من المشاكل التي واجهتني مع طفلي و كانت السبب في تحضيري لهذا الموضوع. أتمنى أن تستمتعي بقراءة المقالة و تجدي الفائدة المطلوبة كما وجدتها أنا 🙂
هنالك العديد من الحالات التي تلاحظين فيها تراجع شهية طفلك لتناول الطعام، أو عدم رغبته بتناول وجبة الطعام في الوقت المعتاد. هذا الأمر قد يشغل بالك و يثير فضولك، لكن اطمئني معظم الحالات طبيعية.
إنّ عادات تناول الطعام التي تتطور لدى طفلك الدارج هي العادات التي قد تستمر معه لكافة حياته. و العادات السيئة لتناول الطعام من الصعب تغييرها.
عندما يتم تناول الطعام في جو من الطاقة الإيجابية و الصحية، ذلك يساعد الطفل على تطوير عادات صحية متعلقة بتغذيته و نفسيته أيضاً.
أسباب فقدان الشهية لتناول الطعام عند الأطفال:
:في بعض الحالات قد يكون تراجع الشهية للطعام هي بسبب الإصابة بمرضٍ ما، أو بسبب حالات أخرى و التي تتضمن ما يلي:
بطء معدل النمو:
إن التغيرات التي تحدث خلال مرحلة النمو تؤدي لتراجع الشهية عند الأطفال.
خلال السنة الأولى من العمر، ينمو الطفل سريعاً. لكن بعد مرور عامه الأول، يتباطأ معدل النمو، و بالتالي قد تنخفض كمية الطعام التي يتناولها الطفل، و هذا أمر طبيعي للغاية.
المرض:
إن إصابة الطفل بالمرض تسبب فقدان الشهية لتناول الطعام. فإذا كان طفلك يعاني من التهاب البلعوم أو نزلات البرد أو الصداع أو ارتفاع الحرارة أو غيرها من الأعراض، ففي هذه الحالة سوف يأكل كمية طعام أقل من المعتاد. و بعد الشفاء من المرض تعود الشهية لسابق عهدها لا داعِ للقلق.
التوتر:
إن الإصابة بحالات التوتر تؤثر سلباً على الطفل و تسبب تراجع في الشهية. إذا لاحظتِ أن طفلك يفقد الاستمتاع في تناول الطعام، أو يعاني من اضطرابات في النوم، قد يكون يعاني من التوتر و الضغوطات.
لعلاج فقدان الشهية للطعام، يجب معرفة السبب أولاً و التغلب عليه.
من الحالات التي قد تسبب التوتر لدى الأطفال ، ما يلي:
- المسائل العائلية كوفاة أحد أفراد العائلة أو ولادة أخ جديد مثلاً.
- عدم القدرة على التعامل مع أسلوب تربية الوالدين، خاصةً إذا وجد أسلوب قمع أو قسوة أو شدة مبالغة.
الاكتئاب:
كثير من الآباء ينسب حالات الاكتئاب عند الأطفال إلى أنها حالات حزن فقط.
يجب التمييز بين كلا الحالتين فالأمر مختلف. فالشعور بالحزن يمر سريعاً، أما حالات الاكتئاب تكون مستمرة.
إن حالات الاكتئاب لا تسبب الحزن فقط، بل تؤثر على حياته الطبيعية. فإذا بدا طفلك يفتقد للمتعة في النشاطات التي اعتاد على ممارستها سابقاً، في هذه الحالة يعتبر أنه يعاني حالة من الاكتئاب.
إن التغير في عادات تناول الطعام و فقدان الشهية هي من المؤشرات القوية الدالة على الاكتئاب. إذا لاحظتِ أي مما سبق، يجب استشارة الطبيب.
بعض العقاقير الطبية:
هنالك العديد من الأدوية التي قد تؤثر على شهية الطفل لتناول الطعام، كالمضادات الحيوية. فإذا كان طفلك يعاني من مرضٍ ما، و وصف له الطبيب تناول مضاد حيوي قد يؤثر ذلك على الشهية للطعام، حيث يعتبر فقدان الشهية من التأثيرات الجانبية الشائعة لبعض المضادات الحيوية.
فقر الدم:
يعتبر الإصابة بفقر الدم من الأسباب الأخرى التي قد تؤدي لانخفاض الشهية لتناول الطعام.
إن فقر الدم من المشاكل الصحية الشائعة لدى الأطفال الذين لا يحصلون على غذاء متكامل غني بعنصر الحديد. إذا لم يتم علاج هذه المشكلة، قد يؤثر ذلك على نمو و تطور طفلك، و أدائه في المدرسة.
الديدان المعوية:
عند وجود ديدان في الأمعاء يسبب ذلك فقدان الشهية للطعام عند الأطفال.
تدخل الديدان للجهاز الهضمي للطفل، و تعيش و تتكاثر هناك كنوع من الطفيليات، و التي تسبب النزف المعوي و فقدان الشهية للطعام و داء الدوسنتاريا أو الزحار، بالإضافة لغيرها من المشاكل.
الإمساك:
إن الاضطرابات في حركة الأمعاء قد تؤدي للإصابة بالإمساك. و من الأعراض الأكثر شيوعاً للإمساك عند الأطفال، فهو تراجع الشهية لتناول الطعام.
إذا لم يكن المرض هو سبب فقدان الشهية، فهنالك العديد من الأسباب التي تدفع طفلك لعدم الرغبة بتناول الطعام، و التي تتضمن الأسباب التالية:
- تناول الطفل للطعام بين الوجبات.
- تناول الطفل للعصائر أو غيرها من السوائل (عدا الماء) بين الوجبات.
- نشاط طفلك و استهلاكه للسعرات الحرارية أقل من ذي قبل.
- بالنسبة للطفل الذي يفوق عمره السنة، فإن الشهية لتناول الطعام تزداد و تنخفض بناءً على مستوى الطاقة و مرحلة النمو و العمر و الحالة النفسية أو الطبع.
إذا كان طفلك يبدو سعيداً و يتمتع بالصحة الجيدة، ففي هذه الحالة على الأرجح لا داعٍ للقلق حول التراجع المؤقت في شهيته لتناول الطعام.
النصائح و العادات اليومية لزيادة الشهية لتناول الطعام:
اجعلي فترة تناول الطعام هي فترة للمرح و الاستمتاع:
إن مواعيد وجبات الطعام هي عبارة عن أوقات اجتماعية هامة لتطور و نمو طفلك.
- حاولي أن تجعلي هذه الفترة من اليوم هي الفترة الأكثر مرحاً و متعة للطفل.
- قدمي لطفلك أنواع مختلفة من الطعام، و اسمحي له أن يختار ما يرغب بتناوله من الأصناف التي قدمتها له.
- حاولي ألا تركزي على ما يرفض تناوله، بل على العكس، ركزي على الأصناف التي يحبها و يرغبها.
تقسيم المسؤولية:
بعض خبراء التغذية يشجّع الوالدين على اتباع نظرية تقسيم المسؤولية لتعزيز الشهية عند الأطفال، و بناء عادات صحية لتناول الطعام. و تعتمد هذه النظرية على أساس تقسيم المسؤولية بين الأم و بين الطفل.
حيث تقع على الأم مسؤولية اختيار وجبة الطعام، و يقع على الطفل مسؤولية تحديد الكمية التي يرغب بتناولها. بهذه الطريقة فإن الأم تُشجّع الطفل على حب الطعام و الاستمتاع بأوقات تناول الطعام.
تُرشّح الأم عدة أصناف يتناولها الطفل، و هو الذي يحدد ما يرغب بتناوله من الأصناف التي حددتها الأم. أما بالنسبة لكمية الطعام، فهي مسؤولية الطفل أن يختار الكمية التي يرغبها، و مع ازدياد نموه تزداد كمية الطعام لتواكب حاجات جسمه.
بهذه الطريقة فإن الأم تشجع الطفل على الهدوء، و لا تتحول مائدة الطعام لمركز للصراعات اليومية.
على الوالدين أن يمنعا الأطفال من تناول الطعام بين الوجبات المخصصة للطعام. بين هذه الوجبات شجعي الطفل على تناول الماء فقط.
قدمي لطفلك عدة وجبات صغيرة يومياً:
إن حجم معدة الأطفال أصغر من الشخص البالغ. لذلك فهم لا يتناولون كمية طعام كالشخص البالغ. لذلك يُفضّل تقسيم كمية الطعام على عدة وجبات صغيرة يومياً، (5-6) وجبات صغيرة بدلاً من تناول ثلاثة وجبات كبيرة. هذا سوف يلبي احتياجات الطفل من السعرات الحرارية.
تنويع مصادر الطعام:
عند تحضير و اختيار وجبات الطعام لطفلك، يجب أن تتضمن المصادر الأساسية الأربعة من الطعام و التي تتضمن:
- الحبوب الكاملة كالخبز و المعكرونة و الأرز و غيرها من منتجات الحبوب المدعمة بالحديد و الفيتامينات.
- الخضروات و الفاكهة.
- الحليب و منتجات الألبان للحصول على توازن البروتينات و الكربوهيدرات و الدهون.
- اللحوم و الدجاج و الأسماك و البقوليات.
بهذه الطريقة تضمنين حصول طفلك على كافة الفيتامينات و المعادن و المواد الغذائية التي يحتاجها جسمه.
قد يختار طفلك طعامه المفضل، لكن بإمكانك إدخال أنواع جديدة من الطعام بالتدريج، على عدة مراحل و بكميات قليلة.
لا تضغطي عليه و تجبريه على الطعام:
إن وقت تناول الطعام يجب أن يكون من الأوقات المحببة لكافة أفراد العائلة.
عند الإصرار على تناول طفلك ما لا يرغبه، يولّد لديه ردة فعل عنيفة تجاه هذا الصنف أو تجاه الطعام و مواعيد الطعام عموماً، و قد يستمر ذلك مستقبلاً. أيضاً إذا ضغطتي على طفلك لإكمال الكمية الموجودة في طبقه المخصص، سوف تحصلين على نفس النتيجة.
تجنبي وسائل التلهية خلال تناول الطعام:
لا يجب أن تطعمي طفلك و هو يشاهد التلفاز. كذلك الأمر بالنسبة للألعاب أو إحضار الكتاب و قراءة قصة، فهذه الأمور يجب أن تكون محظورة على مائدة الطعام.
و من الأساليب الأخرى التي قد تجعل مواعيد الطعام أكثر متعة، ما يلي:
- أخبري طفلك عن موعد الطعام قبل عشرة دقائق من تقديم الوجبة.
- شجعي طفلك أن يساعدك في تحضير مائدة الطعام أو تحضير وجبة الطعام. فمن الممكن مثلاً أن تطلبي منه غسل الخضار.
- قدمي الماء أو السوائل فقط بعد تناول الصنف الأساسي من الوجبة، لألا يملئ معدته بالماء و السوائل.
- علمي طفلك عادات صحية لتناول الطعام و قدمي له أصناف غذائية متنوعة و ليأكل و يمضغ الطعام ببطء.
- لا تستخدمي الطعام أبداً كوسيلة للعقوبة أو المكافأة.
إذا رافق فقدان الشهية لتناول الطعام مع انخفاض وزن طفلك، فاستشيري الطبيب.
المراجع:
http://www.momjunction.com/articles/reasons-for-loss-of-appetite-in-children_00349759/#gref
http://www.livestrong.com/article/220491-tips-on-loss-of-appetite-for-children/
http://healthyeating.sfgate.com/appetite-loss-toddlers-6866.html
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/41717031@N08/