أعراض و أسباب داء الثعلبة و الخيارات العلاجية المتوفرة

7021 0
7021 0

يُعتبر داء الثعلبة من الاضطرابات المناعية التي تؤثر على فروة الرأس بشكل أساسي. فينتج عنها تساقط الشعر بشكل كبير و غير متوقع.

في معظم الحالات، يتساقط الشعر على شكل بقع صغيرة الحجم. لكن في حالات أخرى تكون الأعراض شديدة للغاية. و في بعض الحالات قد تؤدي لتساقط كامل شعر فروة الرأس. و في حالات أكثر شدة، قد يؤدي لتساقط شعر الجسم أيضاً.

إن داء الثعلبة قد يصيب أي شخص مهما كان عمره أو جنسه. لكن معظم الحالات تحدث قبل سن الثلاثين. يتطور داء الثعلبة بشكل مفاجئ خلال بضعة أيام. و حالات التوتر تعلب دوراً في ذلك أحياناً.

عدا عن تأثير الثعلبة على المظهر الجمالي للشعر، إنما تؤثر أيضاً على حماية الشعر ضد العناصر الضارة.

مريض الثعلبة يفتقد للخصائص الوقائية الموجودة في الشعر، لذلك فهو يحتاج إلى:

  • ارتداء واقي شمسي عند التعرض للشمس.
  • ارتداء نظارات محيطة بجوانب العينين، لحمايتها من الشمس و الغبار (أي للقياء بدور الحماية الذي يقوم به عادةً الأهداب و الحواجب).
  • ارتداء واقي لشعر كالقبعة أو وشاح لحماية الشعر من أشعة الشمس أو الحفاظ على درجة حرارته دافئاً.
  • استخدام مرهم داخل الأنف للحفاظ على رطوبة الأغشية المبطنة للأنف. و توفير الحماية ضد الكائنات الدقيقة التي قد تدخل الأنف (و التي يقوم بدور الحماية عادةً الشعيرات المبطنة لجوف الأنف).

داء الثعلبة لا يجعل الشخص مريضاً بشكل مباشر. و لا يعُتبر مرض معدٍ. لكن من الصعب الاعتباد عليه من الناحية النفسية و العاطفية. فبالنسبة للعديد من الأفراد هو عبارة عن مرض صادم، يحتاج المريض لمعالجة الجانب النفسي لتساقط الشعر، فضلاً عن علاج تساقط الشعر بحد ذاته!

تم مقارنة داء الثعلبة مع مرض البهاق، الذي هو عبارة عن مرض جلدي مناعي أيضاً. حيث تقوم الخلايا المناعية بمهاجمة الخلايا المنتجة لصباغ الميلانين، الذي يعطي اللون للبشرة و الشعر. مما يؤدي لتشكل بقع بيضاء اللون. و تشير الدراسات إلى أن هذين المَرَضَين قد يتشاركان بنفس العوامل الممرضة، و أنواع مشابهة من الخلايا المناعية المسببة للمرض، و نفس العوامل الخطيرة المؤدية للمرض.

أسباب داء الثعلبة:

يحدث المرض عندما تقوم خلايا كريات الدم البيضاء بمهاجمة بصيلات الشعر. مما يؤدي لانكماشها، و يبطئ إنتاج الشعر بشكل كبير.

  • السبب الأساسي لحدوث هذا الاضطراب المناعي غير معروف.
  • لكن تُشير الدراسات إلى أن العامل الوراثي له دور كبير في تطور المرض. أي إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين يعاني من داء الثعلبة، فإمكانية ظهور المرض لديك أيضاً هي أكبر.
  • كذلك الأمر بالنسبة للأمراض المناعية الأخرى. أي إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بمرض البهاق مثلاً و هو من الأمراض المناعية، فاحتمال الإصابة بداء الثعلبة أكبر.
  • و يرجح عدد كبير من الأفراد أن داء الثعلبة مرتبط مع حالات التوتر و الضغوطات الشديدة. لكن عدد الدراسات التي أكدت هذا الأمر قليل جداً. إن التعرض لدرجات عالية من التوتر قد تحفز على الإصابة بداء الثعلبة. لكن بشكل عام يتم ربط المرض مع العوامل الجينية و ليس التوتر.

أعراض داء الثعلبة:

  • العرض الأكثر شيوعاً و وضوحاً هو البقع الفارغة من الشعر تماماً في فروة الرأس. تبدو البقع الخالية من الشعر بحجم القطع النقدية.
  • يبدأ الشعر بالتساقط في البداية من فروة الرأس. ثم قد تصاب أي منطقة ينمو فيها الشعر بما في ذلك شعر اللحية أو الأهداب.
  • إن تساقط الشعر قد يكون بشكل مفاجئ، و يتطور فقط خلال بضعة أيام. أو يمتد لفترة أطول من الزمن خلال بضعة أسابيع.
  • قد يسبب الحكة أو الإحساس بحرقة في المنطقة المصابة قبل تساقط الشعر.
  • معظم حالات الثعلبة يرافقها أمراض مناعية أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية أو البهاق أو التهاب المفاصل الروماتيزمي أو الذئبة الحميمية أو التهاب القولون التقرحي.
  • قد تؤثر داء الثعلبة على أظافر اليدين و القدمين و في بعض الأحيان فإن هذه التغيرات هي العلامات الأولى لتطور المرض. هنالك بعض التغيرات البسيطة التي يتم ملاحظتها على الأظافر:
  1. تظهر خدوش على سطح الأظافر بالإضافة لبقع بيضاء. و تصبح الأظافر قاسية و تفقد بريقها و تتقصف.
  2. كما قد ينمو شعر أبيض اللون رفيع في المنطقة المصابة التي فقدت الشعر. أو يتكسر الشعر قبل وصوله لسطح البشرة.

بصيلات الشعر لم تُتلف، و بالتالي فإن الشعر قادر على النمو مجدداً في حال علاج الالتهاب الموجود في بصيلات الشعر.

نصف الأفراد المصابون بداء الثعلبة يتم شفائهم بالكامل خلال سنة من الإصابة. لكن العديد من المرضى قد يعانون من أكثر من حالة واحدة. أي تتكرر الإصابة لديهم مجدداً. و هنالك 10% من الحالات قد تمتد لمناطق أوسع من الجسم. أو قد يكون فقدان الشعر دائم أي لا يعود نمو الشعر مجدداً.

الاختبارات و التشخيص:

يستطيع الطبيب عادةً تشخيص داء الثعلبة بسهولة من مجرد فحص الأعراض. كما قد يكشف عن درجة تساقط الشعر و يفحص المنطقة المصابة تحت المجهر. و على اعتبار أن الأعراض واضحة غالباً و مميزة، عادةً يكون التشخيص سريع و مباشر.

  • و في حال لك يتمكن الطبيب من تشخيص المرض من مجرد مراقبة الأعراض، عندها يلجأ لأخذ خزعة من الجلد.
  • و في حال الرغبة باستبعاد أمراض مناعية أخرى يقوم بإجراء تحليل للدم.

علاج داء الثعلبة:

الأشخاص الذين يعانون من وجود عدد قليل من البقع المنتشرة بشكل عشوائي، قد يتم الشفاء بالكامل دون الحاجة لأي علاج.

للأسف لا يوجد علاج شافٍ من المرض. إنما تتوفر عدة خيارات علاجية تساعد على إعادة و تسريع نمو الشعر. لكنها لا تستطيع أن تمنع تشكل بقع جديدة على الرأس.

المشاركة العلاجية ضرورية، و ليست جميع الخيارات العلاجية مناسبة لجميع المرضى.

و أكثر الخيارات العلاجية شيوعاً لعلاج داء الثعلبة:

  • الستيروئيدات القشرية: هي عبارة عن حقن موضعية على فروة الرأس تحتوي على الستيروئيدات القشرية بمقدار 1سم كل 4-6 أسابيع. حيث تبدي فعالة في إعادة نمو دورة حياة الشعر في المنطقة المصابة.
  • الأدوية المضادة للالتهاب التي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي.
  • و من الخيارات العلاجية الأخرى التي تعزز نمو الشعر أو تؤثر على الجهاز المناعي الداخلي، تتضمن مينوكسيديل: يستخدم بالمشاركة مع الستيروئيدات الموضعية لتعزيز نمو الشعر.
  • أنثرالين: و عبارة عن مرهم موضعي يساعد في إعادة نمو الشعر. قد يسبب تهيج للبشرة و تغير اللون. لذلك يتم تطبيقه فقط على الأماكن الخالية من الشعر، بمعدل مرة واحدة في الأسبوع. قد يبدأ نمو الشعر خلال ثلاثة اشهر من بدء العلاج.
  • أما العلاج الكيميائي الضوئي تم دعمه من قبل دراسات أخرى. و يُعتبر علاج بديل فعال للمرضى غير القادرين على استخدام العلاجات الجهازية.

العلاجات الطبيعية للقضاء على داء الثعلبة:

يُشير بعض الأفراد لحصولهم على نتائج إيجابية فعالة في علاج داء الثعلبة عن طريق تدليك فروة الرأس مكان الإصابة بواسطة عصير البصل أو الثوم أو الشاي الأخضر أو زيت اللوز أو العسل أو حليب جوز الهند. لكن لا يوجد إثبات علمي و لا دراسة تؤكد هذه النتائج.

كما تحتوي الخضار و الفواكه على مادة تدعى كيرستين: و هي من مركبات الفلافونويد التي تساعد في الوقاية من تطور داء الثعلبة و تعالج تساقط الشعر.

المراجع:

https://www.healthline.com/health/alopecia-areata

https://www.medicalnewstoday.com/articles/70956.php

https://www.medicinenet.com/alopecia_areata/article.htm

https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/hair-loss/tc/alopecia-areata-topic-overview#1

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/153363351@N05/

https://www.flickr.com/photos/128783984@N04/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك