أسباب و أعراض و أنواع اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي) و المضاعفات الناتجة عنه

7995 2
7995 2

اضطراب ثنائي القطب يُعرف أيضاً بمرض الهَوَس الاكتئابي. و هو عبارة عن اضطراب في الدماغ يسبب تقلبات غير طبيعية و حادّة في المزاج و الطاقة. هذه التقلبات تؤثر على النوم و النشاط و القدرة على تنفيذ المهام اليومية، و الحكم على الأمور، و التفكير بوضوح و صفاء الذهن.

قد تحدث تقلبات المزاج هذه بشكل نادر. أو قد تتكرر عدة مرات خلال العام. يتمثل المرض بوجود أعراض واضحة، و مشاكل ملحوظة في العمل أو المدرسة أو النشاطات الاجتماعية، فضلاً عن وجود صعوبات في العلاقات. حالات الهوس قد تحفز على حدوث نوبات الذهان التي تفصل المريض عن الواقع، و تتطلب العلاج في المشفى.

على الرغم من أن اضطراب ثنائي القطب هو مرض دائم مدى الحياة، لكن من الممكن التحكم بتقلبات المزاج، و الأعراض المرافقة لها، عن طريق عدة أساليب علاجية. في معظم الحالات يعتمد العلاج على المشاركة الدوائية و جلسات العلاج النفسي.

أنواع حالات اضطراب ثنائي القطب:

هنالك أربعة أنماط رئيسية من اضطراب ثنائي القطب:

جميعها تتضمن تقلبات حادة في المزاج و الطاقة و مستوى النشاط. هذه التقلبات تتراوح من حالات مزاجية عالية مليئة بالطاقة و النشاط، و تُعرف باسم حالات الهوس.
و من ثم تتغير إلى حالات شديدة الحزن و فقدان الأمل، و تُعرف باسم حالات الاكتئاب. و بينهما يوجد حالات هوس أقل شدة تُعرف باسم حالات الهوس الخفيف.

اضطراب ثنائي القطب الأول (حالات الهوس الشديد):

تستمر على الأقل سبعة أيام من حالات المزاجية العالية، ثم يليها حالات الاكتئاب الشديد و التي تستمر على الأقل أسبوعين.

في بعض الأحيان تحدث أعراض حالات الاكتئاب مع بعض أعراض حالات الهوس في وقت واحد. حيث يشعر المريض بالحزن الشديد و فقدان الأمل، مع الشعور بالطاقة في نفس الوقت.

تتمثل هذه المرحلة بمعاناة المريض من نوبة هوس واحدة على الأقل. و التي قد يليها أو يسبقها نوبة اكتئاب حادة. في بعض الحالات قد يؤدي الهوس إلى الذهان، و الانفصال عن الواقع.

اضطراب ثنائي القطب الثاني (نوبات الاكتئاب و حالات الهوس الخفيف):

و يتمثل بمعاناة المريض من نوبة اكتئاب حادة على الأقل، لكن دون وجود حالة هوس أو مع وجود حالة خفيفة فقط من الهوس، أقل وضوحاً من النوع السابق.

اضطراب ثنائي القطب الدوري (دوروية المزاج):

تتميز بفترات متعددة من أعراض الهوس يتخللها فترات متعددة من أعراض الاكتئاب، و التي تستمر على الأقل سنتين. لكن تكون أعراض كلا الحالتين خفيفة، و لا تشمل كل الأعراض. و بينهما يكون الشخص طبيعي للغاية.

اضطراب ثنائي القطب سريع التقلب و المشاكل الصحية المرتبطة به:

و يتمثل بوجود أعراض اضطراب ثنائي القطب، لكنه لا يتبع أي من التصنيفات الثلاث السابقة. و يعاني المريض من حدوث الحالات السابقة كلها خلال سنة واحدة. و  يرتبط عادةً بوجود مشاكل صحية أخرى، مثل متلازمة كوشينغ أو التصلب المتعدد أو السكتة الدماغية. أو نتيجة تناول بعض الأدوية أو الكحول.

أعراض اضطراب ثنائي القطب:

على الرغم من إمكانية الإصابة باضطراب ثنائي القطب في أي مرحلة عمرية، لكنه يحدث أكثر في فترة المراهقة، أو في أوائل العشرينات. قد تظهر الأعراض في فترات محددة و متكررة، أو متسارعة مثل فترة الحمل، أو مع تغير فصول السنة.

تسبب الأعراض تغيرات غير متوقعة في المزاج و السلوك. و تتراوح الأعراض و تختلف من شخص لآخر. كما تختلف شدتها من فترة لأخرى. و تشمل الأعراض التالية تبعاً لكل مرحلة:

أعراض و مظاهر مرحلة الهوس من اضطراب ثنائي القطب:

  • الشعور بوجود طاقة و مستويات نشاط عالية و الرغبة في القفز مثلاً.
  • وجود صعوبة في النوم.
  • استمرار فترة النشاط أكثر من المعتاد.
  • التحدث بسرعة قصوى و عن عدة أمور متنوعة معاً.
  • الشعور بالتهيج و الحساسية و الاضطراب أو تعكر المزاج سريعاً.
  • الشعور بأن أفكارك متسارعة.
  • الشعور بقدرتك على أداء عدة أمور معاً في آن واحد.
  • الثقة الزائدة في النفس و الشعور بداء العظمة و النشوة.
  • القيام بأمور خطيرة دون تفكير، كإنفاق مبالغ طائلة من المال.

أعراض و مظاهر مرحلة الاكتئاب من الاضطراب ثنائي القطب:

حيث تكون الأعراض شديدة بشكل كافٍ لتسبب صعوبة واضحة في أداء النشاطات اليومية يوماً بعد يوم، كالعمل و المدرسة و النشاطات الاجتماعية و العلاقات الشخصية.
و تتضمن هذه الحالة الأعراض التالية:

  • الشعور بالحزن و الفراغ و فقدان الأمل.
  • زيادة حالات البكاء خاصةً لدى الأطفال أو المراهقين.
  • فقدان الطاقة و النشاط.
  • صعوبة في النوم أو اضطرابات في النوم سواءً عدم القدرة على النوم أو النوم لساعات طويلة.
  • فقدان المتعة و عدم الشعور بالسعادة في أداء أي نشاط مهما كان.
  • الشعور بالقلق و الفراغ.
  • صعوبة في التركيز أو الفكير.
  • نسيان الأشياء كثيراً.
  • اضطرابات في تناول الطعام، سواءً تناول كمية كبيرة من الطعام أو تناول القليل جداً من الطعام.
  • تغيرات واضحة في الوزن سواءً فقدان الوزن غير المبرر دون القيام بأي نظام حمية غذائية، أو اكتساب الوزن.
  • الشعور بالتعب و الإرهاق.
  • التفكير في الموت و الانتحار.
  • الشعور بعدم القيمة أو الشعور بالذنب دون وجود سبب يدعو لذلك.

أعراض اضطراب ثنائي القطب عند الأطفال و المراهقين:

إن أعراض اضطراب ثنائي القطب من الصعب تعريفها و تحديدها عند الأطفال و المراهقين. حالات الاكتئاب أو الهوس لها مظاهر محددة نعم، إنما تختلف عن أنماط البالغين المصابين باضطراب ثنائي القطب. فتقلبات المزاج لدى الأطفال تتغير بشكل أسرع مما هي عليه في حالات البالغين. و تكون حادة و مبالغة، تختلف عن الحالات الطبيعية المعتادة لتقلبات المزاج لدى سائر الأطفال.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

على الرغم من تقلبات المزاج المتطرفة، إلا أن معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب لا يستطيعون تمييز مقدار العرقلة و عدم الاستقرار التي يسببها المرض على حياتهم اليومية و حياة أحبائهم.

إذا كنت تعاني من أعراض الاكتئاب أو الهوس، يجب عليك استشارة الطبيب. فأعراض اضطراب ثنائي القطب لا تتحسن لوحدها. لكن في حال تلقي العلاج المناسب، من الممكن السيطرة و التغلب على المرض و التحكم بالأعراض.

متى يجب عليك طلب الطوارئ:

إن التفكير في الانتحار من الأعراض الشائعة لدى بعض مرضى اضطراب ثنائي القطب. إذا كنت تعاني من اضطراب ثنائي القطب و شعرت بتوارد هذه الأفكار، سواءً لديك أو لدى مريض قريب منك، يجب عليك الاتصال بالطوارئ مباشرةً.

أسباب اضطراب ثنائي القطب و العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:

السبب الأساسي للمرض غير معروف، لكن هنالك العديد من الأسباب المؤدية لذلك و تتضمن ما يلي:

وجود فروقات و اختلافات بيولوجية:

فالشخص الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب يظهر لديه تغيرات فيزيولوجية في بنية الدماغ، و خلل في كيمياء الدماغ و النواقل العصبية الدماغية. ما تزال أهمية هذه التغيرات غير مؤكدة، لكنها قد تساعد في النهاية في تحديد سبب المرض.

عوامل وراثية:

إن مرض اضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعاً عند الأفراد الذين لديهم أقرباء من الدرجة الأولى (كالأخوة أو الوالدين) و مصابين بالمرض. و بالتالي فإن للجينات الوراثية دور في حدوث المرض.

و من العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:

  1. مواجهة حالات من التوتر العالية كالوفاة أو فقدان أحد الأحباب.
  2. تناول المخدرات أو فرط استهلاك الكحول.

المضاعفات الناتجة عن اضطراب ثنائي القطب:

في حال لم يتم علاج المرض قد يؤدي لمشاكل خطيرة تؤثر على كافة جوانب الحياة. و تتضمن ما يلي:

  1. مشاكل مرتبطة باستهلاك الكحول أو المخدرات.
  2. محاولات الانتحار.
  3. وجود مشاكل قانونية أو مالية.
  4. خلل في العلاقات الشخصية.
  5. عدم القدرة على العمل أو الدراسة.
  6. تأثير المرض على بعض المشاكل الصحية المتزامنة: في بعض الأحيان يرافق وجود اضطراب ثنائي القطب بعض المشاكل الصحية التي تحتاج للعلاج أيضاً. بعض الأمراض المرافقة قد تؤدي لتفاقم وضع اضطراب ثنائي القطب، أو تجعل العلاج أقل فعالية. و تتضمن هذه المشاكل الصحية ما يلي:
  • اضطرابات القلق.
  • اضطرابات تناول الطعام.
  • نقص الانتباه و فرط الحركة.
  • المشاكل الناتجة عن إدمان الكحول أو المخدرات.
  • مشاكل فيزيولوجية مثل الأمراض القلبية و مشاكل الغدة الدرقية و الصداع أو البدانة.

و للحديث تتمة 🙂

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bipolar-disorder/home/ovc-20307967

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/bipolar-disorder/index.shtml

http://www.medicalnewstoday.com/articles/37010.php

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/rachellbe/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. hsmza رد

    السلام عليكم
    أعاني الأعراض التي ذكرتموها عن المرض ما نوع الأطباء الذي يجب علي أن ازوره

    1. بدور الآغا رد

      و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخي الكريم.. أعراض مرض اضطراب ثنائي القطب تتشابه مع أعراض أمراض نفسية أخرى. لذلك قد يكون تشخيص المشكلة لديك حالة أخرى. بكل الأحوال يتم تشخيص المرض من قبل طبيب أخصائي بالأمراض النفسية و العصبية. أسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك