يحدث سرطان القولون عندما تتطور و تنمو الأورام في الأمعاء الغليظة. و يُعتبر ثالث أنواع السرطان الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة، و الذي يؤدي إلى الوفاة.
القولون أو الأمعاء الغليظة هي المكان الذي يستخرج منه الجسم الماء و الأملاح من الفضلات الصلبة (البراز). ثم تنتقل الفضلات من خلال المستقيم، و تغادر خارج الجسم عبر فتحة الشرج.
يُنصح بإجراء فحوصات دورية بعد سن الخمسين من العمر، للكشف المبكر عن سرطان القولون، و الوقاية منه. قد يحدث سرطان القولون و سرطان المستقيم مع بعضهما البعض. و هو ما يُدعى سرطان قولوني مستقيمي.
سرطان المستقيم ينشأ في منطقة المستقيم. و هي عبارة عن الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة (آخر 7 انش من طول الأمعاء الغليظة)، القريب من فتحة الشرج.
يصيب سرطان القولون الأمعاء الغليظة. و يبدأ عادةً بوجود أورام حميدة في جدار الأمعاء. قد لا تحدث أي أعراض إلى المراحل الأخيرة من السرطان. لكن في حال ظهور الأعراض، فتتمثل بوجود اضطرابات و مشاكل في الجهاز الهضمي.
يتضمن العلاج مشاركة دوائية بين العلاج الكيماوي و العلاج بالأشعة و الجراحة، و التي قد ينتج عنها استئصال القولون. إن اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف و قليل الدسم، قد يساعد في الوقاية من سرطان القولون. و الفحوصات الدورية تكشف عن المراحل المبكرة من السرطان في حال حدوثه.
أعراض سرطان القولون:
غالباً لا يرافق سرطان القولون أي أعراض في المراحل المبكرة. لكن مع تطور و تقدم مراحل المرض، تظهر الأعراض و التي تتضمن ما يلي:
- الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
- تغير في قوام البراز و الذي يستمر أكثر من أربعة أسابيع.
- براز طري و ضيق.
- نزف شرجي أو وجود دم في البراز.
- ألم في البطن مع تشنجات أو مغض أو انتفاخ البطن و الغازات.
- ألم أثناء حركة الأمعاء (أثناء إفراغ الأمعاء).
- الرغبة الملحة للتبرز.
- الشعور بالوهن و التعب.
- فقدان للوزن غير المبرر.
- متلازمة القولون العصبي.
- فقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
- إذا انتشر السرطان إلى أماكن جديدة من الجسم، يظهر المزيد من الأعراض تبعاً لمكان الإصابة الجديد. و عادةً الكبد هو أكثر الأعضاء تأثراً.
مراحل سرطان القولون:
هنالك طرق مختلفة لتحديد مراحل السرطان. و يعتمد تقييم مرحلة سرطان القولون على مدى انتشاره. و تتلخص في المراحل التالية:
المرحلة 0:
يكون السرطان في المراحل المبكرة، و مركّز في مكان محدد، بحجم صغير لا يتجاوز الطبقة الداخلية للقولون.
المرحلة الأولى من سرطان القولون:
يزداد نمو السرطان للطبقة المجاورة من أنسجة القولون، لكن دون الوصول إلى الغدد الليمفاوية أو غيره من الأعضاء.
المرحلة الثانية من سرطان القولون:
يصل السرطان إلى الطبقة الخارجية من القولون، لكن لم ينتشر إلى ما بعد القولون.
المرحلة الثالثة من سرطان القولون:
يزداد تطور و نمو السرطان عبر الطبقات الخارجية. و يصل إلى واحدة أو أكثر من الغدد الليمفاوية. لكن لم ينتشر إلى مسافات بعيدة.
المرحلة الرابعة من سرطان القولون:
ينتشر السرطان إلى أنسجة أخرى بعد جدار القولون، إلى مسافات و أجزاء بعيدة من الجسم.
يتطور السرطان بشكل تدريجي. كل مرحلة ليست ثابتة، لكنها تصف ما يحدث من تطورات خلال هذه المرحلة.
أسباب سرطان القولون:
بشكل طبيعي فإن خلايا الجسم تتبع عملية منتظمة في النمو و الانقسامات و الوفاة. أما عند حدوث السرطان، فإن الخلايا تنمو و تنقسم بشكل غير منتظم. و لا يمكن التحكم به و لا تموت!
معظم حالات سرطان القولون، تنشأ من خلايا غير سرطانية (أورام حميدة). و التي تتشكل في الجدران الداخلية للأمعاء الغليظة. قد تنتشر الخلايا السرطانية من الأورام الحميدة إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الدم و النظام الليمفاوي. هذه الخلايا السرطانية قد تنمو و تهاجم الأنسجة الصحية المجاورة. و تنتشر عبر أنحاء الجسم (ورم خبيث). مما ينتج عنه مضاعفات أكثر خطورة، و غير قابلة للعلاج.
السبب الأساسي للإصابة بالسرطان غير معروف، لكن هنالك بعض العوامل الخطيرة المؤدية للمرض.
و بتفصيل أكبر إليك أسباب سرطان القولون:
الأورام الحميدة:
كما ذكرتُ سابقاً فإن سرطان القولون ينشأ عادةً من الأورام الحميدة التي توجد في الأمعاء الغليظة. أكثر الأنواع شيوعاً للأورام الحميدة تتضمن ما يلي:
الورم الغدي:
و هو ما يمثل البطانة العادية للقولون، لكن تحت المجهر يختلف شكله الطبيعي. هذا الورم الحميد قد يتطور، و يتحول لورم خبيث سرطاني.
فرط تنسج الأورام الحميدة:
من النادر أن يتطور سرطان القولون من هذه الحالة، بل عادةً تبقى عبارة عن فرط تنسج في الزوائد اللحمية. و مع مرور الزمن قد يستمر نموها إلى ورم حميد في القولون إذا لم يتم إزالتها خلال المراحل المبكرة من العلاج.
العوامل الوراثية و الجينات:
عند حدوث تلف للجينات، أو تغير في الحمض النووي، يؤثر ذلك على انقسام الخلايا. مما قد يؤدي لنمو الخلايا غير القابل للتحكم.
قد يعاني الشخص من استعداد وراثي لهذه الحالة، إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين يعاني من السرطان سابقاً. لكن في الحقيقة فإن معظم حالات سرطان القولون، تحدث دون وجود تاريخ مرضي سابق بين أفراد العائلة.
بعض الأفراد يولدون مع وجود طفرات جينية معينة، تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان في المراحل المتقدمة من حياتهم. في بعض الأحيان قد يملك الشخص مظاهر جينية مختلفة، لكن لا يصاب بالسرطان ما لم توجد عوامل خطيرة أخرى تحفز على الإصابة.
العادات و الحمية الغذائية:
يعتبر العمر من العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بسرطان القولون. حوالي 90% من الحالات تحدث بعد سن الخمسين.
معظم حالات سرطان القولون تحدث للأفراد ذوي أنماط الحياة المستقرة الذين يعانون من البدانة و المدخنين. و على اعتبار أن القولون هو جزء من الجهاز الهضمي، فإن النمط الغذائي من العوامل الهامة المؤثرة على المرض. فالنظام الغذائي الذي يفتقر للألياف، و يحتوي على نسبة عالية من الدهون و السعرات الحرارية و اللحوم الحمراء و الكحول و الأطعمة الجاهزة، يرتبط و بشدة بزيادة خطورة الإصابة بالسرطان.
المشاكل الصحية المزمنة:
بعض الحالات المرضية و العلاجات ترتبط مع زيادة خطورة الإصابة بسرطان القولون و تتضمن ما يلي:
- داء السكري.
- الإصابة بالعملقة: اضطراب في هرمون النمو.
- العلاج الإشعاعي لحالات أخرى من السرطان.
- التهاب الأمعاء مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/150496.php
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/colon-cancer/symptoms-causes/syc-20353669
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/govbeshear/