أساليب و طرق تبييض الأسنان في المنزل

6602 2
6602 2

من الأمور التي تشغل بال كثير منا هي كيفية تبييض الأسنان في المنزل بطريقة سهلة و فعالة. و ماهي هذه الأساليب و ماهي التأثيرات الناتجة عنها. مشكلة تصبغ الأسنان و اصفرار لونها، مشكلة شائعة و تؤثر على الناحية الجمالية و على إشراقة وجهك عند الابتسام و التواصل مع الآخرين.

إن الأسنان التي وهبنا الله إياها هي في الأساس ذات لون أبيض لكنها تتغير مع مرور الزمن. فطبقة المينا الصلبة التي تغلف الأسنان هي طبقة سميكة كريستالية شفافة تميل للون الأبيض، و تتكون من قضبان كريستالية مجهرية مصممة لحماية الأسنان من آثار المضغ و صرير الأسنان و التعرض للصدمات و الحموض و السكريات. لكن مع التقدم في العمر تصبح طبقة المينا رقيقة و أكثر شفافية مما يسمح بظهور لون الطبقة الصفراء التي تليها و التي تدعى العاج.

خلال عملية المضغ تبقى طبقة العاج سليمة، في حين تتعرض طبقة المينا الخارجية للعديد من الخدوش الصغيرة. و هذه الشقوق الصغيرة تمتلئ تدريجياً بالبقع و الحطام. نتيجةً لذلك تبدو الأسنان باهتة و يتغير لونها.

إن عملية تبييض الأسنان تزيل هذه التصبغات و تترك شقوق المينا مفتوحة عرضة للخطر. بعض هذه الشقوق تتمعدن سريعاً عن طريق اللعاب أما البعض الآخر يمتلئ من جديد بالفضلات العضوية.

هنالك نوعين من التصبغات التي تصيب الأسنان:

التصبغات السطحية:

و التي تظهر على سطح الأسنان نتيجة التعرض للأطعمة و السوائل الداكنة و التدخين. هذا النوع من التصبغات يمكن إزالته بسهولة عن طريق استخدام الفرشاة و المعجون يومياً و أساليب التبييض التي سوف آتي على ذكرها لاحقاً. لكن إذا لم يتم علاجها سريعاً تتحول لتصبغات جوهرية وداخلية يصعب القضاء عليها.

التصبغات الجوهرية:

و التي تحدث في الطبقة الداخلية من الأسنان نتيجة التعرض لصدمة أو للمعادن (مثل التتراسيكلين) خلال فترة تشكل الأسنان، أو نتيجة التناول المفرط للفلورايد. لكن هذا النوع من التصبغات لا يمكن علاجه إلا عن طريق طبيب الأسنان حصراً.

في مقالتي هذه سوف أتحدث فقط عن طرق تبييض الأسنان المنزلية. أما بالنسبة للأساليب الأخرى التي تتم في عيادة الطبيب، لن آتي على ذكرها هنا فهي من اختصاص طبيب الأسنان و يتم ذلك في العيادة حصراً.

هنالك العديد من أساليب و مستحضرات تبييض الأسنان، تتضمن معاجين الأسنان المبيضة و المستحضرات الهلامية و المضامض الفموية و الشرائط المبيضة. و من الجدير بالذكر أن طرق تبييض الأسنان المنزلية تفيد في تفتيح لون الأسنان بمعدل درجة أو درجتين. في حين تبييض الأسنان في عيادة الطبيب يفيد في تفتيح لون الأسنان بمعدل ثماني درجات عن لونهم الحالي. فالمستحضرات المبيضة التي تطبق دون وصفة طبية يكون تركيز مادة البيروكسيد 3٪‏ فقط. في حين التركيز الذي يستخدمه الطبيب في العيادة يتراوح بين 15-43٪‏. لكن التكلفة المادية مختلفة أيضاً، فالتكلفة المادية في عيادة الطبيب تكون أعلى.

لنأتي أولاً على ذكر الأسئلة الأكثر شيوعاً حول فكرة تبييض الأسنان:

لماذا يتغير لون الأسنان؟

مع مرور الزمن يتغير لون الأسنان، فتفقد بياضها و يبهت لونها و يعود ذلك لعدة عوامل:

  • الطعام و الشراب: فالقهوة و الشاي و الكولا و غيرها من المشروبات و الأطعمة كالجزر و البرتقال تحتوي على أصباغ مركزة اللون تدعى الكروموجين و التي ترتبط بطبقة المينا الخارجية البيضاء التي تغلف الأسنان. بالإضافة للأطعمة الحمضية كالخل و الفاكهة تساهم في تآكل المينا.
  • التدخين: يحتوي التبغ على مادتين كيميائيتين تسبب البقع العنيدة على الأسنان و هما مادة النيكوتين و مادة القطران. مادة القطران هي بشكل طبيعي لونها داكن أما مادة النيكوتين فهي عديمة اللون لكن عندما تتعرض للأوكسجين تتحول للون الأصفر.
  • العمر: كما ذكرت سابقاً، يوجد تحت طبقة المينا التي تغلف الأسنان، طبقة ليّنة تدعى العاج. و مع مرور الزمن تصبح طبقة المينا رقيقة فيبدو من خلالها لون طبقة العاج الصفراء.
  • الصدمة: إن التعرض لصدمة على الفم و الأسنان من الممكن أن يؤدي لتغير لون الأسنان. فنتيجة الإصابة قد تتوضع طبقات أسمك من مادة العاج و التي تتصف بلونها الأصفر.
  • العقاقير الطبية: إن لون الأسنان الداكن قد يكون من التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول بعض العقاقير الطبية كمضادات الهيستامين و مضادات الذهان و بعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع. و إذا تعرض طفلك للمضادات الحيوية الحاوية على تتراسيكلين أو دوكسي سيكلين في مرحلة تشكل الأسنان (سواءً خلال الحمل أو عندما كان صغيراً) يؤدي ذلك لتلون الأسنان الدائمة في وقت لاحق بعد البلوغ.

كيف تتم عملية تبييض الأسنان:

تحتوي منتجات تبييض الأسنان على إحدى المادتين، إما بيروكسيد الهيدروجين أو بيروكسيد الكارباميد. هذه المركبات المبيضة تقوم بتفكيك المواد المسببة لتصبغ الأسنان إلى أجزاء صغيرة، مما يجعل اللون الغامق أقل تركيزاً و يعطي بريق أكبر للأسنان.

هل تنجح عملية التبييض مع كافة أنواع الأسنان:

إذا كان التصبغ نتيجة التدخين و تناول المشروبات و أصبح لون الأسنان أصفر. ففي هذه الحالة تكون عملية التبييض هذه فعالة. أما إذا كان التصبغ باللون البني أو نتيجة التعرض لصدمة أو تناول العقاقير الطبية، ففي هذه الحالات من الممكن ألا تنجح عملية التبييض و بحاجة لأساليب أخرى مختصة من قبل طبيب الأسنان.

ما هي طرق و أساليب تبييض الأسنان:

معاجين الأسنان المبيضة:

تساعد جميع معاجين الأسنان على إزالة الطبقة السطحية من التصبغات لأنها تحتوي على مواد كاشطة خفيفة. بالإضافة لذلك، فقد يحتوي بعضها الآخر على مواد كيميائية و ملمعة توفر فعالية إضافية لإزالة التصبغات. لكن هذه الطريقة تزيل فقط التصبغات السطحية، لذلك و حسب درجة التصبغات لديك، قد تكون هذه الطريقة فعالة أو قد تحتاج لأساليب أخرى.

تبييض الأسنان المنزلي:

إن المركبات المبيضة للأسنان تحتوي على مادة البيروكسيد و التي تعمل على تبييض طبقة المينا. و هي عادةً تأتي على شكل مادة هلامية توضع على الفرشاة و تستخدم مثل معجون الأسنان، أو توضع في قالب أو علبة تناسب أسنانك و تطبق على سطح المينا. و تختلف تعليمات الاستخدام من مركب لآخر بناءً على نسبة مادة البيروكسيد الموجودة في المستحضر.

من الممكن أيضاً استخدام شريط التبييض الذي يوضع على أسنانك و يعمل بنفس المبدأ. هي عبارة عن شرائح شفافة و رقيقة جداً مغلفة بمادة البيروكسيد. توضع هذه الشرائح على الأسنان مرتين يومياً لمدة نصف ساعة. يجب عليك التقيد بالتعليمات المرفقة مع كل مستحضر و تستطيع ملاحظة النتيجة البدائية بعد عدة أيام أما النتيجة المطلوبة تكون بعد أربعة أشهر غالباً.

المضامض الفموية المبيضة:

تعمل المضامض الفموية بشكل عام على إعطاء رائحة نَفَس منعشة و الحدّ من أمراض الأسنان و تشكل البلاك و التهابات اللثة. أما بالنسبة للمضامض الفموية التي يدخل في تركيبها مادة بيروكسيد الهيدروجين، فهي تساعد أيضاً على تبييض الأسنان. و للحصول على النتيجة المطلوبة أنت بحاجة لمرور ثلاثة أشهر من الاستخدام اليومي.

يتم استخدام المضامض الفموية مرتين يومياً، كل مرة لمدة 60 ثانية قبل استخدام الفرشاة و المعجون. هذه الطريقة فعالة جداً إنما بالمقارنة مع شرائط التبييض الشفافة، حتماً النتيجة هناك أسرع. فالمضامض تلامس سطح السن لمدة دقيقتين يومياً في حين الشرائط تبقى مدة ساعة يومياً. لذا و بناءً على كل حالة اختر أنت الأسلوب المناسب لك.

مبيضات الأسنان ضمن قالب أو علبة:

و هي على نوعين، إما التي يستخدمها طبيب الأسنان و إما التي تستطيع استخدامها دون وصفة طبية. توضع مثل قالب على الأسنان بعد وضع مادة هلامية بيضاء داخلها و التي تحتوي على البيروكسيد و تطبق من ساعتين يومياً أو أكثر بناءً على كل حالة.

ما هي التأثيرات الجانبية الناتجة عن تبييض الأسنان:

من الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من حساسية الأسنان بعد القيام بعملية التبييض بالإضافة لتهيج خفيف في الأنسجة الرخوة للثة. و يحدث ذلك عندما تخترق مادة البيروكسيد طبقة المينا و تصل لطبقة العاج و تسبب التهيج لعصب السن، و في معظم الحالات تكون الحساسية مؤقتة.

تحدث حساسية الأسنان غالباً في المراحل المبكرة من التبييض. أما تهيج الأنسجة الرخوة يحدث في حالة استخدام مبيضات الأسنان ضمن قالب أو علبة إذا كانت غير مناسبة تماماً لأسنانك. و في كلتا الحالتين سواءً حساسية الأسنان أو تهيج الأنسجة تختفي الأعراض بعد إيقاف عملية التبييض خلال يوم إلى ثلاثة أيام.

إن تجاوز الجرعة المسموحة من المادة المبيضة للأسنان قد تسبب الضرر و التلف لطبقة المينا أو اللثة. لذلك كن على حذر و اتبع التعليمات الموصى بها بشكل دقيق عند القيام بعملية التبييض.

إذا شعرت بوجود الحساسية أو تهيج الأنسجة تستطيع تخفيف هذه الأعراض كما يلي:

  1. استخدم قالب تبييض الأسنان لفترة زمنية أقل، أي بدلاً من وضعه ساعة مرتين يومياً، لتكن نصف ساعة مرتين يومياً.
  2. توقف عن تبييض الأسنان لمدة يومين أو ثلاثة أيام إلى أن تعتاد الأسنان على هذه العملية.
  3. استخدم المستحضرات الحاوية على مادة الفلورايد. و إذا كنت تستخدم قالب التبييض، ضع مستحضر الفلورايد على القالب لمدة خمس دقائق قبل وضع مادة التبييض.
  4. استخدام معاجين الأسنان الحساسة و التي تحتوي على نترات البوتاسيوم التي تساعد في تهدئة أعصاب الأسنان.

ما هي الحالات التي لا يجب فيها القيام بتبييض الأسنان:

  1. الأطفال تحت عمر السادسة عشرة: و ذلك لأن حُجرة اللب و أعصاب الأسنان تستمر في النمو لغاية هذا العمر. و تبييض الأسنان خلال هذه الفترة قد يؤدي لتهيج اللب مما يجعل الأسنان حساسة.
  2. المرأة الحامل و المرضع.
  3. الأفراد الذين يعانون من حساسية الأسنان أو اللثة، أو انحسار و تراجع اللثة.
  4. الأفراد الذين يعانون من الحساسية تجاه مركبات الهيدروكسيد.
  5. الأفراد الذين يعانون من أمراض اللثة و تسوس الأسنان و الجذور المكشوفة و المينا البالية. فهذه الحالات بحاجة لعلاج قبل القيام بعملية التبييض.
  6. الحشوات و التيجان و غيرها من عمليات ترميم الأسنان: فالحشوات بلون الأسنان و المواد الراتنجية المستخدمة في ترميم الأسنان (التيجان و الجسور) لا يمكن تبييضها. لذلك إذا تم استخدام المواد المبيضة يؤدي ذلك لتفاوت لون الأسنان، و بالتالي يجب القيام بعملية التبييض قبل وضع الترميم. هذه الحالات بحاجة لاستشارة الطبيب قبل القيام بأي عملية تبييض أو استخدام أي مستحضر لتبييض الأسنان.

أهم النصائح للحفاظ على أسنان ناصعة البياض و صحة الفم بشكل عام:

فيما يتعلق بأساليب العناية بنظافة الأسنان:

  1. القيام بعملية تبييض الأسنان في المنزل، و متابعة ذلك مرة في السنة على الأقل.
  2. تجنب تناول المشروبات و الأطعمة الداكنة لمدة أسبوع بعد القيام بعملية تبييض الأسنان.
  3. المواظبة على تنظيف الأسنان (بواسطة المضمضة الفموية أولاً ثم الفرشاة و المعجون ثانياً ثم الخيوط السنية) صباحاً و مساءً قبل النوم.

فيما يتعلق بنوعية الأطعمة و تأثيرها على الصحة الفموية:

الحدّ من تناول الكربوهيدرات بين الوجبات:

فالكربوهيدرات تتحلل إلى سكريات بسيطة و التي بدورها تتحول إلى بكتيريا موجودة في الفم تشكل طبقة البلاك و التي تعتبر الحافز الأساسي لأمراض اللثة و تسوس الأسنان. لذلك بنصح بتناول الكربوهيدرات ضمن الوجبات الأساسية فقط، أفضل من تناولها كوجبات خفيفة أثناء النهار. فعندما تتناول كمية أساسية من الطعام يتم إفراز كميات كبيرة من اللعاب و التي تساعد على إزالة بقايا الطعام بعيداً عن بقائها داخل تجويف الفم، أما عند تناول الوجبات الخفيفة ما بين الوجبات تكون كمية اللعاب أقل و بالتالي الفرصة أكبر لبقاء السكريات البسيطة داخل تجويف الفم.

لا تنظف أسنانك بالفرشاة بعد تناول المشروبات الداكنة:

فقط قم بالمضمضة بالماء أو مضغ العلكة لتنشيط اللعاب لتعديل حموضة المشروبات. لأن هذه المشروبات تحتوي على الأحماض التي تسبب تخريش و تآكل المينا إذا قمت باستخدام الفرشاة بعد تناول هذه السوائل.

تناول كميات إضافية من فيتامين ج:

فهو الذي يربط كافة خلايا الجسم معاً، لذلك يعتبر صحياً للحفاظ على صحة الأنسجة اللثوية، مما يؤدي لتقليل أمراض اللثة و تعزيز الصحة الفموية.

تناول الشاي الأخضر يومياً:

فهو يحتوي على مضادات الأكسدة الضرورية للحفاظ على صحة الفم. حيث يمنع الشاي الأخضر من تشكل طبقة البلاك على الأسنان مما يقلل من حالات تسوس الأسنان و التهاب اللثة و يقضي على البكتيريا الموجودة في الفم، و بالتالي يمنع رائحة الفم الكريهة.

تناول تفاحة كل يوم:

فبالإضافة لفوائدها الصحية و محتوياتها الغذائية، فهي أثناء عملية المضغ تعمل على فرك البقع العنيدة و إزالتها مع مرور الوقت.

تناول كميات كافية من الكالسيوم لتقوية بنية الأسنان و الحفاظ على صحتها.

 

المراجع:

http://www.prevention.com/health/health-concerns/how-get-healthier-whiter-teeth

http://www.mouthhealthy.org/en/az-topics/w/whitening

http://www.yourdentistryguide.com/teeth-whitening/

http://www.webmd.com/oral-health/teeth-whitening

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/skyeflambe/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

2 تعليقات s

  1. جنة رد

    شكرا على المقالة الممميزة
    لكن أليست منتجات تبييض الأسنان مضرة فى الأساس؟

  2. بدور الآغا رد

    شكراً لوجودك و اهتمامك..
    بالنسبة لمنتجات تبييض الأسنان التي ذكرتها في المقالة فهي غير ضارة إذا تم استخدامها تِبعاً للجرعة الصحيحة.
    أما بالنسبة لمنتجات تبييض الأسنان الأخرى فبعضها ضار لأنه يعتمد على إزالة الطبقة السطحية من المينا (كشط قوي للمينا)، و بالتالي ذلك يؤدي لترقق المينا التي مهمتها الأساسية حماية بنية السن الداخلية (العاج).
    فالمستحضرات التي تعمل على كشط المينا ضارة أما المستحضرات التي تعمل على تحليل التصبغات و تخفيف تركيزها، تلك الجيدة للاستخدام.

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك