اقترب فصل الشتاء و تقلبات الطقس و الإصابة بنزلات البرد و الانفلونزا (الرشح و الكريب). أعراضها المزعجة من آلام الجسم و ارتفاع الحرارة و الاحتقان الأنفي و القشعريرة، كفيلة بتعطيل أعمالك أو دراستك و قلب يومك إلى يوم بائس!
الوقاية خير من قنطار علاج، و بإمكانك العمل على تقوية مناعة جسمك، للحفاظ على صحتك قدر الإمكان. و تخفيف شدة الأعراض في حال الإصابة بالعدوى.
لكن هل تعلم أن هذه الأعراض المزعجة التي تعاني منها، هي جزء من عملية الشفاء الطبيعية، و ردود فعل من الجهاز المناعي الداخلي لمكافحة العدوى؟
على سبيل المثال، ارتفاع درجة الحرارة. هي وسيلة طبيعية يقوم بها الجهاز المناعي في محاولة القضاء على الفيروسات الممرضة. عن طريق رفع درجة حرارة الجسم أكثر من درجة الحرارة الطبيعية. و بالتالي يصبح الجسم بيئة غير مناسبة لهذه الفيروسات الممرضة، فتموت (الفيروسات).
بالإضافة لذلك، فإن حرارة الجسم العالية، تجعل البروتينات التي تقضي على الفيروسات في الدم، تتدفق بسرعة و فعالية أكبر.
أما السعال، فهو عَرَض آخر من الأعراض التي يعتمد عليه الجسم، لتنظيف الممرات التنفسية من المفرزات المخاطية الكثيفة، التي تحمل الجراثيم إلى الرئتين و باقي أجزاء الجسم.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
- هنالك العديد من الوصفات المنزلية للتغلب على أعراض نزلات البرد و العودة لممارسة مهامك اليومية. لكن في حال استمرار الأعراض و الشعور بالمرض لأكثر من أسبوع، فمن الضروري استشارة الطبيب.
- إذا كنت تعاني من مشاكل في التنفس، أو تسرع في معدل ضربات القلب، أو الشعور بالوهن و التعب الشديدين، أو كانت الأعراض شديدة. يجب استشارة الطبيب سريعاً.
العلاجات الطبيعية الفعالة للقضاء على نزلات البرد و الانفلونزا، إليك ما يلي:
حساء الدجاج:
قد لا يكون الحساء هو العلاج التام للعدوى، إنما يُعتبر من الخيارات الممتازة لتقوية مناعة المريض.
تُشير الدراسات إلى أن المواد الغذائية الموجودة في حساء الدجاج و الخضار، تتميز بفعاليتها في خفض أعراض التهابات الجهاز التنفسي العلوي. كما تعمل على ترطيب الجسم، و الحفاظ على السوائل الضرورية للجسم.
الزنجبيل:
اشتُهر الزنجبيل بفوائده الصحية العظيمة منذ عدة عهود. يتميز بخصائص علاجية عديدة. غلي بضع شرائح من جذور الزنجبيل الطازج مع الماء، يساعد في تهدئة السعال و علاج التهاب البلعوم. كما يساعد في التغلب على أعراض الغثيان و نزلات البرد و الانفلونزا.
العسل:
يتميز العسل بالعديد من الخصائص المضادة للبكتيريا و المضادة للميكروبات. إن تناول شاي مع العسل و الليمون، يساعد في تطرية الحلق و تخفيف آلام البلعوم.
تُشير الدراسات إلى أن العسل فعال في تثبيط السعال أيضاً. و المواظبة على تناول 10 غ من العسل يومياً قبل النوم، تساعد في تخفيف أعراض السعال و نزلات البرد. لكن يجب عدم إعطاء العسل للطفل أقل من عمر السنة، لأنه غالباً ما يحتوي على أبواغ البوتولينيوم. و على اعتبار أن جهاز المناعة بالنسبة للطفل (أقل من عمر السنة) غير متطور بعد، قد تسبب له الأمراض، و لا يستطيع مكافحتها. لكن بالنسبة للأفراد الأكبر سناً، لا تؤثر على المناعة.
الثوم:
يحتوي الثوم على مركب يدعى الأليسين (allicin) الذي يتميز بخصائص مضادة للميكروبات.
إن إضافة الثوم أو المتممات الغذائية التي تحتوي على الثوم، ضمن نظامك الغذائي، تساعد في خفض شدة أعراض نزلات البرد و الانفلونزا. و تعمل على تقوية مناعة الجسم. و مكافحة مختلف العوامل الممرضة.
نبات إشيناسيا: Echinacea
اشتُهرت هذه النبتة بخصائصها العلاجية الفعالة في مكافحة العدوى و الالتهابات منذ أكثر من 400 سنة. تحتوي مكوناتها الفعالة على مركبات الفلافونويد التي تتمتع بفوائد صحية عديدة، بما في ذلك تعزيز مناعة الجسم و مكافحة الالتهابات.
و تُشير الدراسات إلى أن تناول شاي هذه النبتة، يساعد في خفض خطورة الإصابة بنزلات البرد و الانفلونزا بنسبة أكثر من 50 %. كما تعمل على تخفيف شدة الأعراض في حال الإصابة بالعدوى.
فيتامين ج:
لا تخفى الفوائد الصحية التي يتميز بها فيتامين ج. حيث يلعب دوراً هاماً في تعزيز صحة الجسم. بمختلف أشكاله سواءً الليمون أو البرتقال أو الخضروات ذات الأوراق الخضراء و غيرها من الفواكه و الخضار، جيمعها تعتبر من المصادر الغنية بفيتامين ج.
إن إضافة الليمون الطازج لكوب الشاي الساخن مع العسل، تساعد في التخلص من البلغم. كذلك الأمر في حال تناول الليمونادة الباردة.
على الرغم من أن هذه المشروبات قد لا تساعدك في التخلص من العدوى نهائياً. لكنها تخفف الأعراض بشكل ملحوظ و تقوي الجهاز المناعي الداخلي.
الحصول على كمية كافية من فيتامين ج بشكل يومي، يساعد في مكافحة التهابات الجهاز التنفسي العلوي و غيره من الأمراض.
مركبات البروبيوتيك:
البروبيوتيك هي صديقة البكتيريا النافعة و الخمائر الطبيعية الصحية التي تعيش بشكل طبيعي في الجسم و تتواجد في بعض أنواع الأطعمة و المتممات الغذائية.
تساعد في الحفاظ على صحة القناة الهضمية و الجهاز المناعي الداخلي.
تُشير الدراسات إلى أن مركبات البروبيوتيك تساعد في الوقاية من الإصابة بالأمراض، خاصةً الالتهابات التنفسية التي تكثر مع اقتراب فصل الشتاء.
للحصول على مركبات البروبيوتيك بشكل طبيعي و لذيذ، ينصح بإضافة اللبن لنظامك الغذائي بشكل أساسي. فهو من الأطعمة الغنة جداً بمركبات البروبيوتيك. عدا عن غناه (اللبن) بمركات البروبيوتيك الصحية، يحتوي اللبن على العديد من المواد الغذائية الأساسية سواءً البروتينات و الكالسيوم.
تناول الأطعمة الغنية بالمواد الغذائية المكافحة للعدوى:
- الموز أو الأرز يساعد في تخفيف اضطرابات المعدة و الإسهال.
- التوت البري يساعد في القضاء على الإسهال و يحتوي على نسبة عالية من مادة الأسبيرين الطبيعية التي تعمل على خفض الحرارة و تسكين الألم.
- الفيلفلة الحارة تساعد في القضاء على المفرزات المخاطية.
- البصل يحتوي على المركبات الكيميائية النباتية التي تساعد في تطهير الجهاز التنفسي من العوامل الممرضى.
- الشاي الأخضر يحتوي على مادة كاتيشين التي تتميز بخصائص المضادات الحيوية و المضادة للإسهال.
و من الخيارات العلاجية الأخرى للتغلب على نزلات البرد و الانفلونزا:
الماء المملح:
إن الغرغرة بواسطة الماء المملح تساعد في الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي العلوي. كما تعمل على خفض شدة الأعراض. حيث تخفف التهاب و آلام البلعوم و الاحتقان الأنفي.
المضمضة بواسطة الماء المملح تساعد في تخفيف و انحلال المفرزات المخاطية التي تحتوي عادةً على البكتيريا و غيرها من المواد المسببة للحساسية.
لاستخدام الماء اللملح، ينصح بإضافة ملعقة صغيرة من الملح إلى كوب كامل من الماء. و الغرغرة في كافة اتجاهات الفم و البلعوم و من ثم لفظه خارجاً (و ليس ابتلاعه!).
ترطيب الجو:
فيروس الانفلونزا ينتشر بسهولة في البيئة الجافة. عند الحفاظ على ترطيب جو المنزل، قد يخفف من التعرض للفيروسات الممرضة.
الحفاظ على جو رطب في المنزل تساعد في خفض الالتهابات الأنفية و تجعل عملية التنفس أسهل.
إضافة جهاز رذاذ مرطب لغرفتك النوم، قد يساعدك على النوم براحة أكبر. خاصةً في فصل الشتاء نتيجة التدفئة المنزلية الجافة، التي تجعل الأعراض أسوأ.
إضافة بضع قطرات من زيت الأوكالبتوس تساعد أيضاً في تحفيز عملية التنفس.
في حال استخدام جهاز الرذاذ المرطب المنزلي، يجب تغيير الماء يومياً لمنع نمو العفن و غيرها من الفطريات.
حمام دافئ:
للحصول على نفس النتيجة دون استخدام رذاذ مرطب، ينصج بأخذ حمام دافئ طويل مشبع بالبخار.
تنظيف الأنف بشكل متكرر:
من الضروري الحرص على تنظيف الأنف و التخلص من المفرزات المخاطية بشكل متكرر في حالات نزلات البرد. بدلاً من سحب المفرزات للخلف لداخل الجسم!
علاج انسداد الأنف بواسطة الماء المملح:
يساعد الماء المملح في علاج الاحتقان الأنفي، بينما يقوم أيضاً بإزالة الفيروسات و البكتيريا من أنفك.
- يمكنك مزج ربع ملعقة صغيرة من البيكنغ صودا في 200 مل من الماء الدافئ.
- استخدم محقن لسحب الماء المملح و غسل داخل الأنف به.
- يتم سد أحد فتحتي الأنف عن طريق الضغط عليه بلطف بالإصبع. و غسل الفتحة الثانية من الأنف بواسطة الماء المملح. ثم تصفيتها من الماء. و تكرار العملية 2-3 مرات.
- ثم تطبيق نفس الطريقة على الفتحة الثانية من الأنف.
تدفئة الجسم و الحصول على قسطٍ كافِ من الراحة.
تناول كمية وفيرة من السوائل الدافئة غير الحاوية على كافئين:
- تساعد المشروبات الدافئة في تخفيف الاحتقان الأنفي و الوقاية من التجفاف و تطرية الأغشية المخاطية الملتهبة التي تبطن الأنف و البلعوم.
- تناول كوب من شاي الأعشاب الدافئ و إضافة ملعقة صغيرة من العسل، له مفعول هائل في تخفيف الأعراض.
وضع وسادة إضافة تحت الرأس قبل النوم:
إن عملية رفع الرأس تساعد في تخفيف الاحتقان و الضغط عن المجاري التنفسية.
لكن من الجدير بالذكر، أن بعض الأكراض و حالات العدوى الأخرى، مثل التهاب القصبات، التهاب السحايا، التهاب اللوزتين، الربو. هذه الأمراض تتشابه أعراضها مع أعراض نزلات البرد. لذلك في حال كانت الأعراض شديدة، أو لم تجد تحسن خلال بضعة أيام، ينصح باستشارة الطبيب.
المراجع:
https://www.webmd.com/cold-and-flu/12-tips-prevent-colds-flu-1#1
https://www.webmd.com/cold-and-flu/features/treating-flu-at-home#1
https://www.healthline.com/health/cold-flu/home-remedies#learn-more
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/common-cold/in-depth/cold-remedies/art-20046403