في المقال السابق تحدثتُ عن أعراض مرض التصلب المتعدد (التصلب اللويحي) و المضاعفات الناتجة عنه و أهم وسائل الاختبارات و التشخيص. أما اليوم سوف أكُمل الموضوع بإذن الله تعالى. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
علاج مرض التصلب المتعدد:
يركّز العلاج على تسريع فترة الشفاء من الهجمات الانتكاسية للمرض، و إبطاء تفاقم مرحلة المرض، بالإضافة للتحكم بالأعراض. ففي بعض الحالات الخفيفة من المرض، لا يحتاج المريض لأي علاج.
علاج الهجمات الانتكاسية لمرض التصلب المتعدد:
الستيروئيدات القشرية:
مثل مادة بريدنيزولون الفموي أو ميثيل بريدنيزولون الوريدي. يتم استخدامهم لتخفيف التهابات الأعصاب.
تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذه الأدوية: الأرق، ارتفاع ضغط الدم، تقلبات المزاج و احتباس السوائل.
تبادل البلازما:
البلازما هي من مكونات الدم. يتم إزالة البلازما و عزلها عن خلايا الدم. و من ثم يتم مزج الخلايا الدموية مع محلول البروتين (الألبومين) و إعادته إلى الجسم. يتم تبادل البلازما إذا كانت الأعراض جديدة، أو حادة و لا تستجيب على الستيروئيدات القشرية.
الخيارات العلاجية لمنع تفاقم المرض (لتعديل تطور المرض):
- بالنسبة للتصلب المتعدد التدريجي الأساسي، تُعتبر مادة أوكريليزوماب (ocrelizumab (Ocrevus هي العلاج الوحيد التي وافقت عليها منظمة الغذاء و الدواء. حيث تعمل على إبطاء تفاقم المرض.
- أما بالنسبة لمرض التصلب المتعدد الانتكاسي، هنالك العديد من الخيارات العلاجية المتوفرة.
معظم الاستجابات المناعية التي ترتبط مع التصلب المتعدد، تحدث في المراحل المبكرة من المرض. أي كلما كان العلاج في مراحل مبكرة أكثر، كانت نسبة الهجمات الانتكاسية أقل، كما يتم إبطاء تفاقم المرض.
معظم العلاجات التي تعمل على تعديل المرض و التحكم بأعراضه، تحمل بعض المخاطر الصحية كذلك. إن اختيار العلاج الصحيح المناسب، يعتمد على العديد من العوامل، و التي تتضمن فترة و شدة المرض، فعالية العلاج السابق، بالإضافة لوجود مشاكل صحية أخرى أم لا، و كلفة العلاج.
الخيارات العلاجية لمرض التصلب المتعدد الانتكاسي:
بيتا انترفيرون:
هذه الأدوية تعتبر أكثر الأدوية شيوعاً لعلاج التصلب المتعدد. يتم حقنها تحت الجلد أو في العضل، لتخفيف شدة و تكرار الهجمات الانتكاسية. يتم أخذ الدواء كل يومين أو مرة في الأسبوع تبعاً للحالة الصحية و الجرعة الموصوفة.
من التأثيرات الجانبية لهذه الأدوية تتضمن:
- أعراض نزلات البرد و الانفلونزا بعد كل جرعة دواء.
- بالإضافة لبعض ردود الأفعال مكان الحقن.
- و زيادة خطورة الإصابة بالاكتئاب.
- و في بعض الحالات تلف للكبد، لذلك يحتاج المريض لتحليل الدم لمراقبة أنزيمات الكبد.
- و بالنسبة لبعض المرضى، قد يحدث تحييد للأجسام المضادة مما يؤدي لانخفاض فعالية الدواء.
أوكريليزوماب:
هذا الدواء عبارة عن أجسام مضادة للغلوبيولين المناعي البشري، يوصف في حالتي التصلب المتعدد الأساسي و الانتكاسي (الثانوي). حيث يعمل على خفض نسبة الانتكاس و إبطاء تفاقم المرض في كلا الحالتين الأساسي و الانتكاسي (الثانوي).
يتم إعطاء الدواء عن طريق التسريب الوريدي. و من التأثيرات الجانبية الناتجة عنه:
- تهيج و حساسية موضع الحقن.
- انخفاض ضغط الدم.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- الغثيان.
- كما قد يؤدي لزيادة خطورة الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي.
غلاتيرامر أسيتات: (Glatiramer acetate (Copaxone
يساعد هذا الدواء في إيقاف هجمات الخلايا المناعية لأغماد المايلين. يتم حقن الدواء تحت الجلد.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عنه: تهيج و تحسس البشرة مكان موضع الحقن.
ثنائي ميثيل فومارات: (Dimethyl fumarate (Tecfidera
هو عبارة عن دواء فموي يتم تناوله مرتين يومياً يعمل على تخفيف الانتكاسات.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عنه: الإسهال، الغثيان، انخفاض عدد كريات الدم البيضاء.
فينغوليمود: (Fingolimod (Gilenya
هو عبارة عن دواء فموي يتم تناوله مرة يومياً، لتخفيف شدة الانتكاس. لكن يحتاج المريض لمراقبة معدل ضربات القلب لمدة ست ساعات بعد تناول الجرعة الأولى من الدواء، لكنه قد يؤدي لخفض معدل ضربات القلب.
من التأثيرات الجانبية الأخرى الناتجة عن هذا الدواء: الصداع، ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة لتشوش الرؤية.
تيريفلونوميد (Teriflunomide (Aubagio
يعمل هذا الدواء على تخفيف شدة الانتكاسات أيضاً، و يتم تناوله مرة يومياً.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عنه: قد يسبب تلف للكبد، بالإضافة لتساقط الشعر. كما يعتبر ضار و خطر جداً لتطور الجنين. لذلك لا يمكن استخدامه بالنسبة للمرأة التي تفكر في الإنجاب قريباً، أو التي لا تتناول حبوب منع الحمل.
ناتاليزوماب: (Natalizumab (Tysabri
يعمل هذا الدواء على منع حركة الخلايا المناعية المسببة للمرض. حيث يعيق حركتها من مجرى الدم إلى الدماغ و الحبل الشوكي. يُعتبر الخط العلاجي الأول بالنسبة لبعض المرض الذين يعانون من حالات شديدة من مرض التصلب المتعدد.
من التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذا الدواء: زيادة خطورة الإصابة بالتهاب الدماغ الفيروسي و هو ما يعرف بالاعتلال الدماغي.
أليمتوزوماب: (Alemtuzumab (Lemtrada
يساعد هذا الدواء في خفض شدة الهجمات الانتكاسية عن طريق استهداف البروتينات الموجودة على سطح الخلايا المناعية. هذا التأثير قد يحدّ من تلف الأعصاب الناتج عن خلايا كريات الدم البيضاء. لكنه من ناحية أخرى يؤدي لزيادة خطورة العدوى و اضطرابات المناعة الذاتية. يتضمن العلاج خضوع المريض لخمسة أيام متتالية من تسريب الدواء. ثم بعد مرور عام كامل، يتبع ذلك حقن المريض مجدداً بالدواء لمدة ثلاثة أيام أخرى.
من التأثيرات الجانبية الشائعة للدواء: التفاعلات الدوائية مكان الحقن. يتوفر هذا الدواء فقط لحالات خاصة محددة و مسجلة مسبقاً ضمن برنامج خاص لمراقبة سلامة الدواء.
ميتوكسانترون: Mitoxantrone
هذا الدواء مثبط للمناعة، قد يكون ضار للقلب، و يرتبط مع زيادة خطورة الإصابة بسرطان الدم. نتيجةً لذلك يُعتبر استخدامه محدود جداً. و يستخدم فقط في الحالات الشديدة و المتطورة من المرض.
الخيارات العلاجية للأعراض المرافقة للتصلب المتعدد:
العلاج الفيزيائي:
يعتمد على تعليم المريض بعض تمارين القوة للتمكن من القيام بالمهام اليومية. هذه التمارين بالإضافة للأجهزة المساعدة على التنقل، تُمكّن المريض من التغلب على ضعف الساقين و غيرها من مشاكل الحركة المرافقة للتصلب المتعدد.
مرخي عضلي:
قد يعاني المريض من ألم و تشنج في العضلات خاصةً في الساقين. لذلك يُعتبر الاعتماد على المرخيات العصبية مثل مادة باكلوفين و مادة تيزانيدين من الأدوية الفعالة لتحسين الأعراض.
بعض الأدوية المنشطة و المقوية للجسم للتغلب على حالات التعب و الإرهاق.
بعض الأدوية الأخرى التي تحتاج لوصفة طبية لعلاج الاكتئاب و الضعف الجنسي و المشاكل المرتبطة بالمثانة و حركة الأمعاء.
العلاجات المنزلية:
لا يمكن اعتبارها بالعلاجات البديلة، لأنها لن تُغني عن الأدوية، و لن تشفي من المرض، إنما تُعتبر وقائية و تحسّن من الوضع الصحي للمريض. و تتمثل بما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي لتحسين مناعة الجسم و صحة المريض بشكل عام.
- الحصول على عدد ساعات كافية من النوم.
- الابتعاد عن أجواء التوتر و الضغوطات و الاعتماد على بعض أساليب الاسترخاء كممارسة رياضة اليوغا و حركات التأمل.
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بانتظام.
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/multiple-sclerosis/home/ovc-20131882
http://www.medicinenet.com/multiple_sclerosis_ms/article.htm
http://www.medicalnewstoday.com/articles/37556.php
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/healthsame/