osteoporosis: هشاشة العظام، normal bone matrix: بنية العظام العادية.
إن العظم عبارة عن نسيج حي الذي يتم كسره و استبداله. تحدث هشاشة العظام عندما لا تتجدد الأنسجة الحية للعظام، و لا يتم تعويض العظام القديمة. حيث تتحوّل العظام إلى عظام ضعيفة و هشة سهلة الكسر. و بمجرد السقوط أو أي تحرك أو انحناء خاطئ أو حتى السعال قد يؤدي لكسر العظام!
معظم حالات الكسور الناتجة عن هشاشة العظام تحدث في عظم الورك أو الرسغ أو العمود الفقري. و هي قد تصيب كلا الجنسين، لكنها تؤثر بشكل أكبر على النساء خاصةً بعد سن اليأس.
من العوامل التي تلعب دوراً في الوقاية من الإصابة بهشاشة العظام، نذكر بعض العقاقير الطبية و الحمية الغذائية و التمارين الرياضية، حيث تمنع فقدان العظام و تقوي بنية العظام الضعيفة.
أعراض هشاشة العظام:
في المراحل المبكرة من هشاشة العظام لا يوجد أعراض واضحة لفقدان بنية العظام. لكن عندما تصبح العظام ضعيفة قد تلاحظ الأعراض التالية:
- ألم في الظهر نتيجة كسر أو انزلاق في الفقرات.
- نقص في الطول مع مرور الزمن.
- الإصابة بالكسور بشكل بسيط للغاية و أسرع مما تتوقع.
- انحناء في الظهر أثناء الوقوف.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
- إذا بدأت مرحلة سن اليأس مبكرة عند المرأة.
- إذا تناول الشخص للستيروئيدات القشرية لعدة أشهر متواصلة.
- إذا أصيب أحد الأبوين بكسور في الحوض.
الاختبارات و تشخيص هشاشة العظام:
يتم قياس كثافة العظام بواسطة جهاز يستخدم درجة منخفضة من الأشعة السينية لحساب نسبة المعادن الموجودة في العظام. خلال إجراء هذا الاختبار، يستلقي الشخص على طاولة و يتم تمرير الجهاز فوقه. في معظم الحالات يتم فحص عدد قليل من العظام و التي تكون عادةً عظام الورك و الرسغ و العمود الفقري.
أسباب هشاشة العظام:
يتم تجديد العظام بشكل متواصل. حيث تحل العظام الجديدة مكان العظام القديمة و تتجدد بانتظام.
عندما تكون شاباً، يتم تجديد العظام و بناء عظام جديدة بشكل أسرع من تحطم العظام القديمة، و بالتالي تزداد بنية و كثافة العظام.
معظم الأفراد يصلون لذروة قوة و كثافة العظام في بداية العشرينات من العمر. لكن مع التقدم في السن تبدأ كثافة العظام بالانخفاض بشكل تدريجي، و تبدأ العظام تفقد بنيتها بشكل أسرع من تجديدها.
إن خطورة إصابتك بهشاشة العظام مستقبلاً تعتمد على كثافة بنية العظام لديك عندما كنت في العشرينات من العمر. فكلما كانت بنية العظام أكثر كثافة، انخفضت خطورة إصابتك بهشاشة العظام مستقبلاً.
العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بهشاشة العظام:
الجنس:
فالنساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام بالمقارنة مع الرجال.
العمر:
مع التقدم في السن تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام.
العِرق:
فالعرق الأبيض أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام من العرق الآسيوي.
التاريخ العائلي:
إذا وجد في العائلة إصابة بهشاشة العظام لدى أحد الأخوة أو الأبوين، تزداد خطورة إصابتك كذلك.
حجم الجسم:
فالأشخاص الذين يتمتعون بحجم جسم أصغر (الأكثر نحافة) قد تزداد خطورة إصابتهم بهشاشة العظام، لأن بنية العظام لديهم منخفضة و تزداد انخفاضاً مع التقدم في السن.
مستوى الهرمونات:
إن هشاشة العظام أكثر شيوعاً لدى الأفراد الذي يعانون من خلل في توازن الهرمونات. و تتضمن الحالات التالية:
- انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية يؤدي لإضعاف بنية العظام. كما في حالة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين لدى النساء بعد سن اليأس.
- كما يختبر الرجال تناقص تدريجي في مستويات هرمون التستوسترون مع التقدم في السن.
- أدوية علاج سرطان البروستات التي عند الرجال تؤدي لانخفاض تركيز التستوسترون أيضاً.
- أدوية علاج سرطان الثدي التي تؤدي لانخفاض تركيز هرمون الإستروجين عند النساء، هذه الأدوية تؤدي لتسارع فقدان بنية العظام.
- مشاكل الغدة الدرقية: إن زيادة تركيز الهرمونات الدرقية قد تسبب ضعف بنية العظام. و يحدث ذلك نتيجة فرط نشاط الغدة الدرقية أو نتيجة تناول الهرمونات الدرقية التي تستخدم لعلاج قصور الغدة الدرقية.
- الغدد الأخرى: ترتبط هشاشة العظام مع زيادة نشاط الغدد نظيرة الدرقية و الغدد الكظرية.
العوامل الغذائية:
تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام في الحالات التالية:
- قلة تناول عنصر الكالسيوم: إن النظام الغذائي الذي يفتقر لعنصر الكالسيوم يؤدي لزيادة تطور هشاشة العظام. لأن قلة استهلاك الكالسيوم يقلل من كثافة العظام و بالتالي انخفاض بنية العظام مبكراً و زيادة خطورة الإصابة بالكسور.
- اضطرابات تناول الطعام: إن تقييد تناول الطعام أو النحافة الشديدة تُضعف بنية العظام عند كلا الجنسين.
- جراحة القناة الهضمية: إن العملية الجراحية لتصغير حجم المعدة أو إزالة جزء من الأمعاء، يحدّ من حجم سطح المعدة أو الأمعاء الذي يمتص المواد الغذائية بما في ذلك الكالسيوم.
الستيروئيدات القشرية و غيرها من الأدوية:
إن الاستخدام الطويل للستيروئيدات القشرية الفموية أو الحقن، مثل مادة بريدنيزون أو الكورتيزون تؤثر على عملية تجديد أنسجة العظام. حيث ترتبط هشاشة العظام مع العقاقير الطبية التي تستخدم لعلاج الحالات التالية: نوبات الصرع، السرطان، حموضة المعدة (القلس المريئي)، زراعة الأعضاء.
بعض المشاكل الصحية:
تزداد خطورة الإصابة بهشاشة العظام في الحالات التالية:
- مرض السيلياك (ضطرابات هضمية).
- التهاب الأمعاء.
- أمراض الكلية أو الكبد.
- السرطان.
- الذئبة.
- الورم النخاعي المتعدد.
- التهاب المفاصل الروماتيزمي.
بعض العادات الحياتية السيئة:
إن المواظبة على بعض العادات السيئة يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بهشاشة العظام. و تتضمن الأمثلة التالية:
- نمط الحياة المستقرة: إن الأفراد الذين يقضون فترات طويلة و هم جالسين أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، بالمقارنة مع الأشخاص الأكثر حيوية و نشاط. أي نشاطات كحمل الأثقال أو التي تعزز وضعية و توازن الجسم هي مفيدة لصحة العظام، لكن باقي أنواع الرياضة كالمشي أو السباحة أو القفز و الرقص، هي مفيدة للجسم عامةً.
- الإفراط في تناول الكحول: إن زيادة استهلاك الكحول (أكثر من اثنين من المشروبات الكحولية في اليوم)، يؤدي لزيادة خطورة هشاشة العظام.
- التدخين: إن زيادة استهلاك مادة التبغ يؤدي لإضعاف بنية العظام.
المضاعفات الناتجة عن هشاشة العظام:
من المضاعفات الأكثر شيوعاً و خطورة الناتجة عن هشاشة العظام هي كسور الحوض و العمود الفقري.
كسر الحوض يحدث غالباً نتيجة السقوط و يؤدي لعدم التمكن من الحركة، و في بعض الأحيان تزداد الخطورة للموت خلال السنة الأولى بعد الإصابة!
في بعض الأحيان فإن كسور العمود الفقري قد يحدث حتى دون أن يسقط الشخص. حيث تضعف العظام التي تحمل العمود الفقري (أي تضعف الفقرات)، مما يؤدي لانزلاقها و التي ينتج عنها ألم في الظهر و انخفاض الوزن و تحدّب الظهر (الانحناء الدائم للأمام).
علاج هشاشة العظام:
يعتمد اختيار العلاج غالباً على تقدير خطورة إصابة المريض بالكسور خلال العشر سنوات القادمة، و ذلك بالاعتماد على معلومات اختبار كثافة العظام.
إذا كانت درجة الخطورة غير عالية، قد لا يحتاج المريض للعقاقير الطبية لعلاج العظام، إنما يتم التركيز بدلاً من ذلك على تخفيف خطورة فقدان بنية العظام أو السقوط.
و في حال وجد خطورة الإصابة بالكسور، يصف الطبيب أدوية هشاشة العظام الأكثر انتشاراً و تتضمن الأمثلة التالية:
- أليندرونيت (فوزاماكس) (Alendronate (Fosamax.
- ريزيدرونيت (أكتونيل) (Risedronate (Actonel.
- إيباندرونيت Ibandronate.
- حمض زوليدرونيك Zoledronic acid.
و تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية: الغثيان، ألم في البطن، حموضة في المعدة. لكن إذا تم تناول هذه الأدوية بعناية قد لا تحدث الأعراض الجانبية.
- أما الحقن الوريدي لمادة بيفوسفونيت لا يسبب مشاكل في المعدة إنما قد يسبب ارتفاع درجة الحرارة و الصداع و ألم في العضلات لمدة قد تستمر ثلاثة أيام. ففي بعض الأحيان يكون من الأسهل للمريض أن يحدد موعد ثابت لتناول الحقن الوريدية بموعد سنوي أو كل أربعة أشهر، بدلاً من المواظبة على تناول الأدوية الفموية أسبوعياً أو شهرياً.
لكن من التأُثيرات النادرة التي قد تنتج عن استهلاك مادة بيفوسفونيت فهو تأثيره على عظم الفك ، ففي حالات نادرة قد يؤدي لتنخر عظم الفك الذي قد يحدث بعد قلع الأسنان، حيث تفشل العظام في ترميم الجزء الذي قُلع منه السن. لذلك فمن الضروري فحص الأسنان قبل بداية العلاج بمادة بيفوسفونيت.
العلاج ببدائل الهرمونات:
- إن مادة الإستروجين التي تستخدم عادةً بعد سن اليأس عند المرأة، قد تساعد في الحفاظ على كثافة العظام. لكن من ناحية أخرى، فإن العلاج بالإستروجين يؤدي لزيادة خطورة تجلط الدم، أو سرطان الثدي و في بعض الأحيان الأمراض القلبية. لذلك فإن العلاج بمادة الإستروجين يستخدم عادةً لعلاج العظام لدى النساء الصغيرات في السن.
- رالوكسيفين و هو دواء يقلد فوائد و تأثير هرمون الإستروجين على كثافة العظام بعد سن اليأس، دون وجود تأثيرات سلبية كثيرة كالتي توجد في الإستروجين. من التأثيرات السلبية لمادة الرالوكسيفين هو زيادة الهبات الساخنة، و في بعض الأحيان قد تسبب زيادة خطورة الجلطات الدموية.
- أما بالنسبة للرجال، فإن هشاشة العظام ترتبط بالانخفاض التدريجي لهرمون التستوسترون. إن العلاج ببدائل التستوسترون قد يخفف أعراض نقص التستوسترون، لكن تبقى أدوية هشاشة العظام ذات تأثير أفضل للرجال بالمقارنة مع بدائل التستوسترون.
أدوية بديلة لعلاج هشاشة العظام:
إذا لم تستطيع الاعتياد على مادة بيفوسفونيت لعلاج هشاشة العظام، أو إن لم يكن العلاج كافياً، قد يصف لك الطبيب:
- دينوسوماب (بروليا): (Denosumab (Prolia. بالمقارنة مع مادة بيفوسفورنيت، فإن مادة دينوسوماب تعطي نتائج مشابهة أو أفضل بالنسبة لكثافة العظام و تقلل خطورة الإصابة بالكسور. يتم الحصول على العلاج بواسطة حقنة تحت الجلد كل ستة أشهر.
- تيريباراتيد (فورتيو): (Teriparatide (Forteo هذا الدواء مشابهه لهرمون نظير الدرق، و يحفز على تجديد بنية العظام و تعزيز نموها. يتم الحصول عليه بواسطة حقنة تحت الجلد يومياً. بعد مرور سنتين على العلاج بواسطة تيريباراتيد، يتم تناول دواء آخر لهشاشة العظام و ذلك للحفاظ على بنية العظام الجديدة.
بعض النصائح و تغيير العادات اليومية للوقاية من هشاشة العظام:
- الإقلاع عن التدخين.
- الإقلاع عن الكحول.
- الانتباه أثناء الحركة لتجنب السقوط.
- الانتباه لنوعية الغذاء و الاعتماد على الأنظمة الغذائية الغنية بكافة المواد الأساسية الضرورية لصحة الجسم. تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات و عنصر الكالسيوم كمنتجات الألبان قليلة الدسم و الخضروات الورقية و السلمون و التونا و الحبوب المدعمة بالكالسيوم و منتجات الصويا.
- إذا لم يتم الحصول على كمية كافية من الطعام، يفضل الاعتماد على المتممات الغذائية.
- الحفاظ على وزن الجسم ضمن المعدل الصحي.
- التعرض لأشعة الشمس مدة نصف ساعة يومياً للحصول على فيتامين د الذي يعزز امتصاص الكالسيوم لداخل العظام. لكن التعرض المفرط لأشعة الشمس قد يلحق الضرر بالجسم نتيجة تأثير الأشعة فوق البنفسجية، لذلك و بالإضافة للتعرض البسيط لأشعة الشمس، يفضل الاعتماد على فيتامين د من الطعام أو المتممات الغذائية.
- المواظبة على أداء التمارين الرياضية بمعدل نصف ساعة يومياً أو خمسة مرات في الأسبوع.
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/osteoporosis/home/ovc-20207808
http://www.healthline.com/health/osteoporosis
https://patient.info/health/osteoporosis-leaflet
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/78598159@N06/