جفاف العين من المشاكل الصحية الشائعة التي تحدث عندما لا تعد كمية الدموع قادرة على توفير نسبة جيدة من الرطوبة للعين.
هنالك العديد من الأسباب التي تؤدي لذلك. على سبيل المثال قد يحدث جفاف للعين إذا لم يتم إنتاج كمية كافية من الدموع، أو إذا كانت نوعية الدموع غير جيدة.
جفاف العين يُشعرك بعدم الراحة، بالإضافة للإحساس بالحرقة أو وجود شيء داخل العين. و قد تعاني من جفاف العين في حالات معينة فقط، كما في حالات ركوب الدراجة أو الطائرة، أو وجودك في غرفة مكيفة بالهواء، أو بعد النظر لشاشة الكومبيوتر أو الموبايل لبضعة ساعات.
إن علاج جفاف العين يُبدي نتائج فعالة و يُشعرك بالراحة. و تتضمن الخيارات العلاجية تغيير العادات اليومية بالإضافة لاستخدام القطرات العينية.
أعراض جفاف العين:
تحدث الأعراض عادةً في كلا العينين معاً و تتضمن ما يلي:
- الشعور بالحرقة أو خدش داخل العين.
- وجود مفرزات مخاطية داخل أو حول العين.
- الحساسية للضوء.
- احمرار و حكة في العين.
- عدم القدرة على ارتداء العدسات اللاصقة.
- صعوبة في القيادة أثناء الليل (صعوبة الرؤية في الليل).
- زيادة إفراز الدموع، و هي استجابة الجسم، و رد فعل على تهيج و جفاف العين.
- تشوش الرؤية و الشعور بإرهاق العين.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
إذا أصبحت الأعراض مزعجة، و استمرت فترة من الزمن، بما في ذلك احمرار و تهيج العين، بالإضافة للشعور بألم أو إرهاق العين.
أسباب جفاف العين:
تتكون الدموع من الماء و الزيوت الدسمة و المفرزات المخاطية و الشوادر و البروتينات و الأجسام المضادة التي تقضي على العوامل الممرضة. هذا المزيج يعمل على الحفاظ على سطح العين ناعمة رطبة و معقمة، مما يحقق الرؤية بوضوح، بالإضافة لحماية العين من العدوى و الالتهابات.
بالنسبة لبعض الحالات، إن سبب جفاف العين هو قلة إنتاج الدموع، أما بالنسبة للبعض الآخر فيعود السبب لزيادة تبخر الدموع، و خلل في توازن و تركيب الدموع.
الطبقات الثلاث المكونة للدموع:
تتكون الدموع من ثلاث طبقات و هي الماء و الزيوت و المفرزات المخاطية.
- الطبقة العلوية هي الزيوت، و التي تأتي من حافة الأجفان. حيث توجد غدد تعمل على إنتاج الزيوت الدسمة. هذه الزيوت توفر النعومة لسطح الدموع، و تبطئ نسبة التبخر. عند حدوث خلل في نسبة الزيوت الموجودة في الدموع، يؤدي ذلك لزيادة تبخر الدموع. كما تسبب التهابات الأجفان لانسداد هذه الغدد أيضاً، و بالتالي جفاف العين.
- الطبقة الوسطى من الدموع، و هي الأكثر سماكة تتكون من الماء و الأملاح و الشوارد. تنتج الغدد الدمعية هذه الطبقة. تقوم بتنظيف العين و غسلها من جزيئات المواد المسببة للتهيج. أي خلل يحدث في نسبة الطبقة الوسطى من الدموع، يؤدي لعدم توازن تركيب الدموع.
- الطبقة الداخلية من الدموع هي عبارة عن المفرزات المخاطية التي تسمح للدموع بالانتشار بسهولة في كامل محيط العينين. و عند حدوث خلل في مفرزات هذه الطبقة، يؤدي ذلك لتشكل بقع جافة على سطح القرنية، و عدم التمكن من ترطيب طبقة القرنية (السطح الأمامي للعين).
قلة إنتاج الدموع:
يحدث جفاف العين عندما لم يعد باستطاعتك إنتاج كمية كافية من الدموع. المصطلح الطبي لهذه الحالة التهاب القرنية و الملتحمة الجاف.
من الأسباب الشائعة لقلة إنتاج الدموع ما يلي:
- التقدم في السن.
- بعض المشاكل الصحية، بما في ذلك داء السكري، التهاب المفاصل الروماتيزم، الذئبة، اضطرابات الغدة الدرقية، متلازمة شيغرن و نقص فيتامين أ.
- بعض الأدوية الطبية، مثل مضادات الهيستامين، مضادات الاحتقان، العلاج بالهرمونات البديلة، مضادات الاكتئاب، أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، أدوية حب الشباب، حبوب منع الحمل و أدوية علاج الباركنسون.
- إجراء جراحة الليزر للعين، تكون من تأثيراتها الجانبية المؤقتة جفاف العين.
- ضرر أو تلف الغدد المفرزة للدموع بسبب الالتهابات أو الأشعة.
زيادة تبخر الدموع:
من الأسباب الشائعة لذلك ما يلي:
- الرياح أو الدخان أو الهواء الجاف.
- طرف العين (رَمش العين) أقل من الطبيعي، و يحدث ذلك عندما تكون في حالة تركيز مثل أثناء القراءة أو القيادة أو العمل أمام شاشة الكومبيوتر.
- مشاكل في الجفن مثل انقلاب الجفن للداخل أو الخارج.
خلل في توازن تركيب الدموع:
كما ذكرتُ سابقاً تتكون الدموع من ثلاث مكونات رئيسية و هي الزيوت و الماء و المفرزات المخاطية. و عند وجود مشكلة في أي من هذه المكونات، يؤدي ذلك لجفاف العين. و يُعتبر انسداد الغدد المنتجة للزيوت، هي أكثر الأسباب الشائعة لجفاف العين في حالات التهاب الأجفان.
العوامل الخطيرة المؤدية لجفاف العين:
- التقدم في السن (بعد سن الخمسين): فمع التقدم في السم يبدأ إنتاج الدموع بالتناقص.
- الجنس: المرأة أكثر عرضة لجفاف العين، خاصةً إذا كانت تعاني من تغيرات و اضطرابات هرمونية نتيجة الحمل أو استخدام حبوب منع الحمل أو بعد سن اليأس.
- قلة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على فيتامين أ. يتواجد فيتامين أ في الكبد و الجزر و البروكلي. أو قلة استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الأوميغا3. يتواجد الأوميغا3 في الأسماك و المكسرات و الزيوت النباتية.
- ارتداء العدسات اللاصقة.
المضاعفات الناتجة عن جفاف العين:
التهابات العين:
الدموع تحمي العين من الالتهابات، و دون وجود كمية كافية من الدموع، قد تؤدي لزيادة خطورة التهابات العين.
تلف في سطح العين:
إذا لم يتم علاج جفاف العين، قد يؤدي ذلك إلأى التهابات العين، و تآكل سطح القرنية، و حدوث تقرحات فيها و مشاكل في الرؤية.
التأثير على الحياة اليومية:
مثل عدم القدرة على أداء بعض النشاطات كالقراءة مثلاُ.
الاختبارات و التشخيص:
- فحص شامل للعين: يتضمن التاريخ الصحي الكامل للمريض لتشخيص أسباب جفاف العين.
- حساب كمية الدموع: يقوم الطبيب بقياس كمية إنتاج الدموع باستخدام اختبار شيرمر. في هذا الاختبار يتم وضع شرائط من ورق النشاف تحت الجفن السفلي من العين. و بعد مرور خمس دقائق يقوم الطبيب بقياس كمية الدموع التي امتصها الورق النشاف.
- فحص جودة و مكونات الدموع: يتم استخدام صبغة خاصة لحساب حالة سطح العين. يقوم الطبيب بمراقبة أنماط الصبغات على القرنية، و يقيس الزمن الذي احتاجه قبل تبخر الدموع.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/dry-eyes/basics/causes/con-20024129
http://www.nhs.uk/Conditions/Dry-eye-syndrome/Pages/Causes.aspx
http://www.webmd.com/eye-health/eye-health-dry-eyes#1
http://www.medicalnewstoday.com/articles/170743.php
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/rosaceafacts/