مضاعفات و علاج متلازمة كوشينغ (فرط كورتيزول الدم)

8359 2
8359 2

في المقالة السابقة تحدثت عن أسباب و أعراض متلازمة كوشينغ (فرط كورتيزول الدم)، و اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة، و شكراً للمتابعة.

المضاعفات الناتجة عن متلازمة كوشينغ:

في حال لم يتم علاج المرض، يؤدي ذلك للمضاعفات التالية:

الاختبارات و التشخيص:

إن تشخيص متلازمة كوشينغ يعتبر عملية طويلة و موسعة. و لن يتم التشخيص تماماً بالمرض إلا بعد الخضوع لعدة اختبارات.

الاختبار البدني:

مراقبة الأعراض الشائعة لمتلازمة كوشيتغ، كاستدارة الوجه و تراكم الكتل الدهنية بين الأكتاف و الرقبة و ترقق الشعر و ظهور الكدمات و علامات تمدد الجلد.

إذا كان المريض يتناول الستيروئيدات القشرية لفترة طويلة من الزمن، قد يرجح الطبيب تشخيص المرض بمتلازمة كوشينغ. لكن إذا لم يكن المريض يتناول الستيروئيدات القشرية، يلجأ الطبيب للاختبارات التالية:

فحص عينة البول للمريض خلال مدة 24 ساعة:

و هو أكثر أنواع الاختبارات شيوعاً لتشخيص متلازمة كوشينغ. يتم جمع عينة البول للمريض خلال مدة 24 ساعة. و من ثم يتم فحص كمية هرمون الكورتيزول الموجودة في عينة البول. إذا كانت النسبة أعلى من 50-100 ميكروغرام في اليوم، يعتبر المريض مصاباً بمتلازمة كوشينغ.

و عندما يتم التأكد من المرض، وتشخيص الحالة على أنها متلازمة كوشينغ، يقوم الطبيب بإجراء اختبار آخر لتحديد سبب ارتفاع هرمون الكورتيزول، و معرفة مكان وجود التشوه أو الورم المسؤول عن فرط إنتاج الكورتيزول.

تحليل الدم:

لقياس مستويات الهرمونات في الدم و التأكد إن كان الجسم يُنتج كميات فائضة من هرمون الكورتيزول أم لا.

تحليل اللعاب:

إن مستويات هرمون الكورتيزول ترتفع و تنخفض بشكل طبيعي خلال اليوم. فالأشخاص الأصحاء الذين لا يعانون من متلازمة كوشينغ، تنخفض مستويات هرمون الكورتيزول بشكل ملحوظ في المساء. لذلك فإن أخذ عينة من لعاب المريض في وقت متأخر من المساء، و فحصها في المخبر، يوضح مستويات هرمون الكورتيزول إذا كانت مرتفعة أم لا.

إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب:

للغدة النخامية و الغدة الكظرية للكشف عن أي تشوهات أو ورم داخلي.

علاج متلازمة كوشينغ:

يعتمد العلاج على خفض مستويات الكورتيزول في الجسم. و يتم اختيار العلاج تبعاً للأسباب المؤدي لمتلازمة كوشينغ. و تتضمن الخيارات العلاجية ما يلي:

خفض استخدام الستيروئيدات القشرية:

إذا كانت متلازمة كوشينغ نتيجة الاستخدام طويل الأمد لأدوية الستيروئيدات القشرية، في هذه الحالة يقوم الطبيب بالتحكم بأعراض متلازمة كوشينغ، و السيطرة عليها عن طريق تخفيف جرعة الدواء على مدى فترة من الزمن. بينما يستمر في علاج الحالات الأخرى كالربو أو التهاب المفاصل.

و بالنسبة للعديد من المشاكل الصحية، قد يعتمد الطبيب على أدوية أخرى غير الستيروئيدات القشرية، مما تسمح له بتخفيف استخدام هذه الأدوية و تخفيف تأثيراتها. لكن لا توقف أي دواء و لا تغير الجرعة من تلقاء نفسك دون استشارة الطبيب.

العمليات الجراحية:

إذا كان سبب متلازمة كوشينغ هو وجود ورم، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة و استئصال الورم.

أورام الغدة النخامية:

يتم إزالتها عادةً عن طريق طبيب أخصائي بجراحة الأعصاب، يقوم بالعملية من خلال الأنف.

أورام الغدة الكظرية أو الرئتين أو البنكرياس:

يقوم الطبيب بإزالة الورم عن طريق عملية مفتوحة، أو استخدام تقنيات جراحية مُصغّرة، و إجراء عدة شقوق صغيرة.

بعد إجراء العملية، يحتاج المريض لتناول الأدوية البديلة عن هرمون الكورتيزول، لتزويد الجسم بالنسب الطبيعية التي يحتاجها من الهرمون. في معظم الحالات يعود إنتاج هرمونات الغدة الكظرية إلى النسب الطبيعية. و قد يوقف الطبيب الأدوية البديلة التي وصفها سابقاً. لكن هذا يتطلب سنة أو أكثر بعد العملية. أما بالنسبة للحالات التي لا تعود فيها الغدة الكظرية للعمل بشكل طبيعي، يحتاج المرض الأدوية البديلة عن الهرمونات مدى الحياة.

العلاج بالأشعة:

إذا لم يتمكن الطبيب من استئصال ورم الغدة النخامية بشكل كامل، قد يلجأ لاستخدام العلاج الشعاعي بالإضافة للعمل الجراحي.

من الممكن استخدام العلاج بالأشعة ضمن جرعات صغيرة على مدى ستة أسابيع. أو استخدان تقنية تدعى المجسم الإشعاعي. في هذه الآلية يتم تطبيق علاج وحيد ضمن جرعة عالية من الأشعة. يتم تسليطها على مكان الورم، أما الأنسجة المحيطة بالورم، يتم تخفيف جرعة الأشعة التي تتعرض لها.

أدوية علاج متلازمة كوشينغ:

يمكن استخدام هذه الأدوية للتحكم بإنتاج هرمون الكورتيزول، إذا لم يُبدي المريض أي تحسّن على الجراحة أو العلاج الإشعاعي. كما يمكن الاعتماد على الأدوية قبل العمل الجراحي بالنسبة للأفراد الذين يعانون من حالات شديدة من متلازمة كوشينغ. لذلك قد يصف الطبيب بعض الأدوية قبل العمل الجراحي، لتحسين أعراض المرض، و تحفيف خطورة العملية.

تتضمن أدوية التحكم بإنتاج هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية ما يلي:

  • كيتوكونازول ketoconazole
  • ميتوتان mitotane
  • ميتيرابون metyrapone
  • ميفيبريستون Mifepristone.

ميفيبريستن تم الموافقة عليه لعلاج متلازمة كوشينغ بالنسبة للأفراد الذين يعانون من داء السكري من النمط الثاني، أو عدم تحمل الغلوكوز. هذا الدواء لا يقوم بإنقاص إنتاج هرمون الكورتيزول، لكنه يغلق تأثير هرمون الكورتيزول على الأنسجة.

تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدام هذه الأدوية ما يلي:

  1. الإرهاق و التعب.
  2. الغثيان و الإقياء.
  3. الصداع.
  4. آلام العضلات.
  5. ارتفاع ضغط الدم.
  6. انخفاض مستوى البوتاسيوم.
  7. و الانتفاخ و التورم.
  8. و بالنسبة لبعض الأفراد قد يعانون من تأثيرات سلبية شديدة مثل الآثار الجانبية العصبية و تسمم الكبد.

و من أحدث أدوية علاج متلازمة كوشينغ دواء يدعى باسيريوتيد pasireotide، و يعمل عن طريق خفض إنتاج هرمون ACTH من الغدة النخامية. يتم إعطاء هذا الدواء عن طريق حقنة مرتين يومياً. و يلجأ الطبيب لاستخدامه إذا كانت جراحة الغدة النخامية غير ناجحة أو غير ممكنة.

من التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدامه:

  1. الإسهال و الغثيان.
  2. ارتفاع مستوى سكر الدم.
  3. الصداع و ألم في البطن.
  4. الشعور بالتعب و الإرهاق.

في بعض الحالات فإن الورم أو أساليب علاجه قد تسبب انخفاض إنتاج هرمونات أخرى من الغدة النخامية أو الكظرية. و بالتالي يلجأ الطبيب للاعتماد على الأدوية الهرمونية البديلة.

إذا لم تنجح أي وسيلة سابقة في العلاج، يقوم الطبيب باستئصال الغدة الكظرية الثنائية. هذه الطريقة سوف تشفي المريض من زيادة إنتاج الكورتيزول، لكنه بحاجة لتناول علاج هرموني بديل مدى الحياة.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cushing-syndrome/home/ovc-20197169

http://www.medicinenet.com/cushings_syndrome/article.htm

http://www.webmd.com/a-to-z-guides/cushing-syndrome#1

http://www.healthline.com/health/cushing-syndrome

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/shouldhaveseenit/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. محمد الغناج رد

    انا اعاني من كل الاعراض المتعلقة بمرض الغظة الدرقية.هل من علاج كافي لهدا المرض؟

    1. بدور الآغا رد

      أهلاً و سهلاً بك أخي محمد..
      بالنسبة للمشاكل الصحية المتعلقة بالغدد، سواءً الغدة الدرقية أو الكظرية، فالعلاج متوفر و الحمد لله. إنما يجب عليك المتابعة مع طبيب أخصائي الغدد الصماء، لإجراء التحاليل و الفحوصات اللازمة، و اختيار العلاج المناسب لك. أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك