تأثير الحالة النفسية على الصحة البدنية.. ماهي أسبابها و كيفية التغلب عليها

1129 0
1129 0
الحالة النفسية

بالنسبة لمعظم الأفراد، قد تبدو الصحة البدنية و الصحة العقلية أمرين مختلفين. لكن في الحقيقة، هنالك ارتباط وثيق، و تأثير كبير بين الصحة البدنية و العقلية.

عندما تتمتع بصحة عقلية و نفسية جيدة. تتحسن صحتك البدنية. و ترتفع مناعة جسمك أيضاً.

في الوقت نفسه، عندما تتمتع بصحة جسدية جيدة، ينعكس الأمر كذلك على الصحة العقلية.

عندما نأخذ فكرة جيدة عن العلاقة بين الصحة النفسية والبدنية، سوف نعرف كيف تؤثر على بعضها البعض. و أهمية العناية بالجانبين النفسي و البدني، للتمتع بالصحة والسعادة و عيش حياةٍ أفضل.

ماذا يحدث عندما تتراجع أو تتدهور الصحة النفسية أو العقلية؟

عندما تتمتع بصحة عقلية جيدة، ستحافظ على صحتك البدنية، و تبدو بحال أفضل.

من ناحية أخرى، عندما تتراجع صحتك النفسية، قد تتبعها الصحة البدنية و تتراجع هي أيضاً، إذا تم إهمال الموضوع.

قد يسيطر الاكتئاب مثلاً، على أفكار و سلوك الشخص. فيفقد متعته في الحياة. ولا يُعير اهتماماً لصحته الجسدية. لا يركّز على غذائه الصحي. و قد يلجأ للتدخين و الكحول و تعاطي المخدرات. مما يزيد الأمر سوءاً.

ماذا يحدث عندما تتراجع الصحة البدنية؟

كثيرٌ منا يعتبر الصحة أمراً مسلّماً به.

عندما تعمل أجسادنا بشكل صحيح، قد ننسى نعمة الصحة و أهميتها، و لا نفكر بها. و كأنها أمر دائم لن يزول!

عاجلاً أم آجلاً، سنصل جميعاً إلى نقطة، نُدرك فيها لماذا لا ينبغي علينا أن نعتبر صحتنا كأمر مُسَلَّم به.

على سبيل المثال، عندما يكسر شخص ما ساقه. و لم يعد بإمكانه أن يمشي دون مساعدة. سينصبَّّ تفكير و تركيز هذا الشخص بمدى روعة المشي لوحده مرة أخرى. دون الحاجة لمساعدة و دون عكّاز مثلاً.

قبل وقوع الحادث، من المحتمل أنه لم يقضي الكثير من الوقت في التفكير بأهمية المشي على ساقيه!

كذلك الأمر عندما يتم تشخيص الفرد على أنه مصاب بأمر خطير، مثل السرطان أو النوبة القلبية أو السكتة الدماعية.

قد يكون من الصعب بالنسبة له، الحفاظ على نظرته المتفائلة للحياة. مما قد يؤدي به إلى الاكتئاب. و يؤثر على حالته النفسية و تتفاقم ظروفه.

أسباب تأثير الصحة العقلية على الصحة البدنية:

تظهر نتائج الداسات أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية، هم أكثر عرضة للإصابة بالمشاكل الصحية الجسدية أيضاً.

و قد يعود السبب لعدة عوامل مختلفة، تتضمن:

عوامل وراثية:

فالجينات التي لها علاقة بتطور مشاكل صحية عقلية، هي نفسها قد تلعب دوراً في تطور مشاكل بدنية أيضاً.

انخفاض الدافع:

بعض المشاكل الصحية العقلية، أو الأدوية النفسية، يمكن أن تؤثر على طاقتك و دافعك للعناية بنفسك.

صعوبة التركيز و التخطيط:

قد يجد المريض صعوبة في ترتيب و حضور المواعيد الطبية، إذا كانت المشكلة النفسية تؤثر على تركيزه.

عدم وجود الدعم لتغيير السلوك غير الصحي:

قد تتأثر صحة الشخص بحيث يصبح غير قادراً على اتخاذ القرارات أو إحداث تغييرات. وبالتالي في حال عدم وجود الدعم، قد لا يتمكن الشخص من الإقلاع عن التدخين أو التخلي عن الكحول على سبيل المثال. على الرغم من الأذى الذي تسببه له هذه المواد!

عدم اللجوء إلى الطبيب أساساً:

قد لا يلجأ الشخص الذي يعاني من مشاكل نفسية إلى الطبيب. مما يؤدي لتفاقم المشكلة و ظهور مضاعفات قد تؤثر لاحقاً على الصحة البدنية أيضاً.

أهم النصائح لتعزيز الصحة النفسية و البدنية:

اتباع نظام غذائي صحي:

إذا كنت تعاني من مشاكل صحية سواء بدنية أو نفسية، قد تجد فائدة ملحوظة من خلال الانتباه لنوعية الأطعمة المتناولة.

تجنّب الوجبات السريعة و الأطعمة المشبعة بالدهون و السكريات و الأملاح. و اعتمد بدلاً عنها على الخضروات و الفواكه و الحبوب الكاملة.

مما يحسن مزاجك، و يقلل خطر تطور السرطان و يعزز صحة الجهاز الهضمي.

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام:

إن ممارسة الرياضة بشكل منتظم، يعزز الصحة البدنية. و يساعد على إنقاص الوزن، و الوقاية من البدانة، و زيادة مستويات الطاقة و النشاط.

في الوقت نفسه، فإن ممارسة الرياضة تحسن الصحة النفسية، و تخفف أعراض الاكتئاب و القلق. و تساهم في زيادة مستويات هرمونات السعادة.

الحصول على كمية كافية من النوم في الليل:

عندما لا نحصل على كمية كافية من النوم، سيؤثر ذلك على أدائك في صباح اليوم التالي.

مع استمرار هذه المشكلة، و دون الحصول على كمية كافية من النوم، ستنخفض مقدار الطاقة و النشاط. و ينخفض معدل التركيز. و تزداد خطورة الإصابة بالأمراض القلبية و داء السكري و ارتفاع ضغط الدم و حالات القلق و الاكتئاب.

الابتعاد عن الكحول و المخدرات:

إن فرط استهلاك الكحول و تعاطي المخدرات، لن يؤثر فقط على صحة الجسم البدنية. بل يرتبط كذلك بالصحة العقلية، بما في ذلك زيادة حالات الاكتئاب و القلق.

تجنب استخدام هذه المواد، و استبدالها بأطعمة و مشروبات صحية، سيُحسّن الصحة العقلية و الجسدية.

ممارسة جلسات التأمل و تمارين الاسترخاء:

تدريب أنفسنا على كيفية التعامل مع مجريات و ضغوطات الحياة اليومية، يساعدنا في التغلب على هذه الصعاب و مضاعفاتها.

من خلال إجبار نفسك على إيلاء المزيد من الاهتمام للحظة الحالية، يمكنك أن تصبح أكثر انسجاماً مع جسمك. مما قد يساعد في تقليل المشاكل النفسية.

استشر الطبيب!

عندما تلاحظ ظهور أي أعراض، أو حدوث أي تغير غير مرغوب، سواءً في صحتك الجسدية أو النفسية. فمن الأفضل استشارة الطبيب بالأمر.

و تبعاً لوصف ما يحدث معك، يستطيع الطبيب مساعدتك و نصحك في تلافي المشكلة من بدايتها. و تحديد العلاج المناسب إن لزم الأمر.

المراجع:

https://www.goodtherapy.org/blog/whats-the-connection-between-physical-health-and-mental-health

https://www.mentalhealth.org.uk/explore-mental-health/a-z-topics/physical-health-and-mental-health

https://www.webmd.com/mental-health/how-does-mental-health-affect-physical-health

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/davidpacey1975/50576236957/in/photolist-2k4frct-ecmCmh-8HRKDm-ooVNb-2k8TB9i-HWWzbX-RigkbD-qF8LXt-Rigktc-64V55E-RigkEp-2f4Bjpc-2ikMh1m-dW86Qn-9pRWNR-93Hgsd-E1G384-q7D8Qu-rkmFCo-2npgoHd-2kDDVTW-2kGrnMm-bqMhRx-rtKERz-dLSKTQ-2kjGakR-269c7db-6Z4z8W-qEVkTW-6Z4z4q-riAyRt-6YZyBD-2dEM7PD-dWjScR-2ntSNWb-VR5qGJ-9zx9ZY-eeHZxo-edGmSf-Dmy9r2-8HMWFe-eeCmgZ-eeCniH-2hHh3vH-2nKqtyB-eeCj3i-r9GSds-8HR68b-8HMZyg-8HMYGZ

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك