يعتبر الصلع الذكوري من أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعاً عند الرجال، و يدعى أيضاً الصلع الوراثي. حيث يعاني 50٪ من الرجال بعد سن الخمسين من الصلع الذكوري لكن بنِسَب متفاوتة.
يتواجد الشعر ضمن بصيلات (جُريبات) تحت سطح الجلد. ينمو الشعر بشكل طبيعي من كل جريب و يستمر النمو لمدة ثلاث سنوات عادةً. بعد ذلك تتساقط الشعرة و تنمو شعرة جديدة بدلاً عنها من نفس الجريب.
في حالة الصلع الذكوري: تصبح الجريبات الشعرية ذات حجم أصغر من الطبيعي. و مع انقباض الجريبات، فإن كل شعرة جديدة سوف تنمو من هذا الجريب ستكون أدق و أضعف من الشعرة السابقة لها. و تصبح دورة حياة الشعرة أقصر أي يتم سقوطها قبل ثلاث سنوات. و بالتالي كل ما تبقى من الشعر هو الأقصر و الأضعف، و في النتيجة ليس بإمكانه النمو على سطح الجلد.
أسباب الصلع الذكوري:
العامل الوراثي:
تلعب العوامل الوراثية دوراً أساسياً في حدوث الصلع الذكوري، فالأشخاص الذين لديهم أقرباء يعانون من الصلع الذكوري. هم من الأشخاص المعرضين جداً لذلك أيضاً، خاصةً إذا كانوا أقارب من جانب الأمهات.
إن الصلع الذكوري الوراثي ليس له أي آثار مرضية عادةً. لكن في بعض الأحيان يكون الصلع الذكوري مرتبط بحالات مرضية شديدة:
- كالإصابة ببعض أنواع السرطان.
- أو تناول بعض العقاقير الطبية.
- أو وجود مشاكل في الغدة الدرقية.
- أو وجود فطريات في فروة الرأس.
- أو سوء التغذية.
فإذا بدأ تساقط الشعر لديك بعد تناول العقاقير الطبية أو رافق ذلك وجود حالة صحية مرضية جديدة، في هذه الحالة يجب عليك مراجعة الطبيب.
الهرمونات الجنسية الذكرية الأندروجينات:
تعمل الهرمونات الأندروجينية على القيام بعدة وظائف و من ضمنها تنظيم نمو الشعر. و في حالة الصلع، تعمل خلايا فروة الرأس على تحويل هرمون التستوسترون إلى هرمون آخر يدعى دي هيدرو تستوسترون فتصبح جريبات الشعر حساسة أكثر، مما يؤدي لانقباضها. فكما ذكرت سابقاً لكل شعرة موجودة في رأسك دورة حياة، و عندما ينقبض جريب الشعرة تصبح دورة حياة الشعرة قصيرة و نموها ضعيف مما يؤدي لإنتاج شعر أخف و أقصر و أدق.
حالة متلازمة الأيض:
أي يرتبط الصلع مع حالات البدانة و داء السكري و ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكولسترول.
عندما تكون المشاكل الصحية سبباً في حدوث الصلع الذكوري، يرافق الصلع عادةً طفح جلدي و احمرار و ألم و تقشير في فروة الرأس. و من الممكن أن يبدأ الصلع الذكوري في سن البلوغ، لكنه شائع بنسبة أكبر عند البالغين و من المرجح أن يزداد مع التقدم في العمر.
بعض الرجال يكون لديهم بقعة صلع واحدة في منتصف الرأس، بينما يفقد البعض شعرهم بطريقة تشكل حرف M أي من جانبي الرأس. و عند بعض الرجال يستمر تساقط الشعر لديهم حتى يفقد كامل الشعر.
علاج الصلع الذكوري:
لا يعتبر استخدام العلاجات الطبية في حالة الصلع ضرورياً إذا لم يكن ذلك نتيجة وجود حالة صحية مرضية. فالصلع الذكوري هو أحد الأعراض الشائعة الناتجة عن التقدم في العمر بالنسبة لمعظم الرجال. على كل حال، العلاج الطبي للصلع الذكوري متوفر لمن يرغب بذلك.
إذا لم تختار استخدام العلاجات الطبية و رغبت بالتخلص من مظهر الصلع، من الممكن التلاعب بتسريحات الشعر لإخفاء منطقة الصلع أو وضع الشعر المستعار أو خياطة شعر مستعار مع ما تبقى من خصل الشعر الطبيعية.
أما بالنسبة للعلاجات الطبية للصلع:
مينوكسيديل Minoxidil: (ريجين Regaine)
و هو من الأدوية الموضعية المطبقة على فروة الرأس، متوفر في الصيدليات دون وصفة طبية. و هو عبارة عن محلول بتركيز 2٪ و تركيز 5٪. يبدأ العلاج باستخدام التركيز الأخف أولاً ثم يمكنك الانتقال إلى التركيز الأعلى بعد إنهاء العبوة الأولى إن رغبت بذلك.
لقد استُخدم المينوكسيديل منذ القدم على شكل حبوب فموية لعلاج ارتفاع ضغط الدم. حيث يعمل على توسيع الأوعية الدموية و بالتالي يحسّن تدفق الدم. فكانت من تأثيراته الجانبية الواضحة نمو الشعر في مختلف مناطق الجسم، لذلك تم استخدامه لاحقاً كعلاج موضعي لحالات الصلع.
يعمل المينوكسيديل على إبطاء فقدان الشعر بالنسبة لبعض الرجال، كما يحفز الجريبات الشعرية على نمو شعر جديد. يحتاج المينوكسيديل للمواظبة على استخدامه لمدة تتراوح من أربعة أشهر إلى سنة، حتى تلاحظ النتيجة المطلوبة. لكن ما إن تتوقف عن استخدامه، حتى يعود تساقط الشعر من جديد.
و تتضمن الآثار الجانبية المرتبطة باستخدام المينوكسيديل: جفاف و تهيج و حرقة في فروة الرأس. أما إذا رافق استخدام المينوكسيديل الأعراض التالية، في هذه الحالة يجب عليك مراجعة الطبيب و التي تشمل:
- زيادة الوزن.
- تورم الوجه أو اليدين أو الكاحلين أو انتفاخ البطن.
- اضطرابات في التنفس عند الاستلقاء.
- تسرع نبضات القلب.
- ألم في الصدر.
فيناستريد Finasteride (بروبيكيا propecia، بروكسار PROSCAR):
و هو علاج فموي يعمل على إبطاء تساقط الشعر عند بعض الرجال. حيث يمنع تحول هرمون التستوسترون إلى دي هيدرو تستوسترون المسؤول عن تساقط الشعر و ذلك عن طريق تثبيط أنزيم ٥ ألفا ريداكتاز. في هذه الحالة لن تتأثر الجريبات الشعرية من تأثير الهرمون الذكري و بالتالي تعود الشعرة للنمو و زيادة حجمها من جديد.
يُبدي فيناستريد عادةً فعالية أكبر من المينوكسيديل في علاج الصلع، لكن كما الأمر بالنسبة للمينوكسيديل، فعند التوقف عن استخدام فيناستريد يعود تساقط الشعر من جديد. و للحصول على النتيجة المطلوبة، أنت بحاجة للمواظبة على استخدام العلاج لمدة تتراوح من ثلاثة أشهر حتى السنة. و تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدام فيناستريد ما يلي:
- الاكتئاب
- الحكة و الطفح الجلدي
- انتفاخ الثدي
- ألم يرافق القذف
- ألم في الخصيتين
- صعوبة في الانتصاب
و هي من الأعراض النادرة إنما قد تصيب 2٪ من الرجال، فإذا ظهرت لك هذه الأعراض راجع الطبيب مباشرةً. فالعلاج بواسطة فيناستريد بحاجة لوصفة طبية على عكس المينوكسيديل.
زراعة الشعر:
و هي من أكثر أنواع العلاجات الفعالة التي تغزو العالم و الأكثر كلفة مادية أيضاً.
تعمل هذه الآلية على إزالة شعر من مناطق من فروة الرأس التي يكون فيها نمو الشعر نشط و من ثم زرعها في مناطق الصلع أو الشعر الخفيف من فروة الرأس. و في بعض الأحيان يكون من الضروري استخدام عدة علاجات معاً، لكن هذه الآلية تحمل مخاطر الإصابة بالعدوى و الالتهابات. أما الناحية الإيجابية لزراعة الشعر، فهي إعطاء المظهر الطبيعي للشعر و يكون العلاج دائم.
النصائح اليومية لتحسين صحة الشعر:
تناول الأطعمة المغذية و التي تمنع تساقط الشعر:
يعتبر تناول الأطعمة غير المتوازنة و سوء التغذية أحد أهم الأسباب المؤدية لتساقط الشعر. و تشمل الأغذية التي تعزز صحة الشعر ما يلي:
- تناول الخضار و الفاكهة كالجزر و البطاطا الحلوة و الفليفلة الخضراء فهي غنية بفيتامين أ و بيتا كاروتين، الضرورية لنمو الشعر و تعزيز نشاط الجريبات الشعرية.
- تناول مختلف أنواع الأسماك كالسردين و السلمون و سمك التونا نظراً لغناه بالأوميغا 3.
- تناول اللبن و غيره من العناصر الغذائية الغنية بفيتامين ب5 مما يزيد من تدفق الدم إلى فروة الرأس و بالتالي يعزز نمو الشعر.
- تناول السبانخ الغني بفيتامين أ و الحديد و الفولات و فيتامين ج، فمجموعة المعادن و الفيتامينات الموجودة في السبانخ تدعم صحة فروة الرأس و الجريبات.
- تناول البروتينات كالبقوليات و البيض و الدجاج و اللحم الخالي من الدهن الضروري لتغذية الشعر. فالشعر يحتوي على الكيراتين و هو من البروتينات لذلك يجب تناول البروتينات لتغذية الشعر.
- تناول الأغذية الغنية بفيتامين ب7 المعروف باسم البيوتين الذي يساعد على نمو الشعر.
- تناول الأغذية الغنية بالزنك كالحبوب المدعمة.
- تناول كميات وفيرة من الماء (ما يعادل ثمانية أكواب من الماء يومياً)، فإذا افتقد جسمك للسوائل و لم يحصل على كفايته من الماء ذلك يعيق نمو و تغذية كافة خلايا الجسم بما في ذلك الشعر.
الابتعاد عن الضغوطات و حالات التوتر قدر الإمكان:
فمن الممكن أن تؤدي الحالة النفسية و التوتر إلى تساقط الشعر، لذلك يجب التحكم بالانفعالات و الابتعاد عن أجواء التوتر قدر المستطاع.
استخدام العلاجات الطبيعية:
ينصح بالاستخدام الموضعي لعصير البصل أو الجرجير مرتين يومياً، فقد أثبت فعاليته في منع تساقط الشعر و تعزيز نمو الشعر من جديد. كذلك الأمر بالنسبة لزيت جوز الهند و زيت اللوز و زيت الزيتون و زيت الخروع و زيت إكليل الجبل.
تدليك فروة الرأس:
يعمل التدليك اللطيف على زيادة تدفق الدم لجريبات الشعر و بالتالي يقوي جذر الشعرة و يعزز صحتها و تغذيتها.
المراجع:
http://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/hair-loss/hair-loss-treatments-men
https://www.nlm.nih.gov/medlineplus/ency/article/001177.htm
http://www.healthline.com/health/male-pattern-baldness
http://www.wikihow.com/Treat-Male-Pattern-Hair-Loss
http://www.menshealth.com/health/battle-baldness
http://patient.info/health/male-pattern-baldness
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/kwazar/