية بدلاً من رأب الأوعية.
- تزداد فرصة البقاء على قيد الحياة (دون بتر الأطراف) لمدة 2-3 سنوات بعد إجراء العملية الجراحية، بالمقارنة مع رأب الأوعية الدموية.
- حالات الشلل و فقدان الإحساس، تتطلب إجراء جراحة فورية لإعادة التروية الدموية.
الخيارات العلاجية الدوائية:
يتم الاعتماد على الأدوية لتعزيز حركة المريض و القدرة على زيادة مسافة المشي و المدة الزمنية قبل حدوث آلام في الساق و العرج المتقطع.
العلاج الدوائي هو الأكثر فعالية في خفض خطورة الإصابة بالأمراض القلبية.
للوقاية من الأمراض القلبية و خفض خطورة الإصابة بها:
يحدث العرج المتقطع كمؤشر على انسداد الشرايين الطرفية بسبب تصلب الشرايين.
في هذه الحالة، من الضروري التحكم و السيطرة على الأمراض المرتبطة بها في حال وجودها مثل داء السكري و ارتفاع الشحوم و ارتفاع ضغط الدم.
الأدوية المميعة للدم (مضاد الصفيحات):
- مادة الأسبيرين: تعمل على خفض خطورة الموت الوعائي بنسبة 25%. و تعتبر خياراً فعالاً للوقاية من أمراض الشرايين التاجية.
- مادة كلوبيدوغريل Clopidogrel: أكثر فعالية من مادة الأسبيرين لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين الطرفية. لكن غالباً ما يتم اللجوء لاستخدام هذا الدواء في حالات عدم تحمل مادة الأسبيرين. أو لدى المرضى الذين لم يجدوا تحسن على الرغم من المواظبة على تناول مادة الأسبيرين. لا ينصح بالمشاركة الدوائية بين مادة الأسبيرين و مادة كلوبيدوغريل نظراً لزيادة خطورة النزف عند المشاركة الدوائية معاً.
مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين: ACE inhibitor
مثل مادة راميبريل.
تعمل على خفض خطورة المشاكل الإقفارية (أي المشاكل الناتجة عن نقص التروية الدموية و نقص الأوكسيجين)
تساعد مادة راميبريل على زيادة زمن المشي و المسافة لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين الطرفية. لكن باقي أنواع الأدوية من مثبطات أنزيم المحول للأنجيوتنسين، و غيره من الأدوية الخافضة لضغط الدم مثل حاصرات قنوات الكالسيوم لم تشير لأي نتائج ملحوظة أو تحسن في الأعراض.
حاصرات مستقبلات بيتا:
تعمل على خفض خطورة الإصابة باحتشاء العضلة القلبية و الوفاة لدى مرضى تصلب الشرايين. لكن لا ينصح باستخدام حاصرات بيتا لدى المرضى الذين يعانون من أمراض الشرايين الطرفية، لأنها تؤدي لتفاقم الأعراض سوءاً.
إذاً تأثيرها و فعاليتها لعلاج ضغط الدم و الأمراض القلبية إنما ليس لأجل أمراض الأوعية الدموية الطرفية. كما لا ينصح باستخدام حاصرات بيتا لدى المسنين أكثر من 60 سنة إلا في حال وجود مشاكل صحية أخرة مثل الذبحة الصدرية و احتشاء العضلة القلبية.
خافضات الكولسترول مثل مادة الستاتين:
تعمل على خفض خطورة الأمراض القلبية لدى مرضى تصلب الشرايين. و تحسن من أعراض العرج المتقطع. حيث تتميز بفعاليتها في زيادة القدرة على المشي و زيادة المسافة و مدة زمن المشي.
و من الخيارات العلاجية الدوائية الأخرى المخصصة لحالات العرج المتقطع:
مادة بنتوسيفيللين: Pentoxifylline
تعمل على خفض لزوجة الدم و تقلل نجمع الصفيحات و فرط تخثر البلازما.
لا ينصح باستخدامه للحالات الخفيفة من العرج المتقطع. بل في الحالات البسيطة إلى المعتدلة من العرج المتقطع، ينصح بالاعتماد على الإقلاع عن التدخين و ممارسة بعض التمارين الرياضية المنتظمة للساق.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية و شكراً لمتابعتكم.
المراجع:
https://www.webmd.com/heart-disease/intermittent-claudication#1
https://www.healthline.com/health/intermittent-claudication
Compendium of Therapeutic Choices, 2018 Edition
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/cleanseplan/