إذا كنت تكتسب الوزن سريعاً دون التخطيط لذلك، فمن الأفضل الانتباه للأسباب المحتملة إلى زيادة الوزن بسرعة.
إذا لم يطرأ أي تغيير على عاداتك اليومية، من نظامك الغذائي، و مستوى النشاط و الحركة لديك. و على الرغم من ذلك، أنت تلاحظ زيادة سريعة في وزنك. قد يعود الأمر لوجود مشكلة صحية كامنة بحاجة لمتابعة.
ليست كل حالات زيادة الوزن هي نتيجة وجود مرض مثلاً. لكن في بعض الأحيان، قد تكون مؤشر على حدوث خلل ما. قد يعود الأمر لوجود خلل هرموني أو تقلبات في المزاج أو عوامل أخرى سوف نأتي على ذكرها بالتفصيل خلال مقال اليوم بإذن الله.
المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً التي تؤدي لزيادة الوزن بسرعة:
قصور الغدة الدرقية:
إذا كان سبب زيادة الوزن لديك، هو نتيجة قصور في الغدة الدرقية. سوف يرافق ذلك أعراض أخرى، مثل الشعور الدائم بالإرهاق و التعب، جفاف البشرة أو ترقق الشعر.
تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك عمليات الاستقلاب و امتصاص المواد الغذائية من الأطعمة و إنتاج الطاقة.
و بالتالي عندما تنخفض كمية هذه الهرمونات، و يحدث خلل في عملها، يؤدي ذلك لبطء عمليات الاستقلاب، و عدم حرق السعرات الحرارية بشكل كافِ وصحيح. فيزداد الوزن سريعاً و تنخفض طاقة الجسم. بالإضافة للمزيد من الأعراض التي تحدثنا عنها سابقاً بالتفصيل على الرابط التالي.
متلازمة مبيض متعدد الكيسات:
مشكلة صحية أخرى متعلقة بالخلل الهرموني عند النساء، ألا و هي متلازمة مبيض متعدد الكيسات.
في هذه الحالة يحدث خلل في توازن الهرمونات الذكرية و الأنثوية. مما يؤدي لخلل في الدورة الشهرية و ظهور حب الشباب و زيادة شعرانية الوجه و ترقق شعر الرأس. بالإضافة لخلل في استقلاب الكربوهيدرات و تحويلها لطاقة. و بالتالي زيادة الوزن سريعاً.
عندما يصبح الجسم مقاوم لتأثير هرمون الأنسولين، يتم تخزين الأطعمة المتناولة على شكل دهون، بدلاً من تحويلها إلى طاقة.
القلق و الاكتئاب:
لا تخلو حياة من الضغوطات و التوتر و مستويات متفاوتة من القلق. هذا أمر طبيعي.
لكن عندما يفوق الحد الطبيعي، يستجيب كل شخص منا لهذه الضغوطات بطريقة مختلفة. فيلجأ البعض لزيادة تناول الطعام (البدانة النفسية)، كرد فعل للتغلب على اضطرابات المزاج، و لمقاومة فرط التفكير!
ترتبط حالات الاكتئاب و القلق، بالإرهاق و التعب و التوتر و قلة التركيز. مما قد يؤدي لسلوكيات غير صحية.
هذه العوامل جميعها تؤثر على الهرمونات، بما في ذلك الهرمونات المسؤولة عن البدانة و النحافة.
هنالك عدة أساليب للتغلب على الضغوطات و حالات التوتر. و كلما سارعنا لإدراك المشكلة باكراً و علاجها. كانت النتائج أفضل و أكثر فعالية.
زيادة الوزن خلال مرحلة انقطاع الطمث:
مع التقدم في السن، و عندما تقترب المرأة من مرحلة انقطاع الطمث، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بالتدريج. مما يسبب عدة أعراض و مضاعفات على الجسم. من ضمنها اكتساب الوزن سريعاً و بطء عمليات الاستقلاب.
زيادة الوزن التي ترافق مرحلة انقطاع الطمث عادةً، تتركز الدهون في منطقة البطن. و هذه أخطر أنواع تراكم الدهون. لأنها تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض القلبية و ارتفاع ضغط الدم.
اتباع نظام غذائي صحي و ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يساعد في تجنب زيادة الوزن بعد انقطاع الطمث.
متلازمة كوشينغ:
هرمون الكورتيزول هو ذاته هرمون التوتر، الذي يفرزه الجسم استجابةً لحالات الضغوطات أو المخاطر.
عندما يفرز الجسم كميات كبيرة من هذا الهرمون، و لفترة طويلة من الزمن. يصاب الشخص بمتلازمة كوشينغ. إحدى أعراضها هي زيادة الوزن، و تراكم الدهون في منطقة البطن و حول الوجه.
تناول بعض الأدوية:
من التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، زيادة الوزن. كما هو الحال عند تناول بعض أدوية علاج الأمراض النفسية خاصةً أدوية علاج الاكتبئاب و اضطراب ثنائي القطب. بالإضافة لتناول أدوية مضادات الالتهاب الستيروئيدية لفترة طويلة .
خلل في الغدة النخامية:
الغدة النخامية هي الغدة الأم المسؤولة عن تنظيم بقية الغدد. من ضمنها تخفيز إنتاج هرمونات الغدة الكظرية لإنتاج الكورتيزول. وبالتالي حدوث خلل في الغدة النخامية، قد ينتج عنه أيضاً خلل في الهرمونات الأخرى و زيادة الوزن.
الأرق و اضطرابات النوم:
تؤثر قلة النوم على مختلف وظائف الجسم. و من ضمنها عمليات الاستقلاب (هدم و بناء المواد الغذائية).
عندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من النوم، يحدث خلل في إنتاج الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الإحساس بالجوع و الشبع و عمليات التمثيل الغذائي في الجسم. مما يؤدي لزيادة الوزن.
و من المشاكل الصحية الأخرى، التي قد تسبب زيادة الوزن و خلل في الاستقلاب، تتضمن أورام الرحم أو سرطان المبيض أو الحمل أو احتباس السوائل.
الخُلاصة:
هنالك العديد من الأسباب المحتملة لزيادة الوزن بسرعة، دون إجراء أي تغيير على أنماط حياتك اليومية. و في هذه الحالة، غالباً ما يصاحبها أعراض أخرى، يجب الانتباه لها.
في حال رافق زيادة الوزن أي أعراض أخرى مجهولة السبب، أو في حال كانت زيادة الوزن مستمرة و متصاعدة. إذاً يجب استشارة الطبيب و متابعة الموضوع. و متى ما تم معرفة السبب، هنالك العديد من الأساليب لعلاجية لتصحيحه.
أسأل الله تعالى لكم جميعاً دوام الصحة و العافية، و شكراً للمتابعة إخوتي الكرام 🙂
المراجع:
https://www.health.com/mind-body/sudden-weight-gain-causes
https://www.webmd.com/diet/ss/slideshow-weight-gain-shockers
https://www.webmd.com/diet/obesity/ss/slideshow-weight-gain-conditions