بدأ فصل الخريف في كندا. أَحبُّ فصول السنةِ إلى قلبي.
تلونت أوراق الشجر، و ملأت أرصفة الشوارع والحدائق. لتُشعرنا بتغيّر الأحوال، و تبدّل الفصول. و أنّ لكل شيءٍ نهاية، و دوام الحال من المحال!
بدأنا نتحضر للشتاء، و أجواء فصل الشتاء، و الطقس البارد. و لا يغيب عن بالي قساوة البرد التي يعاني منها عدد كبير من الناس في مختلف أنحاء العالم!
اللهم أنزل علينا و عليهم السكينة و الدفء والطمأنينة أينما حلّوا.
لذلك خطر ببالي كتابة هذه المقالة. أتمنى أن تجدوا ما يفيدكم و شكراً للمتابعة إخوتي الكرام.
إذا كنت تعيش في بلد درجة الحرارة فيه منخفضة و المناخ بارد. إذاً أنت ميقن تماماً لشعور البرد و القشعريرة.
النوافذ المائلة والأبواب غير محكمة الإغلاق، و عدم توفر التدفئة الكافية في المنازل، و العمل خارج المنزل تحت البرد والثلج والرياح. جميع هذه العوامل تسبب آلام الجسم و برودة أطراف الأصابع و انخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية.
يقوم الجسم بتنظيم درجة الحرارة الداخلية بواسطة الهيبوثلاموس (تحت المهاد). و هو الجزء من الدماغ الذي يضبط حرارة الجسم. و يحافظ عليها بين 36 – 37.2 درجة مئوية.
عندما تبدأ درجة حرارة الجسم بالانخفاض، تحت المعدل الطبيعي. يقوم الجسم بتوليد الحرارة. وغالباً ما تكون حرارة جسمك مستقرة.
لكن درجة حرارة البشرة وأطراف الأصابع قد تبدأ بالانخفاض، لأن الهواء البارد، يسرق الحرارة من جسمك!
من الممكن أن يصبح جسمك بارد جداً. و ينتج عنه مضاعفات مثل متلازمة رينود و داء الأمطلس. و قد يتفاقم الوضع سوءاً بحيث تتأثر درجة حرارة الجسم الداخلية. وعند الوصول إلى هذه المرحلة، إذاً أصبح الجسم في حالة خطيرة تستدعي تدخل إسعافي!
لماذا تنخفض درجة حرارة الجسم؟
تتمثل درجة حرارة الجسم الداخلية وسطياً ب 37 درجة مئوية. لكن تتراوح درجة الحرارة قليلاً من شخص لآخر.
لذلك فإن درجة حرارة الجسم الداخلية الطبيعية، ليست عبارة عن رقم ثابت، بل تتراوح قليلاً بين 36.1 -37.2 درجة مئوية.
و الجو البارد ليس هو السبب الوحيد لانخفاض درجة حرارة الجسم الداخلية. بل هنالك عدة أسباب تحدثنا عنها سابقاً بالتفصيل. و التي تتضمن باختصار:
- الإصابة ببعض الأمراض
- تناول الكحول قد يشعرك بالدفء مؤقتاً. لكنه لن يرفع درجة حرارة الجسم الداخلية. بل قد يجعلك أقل إدراكاً لدرجة الحرارة الفعلية للجو المحيط بك. و يؤثر على قدرة جسمك على تنظيم الحرارة الداخلية!
- مع التقدم في السن، تنخفض قدرة الجسم على ضبط درجة الحرارة الداخلية بشكل فعال. بل تميل للانخفاض بشكل طبيعي أقل من 37 درجة مئوية.
إليك بعض الأساليب للمساعدة على زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية و الحفاظ على الجسم دافئاً:
زيادة نشاط الجسم و ممارسة الرياضة:
تساعد النشاطات البدنية على زيادة تدفق الدم و الشعور بالدفء.
من الأمثلة عن أنواع الرياضة التي تبعث الدفء في الجسم، المشي أو الجري أو القفز.
وضع اليدين تحت الإبطء:
أولى أجزاء الجسم التي تبدأ بالبرودة هي الأطراف، أصابع اليدين و القدمين.
لذلك فإن الحرص على تدفئة الأطراف فور الشعور بالبرودة، هو أمر جيد للحفاظ على دفئها.
ارتداء عدة طبقات من الملابس:
من أسرع الطرق للحفاظ على درجة حرارة الجسم الداخلية. هي من خلال ارتداء عدة طبقات من الملابس. أو وضع طبقات من الأغطية. لاحتجاز حرارة الجسم الداخلية و الشعور بالدفء.
كما ينصح بارتداء القبعة و القفازات في حال وجودها. لاحتجاز حرارة الجسم الداخلية و منعها من التوزع و الانخفاض.
البقاء بالقرب من شخص آخر إن أمكن:
على سبيل المثال إذا كان طفلك يشكو من برودة يديه، و قمت باحتضان الطفل و الإمساك بديه. تنتقل حرارة جسمك الداخلية إلى جسم طفلك و تشعره بالدفء سريعاً.
أخذ حمام دافئ:
إن توفرت الظروف المناسبة لذلك، فإن أخذ حمام دافئ هو طريقة سريعة لرفع درجة حرارة الجسم الداخلية. و تعزيز ضغط الدم و المساعدة على الاسترخاء و النوم.
التبديل لملابس دافئة:
إذا كنت قادم من الخارج، في الطقس البارد. فإن ملابسك ما زالت تحتفظ بالبرودة والرطوبة.
أسهل و أسرع طريقة هي تبديل ملابسك لملابس أخرى متوفرة في المنزل بحيث تكون جافة و مريحة.
الأطعمة التي تساعد على تدفئة الجسم:
بشكل عام فإن الأطعمة التي تحتاج فترة زمنية أطول للهضم. تساعد على رفع درجة حرارة الجسم الداخلية و تُشعرك بالدفء. أي يتم إنتاج حرارة الجسم عن طريق استقلاب الطعام المتناول.
تتضمن الأطعمة و المشروبات التي تساهم في تدفئة الجسم، ما يلي:
القهوة أو الشاي الساخن:
تحتوي القهوة بمختلف أنواعها على الكافئين.
يساعد الكافئين على زيادة الاستقلاب. مما يساعد على زيادة درجة حرارة الجسم.
و بشكل عام فإن المشروبات الدافئة تساعد على تدفئة الجسم سريعاً.
البخار الذي يتصاعد من كوب القهوة أو الشاي الحار، يضيف الشعور بالدفء لوجهك و يديك سريعاً.
الحساء أو الشوربة:
تناول طبق من الشوربة الساخنة له نفس تأثير المشروبات الساخنة في تدفئة الجسم.
الخضار المشوية:
تناول الأطعمة الغنية بالألياف، تحتاج فترة زمنية أطول للهضم. مما يساعد على الشعور بالدفء.
البطاطا الحلوة المشوية في الفرن أو الكوسا أو القرنبيط، تساعد على تدفئة الجسم خلال فترة قصيرة. و تشعرك بالامتلاء و الشبع و الدفء فترة أطول أثناء عملية الهضم.
حيث يساعد تناول الخضروات على توليد الطاقة في الجسم. مما يساهم في رفع درجة حرارة الجسم الداخلية.
البروتينات و الدهون:
تحتاج البروتينات فترة زمنية أطول من الكربوهيدرات ليتم هضمها. و يحتاج الجسم لطبقات من دهون الجسم، المستمدة من البروتينات و الدهون المتناولة.
تناول المكسرات و الأفوكادو و البذور و الزيتون و السلمون و البيض، قد لا يشعرك بالدفء مباشرةً. لكن إضافته لنظامك الغذائي بشكل منتظم هو طريقة جيدة لتعزيز صحة الجسم عموماً.
الحديد:
الأفراد الذين يعانون من نقص الحديد، يشعرون بالبرودة و التعب سريعاً. و الحديد ضروري لحمل الأوكسجين إلى كافة أنحاء الجسم.
تناول الأطعمة الغنية بالحديد، يساعد في الوقاية من فقر الدم.
من أهم الأطعمة الغنية بالحديد المحار و اللحوم الحمراء و البقوليات و البروكلي.
الموز:
يحتوي الموز على نسبة جيدة من مجموعة فيتامينات ب و المغنيزيوم. و هي من الأغذية الضرورية للغدة الدرقية و الغدة الكظرية حتى تعمل بشكل فعال. حيث تساعد هذه الغدد على تنظيم درجة حرارة الجسم.
شاي الزنجبيل:
يساعد شاي الزنجبيل الساخن على الشعور بالدفء في يوم بارد.
يحفز الزنجبيل على التولد الحراري. مما يساعد على تدفئة الجسم من الداخل إلى الخارج.
الشوفان:
إبدأ يومك مع تناول إفطار ساخن من الحليب و الشوفان.
يُعتبر الشوفان من أفضل مصادر الحبوب الكاملة الغنية بالألياف.
حيث يساعد على الإحساس بالشبع و الدفء فترة زمنية أطول.
تناول الماء:
الحفاظ على رطوبة الجسم هو وسيلة بسيطة للحفاظ على حرارة الجسم الداخلية في الشتاء.
فالماء يساعد الجسم على العمل بشكل فعال. و يساعد على تنظيم حرارة الجسم الداخلية. أما التجفاف و نقص السوائل من الجسم، يؤدي لانخفاض درجة حرارة الجسم بسرعة.
أساليب الوقاية من البرودة:
- تناول المشروبات الدافئة.
- ارتداء عدة طبقات من الملابس.
- إحضار بطانية عندما تكون راكباً في السيارة.
- ارتداء جوارب دافئة و عدم المشي حافي القدمين عندما تكون في الداخل.
- إغلاق أبواب الغرف التي لا تستخدمها. و إغلاق الستائر، للحفاظ على التدفئة الموجودة في الغرفة.
- استخدام وسادات التدفئة (كيس ماء ساخن) أو بطانية كهربائية، عندما تسترخي في المنزل. و أجهزة تدفئة اليدين عندما تكون في الخارج.
متى يجب عليك استشارة الطبيب؟
إذا انخفضت درجة حرارة الجسم أقل من 35 درجة مئوية، إذاً يعاني الجسم من انخفاض الحرارة الداخلية!
انخفاض حرارة الجسم الداخلية هي حالة إسعافية تتطلب تدخل طبي فوري.
من الأعراض الأخرى التي تتطلب تدخل طبي و عدم إهمال الموضوع، تتضمن ما يلي:
- تغير لون الجلد إلى اللون الأزرق أو الرمادي أو الأحمر، بعد التعرض لدرجة حرارة شديدة
- ظهور أعراض مجهولة السبب بعد التواجد في الهواء الطلق البارد
- ظهور بثور على الأطراف عندما تحاول تسخينها بسرعة
- ارتفاع درجة الحرارة بعد التعرض للبرودة
- تصلب العضلات بعد التعرض للبرودة
- التشوش و الارتباك
المراجع:
https://www.healthline.com/health/how-to-increase-body-temperature
https://www.hvrxsolutions.com/nutritious-foods-keep-warm-cold-weather
https://www.webmd.com/cold-and-flu/ss/slideshow-immune-system-problems
https://www.healthshots.com/healthy-eating/nutrition/winter-9-foods-to-keep-your-body-warm-and-cosy/
علا أحمد
مقالة جميلة بوركت جهودكم