مرض الزحار أو دوسنتاريا هو عبارة عن عدوى تصيب الأمعاء. تُسبب إسهال حاد، يرافقه نزف دموي. في بعض الحالات يرافق ذلك أيضاً وجود مفرزات مخاطية في البراز. تستمر الأعراض عادةً من 3-7 أيام.
أعراض مرض الزحار:
و تتضمن الأعراض الأخرى بالإضافة لما سبق:
- ألم و تشنجات في البطن.
- الغثيان و الإقياء.
- ارتفاع درجة الحرارة (الحمى) 38 درجة أو أكثر.
- التجفاف و الذي قد يصبح مهدد للحياة إذا لم يتم علاجه.
ينتشر مرض الزحار عادةً نتيجة قلة النظافة. على سبيل المثال إذا كان الشخص مصاباً بداء دوسنتاريا، و لم يغسل يديه جيداً بعد استخدام التواليت. فإن أي شيء قد يلمسه قد تنتقل له العدوى. كما ينتشر المرض أيضاً عن طريق الطعام أو الماء الملوث بالبراز الذي يحمل العدوى.
يجب غسل اليدين جيداً و العناية بنظافة الطعام و الشراب للوقاية من انتشار العدوى و الحماية من الإصابة بالمرض.
أنواع مرض الزحار:
يتم تصنيف نوع الزحار تبعاً لنوع الأحياء الدقيقة المسببة للعدوى إما الزحار الجرثومي ( دوسنتاريا بكتيرية) أو الزحار الأميبي.
الزحار البكتيري:
يحدث بسبب العدوى ببعض أنواع البكتيريا مثل Shigella, Campylobacter, Salmonella, أو enterohemorrhagic E. Coli .
الإسهال الناتج عن الإصابة بجرثومة Shigella، يُعرف أيضاً باسم داء الشيغيلات (الزحار العصوي). و هو أكثر أنواع الزحار شيوعاً.
أما الزحار الأميني:
يحدث بسبب نوع من الطفيليات أحادي الخلية، يُصيب الأمعاء، و يُعرف باسم داء الأميبات. هذا النوع من العدوى أقل شيوعاً. و يتواجد في المناطق الاستوائية التي تفتقر للظروف الصحية الجيدة. و في معظم حالات عدوى الأميبات، تصيب الأفراد أثناء سفرهم لهذه المناطق الاستوائية.
أسباب الإصابة بمرض الزحار و العوامل المؤدية لزيادة خطورة انتقال العدوى:
- تحدث الإصابة بداء الشيغيلات أو داء الأميبات نتيجة سوء الصرف الصحي. أي في البيئة التي يلامس فيها الشخص السليم، براز شخص يحمل العدوى. و يتم ذلك من خلال الطعام الملوث بالعدوى.
أو الماء الملوثة أو غيرها من المشروبات. - قلة النظافة الشخصية و عدم غسل اليدين جيداً بالنسبة للشخص الذي يحمل العدوى.
- السباحة في مياه ملوثة مثل البحيرات أو أحواض السباحة.
- أو الملامسة الجسدية.
يُعتبر الأطفال أكثر الحالات خطورة للإصابة بالعدوى. لكن أي شخص آخر، و في أي مرحلة عمرية أيضاً، هو مُعرّض للإصابة بالعدوى. من الممكن انتشار المرض بسهولة من شخص لآخر
داء الشيغيلات:
تنتشر بسهولة بين الأفراد الذين على اتصال وثيق مع الشخص المصاب، مثل: أفراد العائلة في نفس المنزل، أو في مراكز الرعاية اليومية أو المدارس أو دور رعاية المسنين.
داء الأميبات:
ينتشر بشكل أساسي من خلال تناول الطعام أو الشراب الملوث في المناطق التي تفتقر للصرف الصحي.
الاختبارات و التشخيص:
عند ظهور أعراض الزحار، يجب استشارة الطبيب. فإذا لم يتم علاجها، قد تؤدي إلى حالات تجفاف خطيرة، و تصبح مهددة للحياة.
خلال فحص الطبيب، يتم مراقبة الأعراض و السؤال ما إذا كان المريض مسافراً مؤخراً أم لا. يجب الإشارة لأي سفر أو وجهة خارج البلد. هذه المعلومات تساعد الطبيب في اكتشاف الأسباب المحتملة للأعراض.
هنالك العديد من المشاكل الصحية المسببة للإسهال. إذا لم يكن المريض يعاني من أي أعراض أخرى من الزحار، يطلب الطبيب إجراء اختبار (تحليل للدم و تحليل للبراز) للكشف عن وجود البكتيريا و تحديد نوعها و اختيار العلاج المناسب.
علاج الزحار (دوسنتاريا):
في الحالات الخفيفة أو المعتدلة من الزحار الجرثومي:
يتم العلاج عادةً عن طريق الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة. بالإضافة لتناول كمية وفيرة من السوائل.
تساعد بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مادة بيسموث bismuth subsalicylate في علاج التشنجات و الإسهال.
يجب الامتناع عن تناول الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء مثل مادة لوبراميد أو لاموتيل مما يجعل المشكلة أسوأ.
أما الحالات الشديدة من الزحار البكتيري أو الجرثومي:
يتم علاجها عن طريق تناول المضادات الحيوية. لكن في بعض الحالات تكون البكتيريا مقاومة للعلاج. في هذه الحالة إذا لم يجد المريض أي تحسن بعد يومين أو ثلاثة، يجب مراجعة الطبيب لتغيير الدواء.
الزحار الأميبي:
يتم علاجه عن طريق مادة ميترونيدازول (فلاجيل) أو مادة تينيدازول. هذه الأدوية تقضي على الطفيليات.
في بعض الحالات يحتاج المريض لمتابعة العلاج فترة إضافية للتأكد من القضاء على الطفيليات. أما في الحالات الأكثر شدة، قد يلجأ الطبيب إلى الحقن الوريدي و الوقاية من التجفاف.
المضاعفات الناتجة عن الإصابة بمرض الزحار:
في بعض الحالات قد يؤدي مرض الزحار (دوسنتاريا) إلى عدة مضاعفات محتملة تتضمن ما يلي:
- التهاب المفاصل: و قد يصاب بها 2% من حالات الزحار من النوع الشيغيلات. حيث يعاني المريض من ألم في المفاصل و حساسية في العين و ألم عند التبول. و قد تستمر الأعراض عدة أشهر إلى سنوات.
- عدوى في مجرى الدم: تعتبر من الحالات النادرة لكنها تصيب عادةً ذوي المناعة المنخفضة كما في حالات فيروس نقص المناعة المكتسبة أو السرطان.
- نوبات الصرع: قد يعاني بعض الأطفال الصغار من نوبات صرع مرافقة للزحار. لكنها تزول من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج.
- متلازمة انحلال الدم اليوريمي: في بعض الأحيان في حالات داء الشيغيلات، قد تسبب البكتيريا سموم في الجسم تؤدي لتلف خلايا كريات الدم الحمراء.
- في حالات نادرة من داء الأميبات، قد تسبب تقرحات في الكبد (خرّاج في الكبد) أو قد تنتشر الطفيليات إلى الرئة أو الدماغ.
ملاحظات:
- داء الشيغيلات تتماثل للشفاء عادةً خلال أسبوع دون الحاجة لوصفة طبية.
- إذا كنت مصاباً بداء الزحار الجرثومي، تجنب تحضير الطعام للآخرين و لا تذهب إلى أحواض السباحة.
- أما لمن يعاني من دء الشيغيلات و بحاجة للذهاب إلى العمل مع الأطفال أو تحضير الطعام أو يعمل في دور الرعاية، يجب عليه البقاء في المنزل إلى أن يتوقف الإسهال تماماً.
- إذا كان أحد الزوجين يعاني من الزحار، يجب الامتناع عن ممارسة الجنس إلى أن يتوقف الإسهال نهائياً.
- بالنسبة لداء الأميبات تستمر الأعراض من بضعة أيام إلى عدة أسابيع. و في حال الشك بوجود هذه العدوى يجب مراجعة الطبيب على الفور للقضاء على الطفيليات المسببات للمرض و لتجنب حدوث المضاعفات.
أساليب الوقاية من الزحار:
- العناية بالنظافة الشخصية و غسل اليدين بشكل متكرر.
- الانتباه أثناء تغيير حفاضات الطفل المريض.
- عدم ابتلاع الماء أثناء السباحة.
- أفضل طريقة للوقاية من الزحار الأميبي هي عن طريق الانتباه لنوعية الطعام و الشراب الذي نتناوله.
و في حالات السفر إلى المناطق التي تكثر فيها العدوى، يجب الانتباه و تجنب ما يلي:
- المشروبات التي تحتوي على قطع ثلج.
- المشروبات غير محكمة الإغلاق.
- الأطعمة التي تُباع في الشارع.
- الفواكه و الخضروات المقشرة.
- الحليب أو الجبن غير المبستر.
أنواع المياه آمنة الاستخدام:
- عبوات المياه المعدنية محكمة الإغلاق.
- المياه الغازية في العلب المعدنية أو الزجاجات محكمة الإغلاق.
- مياه الصنبور بعد أن يتم غليها لمدة دقيقة واحدة على الأقل.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/digestive-health/dysentery
https://www.medicalnewstoday.com/articles/171193.php
https://www.nhs.uk/conditions/dysentery/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/minustah/