تشققات الجلد أو علامات التمدد هي عبارة عن خطوط رفيعة تظهر على سطح الجلد، و تختلف عن المناطق المحيطة بها من سطح البشرة. تحدث هذه التشققات نتيجة تمدد الجلد بشكل مفاجئ، و هي من الحالات الشائعة جداً عند كلا الجنسين، لكنها أكثر شيوعاً لدى النساء.
إن التشققات الجلدية منتشرة بنسبة 40-90% بين الأفراد، و ذلك بالاعتماد على العمر و الجنس و العِرق.
تظهر التشققات لدى 70% من الفتيات خلال فترة البلوغ. بينما يصاب 40% من الفتيان بالتشققات خلال فترة البلوغ. بالنسبة للنساء الحوامل، تبدأ التشققات بالظهور عادةً بعد الأسبوع 25 من الحمل.
إن علامات التمدد و تشققات الجلد لا تسبب أي مشكلة صحية، لكنها تؤثر على الناحية الجمالية فقط. و في بعض الحالات قد تؤثر على الحالة النفسية و الثقة بالنفس، خاصةً خلال فترة البلوغ.
أعراض و مراحل تشققات الجلد و علامات التمدد:
- قبل حدوث التشققات و علامات التمدد، تبدو البشرة مكان حدوث التشققات رفيعة و زهرية اللون، مع الشعور بالحكة أو التهيج.
- ثم تظهر علامات التمدد على شكل تجاعيد، أو خط زهري أو أحمر اللون.
- بعدها يختفي اللون تدريجياً ليتحول للون الأبيض، و تتسطح الخطوط و تصبح أقل وضوحاً (لكن قد يتطلب الأمر سنوات حتى تتلاشى).
تتضمن مناطق الجلد الأكثر عرضة للإصابة بالتشققات ما يلي:
الثدي، البطن، الفخذين، الأرداف، الوركين، الجزء العلوي من الذراع، أسفل الظهر.
آلية حدوث التشققات و علامات التمدد:
يتكون الجلد من ثلاث طبقات:
- الطبقة الخارجية و تدعى البشرة.
- الطبقة الوسطى و تدعى طبقة الأدمة.
- الطبقة الداخلية العميقة و تدعى تحت الجلد.
تحدث التشققات في طبقة الأدمة، عندما يتوسع النسيج الضام أكثر من حدود مرونته نتيجة تمدد أو انكماش الجلد بسرعة.
التمدد المفاجئ يؤدي لتمزق طبقة الأدمة، مما يسمح للطبقة العميقة تحت الجلد بالبروز من خلالها و تشكيل التشققات. عادةً مع نمو الجسم، فإن ألياف الربط القوية الموجودة في طبقة الأدمة تبدأ بالتمدد ببطء. مع النمو السريع، فإن الألياف تتمدد بسرعة أكبر من طبيعتها و بالتالي تتمزق.
اللون الأحمر أو الزهري للتشققات هو نتيجة ظهور الأوعية الدموية عبر التمزق في طبقة الأدمة. ثم بعد ذلك تتعاقد الأوعية الدموية معاً، و بدلاً منها يظهر لون الدهون تحت البشرة، فيبهت لون التشققات تدريجياً إلى أن يتحول للون الرمادي الفاتح أو الأبيض.
يحدث هذا النوع من الندبات عندما لا يتمكن الجلد من الرجوع إلى الخلف بعد فترة من النمو المكثف. و تتضمن هذه الحالات فترة الحمل أو اكتساب الوزن و البدانة أو فترة البلوغ.
في دراسة للمقارنة بين الجلد الطبيعي و التشققات الجلدية أظهرت النتائج:
- إن كمية البروتينات و ألياف الإيلاستين و الحمض النووي الموجودة في التشققات، هي أقل من الكمية الموجودة في الجلد الطبيعي.
- إن الخلايا الناتجة من تشققات البشرة، يكون معدل نموها أبطأ من النمو الطبيعي للخلايا الليفية. مما يدل على انخفاض معدل انتشارها، و إنتاج كمية أقل من ألياف الإيلاستين و الفيبريلين و الكولاجين التي تُكسب المرونة و المظهر الحيوي للبشرة.
- إن مظهر البشرة في مكان تشققات الجلد يختلف في الكمية و النوعية، بالمقارنة مع البشرة الطبيعية الصحية. فعلامات التمدد تعكس الاختلاف الهيكلي في طبقة الأدمة للجلد.
العوامل المؤثرة في حدوث التشققات و علامات التمدد:
- التغيرات الهرمونية: إن زيادة تركيز هرمون الكورتيزون في الجسم، يؤدي لزيادة حدوث التشققات. هرمون الكورتيزون يتم إنتاجه بشكل طبيعي من الغدة الكظرية. لكن ارتفاع نسبة الكورتيزون فوق الحد الطبيعي، تؤدي لفقدان البشرة لمرونتها، أي تنقص قابلية الجلد على التمدد. بالإضافة لذلك، فإن مناطق الجلد التي تخضع لتمدد زائد، قد تستجيب بشكل مختلف للإشارات الهرمونية من الاستروجين و الأندروجين و الغلوكوكورتيكويد. ففي دراسة أجريت و بالمقارنة بين خلايا تشققات البشرة و بين البشرة الصحية، نلاحظ أن عدد مستقبلات هرمون الإستروجين مكان التشققات هو ضعف العدد الطبيعي.
- مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل. فالمرأة التي لها مؤشر كتلة الجسم أكبر، هي أكثر عرضة لتشققات الجلد، ما عدا في حالة خضوع المرأة لعملية تكبير الثدي.
- عمر الأم الحامل. فالتشققات أكثر عرضة لدى النساء الصغيرات في السن، أو في مرحلة المراهقة.
- العوامل الوراثية و العيوب الموروثة و التمدد الفيزيولوجي للجلد.
- عمر الحمل عند الولادة و وزن المولود.
- كمية الماء و السوائل المتناولة.
- استهلاك الكحول.
الأسباب الشائعة لحدوث تشققات الجلد:
- الحمل
- البلوغ
- حمل الأثقال
- بعض التدخلات الجراحية
- اكتساب الوزن السريع و البدانة.
علامات تمدد الجلد خلال الحمل:
تشققات الجلد شائعة خلال الثلث الأخير من الحمل. و يعتمد ظهورها على نوع الجلد و درجة مرونته.
إن الهرمونات التي يتم إفرازها خلال فترة الحمل، تقوم بتليين أربطة الحوض و زيادة مرونتها. كما تُليّن ألياف البشرة، مما يؤدي لزيادة خطورة التشققات.
تظهر تشققات الحمل عادةً في منطقة البطن مع ازدياد نمو الجنين في الرحم. كما تظهر أحياناً في الفخذين و الثديين.
فترة البلوغ:
يخضع الجسم لمرحلة نمو سريعة خلال فترة البلوغ، و التي قد تسبب ظهور و تطور علامات تمدد الجلد.
عند الذكور تظهر التشققات بشكل شائع في الأكتاف و الظهر، بينما لدى الإناث تظهر على الأرداف و الفخذين و الثديين.
زيادة الوزن السريعة:
إذا اكتسب الشخص زيادة سريعة في الوزن، كما في حالة بناء الأجسام و حمل الأثقال و زيادة كتلة العضلات خلال زمن قصير، يؤدي ذلك لحدوث التشققات.
بعض المشاكل الصحية:
متلازمة كوشينغ:
التي تتمثل بفرط إنتاج مادة الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يؤدي لزيادة سريعة في اكتساب الوزن خاصةً في منطقة البطن. بالإضافة لذلك تصبح البشرة هشة ضعيفة، أكثر عرضة للندبات و التشققات. و هي أيضاً أكثر شيوعاً لدى النساء.
متلازمة إهلرز دانلوس Ehlers-Danlos syndrome (EDS):
و هي مشكلة وراثية نادرة التي تعطل تكامل البروتينات الهيكلية في الجلد، ما يؤدي لحدوث التشققات.
الستيروئيدات القشرية:
في بعض الأحيان فإن استخدام كريمات و محاليل الستيروئيدات لفترة طويلة من الزمن لعلاج الأكزيما، قد يسبب ظهور علامات التمدد و تشققات الجلد، نتيجة انخفاض مستويات الكولاجين و ترقق الجلد.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
http://www.medicalnewstoday.com/articles/283651.php
http://www.healthline.com/health/stretch-marks#overview1
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/stretch-marks/home/ovc-20169154
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/93684441@N06/