الشعور الدائم بالغثيان هو إحساس نعلمه جميعاً. و لابد أن يكون قد مرّ معنا في وقت ما.
قد يحدث الغثيان في أي وقت. و تتراوح شدته من حالات خفيفة، مزعجة قليلاً، لكنها محتملة. إلى حالات شديدة، تعيق أداء المهام اليومية، و تمنعنا من تناول الطعام أو الشراب.
في بعض الأحيان، يرافق الغثيان فقدان الشهية للطعام أو ألم في المعدة قد ينتهي بالإقياء.
الغثيان بحد ذاته لا يعتبر مشكلة صحية، إنما هو مؤشر على وجود خطأ ما يحدث في الجسم.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة الغثيان والإقياء والأسباب الشائعة المؤدية لذلك.
ذكرنا أهم الخيارات العلاجية الفعالة والنصائح الوقائية. ومتى يجب علينا استشارة الطبيب.
لكن في بعض الحالات، لا يقتصر وجود الغثيان لأسباب مرضيّة مؤقتة. بل يتطور الأمر لغثيان مزمن وشعور مستمر ودائم بالرغبة في الإقياء و إفراغ المعدة. لكن هنا الوضع قد يكون أسوأ. لأنه بعد الإقياء قد ترتاح المعدة. أما الغثيان المستمر دون القدرة على الإقياء، قد يبدو مزعجاً دون القدرة على الزوال الألم.
في المقال السابق ركّزنا بشكل أكبر على مشكلة الإقياء، وأسبابها وعلاجها.
أما اليوم وبإذن الله تعالى سوف نركّز على أسباب الغثيان المزمن الدائم، وكيف يمكننا التغلب عليه.
أسباب الغثيان الدائم:
هنالك عدة أمور قد تؤدي إلى الغثيان، بدءاً من الأعراض المبكرة للحمل، إلى انفلونزا المعدة.
معرفة سبب الغثيان الدائم، هو الخطوة الأولى للعلاج.
و تتضمن الأسباب الأكثر شيوعاً للغثيان ما يلي:
الشعور بالجوع أو العطش:
في بعض الأحيان عندما تشعر بالغثيان دون سبب واضح لذلك. قد يكون الأمر ببساطة نتيجة الجوع أو العطش!
تناول بعض الطعام أو شرب الماء، قد يخفف هذا الإحساس سريعاً في هذه الحالات.
الحمل:
الحمل هو أحد الأسباب الأكثر شيوعاً للشعور بالغثيان.
الشعور الدائم بالغثيان هو من أشهر الأعراض المبكرة للحمل.
التوتر والقلق:
الغثيان هو تأثير غير محتمل بالنسبة لبعض الأفراد الذين يعانون من القلق، أو الذين يعانون من التوتر الشديد.
إذا كنت في وضع شديد التوتر والضغوطات، وبدأت تشعر بالغثيان، فهذه الضغوطات هي السبب المحتمل لشعورك بالغثيان.
تناول أدوية معينة:
هنالك العديد من الأدوية التي تسبب الغثيان من آثارها الجانبية.
في بعض الأحيان قد تكون هذه الأعراض خفيفة مؤقتة مع بداية تناول الدواء، إلى أن يعتاد الجسم على الدواء الجديد وتزول الأعراض.
لكن أحياناً تكون شدة الغثيان غير محتملة، في هذه الحالة أنت بحاجة لإعلام الطبيب لتغيير الدواء أو تعديل الجرعة.
أحياناً أخرى، قد تكون أعراض الغثيان نتيجة تناول الدواء بشكل خاطئ. مثلاً، إذا أشار الطبيب لتناول الدواء مع الطعام. و تم تناول الدواء على معدة فارغة، قد يسبب الغثيان أيضاً.
دوار الحركة:
إذا كنت في رحلة طويلة في السيارة، أورحلة بحرية في المركب أو على متن قارب، و بدأت تشعر بالمرض والغثيان، قد يكون لديك دوار الحركة. وهو من الحالات الشائعة جداً للغثيان.
العدوى الفيروسية:
الإصابة بنزلات البرد أو الانفلونزا أو التهاب الكبد و اليرقان، قد تسبب الشعور بالغثيان أيضاً. لكن غالباً ما يرافقه أعراض أخرى، كالحرارة و الصداع و ألم المفاصل.
حصوات المرارة:
في بعض الأحيان وجود حصوات في المرارة لا تسبب أي أعراض. فلا نعلم بوجودها. لكن أحياناً قد تبدأ الأعراض من خلال الغثيان، أو ألم أعلى البطن. الذي يزداد سوءاً بعد تناول الطعام. خاصةً الأطعمة الدسمة منها.
الشقيقة:
من أعراض صداع الشقيقة، الإحساس بالغثيان إما قبل أو بعد نوبة الشقيقة.
القرحة الهضمية:
الإصابة بقرحة المعدة، سواءً نتيجة عدوى بكتيرية أو غيرها من الأسباب، تؤدي للشعور بالغثيان. لكن غالباً ما يرافقه أعراض أخرى.
التسمم الغذائي:
يسبب التسمم الغذائي الغثيان أيضا.ً، لكنه ينتهي غالباً بالإقياء. ولا يقتصر الأمر على الغثيان المستمر.
كيف يمكننا التغلب على مشكلة الغثيان الدائم:
إذا كنت تعاني من حالات غثيان خفيفة، بإمكانك التغلب عليها سريعاً من خلال النصائح التالية:
تناول كوب من الماء البارد:
في بعض الأحيان فإن تناول شيء بارد، قد يساعد على استقرار المعدة و يخفف شدة الغثيان.
تناول شاي الزنجبيل أو شاي النعناع:
يساعد الزنجبيل أو النعناع في علاج الغثيان. كلاهما يتميز بخصائص مضادة للغثيان.
إذا لم ترغب بتناول شاي الزنجبيل، يمكنك تناول سناك أو بسكويت يحتوي على الزنجبيل.
استنشاق الهواء الطلق:
إذا كنت في غرفة مغلقة، وبدأت تشعر بالغثيان، فإن الخروج للهواء الطلق، وأخذ نَفَس عميق، يساعد في تخفيف أعراض الغثيان.
التغلب على حالات التوتر والضغوطات:
إذا كان سبب الغثيان الدائم لديك، هو حالات توتر وضغوطات مستمرة. فإن إيجاد طريقة للتغلب على حالات التوتر، تساعد في التخلص من الغثيان أيضاً.
يمكنك التدرب على تمارين التأمل والاسترخاء بشكل منتظم.
تجنب الروائح القوية:
إذا كنت تشعر بالغثيان، فإن الروائح القوية قد تساهم في زيادة الغثيان أو تجعل الأعراض أكثر سوءاً.
تناول وجبات صغيرة متكررة.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
- إذا استمرت أعراض الغثيان، على الرغم من محاولاتك المنزلية في القضاء عليه. ينصح باستشارة الطبيب.
- في معظم الحالات، لا يشير الغثيان بحد ذاته، لأي مشكلة صحية تدعو للقلق. لكن إذا رافق الغثيان، وجود أعراض أخرى، ينصح باستشارة الطبيب. في هذه الحالة، قد يكون الغثيان مؤشر لوجود مشكلة صحية كامنة.
- إذا بدأت أعراض الغثيان بعد التعرض لضربة حادة على الرأس، يجب زيادة الطبيب مباشرة. قد يكون مؤشر على وجود ارتجاج في الدماغ.
- إذا رافق الغثيان وجود ألم أو ضغط في الصدر أو صعوبة في التنفس أو ثقل في الرأس، قد تكون أعراض مبكرة للنوبة القلبية. وهي أكثر شيوعاً لدى النساء.
الخُلاصة:
الشعور بالغثيان من حين لآخر، لا يُعتبر من الأمور التي تدعو للقلق. وستمضي مع مرور الوقت.
بكل الأحوال، إذا كان الغثيان نتيجة الأسباب التي ذكرتها سابقاً، كالتوتر أو السفر أو أدوية معينة. فإن إزالة هذه الأسباب، سينهي مشكلة الغثيان أيضاً.
أما حالات الغثيان الدائمة مجهولة السبب، ينصح باستشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج الصحيح.
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/what-causes-nausea
https://www.verywellmind.com/here-s-what-s-causing-your-nausea-5204030
https://www.verywellhealth.com/chronic-nausea-causes-and-treatment-4159468