علاج اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي) و أهم النصائح للتغلب على المرض

9949 0
9949 0

في المقالة السابقة تحدثت عن أعراض و أسباب و أنواع اضطراب ثناني القطب (الهوس الاكتئابي). أما اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.

الاختبارات و التشخيص:

  • فحوصات بدنية: يقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات البدنية، و التحاليل المخبرية للكشف عن وجود أي مشكلة صحية أخرى تسبب هذه الأعراض.
  • التقييم النفسي: يتم إجراء جلسة بين الطبيب النفسي و المريض للتحدث حول أفكاره و مشاعره و أنماط سلوكه. و تقييم التقلبات النفسية لديه. حيث يطلب من المريض تسجيل دوري لحالات تقلبات المزاج لديه و أنماط النوم، و غيرها من العوامل التي تساعد في التشخيص و اختيار العلاج المناسب.

علاج اضطراب ثنائي القطب:

إن مرض اضطراب ثنائي القطب (الهوس الاكتئابي) هو مرض دائم مدى الحياة. لا يوجد علاج يقضي على المرض من جذوره. بل يهدف العلاج إلى تخفيف تكرار حالات الهوس و الاكتئاب، و تخفيف شدة الأعراض، للتمكن من متابعة الحياة بشكل طبيعي، و جعلها منتجة أكثر.

فعند اختيار العلاج المناسب، و المواظبة على تناول الدواء بانتظام، يمكن السيطرة على المرض، و التحكم بالأعراض. و ممارسة الحياة بشكل أفضل. أما المرضى الذين لا يواظبون على الدواء بانتظام، و يتجاوزون تناوله خلال فترة تحسن الأعراض، هم في الحقيقة يعيشون في خطورة من انتكاس الأعراض، أو الإصابة بتقلبات مزاج ثانوية، أو حالات أرق أو اكتئاب.

أدوية علاج اضطراب ثنائي القطب:

يعتمد اختيار نوع الدواء و الجرعة على شدة الأعراض. و تتضمن ما يلي:

أدوية تعديل المزاج:

و ذلك للتحكم بحالات الهوس. و من الأمثلة على هذه الأدوية مادة الليثيوم (ليثوبيد)، حمض فالبرويك (ديباكين)، ديفالبرويكس صوديوم (ديباكوت)، كاربامازيبين (تيغريتول) و مادة لاموتريجين (لاميكتال).

معالجة تعاطي المخدرات:

في حال كان المريض يعاني من فرط استهلاك الكحول أو المخدرات.

مضادات الذهان:

إذا استمرت أعراض الاكتئاب أو الهوس على الرغم من تناول الأدوية الأخرى، يقوم الطبيب بإضافة الأدوية المضادة للذهان. و من الأمثلة على ذلك: مادة أولانزابين، ريسبيريدون، زيبرازيدون، لورازيدون. قد يصف الطبيب هذه الأدوية لوحدها، أو بالمشاركة مع أدوية تعديل المزاج.

مضادات الاكتئاب:

و للتحكم بأعراض و حالات الاكتئاب، قد يصف الطبيب الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن على اعتبارها قد تحفز أحياناً لحالات الهوس، يتم وصفها عادةً إما لوحدها أو مع الأدوية التي تعدل المزاج، و ليس جميع هذه الأدوية معاً.

مشاركة دوائية بين مضادات الاكتئاب و مضادات الذهان معاً:

حيث يتم المشاركة بين مادة فلوكسيتين المضادة للاكتئاب و مادة أولانزابين المضادة للذهان.

الأدوية المضادة للقلق:

مثل مادة بينزوديازيبين التي تساعد في علاج حالات القلق، و تعزز النوم. لكنها توصف لفترة قصيرة من الزمن.

  • عملية اختيار الدواء المناسب لحالتك ليس بالأمر السهل، بل يحتاج للتحلي بالصبر. فالدواء المناسب لحالتك قد لا يكون مناسب لعلاج غيرك و العكس صحيح. لكن هنالك العديد من الفئات الدوائية التي سوف تساعدك في نهاية المطاف، و تتمكن من التغلب على المرض.
  • أدوية علاج اضطراب ثنائي القطب، تسبب بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوبة تبعاً لنوع الدواء المستخدم. لكن هذه الأعراض سوف تتحسن عندما يعتاد الجسم على الدواء، و يبدأ يعطي تحسن للأعراض.
  • في حال استمرت التأثيرات السلبية، يفضل مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو الدواء. لكن لا توقف الدواء و لا تغير الجرعة من تلقاء نفسك. لأنك سوف تعاني من أعراض انسحاب المادة الفعالة، و سوف تصبح الأعراض أسوأ.

الحمل و الإرضاع و أدوية اضطراب ثنائي القطب:

إن أدوية اضطراب ثنائي القطب ترتبط مع حدوث تشوهات للجنين و يتم إفرازها مع حليب الأم مثل حمض الفالبرويك و ديفالبرويكس الصوديوم. لذلك لا يجب استخدامها خلال الحمل أو الإرضاع. كذلك الأمر بالنسبة لحبوب منع الحمل يضعف تأثيرها عند مشاركتها مع أدوية اضطراب ثنائي القطب. لذلك يجب استشارة الطبيب عند التخطيط للحمل، بالنسبة للمرأة التي تعاني من اضطراب ثنائي القطب، للتمكن من متابعة الحمل و التحكم بالأعراض دون إلحاق الأذى بالجنين.

العلاج في المشفى:

إذا كان المريض يتصرف بطريقة خطيرة، أو يفكر في الانتحار. المرحلة الأولى من العلاج، تتمثل بالاعتماد على الأدوية و الاستشارات النفسية للتحكم بالأعراض.

العلاج النفسي:

يعتبر الجزء الحيوي من علاج اضطراب ثنائي القطب. و من الممكن تلقي العلاج بشكل فردي أو مع أفراد العائلة أو ضمن مجموعة من المرضى. و تتضمن الخيارات العلاجية النفسية ما يلي:

العلاج الشخصي الاجتماعي: (Interpersonal and social rhythm therapy (IPSRT

يركز على تحقيق التوازن ضمن مجريات الحياة اليومية كالنوم و المشي و مواعيد تناول الطعام. الحفاظ على روتين يومي منتظم يساعد في تحسين المزاج، و تأمين نوعية حياة أفضل للمريض.

العلاج السلوكي المعرفي: (Cognitive behavioral therapy (CBT

يركز على تعريف المريض على المعتقدات و التصرفات السلبية و غير الصحية، و استبدالها بأخرى إيجابية. كما يركز على العوامل المحفزة لحدوث نوبات اضطراب ثنائي القطب. و يساعد المريض على تعلم أساليب التحكم بحالات التوتر و التحكم بالأوضاع المحبطة.

التوعية النفسية للمريض و لأفراد عائلته: Psychoeducation

إن تثقيف المريض حول مرض اضطراب ثنائي القطب، يساعده و عائلته في فهم هذه الحالة بوضوح، و كيفية التعامل معها، و كيفية التغلب على الحالات الانتكاسية التي تأتي لاحقاً.

و من الخيارات العلاجية الأخرى:

بالاعتماد على حاجات المريض، و بالإضافة لعلاج الاكتئاب، قد يحتاج المريض لما يلي:

العلاج بالصدمات الكهربائية: (electroconvulsive therapy (ECT

حيث يتم تمرير صدمات كهربائية عبر دماغ المريض، لإحداث نوبات مختصرة و تحفيزها عمداً. هذه الصدمات تُحدث تغير في كيمياء الدماغ، مما قد يعاكس أعراض بعض الأمراض النفسية.

و تتضمن الحالات التي تستخدم فيها الصدمات الكهربائية ما يلي:

  • إذا لم يتلقى المريض أي تحسن على الأدوية السابقة.
  • إذا كانت المرأة حامل أو مرضع.
  • إذا كان المريض في حالة خطيرة قد تؤدي به للانتحار.

التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة: (Transcranial magnetic stimulation (TMS

يُعتبر أيضاً خيار علاجي آخر بالنسبة للمرضى الذين لم يستجيبوا على الأدوية.

نصائح للتغلب على المرض و التحكم بالأعراض و متابعة الحياة بشكل أفضل:

  1. عدم إيقاف أو تغيير الدواء من تلقاء نفسك دون مراجعة الطبيب. و عدم تجاوز أي جرعة. بل يجب الحرص على تناول الدواء ضمن المواعيد المحددة.
  2. الصدق و الصراحة مع الطبيب في كافة مراحل المرض و العلاج، للتمكن من توفير أفضل أساليب العلاج لكل حالة.
  3. التحلي بالصبر و الوعي، و الانتباه لكافة العوامل التي قد تحفز على حدوث نوبات جديدة للمرض. و عدم تناول أي دواء أو علاج بديل دون استشارة الطبيب، خوفاً من التفاعلات الدوائية المحتملة.
  4. الإقلاع عن تناول الكحول أو الأدوية غير الشرعية كالمخدرات و حبوب الهلوسة. فهذه العادات من أسوأ العوامل المؤثرة على مرضى اضطراب ثنائي القطب.
  5. تكوين علاقات جيدة مع الأشخاص الإيجابيين في البيئة المحيطة بالمريض. فالعامل النفسي للمريض هام للغاية. لذلك يجب الحرص على إحاطة المريض بأشخاص إيجابيين قادرين على تقديم الدعم و مساعدته في تلافي هذه المحنة.
  6. اتباع نظام روتيني صحي معين. يتمثل بتحديد ساعات و مواعيد النوم بشكل ثابت يومياً. كذلك الأمر بالنسبة لمواعيد تناول الطعام، و ممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة، و تناول طعام صحي.
  7. تسجيل مخطط أو رسم بياني لتقلبات المزاج. هذا الأسلوب يساعد في معرفة العوامل المحفزة لحدوث النوبات، لتجنبها و اختيار العلاج المناسب. كأن يسجل المريض تقلبات مزاجه بشكل يومي، عدد ساعات النوم، النشاطات التي مارسها، الأطعمة و الأدوية التي تناولها. و مع مراقبة هذه التغيرات يسهل على الطبيب تقييم حالة المريض، و تجنب المحفزات.
  8. التمتع بالإيجابية و الحماس، للتمكن من تصحيح العلاقات الهامة التي تضررت بسبب تقلبات المزاج الناتجة عن المرض. و بناء علاقات جديدة جيدة، تدعم المريض و تساعده على تخطي صعوبات المرض.
  9. تعلم أساليب الاسترخاء مثل رياضة اليوغا أو التدليك و غيرها من العوامل المساعدة على الاسترخاء.
  10. الانضمام لمجموعة من النشاطات لاستهلاك الطاقة في المكان الصحيح.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bipolar-disorder/home/ovc-20307967

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/bipolar-disorder/index.shtml

http://www.medicalnewstoday.com/articles/37010.php

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/133855278@N08/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك