سرطان الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي جزء من جهاز الغدد الصماء. وهي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع عند قاعدة العنق. تنتج هذه الغدة هرمونات تنظم عملية التمثيل الغذائي (كيفية استخدام الجسم للطاقة). كما تساعد هرمونات الغدة الدرقية في التحكم في درجة حرارة الجسم، وضغط الدم، ومعدل ضربات القلب.
يعد سرطان الغدة الدرقية نوعاً من سرطانات الغدد الصماء، وهو قابل للعلاج بشكل عام بمعدل شفاء ممتاز. تشمل العلاجات الجراحة، والعلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، وعلاج اليود المشع.
أنواعه:
يصنف مقدمو الرعاية الصحية سرطان الغدة الدرقية بناءً على نوع الخلايا التي ينمو منها السرطان.
ويشمل ما يلي:
الحليمي:
يشكل ما يصل إلى 80% من جميع حالات سرطان الغدة الدرقية. ينمو هذا النوع من السرطان ببطء. على الرغم من أن السرطان الحليمي ينتشر غالباً إلى العقد الليمفاوية في الرقبة، إلا أنه يستجيب جيداً للعلاج. وهو قابل للشفاء بدرجة كبيرة ونادراً ما يكون قاتلًا.
الجريبي:
يمثل سرطان الغدة الدرقية الجريبي ما يصل إلى 15% من تشخيصات سرطان الغدة الدرقية. هذا النوع من السرطان أكثر عرضة للانتشار إلى العظام والأعضاء، مثل الرئتين. قد يكون علاج السرطان المنتشر (السرطان الذي ينتشر) أكثر صعوبة.
النخاعي:
حوالي 2% من سرطانات الغدة الدرقية تكون نخاعية. ربع الأشخاص المصابين بالسرطان النخاعي لديهم تاريخ عائلي من المرض. قد يكون السبب هو وجود جين معيب (طفرة جينية).
الكشمي (اللا تمايزي):
هذا النوع العدواني من سرطان الغدة الدرقية هو الأصعب في العلاج. يمكن أن ينمو بسرعة وينتشر غالباً إلى الأنسجة المحيطة وأجزاء أخرى من الجسم. يمثل هذا النوع النادر حوالي 2% من تشخيصات سرطان الغدة الدرقية.
مراحل السرطان:
يستخدم مقدمو الرعاية الصحية نظاماً لتحديد المراحل لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر وإلى أي مدى. بشكل عام، عندما تنتشر الخلايا السرطانية في الغدة الدرقية، فإنها تنتشر أولاً إلى الهياكل المجاورة والعقد الليمفاوية القريبة. بعد ذلك، يمكن أن ينتشر السرطان إلى العقد الليمفاوية البعيدة، والأعضاء، والعظام.
تتراوح مراحل سرطان الغدة الدرقية من 1 (I) إلى 4 (IV). ببساطة، كلما ارتفع الرقم، زاد انتشار السرطان.
العلامات التحذيرية:
قد يشعر المريض أو الطبيب بوجود كتلة أو نمو في الرقبة يُعرف بالعقيدة الدرقية. لا داعي للذعر إذا كانت لديك عقيدة درقية، حيث إن معظم العقيدات حميدة (غير سرطانية). فقط حوالي 3 من كل 20 عقيدة درقية تكون سرطانية (خبيثة).
تشمل الأعراض الأخرى لسرطان الغدة الدرقية ما يلي:
- صعوبة في التنفس أو البلع
- فقدان الصوت (بحة الصوت)
- تضخم العقد الليمفاوية في الرقبة
العلامات التي تدل على انتشار المرض:
إذا كان المريض مصاباً بسرطان الغدة الدرقية الذي انتشر إلى مناطق أخرى من الجسم، فقد يعاني من أعراض مثل:
- التعب
- فقدان الشهية
- الغثيان و الإقياء
- فقدان الوزن غير المبرر
أسبابه:
لا يعرف الخبراء بالتحديد لماذا تصبح بعض الخلايا سرطانية (خبيثة) وتهاجم الغدة الدرقية. ومع ذلك، هناك عوامل معينة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، مثل التعرض للإشعاع، النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة منخفضة من اليود، والجينات المعيبة.
تشمل عوامل الخطر الأخرى ما يلي:
- انخفاض تناول اليود
- تضخم الغدة الدرقية (الدُراق)
- السمنة (ارتفاع مؤشر كتلة الجسم)
- التهاب الغدة الدرقية (التهاب الغدة الدرقية)
- تاريخ عائلي من أمراض الغدة الدرقية أو سرطان الغدة الدرقية
- العلاج الإشعاعي لسرطان الرأس والرقبة، خصوصاً أثناء الطفولة
- الطفرات الجينية التي تسبب أمراض الغدد الصماء، مثل متلازمة الأورام الصماء المتعددة
- التعرض للإشعاعات الناتجة عن انفجار الأسلحة النووية أو حادث في محطة للطاقة النووية
متى يجب استشارة الطبيب؟
ينصح باستشارة الطبيب في الحالات التالية:
- تعب شديد
- وجود كتلة في الرقبة
- سرعة ضربات القلب
- فقدان أو زيادة غير مبررة في الوزن
الاختبارات و التشخيص:
إذا كان لديك عقدة درقية متضخمة أو علامات أخرى تشير إلى سرطان الغدة الدرقية، قد يطلب مقدم الرعاية الصحية واحداً أو أكثر من هذه الفحوصات:
- تحاليل الدم: يتم فحص الدم للتحقق من مستويات الهرمونات، وتقييم ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح.
- الخزعة: يتم أخذ خزعة باستخدام الإبرة الدقيقة، يقوم الطبيب بإزالة خلايا من الغدة الدرقية لاختبار وجود خلايا سرطانية. يمكن أن تحدد الخزعة ما إذا كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى العقد الليمفاوية. قد يستخدم الطبيب تقنية الموجات فوق الصوتية لتوجيه هذه الإجراءات.
- مسح باليود المشع: يمكن لهذا الفحص اكتشاف سرطان الغدة الدرقية وتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر. يتم بلع حبة تحتوي على كمية آمنة من اليود المشع. على مدار بضع ساعات، تمتص الغدة الدرقية اليود. يستخدم الطبيب جهازاً خاصاً لقياس كمية الإشعاع في الغدة. إن المناطق ذات النشاط الإشعاعي الأقل، تحتاج إلى مزيد من الفحص لتأكيد وجود السرطان.
- فحوصات التصوير: مثل التصوير باليود المشع، التصوير المقطعي المحوسب (CT)، وفحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET)، للكشف عن سرطان الغدة الدرقية وانتشاره.
الخيارات العلاجية:
تعتمد علاجات السرطان على حجم الورم، وما إذا كان قد انتشر.
تشمل العلاجات ما يلي:
الجراحة:
الجراحة هي العلاج الأكثر شيوعاً لسرطان الغدة الدرقية. بناءً على حجم الورم وموقعه، قد يقوم الطبيب الجراح بإزالة جزء من الغدة الدرقية (استئصال الفص) أو الغدة بالكامل (استئصال الغدة الدرقية). كما يزيل الجراح أي عقد ليمفاوية مجاورة انتشرت إليها الخلايا السرطانية.
العلاج باليود المشع:
في هذا العلاج، يتم بلع حبة أو سائل يحتوي على جرعة أعلى من اليود المشع، مما يستخدم في الفحص التشخيصي. يعمل اليود المشع على تقليص وتدمير الغدة الدرقية المريضة مع الخلايا السرطانية. هذا العلاج آمن جداً، حيث تمتص الغدة الدرقية تقريباً كل اليود المشع، ويكون تعرض باقي الجسم للإشعاع ضئيلًا.
العلاج الإشعاعي:
يقتل الإشعاع الخلايا السرطانية ويوقف نموها. يستخدم العلاج الإشعاعي الخارجي آلة لتوجيه أشعة قوية من الطاقة مباشرة إلى موقع الورم. أما العلاج الإشعاعي الداخلي (المعالجة الإشعاعية الموضعية) فيتضمن وضع بذور مشعة داخل أو حول الورم.
العلاج الكيميائي:
تُستخدم أدوية العلاج الكيميائي عبر الوريد أو الفم لقتل الخلايا السرطانية وإيقاف نموها. ومع ذلك، نادراً ما يحتاج الأشخاص المصابون بسرطان الغدة الدرقية إلى العلاج الكيميائي.
العلاج الهرموني:
يهدف هذا العلاج إلى حجب إفراز الهرمونات التي يمكن أن تسبب انتشار السرطان أو عودته.
الأساليب الوقائية:
يصاب العديد من الأشخاص بسرطان الغدة الدرقية دون سبب معروف، لذا فإن الوقاية منه ليست ممكنة فعلياً. ومع ذلك، إذا كنت تعلم أنك معرض لخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، يمكنك اتخاذ بعض الخطوات مثل:
الجراحة الوقائية:
يمكن أن تحدد الفحوصات الجينية ما إذا كنت تحمل جيناً متغيراً (طفرة) يزيد من خطر إصابتك بسرطان الغدة الدرقية النخاعي أو الأورام الصماء المتعددة. إذا كان لديك هذا الجين، يمكنك اختيار إجراء جراحة وقائية لإزالة الغدة الدرقية قبل تطور السرطان!
اليود البوتاسي:
إذا تعرضت للإشعاع أثناء كارثة نووية، مثل حادثة فوكوشيما في اليابان عام 2011، فإن تناول اليود البوتاسي خلال 24 ساعة من التعرض يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية في المستقبل. يمنع اليود البوتاسي الغدة الدرقية من امتصاص كمية كبيرة من اليود المشع، مما يساعد على الحفاظ على صحة الغدة.
معدل النجاة و الإحصائيات:
ثمانية من كل عشرة أشخاص مصابين بسرطان الغدة الدرقية يصابون بالنوع الحليمي. يمتلك سرطان الغدة الدرقية الحليمي معدل بقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات يقارب 100% إذا كان السرطان محصوراً في الغدة (موضعياً). حتى عندما ينتشر السرطان، يبقى معدل البقاء على قيد الحياة حوالي 80%. هذا يعني أنك في المتوسط لديك فرصة بنسبة 80% للبقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات على الأقل بعد التشخيص، مقارنةً بشخص غير مصاب بسرطان الغدة الدرقية الحليمي المنتشر.
معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات لأنواع أخرى من سرطان الغدة الدرقية تشمل:
- النوع الجريبي: يقارب 100% إذا كان موضعياً؛ وحوالي 63% إذا كان منتشراً.
- النوع النخاعي: يقارب 100% إذا كان موضعياً؛ وحوالي 40% إذا كان منتشراً.
- النوع الكشمي (الأنابلاستي): يقارب 31% إذا كان موضعياً؛ و4% إذا كان منتشراً.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة والعافية إخوتي الكرام.. دمتم بخير و شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://www.webmd.com/cancer/what-is-thyroid-cancer
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/12210-thyroid-cancer
https://www.canada.ca/en/public-health/services/chronic-diseases/cancer/thyroid-cancer.html
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/thyroid-cancer/symptoms-causes/syc-20354161